سما الموج
29-12-2019, 06:58 PM
الابتعاد عن ذكر أهْل المعاصي والموبِقات في المجالس
هناك نقطة دقيقة أشار إليها العالم الجليل عبد الله بن المُبارك يقول: "لا تَذْكُر أهْل الأهْواء والبِدَع بِسُوءٍ إلا لِمَنْ يُبَلِّغوا لهم ذلك لَعَلَّهُم ينْزَجِرون و إلا لا فائِدَة لِذِكْرِهم عند من لا يُبَلِّغُهم"، هذه نقطة من أهَمِّ النِّقاط في الدرْس؛ كيف؟! أحْياناً تجْلس مع إخْوانك ولهم باعٌ في التِّجارة، وكان هناك تاجِر كذاب، ونصاب، ومُحْتال، فإذا أنت حَكَيْتَ عنه وقد تَحِلُّ الغَيْبة عنه، ماذا فَعَلْتَ بِنَفْسِك أنت؟ أنت عَرَضْتَ على الحاضِرين إنْساناً ساقِطاً
والإنسانُ الساقِط من القِيَم والمبادئ يُشيعُ في الجَلْسَة الانْقِباض، فالإنسان إذا مَسَكَ باقة أزْهار شيء وإذا مَسَك جيفة كان شيئاً آخر، فالباقة تُنْعِشُ والجيفة تُنْتِنُ، فَنَحنُ إذا تكلَّمْنا عن أهْل الدنيا، وعن المُنْحَرِفين، والمتكبِّرين، والفساق، وأهْل المعاصي، وذَكَرْنا عُدْوانهم، وخِفَّتَهم، وحقارَتَهم، ولم يُبَلِّغْهُم أحداً، فماذا استَفَدْنا من قِصَصِهِم؟ عَكَّرْنا نُفوسَنا، فإذا لم يكن هناك هَدَفٌ واضِح فلا تذْكُرْهم، كما أنَّهُ بذِكْر الصالحين تتعَطَّرُ المجالس فَبِذِكْر المُنْحَرِفين تتنَجَّسُ المجالِس، جُلوسُكَ مع إخْوانك تشْعر بِسُمُوّ وسرور وانْدِفاع إلى طاعة الله، فإياك أن تذكر اللئيم في المَجْلس، وهناك نصٌّ من النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء عِكْرِمة مُسْلماً فقال عليه الصلاة والسلام قبل أن يأتي عِكرمة: "لقد جاءَكم عِكْرمة مُسْلماً فإياكم أن تَسُبوا أباه- من أبوهُ؟! أبو جهْل! أعْدى أعْداء الدِّين- فإنَّ سَبَّ المَيِّت يُؤْذي الحيّ ولا يبْلُغُ المَيِّت"، فلا فائِدَة، إذاً هناك قاعِدَة إذا جَلَسْتَ مجْلِساً مع أشْخاص لا غيبة لهم، الحديث عن الُّلؤْم والخِفَّة والدناءة واللُّؤْم والاسْتِعْلاء والتناقض يُعَكِّر المَجْلس كما أنَّ الأعمال البُطولِيَّة تفوحُ رائِحَتُها على كُلِّ الجالِسين فَيَنْتَعِشُ قَلْبُهم، كذلك الأعمال السيِّئة تنْتِنُ رائِحَتُها على كُلِّ الحاضِرين فَتَتَعَكَّرُ قلوبهم، فإذا انْعَدَمَتْ الفائِدَة فلا داعي، فإذا أردْتَ الكلام على الناس - وعلى من يسْتَحِقون الغيبة - فلا بدّ من أن يكون من فائِدة وحِكمة، أحياناً يقول لك: كاتب قِصَّة واقِعي؛ ما معنى واقِعي؟ أي أعْطاك أبْشَع صورة عن الإنسان من خِيانة زَوْجِيَّة، وسَرِقَة، واحْتِيال، وظُّلْم، فهذا قد عَكَّر لك قَلْبَك، نحن نُريد واقِعاً مِثالياً تنْهَضُ بنا.
قلتُ مَرَّةً: الفرق بين القانون والشَّرْع فرق كبير جداً؛ فالقانون كلما هَبَطَ مُستوى الإنسان هَبَطَ معه، فهناك مَشْروع قانون لاعْتبار زِنا المحارِم ليس زنا!! أما الشَّرْعُ فَيَرْفَعُكَ إلى مُسْتواه فَهُوَ بِمَكانٍ عالٍ وما عليك إلا أنْ تصِلَ إليه قال تعالى: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾
[ سورة المائدة: 48]
فالنقْطة الدقيقة يا أخواننا بِكُلِّ لِقاءاتِك العائِلِيَّة والأخَوِيَّة والعَمَلِيَّة وبِكُلِّ مناسبة لا تذْكر أهْل المعاصي والموبِقات، لا تذْكر معاصيهِم ودناءَتَهم وخِفَّتَهم وطريق كَسْبِهم للمال فهذا يُعَكِّرُك، كما أنَّهُ لا فائِدَةَ من ذلك إطْلاقاً، فإذا كان هناك أمَلٌ بالتبْليغ صارَ هناك هدَفٌ أما دون هَدَف فقد عَكَّرْتَ نفْسك وما اسْتَفَدْتَ شيئاً.
هناك نقطة دقيقة أشار إليها العالم الجليل عبد الله بن المُبارك يقول: "لا تَذْكُر أهْل الأهْواء والبِدَع بِسُوءٍ إلا لِمَنْ يُبَلِّغوا لهم ذلك لَعَلَّهُم ينْزَجِرون و إلا لا فائِدَة لِذِكْرِهم عند من لا يُبَلِّغُهم"، هذه نقطة من أهَمِّ النِّقاط في الدرْس؛ كيف؟! أحْياناً تجْلس مع إخْوانك ولهم باعٌ في التِّجارة، وكان هناك تاجِر كذاب، ونصاب، ومُحْتال، فإذا أنت حَكَيْتَ عنه وقد تَحِلُّ الغَيْبة عنه، ماذا فَعَلْتَ بِنَفْسِك أنت؟ أنت عَرَضْتَ على الحاضِرين إنْساناً ساقِطاً
والإنسانُ الساقِط من القِيَم والمبادئ يُشيعُ في الجَلْسَة الانْقِباض، فالإنسان إذا مَسَكَ باقة أزْهار شيء وإذا مَسَك جيفة كان شيئاً آخر، فالباقة تُنْعِشُ والجيفة تُنْتِنُ، فَنَحنُ إذا تكلَّمْنا عن أهْل الدنيا، وعن المُنْحَرِفين، والمتكبِّرين، والفساق، وأهْل المعاصي، وذَكَرْنا عُدْوانهم، وخِفَّتَهم، وحقارَتَهم، ولم يُبَلِّغْهُم أحداً، فماذا استَفَدْنا من قِصَصِهِم؟ عَكَّرْنا نُفوسَنا، فإذا لم يكن هناك هَدَفٌ واضِح فلا تذْكُرْهم، كما أنَّهُ بذِكْر الصالحين تتعَطَّرُ المجالس فَبِذِكْر المُنْحَرِفين تتنَجَّسُ المجالِس، جُلوسُكَ مع إخْوانك تشْعر بِسُمُوّ وسرور وانْدِفاع إلى طاعة الله، فإياك أن تذكر اللئيم في المَجْلس، وهناك نصٌّ من النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء عِكْرِمة مُسْلماً فقال عليه الصلاة والسلام قبل أن يأتي عِكرمة: "لقد جاءَكم عِكْرمة مُسْلماً فإياكم أن تَسُبوا أباه- من أبوهُ؟! أبو جهْل! أعْدى أعْداء الدِّين- فإنَّ سَبَّ المَيِّت يُؤْذي الحيّ ولا يبْلُغُ المَيِّت"، فلا فائِدَة، إذاً هناك قاعِدَة إذا جَلَسْتَ مجْلِساً مع أشْخاص لا غيبة لهم، الحديث عن الُّلؤْم والخِفَّة والدناءة واللُّؤْم والاسْتِعْلاء والتناقض يُعَكِّر المَجْلس كما أنَّ الأعمال البُطولِيَّة تفوحُ رائِحَتُها على كُلِّ الجالِسين فَيَنْتَعِشُ قَلْبُهم، كذلك الأعمال السيِّئة تنْتِنُ رائِحَتُها على كُلِّ الحاضِرين فَتَتَعَكَّرُ قلوبهم، فإذا انْعَدَمَتْ الفائِدَة فلا داعي، فإذا أردْتَ الكلام على الناس - وعلى من يسْتَحِقون الغيبة - فلا بدّ من أن يكون من فائِدة وحِكمة، أحياناً يقول لك: كاتب قِصَّة واقِعي؛ ما معنى واقِعي؟ أي أعْطاك أبْشَع صورة عن الإنسان من خِيانة زَوْجِيَّة، وسَرِقَة، واحْتِيال، وظُّلْم، فهذا قد عَكَّر لك قَلْبَك، نحن نُريد واقِعاً مِثالياً تنْهَضُ بنا.
قلتُ مَرَّةً: الفرق بين القانون والشَّرْع فرق كبير جداً؛ فالقانون كلما هَبَطَ مُستوى الإنسان هَبَطَ معه، فهناك مَشْروع قانون لاعْتبار زِنا المحارِم ليس زنا!! أما الشَّرْعُ فَيَرْفَعُكَ إلى مُسْتواه فَهُوَ بِمَكانٍ عالٍ وما عليك إلا أنْ تصِلَ إليه قال تعالى: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾
[ سورة المائدة: 48]
فالنقْطة الدقيقة يا أخواننا بِكُلِّ لِقاءاتِك العائِلِيَّة والأخَوِيَّة والعَمَلِيَّة وبِكُلِّ مناسبة لا تذْكر أهْل المعاصي والموبِقات، لا تذْكر معاصيهِم ودناءَتَهم وخِفَّتَهم وطريق كَسْبِهم للمال فهذا يُعَكِّرُك، كما أنَّهُ لا فائِدَةَ من ذلك إطْلاقاً، فإذا كان هناك أمَلٌ بالتبْليغ صارَ هناك هدَفٌ أما دون هَدَف فقد عَكَّرْتَ نفْسك وما اسْتَفَدْتَ شيئاً.