غرآم الروح
07-01-2020, 01:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله ورعاكم فضيلة الشيخ
مطلقة عَرَضت نفسها للزواج على رجل متزوج ولم يَقبل بها وأخذت تدعو عليه في صلاتها وتضايقه بالرسائل ، والرجل على خُلق لم يُعاملها بأخلاقها بل تسامى عن أن يقع في المحظور
فما حكم فعل هذه المرأة ؟ وبارك الله فيكم وجزاكم خيرا على صبركم معنا
_____________________________________
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
إذا كان الأمر كَمَا ذُكِر ، فإن المرأة مُعتَدِيَة ، وآثِمة بِدُعائها على الرَّجل ، وتأثَم إذا كانت تتكلَّم فيه وتَقَع في عِرضه .
فلا يجوز أن تَدْعو على الرَّجل ؛ لأنه لم يَظلِمها ، مما يَظهر مِن السؤال .
وليس كل الدعاء جائزا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويَحْرُم الاعتداء في الدعاء ، لقوله تعالى : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، وقد يكون الاعتداء في نفس الطَّلَب ، وقد يَكون في نفس المطلوب . اهـ .
ولا يَجب على الرَّجل أن يُجيبها إلى سُؤالها ولا أن يُلبّي طَلبها ، فَربّما كانت لا تُناسبه ، أو لم يُكتب له الزواج بها .
والإنسان لا يَدري أين تكون الْخِيرة ، فَرُبَّ شرّ مُعجَّل ، ورُبّ خير مُؤجَّل .
ورُبّ أُمنيّة فيها مَنِيَّة ، ورُبّ " مِحْنَة في طيِّها مِنْحَة " ، كمَا يَقول ابن القيم .
وفي تصرّفها سوء أدب مع الله ، ومَع الرَّجل ، إذا كانت استخارت في أمر زواجها .
لأن خِيرة الله في صَرْفِه عنها ، إذا كان صُرِف ، فهي لم تَرْضَ بِخيرة الله واختياره لها .
ومن الرضا عن الله : أن يرضى العبد اختيار الله له .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : يَستخير أحدكم فيقول: اللهم خِرْ لي ، فيخير الله له فلا يرضى، ولكن ليقل اللهم خِرْ لي برحمتك وعافيتك . ويقول : اللهم اقضِ لي بالحسنى ، ومِن القضاء بالحسنى قَطْع اليد والرِّجل ، وذهاب المال والولد ، ولكن لِيَقُل : اللهم اقضِ لي بالحسنى في يُسر منك وعافية .
وقال ابن عمر : إن الرجل ليستخير الله فيختار له ، فيتسخط على رَبِّه ، فلا يَلْبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خِير له .
وقال قتادة : خِيرة الله للمُؤمن فيما يَكره أكثر مِن خيرته فيما يُحب . رواه عبد الرزاق .
حفظكم الله ورعاكم فضيلة الشيخ
مطلقة عَرَضت نفسها للزواج على رجل متزوج ولم يَقبل بها وأخذت تدعو عليه في صلاتها وتضايقه بالرسائل ، والرجل على خُلق لم يُعاملها بأخلاقها بل تسامى عن أن يقع في المحظور
فما حكم فعل هذه المرأة ؟ وبارك الله فيكم وجزاكم خيرا على صبركم معنا
_____________________________________
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
إذا كان الأمر كَمَا ذُكِر ، فإن المرأة مُعتَدِيَة ، وآثِمة بِدُعائها على الرَّجل ، وتأثَم إذا كانت تتكلَّم فيه وتَقَع في عِرضه .
فلا يجوز أن تَدْعو على الرَّجل ؛ لأنه لم يَظلِمها ، مما يَظهر مِن السؤال .
وليس كل الدعاء جائزا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويَحْرُم الاعتداء في الدعاء ، لقوله تعالى : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، وقد يكون الاعتداء في نفس الطَّلَب ، وقد يَكون في نفس المطلوب . اهـ .
ولا يَجب على الرَّجل أن يُجيبها إلى سُؤالها ولا أن يُلبّي طَلبها ، فَربّما كانت لا تُناسبه ، أو لم يُكتب له الزواج بها .
والإنسان لا يَدري أين تكون الْخِيرة ، فَرُبَّ شرّ مُعجَّل ، ورُبّ خير مُؤجَّل .
ورُبّ أُمنيّة فيها مَنِيَّة ، ورُبّ " مِحْنَة في طيِّها مِنْحَة " ، كمَا يَقول ابن القيم .
وفي تصرّفها سوء أدب مع الله ، ومَع الرَّجل ، إذا كانت استخارت في أمر زواجها .
لأن خِيرة الله في صَرْفِه عنها ، إذا كان صُرِف ، فهي لم تَرْضَ بِخيرة الله واختياره لها .
ومن الرضا عن الله : أن يرضى العبد اختيار الله له .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : يَستخير أحدكم فيقول: اللهم خِرْ لي ، فيخير الله له فلا يرضى، ولكن ليقل اللهم خِرْ لي برحمتك وعافيتك . ويقول : اللهم اقضِ لي بالحسنى ، ومِن القضاء بالحسنى قَطْع اليد والرِّجل ، وذهاب المال والولد ، ولكن لِيَقُل : اللهم اقضِ لي بالحسنى في يُسر منك وعافية .
وقال ابن عمر : إن الرجل ليستخير الله فيختار له ، فيتسخط على رَبِّه ، فلا يَلْبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خِير له .
وقال قتادة : خِيرة الله للمُؤمن فيما يَكره أكثر مِن خيرته فيما يُحب . رواه عبد الرزاق .