غرآم الروح
13-01-2020, 08:30 PM
صور من رحمة النبي بالنساء
إنّ من أبرز صور مكانة المرأة في الإسلام هي ما تقتضيه حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حسن المعاملة مع النساء، وذلك بجعله النساء شقائق الرجال في الأحكام إلّا فيما اختص فيه طبيعة أجسادهن، ولقد روت أمّ المؤمنين زينب بنت جحش (https://sotor.com/%D9%86%D8%A8%D8%B0%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A8-%D8%A8%D9%86%D8%AA-%D8%AC%D8%AD%D8%B4/) واحدة من صور رحمته -صلّى الله عليه وسلّم- بالنساء، يقول الحديث: "عن زينبَ أنَّها كانت تَفْلي رأسَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- وعندَهُ امرأةُ عثمانَ بنِ عفَّانَ ونساءٌ منَ المُهاجراتِ وَهنَّ يشتَكينَ منازلَهنَّ أنَّها تضيقُ عليْهنَّ ويخرُجنَ منْها فأمرَ رسولُ اللَّهِ -صلّى اللَّه عليه وسلم- أن تورَّثَ دورَ المُهاجرينَ النِّساءَ فماتَ عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ فوُرِّثتْهُ امرأتُهُ دارًا بالمدينةِ"،[١٦] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-8MsJuwyLnx-16) وقد كان رسول الله لا يأنف أن يمشي مع الأرامل واليتامى والقيام بحاجاتهن.[١٧] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-yL6HxIDqIs-17)
الأم في الإسلام
أوجب الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام تناول موضوع الأم وتعامل الإسلام معها، فلقد أوصى الله -سبحانه وتعالى- بالإحسان إليها وبرّها، ولقد عرّفنا الله -عزّ وجلّ- بقدر الأمومة في الوالديّة بقوله تعالى في سورة الإسراء (https://sotor.com/%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1/): {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}،[١٨] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-GtnFJJEHrG-18) وفي سورة لقمان قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.[١٩] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-nwwuMptKup-19)[٢٠] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-Er4oHH2txI-20)
الزوجة في الإسلام
الشموليّة في جميع مناحي الحياة واحدة من الخصائص المميّزة للدّين الإسلاميّ (https://sotor.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A/)، فلم يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلّا وقد تناول حكمها وتفصيلها الشرعيّ، ونزلًا عند الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام كان لزامًا ذكر الزوجة وبيان حقوقها وواجباتها كما وردت في الشريعة الإسلاميّة، فللزّوجة على الزّوج حقوق عديدة منها حقّ المهر وحقّ النفقة وحقّ السكنى، وفي الحقوق اللامادّيّة حقّ حسن المعاشرة وحقّ العدل والمساواة في حال تعدّد الزوجات، وقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيّ في حجّة الوداع (https://sotor.com/%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%B9/) قال: "فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ، فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ".[٢١] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-xG71GLq6tr-21)[٢٢] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-yn50tnLsJu-22)
السيدة مريم عليها السلام
تبوأت السّيدة مريم (https://sotor.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%B1%D8%A7%D8%A1/) بنت عمران -عليها السّلام- مكانةً عظيمةً في قلوب المسّلمين، فهي امرأةٌ صالحةٌ عابدةٌ لله ربّ العالمين، وكيف لا يكون للسيّدة مريم -عليها السّلام- شأنًا عظيمًا وربّ العالمين قال في سورة آل عمران: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}،[٢٣] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-v6InDyEyMu-23) وقد جعلها وابنها نبي الله عيسى (https://sotor.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85/) -عليه السّلام- فارقٌ ما بين أهل الإيمان وأهل الشّرك، فمن آمن بالله وحده لا شريك له وصدّق بنبوة نبيّ الله عيسى وصلاح أمّه مريم -عليهما السّلام- فقد كان من أهل الإيمان، فالسّيدة مريم هي من أفضل نساء الجنّة ، ولعلّ قصّتها ومكانتها أبرز صورة عن مكانة المرأة في الإسلام.[٢٤] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-yxzxEpuxwv-24)
السيدة خديجة بنت خويلد
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، وهي من أفضل نساء الأمّة، كانت -رضي الله عنها- تتّصف بالعقلانية والجلال والكرم، وهي من أهل الجنّة، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُثني عليها ويفضّلها على سائر أمّهات المؤمنين (https://sotor.com/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86/)، وهي أوّل من أسلم من النساء وآمنت ودعمت وناصرت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بدعوته ونشر رسالته، تقول السيّدة عائشة: "ما غِرْتُ علَى نِسَاءِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إلَّا علَى خَدِيجَةَ وإنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قالَتْ: وَكانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فيَقولُ: أَرْسِلُوا بهَا إلى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ، قالَتْ: فأغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلتُ: خَدِيجَةَ، فَقالَ: رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا".[٢٥] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-owJDsxHvst-25)[٢٦] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-HwGtpqrwFx-26)
آيات قرآنية عن المرأة
عرض القرآن الكريم العديد من المظاهر التي أعلت من مكانة المرأة في الإسلام، وقد خصّ القرآن سورتان خاصّتان في النساء منها سورة النساء والثانية سورة الطلاق، وفيما يأتي بعض الآيات القرآنية عن مكانة المرأة في الإسلام:
العموميّة في الصّالحات والثواب: وعلى ذلك فإن على المرأة مسؤوليّةٌ عامّةٌ فيما يختصّ بالدّعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد إلى الفضائل، قال تعالى في سورة التوبة: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[٢٧] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-uMEoGEpnMx-27)
الاهتمام لأمرها وتقديرها: فقد نزلت سورة المجادلة وتناولت في بدايتها آياتٍ تحكي عن قصّة المجادلة التي اشتكت زوجها لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.[٢٨] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-y9DGrqEIxw-28)
إنّ من أبرز صور مكانة المرأة في الإسلام هي ما تقتضيه حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حسن المعاملة مع النساء، وذلك بجعله النساء شقائق الرجال في الأحكام إلّا فيما اختص فيه طبيعة أجسادهن، ولقد روت أمّ المؤمنين زينب بنت جحش (https://sotor.com/%D9%86%D8%A8%D8%B0%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A8-%D8%A8%D9%86%D8%AA-%D8%AC%D8%AD%D8%B4/) واحدة من صور رحمته -صلّى الله عليه وسلّم- بالنساء، يقول الحديث: "عن زينبَ أنَّها كانت تَفْلي رأسَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- وعندَهُ امرأةُ عثمانَ بنِ عفَّانَ ونساءٌ منَ المُهاجراتِ وَهنَّ يشتَكينَ منازلَهنَّ أنَّها تضيقُ عليْهنَّ ويخرُجنَ منْها فأمرَ رسولُ اللَّهِ -صلّى اللَّه عليه وسلم- أن تورَّثَ دورَ المُهاجرينَ النِّساءَ فماتَ عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ فوُرِّثتْهُ امرأتُهُ دارًا بالمدينةِ"،[١٦] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-8MsJuwyLnx-16) وقد كان رسول الله لا يأنف أن يمشي مع الأرامل واليتامى والقيام بحاجاتهن.[١٧] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-yL6HxIDqIs-17)
الأم في الإسلام
أوجب الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام تناول موضوع الأم وتعامل الإسلام معها، فلقد أوصى الله -سبحانه وتعالى- بالإحسان إليها وبرّها، ولقد عرّفنا الله -عزّ وجلّ- بقدر الأمومة في الوالديّة بقوله تعالى في سورة الإسراء (https://sotor.com/%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1/): {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}،[١٨] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-GtnFJJEHrG-18) وفي سورة لقمان قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.[١٩] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-nwwuMptKup-19)[٢٠] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-Er4oHH2txI-20)
الزوجة في الإسلام
الشموليّة في جميع مناحي الحياة واحدة من الخصائص المميّزة للدّين الإسلاميّ (https://sotor.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A/)، فلم يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلّا وقد تناول حكمها وتفصيلها الشرعيّ، ونزلًا عند الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام كان لزامًا ذكر الزوجة وبيان حقوقها وواجباتها كما وردت في الشريعة الإسلاميّة، فللزّوجة على الزّوج حقوق عديدة منها حقّ المهر وحقّ النفقة وحقّ السكنى، وفي الحقوق اللامادّيّة حقّ حسن المعاشرة وحقّ العدل والمساواة في حال تعدّد الزوجات، وقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيّ في حجّة الوداع (https://sotor.com/%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%B9/) قال: "فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ، فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ".[٢١] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-xG71GLq6tr-21)[٢٢] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-yn50tnLsJu-22)
السيدة مريم عليها السلام
تبوأت السّيدة مريم (https://sotor.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%B1%D8%A7%D8%A1/) بنت عمران -عليها السّلام- مكانةً عظيمةً في قلوب المسّلمين، فهي امرأةٌ صالحةٌ عابدةٌ لله ربّ العالمين، وكيف لا يكون للسيّدة مريم -عليها السّلام- شأنًا عظيمًا وربّ العالمين قال في سورة آل عمران: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}،[٢٣] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-v6InDyEyMu-23) وقد جعلها وابنها نبي الله عيسى (https://sotor.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85/) -عليه السّلام- فارقٌ ما بين أهل الإيمان وأهل الشّرك، فمن آمن بالله وحده لا شريك له وصدّق بنبوة نبيّ الله عيسى وصلاح أمّه مريم -عليهما السّلام- فقد كان من أهل الإيمان، فالسّيدة مريم هي من أفضل نساء الجنّة ، ولعلّ قصّتها ومكانتها أبرز صورة عن مكانة المرأة في الإسلام.[٢٤] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-yxzxEpuxwv-24)
السيدة خديجة بنت خويلد
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، وهي من أفضل نساء الأمّة، كانت -رضي الله عنها- تتّصف بالعقلانية والجلال والكرم، وهي من أهل الجنّة، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُثني عليها ويفضّلها على سائر أمّهات المؤمنين (https://sotor.com/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86/)، وهي أوّل من أسلم من النساء وآمنت ودعمت وناصرت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بدعوته ونشر رسالته، تقول السيّدة عائشة: "ما غِرْتُ علَى نِسَاءِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إلَّا علَى خَدِيجَةَ وإنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قالَتْ: وَكانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فيَقولُ: أَرْسِلُوا بهَا إلى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ، قالَتْ: فأغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلتُ: خَدِيجَةَ، فَقالَ: رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا".[٢٥] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-owJDsxHvst-25)[٢٦] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-HwGtpqrwFx-26)
آيات قرآنية عن المرأة
عرض القرآن الكريم العديد من المظاهر التي أعلت من مكانة المرأة في الإسلام، وقد خصّ القرآن سورتان خاصّتان في النساء منها سورة النساء والثانية سورة الطلاق، وفيما يأتي بعض الآيات القرآنية عن مكانة المرأة في الإسلام:
العموميّة في الصّالحات والثواب: وعلى ذلك فإن على المرأة مسؤوليّةٌ عامّةٌ فيما يختصّ بالدّعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد إلى الفضائل، قال تعالى في سورة التوبة: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[٢٧] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-uMEoGEpnMx-27)
الاهتمام لأمرها وتقديرها: فقد نزلت سورة المجادلة وتناولت في بدايتها آياتٍ تحكي عن قصّة المجادلة التي اشتكت زوجها لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.[٢٨] (https://sotor.com/مكانة-المرأة-في-الإسلام/#cite_note-y9DGrqEIxw-28)