reda laby
21-02-2020, 05:09 PM
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/9_01579383647.gif
لا شك أن المؤمن إذا نزل به بلاء فإنه يسارع إلى ربه سبحانه، يشكو إليه حاله،
ويلجأ إليه ويدعوه أن يكشف ما به من شدة أو مصيبة أو بلاء، قال الله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(غافر:60)، وقال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا
دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}(النمل:62)
، وقال تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ
لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(يونس107).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مَن نَزَلتْ به فَاقةٌ (حاجَةٌ شديدَةٌ، مِن ضِيقٍ في العيْش أو غيره)،
فأَنَزَلها بالنَّاس، لَم تُسدَّ فاقتُه، ومَن نَزلَتْ به فاقةً، فأنزلَها بالله،
فيُوشِكُ اللهُ له برزقٍ عاجلٍ، أو آجل) رواه أبو داود وصححه الألباني.
وهذا مِن باب التَّربيةِ النَّبويَّة للمسلمين على حُسْنِ التَّوكُّل على الله
وسؤاله والطلب منه، وعدم الرُّكونِ إلى النَّاس.
فالمشروع للعبد المُبْتلى أن يجعل شكواه إلى الله تعالى وحده،
قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "والصبر الجميل صبر بلا شكوى،
قال يعقوب عليه الصلاة والسلام: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} مع قوله:
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، فالشكوى الى الله لا تنافي الصبر
الجميل.. وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال إما إزالة ما يضره أو حصول ما
ينفعه، والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ *
وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}(الشرح:8:7).وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس:
(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)".
وقال الغزالي: "فالأحْرى بالعبد إن لم يحسن الصبر على البلاء والقضاء،
وأفضى به الضعف إلى الشكوى، أن تكون شكواه إلى الله تعالى،
فهو المُبْتَلِي والقادر على إزالة البلاء، وذل العبد لمولاه عز،
والشكوى إلى غيره ذل"، وقال ابن الجوزي:
"وقدْ كان السَّلف يكْرَهُون الشَّكْوى إِلى الخَلْق".
ومع أن المشروع للعبد المُبْتَلَى أن يجعل شكواه إلى الله وحده،
إلا أنه ليست كل شكوى إلى المخلوق منهي عنها،
بل إن كانت لغرض صحيح كالاستعانة به على زوال الضرر ـ
فيما يقدر عليه المخلوق ـ، فلا بأس بها، وذلك كإخبار المريض للطبيب بمرضه
ووجعه، وإخبار وشكوى المظلوم لمن ينتصر له ويعينه على رفع هذا الظلم،
وإخبار المُبْتَلى ببلائه لمن يرجو أن يكون فرجه على يديه، وأما الشكوى للمخلوق
دون حاجة فهي مكروهة، وقد تصل إلى التحريم إن اقترن بها تسخط من قدر الله.
قال ابن القيم في "عدة الصابرين":
"لما كان الصبر حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله، والقلب عن التسخط،
والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها، كان ما يضاده واقعا على هذه الجملة،
فمنه الشكوى إلى المخلوق فإذا شكى العبد ربه الى مخلوق مثله
فقد شكى من يرحمه إلى من لا يرحمه، ولا تضاده الشكوى إلى الله
كما تقدم في شكاية يعقوب إلى الله مع قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}،
وأما إخبار المخلوق بالحال فإن كان للاستعانة بإرشاده أو معاونته والتوصل إلى زوال ضرره،
لم يقدح ذلك في الصبر، كإخبار المريض للطبيب بشكايته،
وإخبار المظلوم لمن ينتصر به بحاله،
وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه،
وقد كان النبي إذا دخل على المريض يسأله عن حاله، ويقول كيف تجدك؟
وهذا استخبار منه واستعلام بحاله".
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/9_21579383647.gif
لا شك أن المؤمن إذا نزل به بلاء فإنه يسارع إلى ربه سبحانه، يشكو إليه حاله،
ويلجأ إليه ويدعوه أن يكشف ما به من شدة أو مصيبة أو بلاء، قال الله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(غافر:60)، وقال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا
دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}(النمل:62)
، وقال تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ
لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(يونس107).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مَن نَزَلتْ به فَاقةٌ (حاجَةٌ شديدَةٌ، مِن ضِيقٍ في العيْش أو غيره)،
فأَنَزَلها بالنَّاس، لَم تُسدَّ فاقتُه، ومَن نَزلَتْ به فاقةً، فأنزلَها بالله،
فيُوشِكُ اللهُ له برزقٍ عاجلٍ، أو آجل) رواه أبو داود وصححه الألباني.
وهذا مِن باب التَّربيةِ النَّبويَّة للمسلمين على حُسْنِ التَّوكُّل على الله
وسؤاله والطلب منه، وعدم الرُّكونِ إلى النَّاس.
فالمشروع للعبد المُبْتلى أن يجعل شكواه إلى الله تعالى وحده،
قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "والصبر الجميل صبر بلا شكوى،
قال يعقوب عليه الصلاة والسلام: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} مع قوله:
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، فالشكوى الى الله لا تنافي الصبر
الجميل.. وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال إما إزالة ما يضره أو حصول ما
ينفعه، والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ *
وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}(الشرح:8:7).وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس:
(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)".
وقال الغزالي: "فالأحْرى بالعبد إن لم يحسن الصبر على البلاء والقضاء،
وأفضى به الضعف إلى الشكوى، أن تكون شكواه إلى الله تعالى،
فهو المُبْتَلِي والقادر على إزالة البلاء، وذل العبد لمولاه عز،
والشكوى إلى غيره ذل"، وقال ابن الجوزي:
"وقدْ كان السَّلف يكْرَهُون الشَّكْوى إِلى الخَلْق".
ومع أن المشروع للعبد المُبْتَلَى أن يجعل شكواه إلى الله وحده،
إلا أنه ليست كل شكوى إلى المخلوق منهي عنها،
بل إن كانت لغرض صحيح كالاستعانة به على زوال الضرر ـ
فيما يقدر عليه المخلوق ـ، فلا بأس بها، وذلك كإخبار المريض للطبيب بمرضه
ووجعه، وإخبار وشكوى المظلوم لمن ينتصر له ويعينه على رفع هذا الظلم،
وإخبار المُبْتَلى ببلائه لمن يرجو أن يكون فرجه على يديه، وأما الشكوى للمخلوق
دون حاجة فهي مكروهة، وقد تصل إلى التحريم إن اقترن بها تسخط من قدر الله.
قال ابن القيم في "عدة الصابرين":
"لما كان الصبر حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله، والقلب عن التسخط،
والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها، كان ما يضاده واقعا على هذه الجملة،
فمنه الشكوى إلى المخلوق فإذا شكى العبد ربه الى مخلوق مثله
فقد شكى من يرحمه إلى من لا يرحمه، ولا تضاده الشكوى إلى الله
كما تقدم في شكاية يعقوب إلى الله مع قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}،
وأما إخبار المخلوق بالحال فإن كان للاستعانة بإرشاده أو معاونته والتوصل إلى زوال ضرره،
لم يقدح ذلك في الصبر، كإخبار المريض للطبيب بشكايته،
وإخبار المظلوم لمن ينتصر به بحاله،
وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه،
وقد كان النبي إذا دخل على المريض يسأله عن حاله، ويقول كيف تجدك؟
وهذا استخبار منه واستعلام بحاله".
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/9_21579383647.gif