المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آيَاتٍ قُرآنِيَّةٍ المُحكَمات والمُتَشابِهات


رفيق الالم
24-02-2020, 04:13 PM
..


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الأمين وبعد،
فليُعلم أن القرآن الكريم فيه آياتٌ محكمات وآياتٌ مُتَشابِهات. قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ﴾ [سورة آل عمران آية 7] أي ابتغاء التأويل الفاسد المخالف للآيات المُحكمات ولقواعد الشريعة.
الآيات المحكَمة هي ما عُرِف بوُضوح المعنى المرادِ منه كقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ ﴾ [سورة الشورى آية 11].
وأما المتشابِه فهو ما احتمل أوجُهاً عديدة واحتاج إلى النظر لحمله على الوجه المطابق. فلا يجوز أن يفسِّر إنسانٌ القرآن برأيه بلْ يسأل أهل المعرفة حتى لا يقع في التشبيه المُهْلِك. فيجب ردّ تفسير الآيات المتشابِهة إلى الآيات المحكمة.
قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة النحل آية 43] وقال رسول الله صلى الله وسلم: « القرآن إما حجة لك أم عليك » رواه مسلم.
تفسير معنى الفَوْقِيّة في حق الله

وبالمناسبة نورد بعض الآيات المتشابِهة ونذكر تفسيرها الذي يوافق الآيات المحكمة.
- قال المفسِّر شمس الدِين القرطبيُّ (ت 671هـ) في تفسيره ما نَصُّه: "ومعنى ﴿فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ فوقيّةُ الاستِعلاء بالقَهْر والغَلَبَةِ عَلَيهم، أي هم تحت تَسْخِيرِه، لا فَوقِيّةُ مكانٍ، كما تقول: السلطان فوق رَعِيَّتِه أي بالْمَنْزِلَةِ والرِفْعَةِ. وفي القهر" انتهى.
- قال المفسِّرُ اللُغَويُّ أبو زيدٍ الثَعالِبيُّ (ت 875هـ) في تفسير "قوله تعالى: ﴿يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [الأَنْعام: 61] ما نَصُّه: "يُريدُ فَوقِيّةَ القُدْرَةِ والعَظَمَةِ" انتهى.
- قال الحافظُ جلال الدين السيوطيُّ (ت 911هـ) في "الإتقان في علوم القرآن" ما نصُّه: "وَمِنْ ذَلِكَ صِفَةُ الْفَوْقِيَّةِ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾، ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ وَالْمُرَادُ بِهَا الْعُلُوُّ مِنْ غَيْرِ جِهَةٍ، وَقَدْ قَالَ: فِرْعَوْنُ: ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَمْ يُرِدِ الْعُلُوَّ الْمَكَانِيَّ" انتهى.
قال الله تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [سورة فاطر]. فالمقصود بكلمة " إليه " أي إلى محلّ كرامته وهو السّماء، فهذا مطابقٌ ومنسجمٌ مع الآية المحكمة: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ ﴾ وهو تفسيرٌ صحيحٌ ليس فيه تشبيهٌ لله بِخَلْقِهِ.
تفسير آية الرَّحْمَـنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى

ويجوز أن يُقال في قوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَـنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [سورة طه] أي قهرَ وحفِظَ وأبقى العرش، والفائدة من ذلك أن يُعْلَم أن الله مسيطرٌ على كلّ المخلوقات لأن العرش أكبر المخلوقات حَجْمًا. ولا يجوز تفسير الآية المتشابِهة على معنى لا يليق بالله عزَّ وجلَّ. فلا يجوز أن يقال استوى أي جلس لأن الجلوسَ لا يكون إلا من ذي أعضاء والأعضاء مستحيلةٌ على الله.
يقولُ الإمام عليٌ رضي الله عنه: « كَانَ اللَّهُ وَلاَ مَكَانَ وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ ». ويقول أيضاً في تنـزيه الله عن الجلوس: « إنَّ الله خَلَقَ العَرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَتَّخِذهُ مَكَاناً لِذَاتِهِ »، رواه أبو منصور البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق. الله خلق العرش وسائر المخلوقات وكان موجودا قبلها ولا يحتاج إليها، فهو غني عن العالمين. فمن نسب إلى الله الاحتياج أو الاستقرار أو الجهة أو المكان، فقد كفر.
وقال الحافظ أحمد بن سلامة الطحاوي في عقيدته التي حكى فيها عقيدة السلف: « تعالى (يعني الله) عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات »، وقال: « ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر »، وهذا بيّنٌ ظاهر لمن كان له مُسْكة من العقل.
يقولُ حسن البنّا في كتابِ العقائدِ الأسلاميَّةِ: « السَّلفُ والخلفُ ليس بينهم خلافٌ على أنه لا يجوزُ حملُ ءايةِ الاستواءِ على المعنى المتبادرِ » وهذا الكلام من جواهِرِ العلمِ.
ءاية الاستواءَ تُحملُ على القهرِ، أو يُقالُ استوى استواءً يليقُ به، أو يقال: ﴿ الرَّحْمَـنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ﴾ بلا كيف، أما من أرادَ التأويلَ التفصيليَ فيقولُ قَهَرَ ويجوزُ أن يقولَ استولى. فَيَجِبُ تَركُ الحَملِ على الَظاهِر بَل يُحَملُ على مَحْملٍ مُستَقيمٍ في العُقُولِ فتُحمَلُ لفظَةُ الاستِواءِ على القَهرِ ففي لُغَةِ العَرَبِ يُقالُ استَوى فُلانٌ على المَمَالِكِ إذا احتَوَى على مَقَالِيدِ المُلكِ واستَعلى على الرقَابِ. ومعنى: « واستعلى على الرقَابِ » أي استولى على الأشخاصِ أي على أهل البلدِ.
وليُعلَم أن الاستواءَ في لغةِ العربِ له خمسة عشرَ معنًى كما قالَ الحافظُ أبو بكر بن العربيّ ومن معانيهِ: الاستقرارُ والتَّمامُ والاعتدَال والاستعلاءُ والعلوُّ والاستيلاءُ وغير ذلك، ثم هذه المعاني بعضُها تليقُ بالله وبعضُها لا تليقُ بالله. فما كان من صفات الأجسام فلا يليق بالله.
وقد ذَكَرَ الإمامُ أبو منصورٍ الماتريديُّ في تأويلاتِهِ في قولِهِ تعالى ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ ﴾ [سورة الأعراف] يقولُ: « أي وقد استوى »، ومعناهُ أنَّ الله كانَ مستويًا على العرشِ قبلَ وجودِ السمواتِ والأرضِ، وبعضُ الناس يتوهَّم من كلمة (ثم) أن الله استوى على العرشِ بعد أن لم يكن يظنُّونَ أن ثُمَّ دائمًا للتأخُّر، ويصحُّ في اللُّغة أن يقالَ أنا أعطيتُكَ يوم كذا كذا وكذا ثم إني أعطيتُكَ قبلَ ذلك كذا وكذا، فإن (ثم) ليست دائمًا للتَّأخُّرِ في الزَّمن، أحيانًا تأتي لذلكَ وأحيانًا تأتي لغيرِ ذلك، قال الشَّاعر: إِنَّ مَنْ سَادَ ثُمَّ سَادَ أبُوهُ ثُمّ قَدْ سَادَ قَبْلَ ذَلِكَ جَدُّهْ.
ويُروى عن أمّ سلمةَ إحدى زوجاتِ الرّسولِ ويروى عن سفيانَ بنِ عيينةَ ويروى عن مالكِ بن أنسٍ أنهم فسَّروا استواء الله على عرشِهِ بقولهم: الاستواءُ معلومٌ ولا يقالُ كيفٌ والكيفُ غيرُ معقولٍ. ومعنى قولهم: (الاستواء معلومٌ) معناهُ معلومٌ ورودُهُ في القرآنِ أي بأنه مستوٍ على عرشِهِ استواءً يليقُ به، ومعنى: (والكيفُ غير معقولٍ) أي الشَّكلُ والهيئةُ والجلوسُ والاستقرارُ هذا غير معقولٍ أي لا يقبلُهُ العقلُ ولا تجوزُ على الله لأنها من صفات الأجسام، وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضي الله عنه عن الاستواء فقا : « استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ ».
فخر الدين الرّازي سورة الأعراف: معنى الاستواء والكفر

قال الإمام المفسِّر فخر الدين الرازي (ت 606هـ) في تفسيره (سورة الأعراف): أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنْهُ كَوْنَهُ مُسْتَقِرًّا عَلَى الْعَرْشِ وَيَدُلُّ عَلَى فَسَادِهِ وُجُوهٌ عَقْلِيَّةٌ ، وَوُجُوهٌ نَقْلِيَّةٌ...
أَمَّا الْعَقْلِيَّةُ فَأُمُورٌ :
أَوَّلُهَا : أَنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْتَقِرًّا عَلَى الْعَرْشِ لَكَانَ مِنَ الْجَانِبِ الَّذِي يَلِي الْعَرْشَ مُتَنَاهِيًا وَإِلَّا لَزِمَ كَوْنُ الْعَرْشِ دَاخِلًا فِي ذَاتِهِ وَهُوَ مُحَالٌ ، وَكُلُّ مَا كَانَ مُتَنَاهِيًا فَإِنَّ الْعَقْلَ يَقْضِي بِأَنَّهُ لَا يَمْنَعُ أَنْ يَصِيرَ أَزْيَدَ مِنْهُ أَوْ أَنْقَصَ مِنْهُ بِذَرَّةٍ ، وَالْعِلْمُ بِهَذَا الْجَوَازِ ضَرُورِيٌّ ، فَلَوْ كَانَ الْبَارِي تَعَالَى مُتَنَاهِيًا مِنْ بَعْضِ الْجَوَانِبِ لَكَانَتْ ذَاتُهُ قَابِلَةً لِلزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ ، وَكُلُّ مَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ اخْتِصَاصُهُ بِذَلِكَ الْمِقْدَارِ الْمُعَيَّنِ لِتَخْصِيصِ مُخَصِّصٍ وَتَقْدِيرِ مُقَدِّرٍ ، وَكُلُّ مَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مُحْدَثٌ ، فَثَبَتَ أَنَّهُ تَعَالَى لَوْ كَانَ عَلَى الْعَرْشِ لَكَانَ مِنَ الْجَانِبِ الَّذِي يَلِي الْعَرْشَ مُتَنَاهِيًا ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مُحْدَثًا وَهَذَا مُحَالٌ فَكَوْنُهُ عَلَى الْعَرْشِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُحَالًا.
أَمَّا الدَّلَائِلُ السَّمْعِيَّةُ فَكَثِيرَةٌ :
أَوَّلُهَا: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) [الْإِخْلَاصِ : 1] فَوَصَفَهُ بِكَوْنِهِ أَحَدًا، وَالْأَحَدُ مُبَالَغَةٌ فِي كَوْنِهِ وَاحِدًا. وَالَّذِي يَمْتَلِئُ مِنْهُ الْعَرْشُ وَيَفْضُلُ عَنِ الْعَرْشِ يَكُونُ مُرَكَّبًا مِنْ أَجْزَاءٍ كَثِيرَةٍ جِدًّا فَوْقَ أَجْزَاءِ الْعَرْشِ ، وَذَلِكَ يُنَافِي كَوْنَهُ أَحَدًا
وَثَانِيهَا: أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) [الْحَاقَّةِ : 17] فَلَوْ كَانَ إِلَهُ الْعَالَمِ فِي الْعَرْشِ، لَكَانَ حَامِلُ الْعَرْشِ حَامِلًا لِلْإِلَهِ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْإِلَهُ مَحْمُولًا حَامِلًا، وَمَحْفُوظًا حَافِظًا، وَذَلِكَ لَا يَقُولُهُ عَاقِلٌ.
وَثَالِثُهَا: أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: ( وَاللَّهُ الْغَنِيُّ ) [مُحَمَّدٍ : 38] حَكَمَ بِكَوْنِهِ غَنِيًّا عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَذَلِكَ يُوجِبُ كَوْنَهُ تَعَالَى غَنِيًّا عَنِ الْمَكَانِ وَالْجِهَةِ.
وَرَابِعُهَا: أَنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا طَلَبَ حَقِيقَةَ الْإِلَهِ تَعَالَى مِنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَلَمْ يَزِدْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى ذِكْرِ صِفَةِ الْخَلَّاقِيَّةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَمَّا قَالَ: ( وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [الشُّعَرَاءِ : 23] فَفِي الْمَرَّةِ الْأُولَى قَالَ: ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) [الشُّعَرَاءِ : 24]، وَفِي الثَّانِيَةِ قَالَ: ( رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ) [الشُّعَرَاءِ : 26]، وَفِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ قَالَ: ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) [الشُّعَرَاءِ : 28] وَكُلُّ ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى الْخَلَّاقِيَّةِ، وَأَمَّا فِرْعَوْنُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَإِنَّهُ قَالَ: ( يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ) [غَافِرٍ : 36 ، 37] فَطَلَبَ الْإِلَهَ فِي السَّمَاءِ، فَعَلِمْنَا أَنَّ وَصْفَ الْإِلَهِ بِالْخَلَّاقِيَّةِ، وَعَدَمَ وَصْفِهِ بِالْمَكَانِ وَالْجِهَةِ دِينُ مُوسَى وَسَائِرِ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ، وَجَمِيعُ وَصْفِهِ تَعَالَى بِكَوْنِهِ فِي السَّمَاءِ دِينُ فِرْعَوْنَ وَإِخْوَانِهِ مِنَ الْكَفَرَةِ.
وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا فَنَقُولُ: قَوْلُهُ: ( الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) آيَةٌ مُحْكَمَةٌ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ: ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ الَّتِي يَجِبُ تَأْوِيلُهَا، وَهَذِهِ نُكْتَةٌ لَطِيفَةٌ، وَنَظِيرُ هَذَا أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ : ( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ ) [الْأَنْعَامِ : 3] ثُمَّ قَالَ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ : ( قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ ) [الْأَنْعَامِ : 12] فَدَلَّتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْمُتَأَخِّرَةُ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا فِي السَّمَاوَاتِ فَهُوَ مِلْكٌ لِلَّهِ، فَلَوْ كَانَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ لَزِمَ كَوْنُهُ مِلْكًا لِنَفْسِهِ، وَذَلِكَ مُحَالٌ فَكَذَا هَهُنَ.
فَثَبَتَ بِمَجْمُوعِ هَذِهِ الدَّلَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ وَالنَّقْلِيَّةِ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ حَمْلُ قَوْلِهِ: ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) عَلَى الْجُلُوسِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَشَغْلِ الْمَكَانِ وَالْحَيِّزِ، وَعِنْدَ هَذَا حَصَلَ لِلْعُلَمَاءِ الرَّاسِخِينَ مَذْهَبَانِ :
الْأَوَّلُ: أَنْ نَقْطَعَ بِكَوْنِهِ تَعَالَى مُتَعَالِيًا عَنِ الْمَكَانِ وَالْجِهَةِ وَلَا نَخُوضَ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ عَلَى التَّفْصِيلِ، .... وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنْ نَخُوضَ فِي تَأْوِيلِهِ عَلَى التَّفْصِيلِ.
لا يوجد رواية صحيحة مسندة عن الإمام مالك فيها لفظ “والكيف مجهول” في تفسير آية الاستواء.

الثابت عن إمام الأئمة مالك رضي الله عنه ثلاث عبارات، واحدة رواها الترمذي “بلا كيف”، والأخريان رواهما البيهقي وذكرهما ابن حجر في شرح البخاري إحداهما “وكيف عنه مرفوع”، والأخرى “والكيف غير معقول”. وكل هذه الروايات الصحيحة الثابتة تنفي عن الله الكيفية. ثبَت عن الإمامِ مالكٍ بإسنادٍ قويّ جيدٍ أنه قال في استواء الله : « استوى كما وَصَفَ نفسَهُ ولا يقالُ كيف وكيف عنه مرفوعٌ ».
من قال والكيف مجهول، إن أراد أن الله له كيفية وشكل وصورة لا نعرفها فهذا لم يعرف الله ولا هو عَبَد الله رب العالمين، أما إن كان يفهم أن الاستواء لا أعرف تفسيره وأتوقف عن تفسيره لا أعرف حقيقته، فهنا نقول له توقف عن نقل هذه العبارة فإنه لا سند لك فيها إلى مالك رضي الله عنه والإسناد من الدين كما قال العلماء، ولا يكفي أنك رأيتها في كتاب ما فإن كثيرا من الكتب دخلها التحريف. والكيف كل ما كان من صفات المخلوقين كالشكل والهيئة والصورة والكون في جهة أو مكان. ثم إن بعض الناس يستعملون الكيف بمعنى الحقيقة أي نحن لا نعرف حقيقة الله، فالعبارة الواضحة والصحيحة أن يقال: لا يعلم حقيقة الله إلا الله.
https://www.3b8-y.com/images/souyouti-itqan.jpg

همس الروح
27-02-2020, 03:05 AM
جزاكِ الله خير على الموضوع القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
والبسك الله لباس التقوى والمغفرة
دمت بخير وسعادة .. :200 (52):

reda laby
27-02-2020, 02:59 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

♥..αмαℓ
28-02-2020, 12:25 AM
*,

جزاك الله جنة عرضها السموات والأرض
بارك الله فيك على الطرح القيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله
اسأل الله ان يرزقك فسيح الجنات
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك
وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانيه
لك خالص ودي ..

:100 (103):

فريال سليمي
06-03-2020, 04:54 PM
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
لا عدمناك

روحي تبيك
14-03-2020, 04:55 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

مانسيتك
20-03-2020, 10:45 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك

:100 (109):

رفيق الالم
24-03-2020, 03:05 AM
..
همس الروح

جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4156nalwrd.gif

رفيق الالم
24-03-2020, 03:05 AM
..
رضا

جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4156nalwrd.gif

رفيق الالم
24-03-2020, 03:05 AM
..
ذوق بهمستى

جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4156nalwrd.gif

رفيق الالم
24-03-2020, 03:05 AM
..
مانسيتك

جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4156nalwrd.gif

رفيق الالم
24-03-2020, 03:06 AM
..
فريال

جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4156nalwrd.gif

رفيق الالم
24-03-2020, 03:06 AM
..
روحى تبيك

جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4156nalwrd.gif

مـخـمـلـيـة
27-03-2020, 10:37 AM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :red_rose_by_jasmine

امير بكلمتى
11-04-2020, 06:25 AM
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
ودي
:pinklilyplz:

سما الموج
06-08-2020, 04:46 PM
بارك الله فيك على الطرح
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وجزيتم جنة عرضها السماوات والارض
وفي انتظار المزيد من المواضيع

عذبة المعاني
06-09-2020, 11:49 PM
{




















جزاك الله خيرًا
سلمت يمناك
كل الشكر.,:271:















}

دلآل.•
24-05-2021, 12:12 PM
سلمت يداك على الطرح الطيب
‏‎لاعدمنـآ هذا التميز
‏‎يعطيك ربي العآفيه
‏‎بـ إنتظار جديدك بكل شوق
‏‎لك وآفر الشكر

العاشق الذى لم يتب
27-01-2022, 01:54 PM
:100 (20):
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
طرح مفيد وجميل
دام حضوركم
لكم التحيات والدعوات
:100 (19):
رفعت احمد
:so_cute_by_vafiehya

ابتسامة الزهر
18-03-2022, 05:40 AM
طرح جميل
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع والتميز
لك مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي..

ابتسامة الزهر
18-03-2022, 05:40 AM
طرح جميل
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع والتميز
لك مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي..

وتين
21-03-2023, 07:39 AM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

البدر
17-12-2023, 01:32 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-c8829dfcbe:

كريزما
26-01-2024, 07:39 PM
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

رهينة الماضي
13-02-2024, 01:33 PM
https://new-girls.ws/images/img_1/c6a221da9792d95dceef38d2c1660993.gif

إرتواء
26-12-2024, 03:06 PM
موضوع جميل
الله يعطيك العافيه
سلمت يداك ودام عطائك

:ezgif-1-8930ba2865: