reda laby
27-02-2020, 10:20 PM
مصاحبة الأشرار:
فهي السمُّ النَّاقع، والبلاء الواقع، يشجعون صاحبهم وجليسهم على فعل المنكرات،
ويرغِّبون في المعاصي والمخالفات، ويفتحون لمن خالطهم وجالسهم أبواب الشرور،
ويزيِّنون لمجالسيهم أنواع الفسق والفجور
، ويذكرونه من أنواع المخازي ما قد نسيه، ويعلمونه من البلايا ما قد جهله.
ومع ذلك فهم يخونون من رافقهم، ويفسدون من صادقهم،
ويضيعون من أطاعهم ووافقهم..
كم من إنسان طيب الخلق لما عرفهم ساء خلقه..
وكم من خيِّر مستقيم لما صحبوه انحرف وانجرف،
وكم من طالب مجد وقع على رفقاء السوء فضيعوا مستقبله
، كم من زوج وأب سعيد في بيته لما صاحبهم صار يسهر
ويشرب ويسكر فضيع أهله وانقلبت سعادته شقاء وتعاسة..
وكم وكم.
ورفقاء السوء قد يفسدون على المرء آخرته،
ويكون بسببهم من أهل النار،
كما حدث مع أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما
من حديث سَعِيد بن الْمُسَيَّبِ عن أبيه قال:
"لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ
أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ بن الْمُغِيرَةِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إلا الله كلمه أَشْهَدُ لك بها عِنْدَ اللَّهِ فقال أبو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ
بن أبي أُمَيَّةَ يا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ
فلم يَزَلْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عليه وَيُعِيدُ له تِلْكَ الْمَقَالَةَ
حتى قال أبو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ هو على مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ
وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إلا الله فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا والله
لَأَسْتَغْفِرَنَّ لك ما لم أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ الله عز وجل: {ما كان لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ
يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى من بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لهم أَنَّهُمْ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ}، وَأَنْزَلَ الله تَعَالَى في أبي طَالِبٍ
فقال لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي من يَشَاءُ وهو أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
وكما أن رفقاء السوء وأصدقاء الشر قد يصدون صاحبهم عن الإيمان
فكذلك هم من أكبر العوائق عن التوبة.. فصاحبهم يدع التوبة خشية مفارقتهم
وفقدهم، خاصة إذا لم يكن له صحبة سواهم.
وإما لأنه إذا أراد التوبة زهدوه في الخير والهدى وزينوا له ما هم عليه
من الشر والردى، ومدوا له حبل الأمل، وطول العمر وأنك متى كبرت تبت ورجعت
فإن رأوا منه جدا في التوبة وإصرارا على تركهم ومفارقتهم
وترك باطلهم وغيهم وما هم عليه، ذكروه بالليالي الحمراء
، والأيام السوداء، والأفعال الشنعاء..
فإن أراد الله به خيرا ثبته ووفقه لمفارقتهم،
وإلا لم يستطع منهم فكاكا ولا عنهم انفكاكا،
فيخسر دنياه وآخرته.
فهي السمُّ النَّاقع، والبلاء الواقع، يشجعون صاحبهم وجليسهم على فعل المنكرات،
ويرغِّبون في المعاصي والمخالفات، ويفتحون لمن خالطهم وجالسهم أبواب الشرور،
ويزيِّنون لمجالسيهم أنواع الفسق والفجور
، ويذكرونه من أنواع المخازي ما قد نسيه، ويعلمونه من البلايا ما قد جهله.
ومع ذلك فهم يخونون من رافقهم، ويفسدون من صادقهم،
ويضيعون من أطاعهم ووافقهم..
كم من إنسان طيب الخلق لما عرفهم ساء خلقه..
وكم من خيِّر مستقيم لما صحبوه انحرف وانجرف،
وكم من طالب مجد وقع على رفقاء السوء فضيعوا مستقبله
، كم من زوج وأب سعيد في بيته لما صاحبهم صار يسهر
ويشرب ويسكر فضيع أهله وانقلبت سعادته شقاء وتعاسة..
وكم وكم.
ورفقاء السوء قد يفسدون على المرء آخرته،
ويكون بسببهم من أهل النار،
كما حدث مع أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما
من حديث سَعِيد بن الْمُسَيَّبِ عن أبيه قال:
"لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ
أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ بن الْمُغِيرَةِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إلا الله كلمه أَشْهَدُ لك بها عِنْدَ اللَّهِ فقال أبو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ
بن أبي أُمَيَّةَ يا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ
فلم يَزَلْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عليه وَيُعِيدُ له تِلْكَ الْمَقَالَةَ
حتى قال أبو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ هو على مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ
وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إلا الله فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا والله
لَأَسْتَغْفِرَنَّ لك ما لم أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ الله عز وجل: {ما كان لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ
يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى من بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لهم أَنَّهُمْ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ}، وَأَنْزَلَ الله تَعَالَى في أبي طَالِبٍ
فقال لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي من يَشَاءُ وهو أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
وكما أن رفقاء السوء وأصدقاء الشر قد يصدون صاحبهم عن الإيمان
فكذلك هم من أكبر العوائق عن التوبة.. فصاحبهم يدع التوبة خشية مفارقتهم
وفقدهم، خاصة إذا لم يكن له صحبة سواهم.
وإما لأنه إذا أراد التوبة زهدوه في الخير والهدى وزينوا له ما هم عليه
من الشر والردى، ومدوا له حبل الأمل، وطول العمر وأنك متى كبرت تبت ورجعت
فإن رأوا منه جدا في التوبة وإصرارا على تركهم ومفارقتهم
وترك باطلهم وغيهم وما هم عليه، ذكروه بالليالي الحمراء
، والأيام السوداء، والأفعال الشنعاء..
فإن أراد الله به خيرا ثبته ووفقه لمفارقتهم،
وإلا لم يستطع منهم فكاكا ولا عنهم انفكاكا،
فيخسر دنياه وآخرته.