ابتسامة الزهر
02-03-2020, 02:47 PM
معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
معرفة الناسخ والمنسوخ مما يساعد على فهم القرآن الكريم أيضًا، ودليله قوله تعالى: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ﴾ [البقرة: 106].
والنسخ: هو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.
فالحكم المرفوع يسمى (المنسوخ)، والدليل الرافع يسمى (الناسخ)، ويسمى الرفع (النسخ).
ويطلق الناسخ[1] على الله تعالى كهذه الآية. ويطلق على الآية فيقال: هذه الآية ناسخة لآية كذا، وُيطلق على الحكم النّاسخ لحكم آخر.
1 - مثال ذلك: عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:
لما نزلت هذه الآية: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184] كان من أراد أن يفطر يفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
وفي رواية حتى نزلت الآية: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]. متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قرأ: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]
قال هي منسوخة. أخرجه البخاري.
وذهب ابن عباس إلى أنها مُحكمة غير منسوخة.
روى البخاري عن عطاء أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]، قال ابن عباس: «ليست منسوخة هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما فيُطعمان كل يوم مسكينًا».
وليس معنى (يُطيقونه) على هذا يستطيعونه. وإنما معناه يتحملونه بمشقة وكلفة.
2 - ومثال آخر: قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 284]
نُسِخت بقوله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]
3- قوله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا * وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ﴾ [النساء: 15، 16] نسختا بآية الجَلْد للبكر في سورة النور: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2].
بالجَلْد للبكر، وبالرجم للثيّب الوارد في السنة: «.. البكر بالبِكر جَلد مائة، ونفيُ سَنَة، والثيّب بالثيّب جَلْد مائة والرجم». [رواه مسلم]
4- قوله تعالى: ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 65] نسخت بقوله: ﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 66]
الحكمة في النسخ:
1 - مراعاة مصالح العباد.
2 - تطور التشريع إلى مرتبة الكمال حسب تطور الدعوة، وتطور حال الناس.
3 - إبتلاء المكلف واختباره بالامتثال وعدمه.
4 - إرادة الخير للأمة والتيسير عليها؛ لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة الثواب وإن كان إلى أخف ففيه سهولة التيسير[2].
المصدر: « رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع»
[1]إطلاق الناسخ علي الله فيه نظر لأن أسماء الله توقيفية.
[2]انظر مباحث في علوم القرآن للقطان.
معرفة الناسخ والمنسوخ مما يساعد على فهم القرآن الكريم أيضًا، ودليله قوله تعالى: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ﴾ [البقرة: 106].
والنسخ: هو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.
فالحكم المرفوع يسمى (المنسوخ)، والدليل الرافع يسمى (الناسخ)، ويسمى الرفع (النسخ).
ويطلق الناسخ[1] على الله تعالى كهذه الآية. ويطلق على الآية فيقال: هذه الآية ناسخة لآية كذا، وُيطلق على الحكم النّاسخ لحكم آخر.
1 - مثال ذلك: عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:
لما نزلت هذه الآية: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184] كان من أراد أن يفطر يفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
وفي رواية حتى نزلت الآية: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]. متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قرأ: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]
قال هي منسوخة. أخرجه البخاري.
وذهب ابن عباس إلى أنها مُحكمة غير منسوخة.
روى البخاري عن عطاء أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]، قال ابن عباس: «ليست منسوخة هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما فيُطعمان كل يوم مسكينًا».
وليس معنى (يُطيقونه) على هذا يستطيعونه. وإنما معناه يتحملونه بمشقة وكلفة.
2 - ومثال آخر: قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 284]
نُسِخت بقوله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]
3- قوله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا * وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ﴾ [النساء: 15، 16] نسختا بآية الجَلْد للبكر في سورة النور: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2].
بالجَلْد للبكر، وبالرجم للثيّب الوارد في السنة: «.. البكر بالبِكر جَلد مائة، ونفيُ سَنَة، والثيّب بالثيّب جَلْد مائة والرجم». [رواه مسلم]
4- قوله تعالى: ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 65] نسخت بقوله: ﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 66]
الحكمة في النسخ:
1 - مراعاة مصالح العباد.
2 - تطور التشريع إلى مرتبة الكمال حسب تطور الدعوة، وتطور حال الناس.
3 - إبتلاء المكلف واختباره بالامتثال وعدمه.
4 - إرادة الخير للأمة والتيسير عليها؛ لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة الثواب وإن كان إلى أخف ففيه سهولة التيسير[2].
المصدر: « رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع»
[1]إطلاق الناسخ علي الله فيه نظر لأن أسماء الله توقيفية.
[2]انظر مباحث في علوم القرآن للقطان.