فريال سليمي
02-03-2020, 07:41 PM
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر:18].
إن من العوامل المعينة - بفضل الله - على الثبات على طريق الهداية، أن تخلو المسلمة بنفسها، فتراجعها وتحاسبها، وتنظر في شأنها:
ماذا عملت، ولماذا؟ وماذا قالت، ولماذا؟ وما قدمت لنفسها من الزاد ليوم المعاد؟
وذلك كل يوم قبل أن تنام، فلعلها النومة الأخيرة، أو بعد كل عمل وقول، وذلك لتجبر ما عندها من نقص، وتصلح ما عندها من خطأ، وتتدارك نفسها بالتوبة إذا أذنبت، أما إذا أهملت محاسبة نفسها فإن في ذلك هلاكها.
كان عمر رضي الله عنه يقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا.
ويقول الحسن: لا تلقى المؤمن إلا وهو يحاسب نفسه.
ويقول أيضًا: إن العبد ما يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته.
وقال ميمون بن مهران: إن التقي أشد محاسبة لنفسه من شريك شحيح.
وقال الحسن أيضًا: المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة.
وقال مالك بن دينار: رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا، ألست صاحبة كذا، ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائدًا.
فحق على المرأة الصالحة ألا تغفل عن محاسبة نفسها، والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها، فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة، يمكن أن تشتري بها كنزًا من الكنوز. لا يتناهى نعيمه أبد الآباد.
فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها بها ما يجلب هلاكه خسران عظيم. لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلًا، وإنما يظهر لها حقيقة هذا الخسران يوم التغابن، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران:30][1].
فحاسبي نفسك - أمة الله - أولًا على الفرائض، فإن كان فيها نقص فتداركيه بالقضاء أو الإصلاح، ثم حاسبيها على المناهي، فإن ارتكبت منها شيئًا فتداركي ذلك بالتوبة والاستغفار والحسنات المكفرة لذلك، ثم حاسبي نفسك على الغفلة، فإن كانت قد غفلت عما خلقت له فتداركي ذلك بالذكر والإقبال على الله، ثم حاسبيها بها بما تكلمت به، أو مشت به رجلاك، أو بطشت يداك، أو سمعت أذناك، ماذا أردت بهذا؟ ولم فعلتيه، لمن فعلتيه؟ وعلى أي وجه كان؟ وكوني على ذلك حتى لقاء الله تعالى، فستفوزين بسبب هذه المحاسبة بالرضا والقبول - إن شاء الله - عند الله عز وجل
إن من العوامل المعينة - بفضل الله - على الثبات على طريق الهداية، أن تخلو المسلمة بنفسها، فتراجعها وتحاسبها، وتنظر في شأنها:
ماذا عملت، ولماذا؟ وماذا قالت، ولماذا؟ وما قدمت لنفسها من الزاد ليوم المعاد؟
وذلك كل يوم قبل أن تنام، فلعلها النومة الأخيرة، أو بعد كل عمل وقول، وذلك لتجبر ما عندها من نقص، وتصلح ما عندها من خطأ، وتتدارك نفسها بالتوبة إذا أذنبت، أما إذا أهملت محاسبة نفسها فإن في ذلك هلاكها.
كان عمر رضي الله عنه يقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا.
ويقول الحسن: لا تلقى المؤمن إلا وهو يحاسب نفسه.
ويقول أيضًا: إن العبد ما يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته.
وقال ميمون بن مهران: إن التقي أشد محاسبة لنفسه من شريك شحيح.
وقال الحسن أيضًا: المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة.
وقال مالك بن دينار: رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا، ألست صاحبة كذا، ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائدًا.
فحق على المرأة الصالحة ألا تغفل عن محاسبة نفسها، والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها، فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة، يمكن أن تشتري بها كنزًا من الكنوز. لا يتناهى نعيمه أبد الآباد.
فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها بها ما يجلب هلاكه خسران عظيم. لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلًا، وإنما يظهر لها حقيقة هذا الخسران يوم التغابن، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران:30][1].
فحاسبي نفسك - أمة الله - أولًا على الفرائض، فإن كان فيها نقص فتداركيه بالقضاء أو الإصلاح، ثم حاسبيها على المناهي، فإن ارتكبت منها شيئًا فتداركي ذلك بالتوبة والاستغفار والحسنات المكفرة لذلك، ثم حاسبي نفسك على الغفلة، فإن كانت قد غفلت عما خلقت له فتداركي ذلك بالذكر والإقبال على الله، ثم حاسبيها بها بما تكلمت به، أو مشت به رجلاك، أو بطشت يداك، أو سمعت أذناك، ماذا أردت بهذا؟ ولم فعلتيه، لمن فعلتيه؟ وعلى أي وجه كان؟ وكوني على ذلك حتى لقاء الله تعالى، فستفوزين بسبب هذه المحاسبة بالرضا والقبول - إن شاء الله - عند الله عز وجل