مرافئ الروح

[حسن الوائلي]

حين نكتب فاننا نسكب مابداخلنا حبرا على الورق
حين نسطر الحروف فاننا نلحن من اوتار القلب ذكرى
حين نترنم بالقلم شجونا فاننا نستعيد جزء ضاع منا وغادر
حين نحكي فاننا ربما نرى ان الكلام اسلوبا في مواساة العين وان
لم تلقي الدموع على الوجنات عينا تراها او اذنا تسمع صداها او قلبا
يأن ثم يحن ثم يفتقد وجودنا .. هنا نتنفس وهنا نكتب وهنا نحكي ربما كان
سطرا ربما كانت حروفا قليلة وربما كانت خاطرة او قصيد فجميعها تجتاز مابنا
لتحكي للاخرين مافي قلوبنا .. تحيتي


ايضاح / هنا اقتباسات لشعراء وادباء من قصائد وخواطر
والبعض الاخر من بنيات افكاري



عــازف الليل مونــامور
5 مارس 2020
العاشر من رجب 1441 هـ

[حسن الوائلي]

فقولي إنه القمر!
أو البحر الذي ما انفك بالأمواج..
والرغبات يستعر
أو الرمل الذي تلمع
في حبّاته الدرر
لجوز الهند رائحة
كما لا يعرف الثمر
... فقولي إنه الشجر!

[حسن الوائلي]

يبعثرني الشوق حين تغيبين
فوق الجبال و تحت البحار
و يرسلني في هبوب الرياح
و في عاصفات الغبار
و يزرعني في السحاب الثقال
وراء المدار

[حسن الوائلي]

وا واه لو تبصرين العذاب المكبل
في نظراتي
و في كلماتي
وا واه لو تلمحين الخناجر
ترضع من ضحكاتي

[حسن الوائلي]

و أعجب كيف أخوض الجموع
بدونك
و أرقص فوق الحراب
بدونك
أمثل في مسرح الزيف ألف رواية
و أهذي بألف حكاية
و أرجع عند انسدال المساء
فأحلم أني رميت شقائي
بليل عيونك
و نمت.. و نام الشقاء

[حسن الوائلي]

إذا غبت لا شيء.. لا شيء.. لا شيء
هذي الحياة
بكل شذاها و ألحانها
بكل صباها و ألوانها
و أقزامها.. و الكبار الطغاه
و ما دبجته أكف المنى
و ما سطرته دموع الضنى
كأن الحياة إذا غبتي عكس الحياة

[حسن الوائلي]

خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
وطني.
هل تحسّ العصافير أنّي
لها
وطن ... أو سفر ؟
إنّني أنتظر ...
في خريف الغصون القصير
أو ربيع الجذور الطويل

[حسن الوائلي]

شرفة ... أو قمر ؟
إنّني أنتظر ...
في الجفاف الذي يكسر الريح
هل يعرف الفقراء
أنّني
منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
لهم
خنجر ... أو مطر ؟

[حسن الوائلي]

خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
كان يهملني من أحب
و لكنّني
لن أودّع أغصاني الضائعة
في رخام الشجر
إنّني أنتظر ...
***

[حسن الوائلي]

كلّ خوخ الأرض ينمو في جسد
و تكون الكلمة
و تكون الرغبة المحتدمه
سقط الظلّ عليها
لا أحد

[حسن الوائلي]

و تغنّي وحدها
في طريق العربات المهملة
كل شيء عندها
لقب للسنبلة
و تغنّي وحدها :
البحيرات كثيره
و هي النهر الوحيد .
قصّتي كانت قصيرة

[حسن الوائلي]

أنا إبنُ خير
رغم حزني، فمُذ ولِدتُ
وأنا أفرشُ حُزني
بِساطًا يجلسُ عليهِ أصدقائي ضاحكين

لم تعد خصوصيه لحزني
لذا سافضحه كخبر في الجريده..

[حسن الوائلي]

ولدتُ مخفيًا
وحين فقدتكِ
ألبستني أُمّي عباءتها
وقالت :
أُخرج لاطمًا صدرك
فخرجتُ لاطمًا في عزائكِ
حتى ظنَّني المعزّون، أُمّكِ

[حسن الوائلي]

أنّا الآن حزين
بلا صديقٍ ولا دموع
وكلما صافحوني قائلين :
"البقاء لله"
خفَّ حُزني قليلًا
وتذكّرتك احدهم
تذكّرتُ إنه مثلي
بلا دموعٍ، ولا صديق .

[حسن الوائلي]

تلك النظره التي لم اراها في نفسي من قبل وكأني لم ارى هاتان العينين إلا الان .
تلك العيون التي تحاوطني في كل مكان ولا تتركني حتي في احلامي .
هل فقدت النظره التي كانت تلازمني مع ابتسامتي ؟ هل ضاعت إلى الابد ؟

[حسن الوائلي]

ولاني لا استطيع ان اري نفسي مبتسمآ ولا بي اية فرحه لم اعد اري احدآ في نظري .
نظرة الاستهزاء التي لم امتلكها ابدآ صارت رفيقي الان !.
هل نظرات الناس التي المحها نظرة عطف ام استغراب علي ما انا عليه !.
تلك الابتسامات لي ولكن لا اقدر علي ان اشعر بها .
ارادو العيش في سعاده ولا اريد ان اعيشها !.

[حسن الوائلي]

كذب وخداع يحاوط العيون ، لم تكن تلك الابتسمات حقيقيه ، لم يكن حديثهم حقيقي ؟
لما نعيش الكذب وكأنه اسلوب حياه !؟
كذبوا وقالوا هذا حق ، واوقعهم كذبهم ف عنوان هكذا تعلمنا ان نكون ..
هل الجميع يكذب !؟ ، ام ان السيئة تعم ؟
كيف اثق بهم بعد هذا ؟......
سنه لم اعرف لها معالم .
اولها موت . واخراها موت . و اوسطها موت

[حسن الوائلي]

اين يومي من هذا النصيب الذي تمنيته في يوم من ايام عمري .
#الكذب = ذالك الوغد الذي صار في عروقنا مثل الدم .
اعرف انه لا يقول احقيقه ولا اقدر علي اتخاذ القرار المناسب .
انا ذالك العقل التائه بين الحقيقه والخيال علي ماذا ابحث وماذا اريد !
ها انا اصل إلي اخر محطة لي ألا وهيا اليأس المطلق .
كثير ما اكتب كلماتي في اوقات متقاطعه .
نعم فهي علي حسب الاحداث المتداوله معي .
هل يعقل كلامي احد غيري ام انا فقط ......!؟

[حسن الوائلي]

أن تكون من العراق
هو أن تصير جنةً
‏وانت على هامش احتراق
‏أن تطفو باخضرار
‏وتسقي المشاهد الجافة ماء عينك
‏عينيك هما النهر المتسع
‏الذي يخبيء في هديرة
‏آيات العطش
‏وإسرار البكاء ،

[حسن الوائلي]

أن تكون الضوء والنافذة لنفسك
أن تنسى أمر النجمة الوحيدة التي ضاعت قبل نومك
‏والحلم المبتور تحت وسادتك
‏أن تستل من الغيمة خيطاً
‏لتصنع منه أثواباً وأجنحة للحمامات
‏التي تفتح أفواهها لأصابعك
‏ولا تكترث إن كنت تطعمها شعراً أو شعيراً،

[حسن الوائلي]

أن تكون من العراق
هو أن يكون حبك كـ الفقراء ؛
وحدهم العراقيون من يصمدون على اطراف كل شيء حد الأختراق !!
كلنا العراق

[حسن الوائلي]

طفل يركض خلف عربة بائع الحلوى
لكن يده الصغيرة لا تصل !!
هو لم يكن جائع
لكنه كان يبحث عن الفرح
اخذ يصيح خلفه ...
لكنه لم يسمعه

[حسن الوائلي]

عاد اليه صوته مبحوحا من غبار عربة الفرح
جلس على حافة الدنيا
ينتظر عربة أخرى تمر به
عله يجد ولو ابتسامة صغيرة تنعش ايامه
‏أو ربما يمره - قاطع حزن –
‏يخطف منه حزنه
‏يسرق كل ايامه الحزينة !
يُفزع كل طيور السذاجة التي بداخله
يفرغ جيوبه من كل مايذكره بالماضي
فيعود خالي
لكن على وجهه نصف ابتسامه ...

[حسن الوائلي]

أكتبُ بلا رِقَابةٍ
ولا أتدخلُ ذِهنيًا في النص
ولا بين النبع والجبل
قبل أن يتوارى كلاهما في جحيم المعجم
رُبّما تُعَدُّ هذه العبارةُ نوعًا من الذهنية المُغَالِطةِ
خطأٌ فادحٌ.. وظُلمٌ لا يقلُّ أَسَىً عن جَلْدِ حُوذيٍ لِحصَانِهِ المريضِ ؛
سببُهُ : ادّعاءُ الإحاطةِ بِنيَّة القائلِ
واختزالُ الحياةِ في نُطفةٍ يضعها رجلٌ في رَحِمِ امرأةٍ
انهيارُ سَقْفٍ على رأسِ عَجوزٍ في غُرْفةِ المَعنى
بما يجعلني لا أتحدثُ ببساطةٍ عن الحُب
عن شجرةِ الجمّيز التي تُمثّلُ لي شاهدًا على أن الجسدَ ضحيةُ الوقت
حشيشةُ الزمان .. أفيونُ الرغبة المؤجّلةِ للعدم

[حسن الوائلي]

عن أسماك البلطي التي تموتُ مختنقةً في شِبَاكِ الروح
كُلما جفَّ الماءُ وطَفَا الحزنُ كالرِيمِ على حجارة القلب
نادرًا ما أتكلمُ دون قَيدٍ أو شَرْطٍ عن عشقي لمشكاةٍ تسهرُ وَحِيدةً تحت قَبوٍ
عن مناجاتي لتمثالِ امرأةٍ وَوَضْعِ يدي حول خَصْرِها
وعن كلماتي الصديقةِ التي أجلسُ معها نأكل ونُدخّنُ
نتحاورُ

[حسن الوائلي]

كُلُّ الأفكارِ العظيمةِ مهما تعجنها لا تكونُ صلصالاً لطفلةٍ تقولُ أحبُّك يا أبي
لا تخلقُ قطةً تتصيد الجرذانَ القابعةَ تحتَ الوسائدِ
أنا رجلٌ طيبٌ ولستُ همجيًا ؛ ومع ذلك يمكنني أن أكون لِصًّا في أي لحظةٍ
أحقِنُ سريري المصابَ بالربو بامرأةٍ وهميةٍ ليستعيدَ قُدرَتَهُ على التنفس
أُغذّي مِدفأَتِي الحزينةَ بِكُتُبي ومذكّراتي أحيانا لتتخلصَ من فِكْرةِ الاضطهاد
لا أصارحُ بابَ حُجرتي الخشبي بأنه مصابٌ بالسرطانِ وقريبًا سيموت
لِعلمي أنه ما زالَ يحلمُ – ككل المغفلين –
بعودة من يحب
ما زال يفكر..أن بالإمكان
أن يعود شجرة .

[حسن الوائلي]

كنت امشي في طريقي حامل لدفتر احلامي
حين اصطدمت بكِ بواقع حياتي
والتقت عيني بكِ
ضاعت ماهية الكلمات من فمي وتعثرت بطريقي
بعدها لم اسمع سوي خفقان فؤادي
وضعت يدي وتوجهت
الي شيخ وهو جالس بمحرابه
اخبرته ان لا اعلم ماذا يحدث لي

[حسن الوائلي]

فؤادي اصبح يؤلمني من كثرة الخفقان عند رؤيتها
يصبح صوته كقرع الطبول وقت الحروب
لااستطيع ايقافه ولا تحمل الامه
اعطني وصفة يا شيخ فانا عليل وقد حار الاطباء في رصد دائي
تبسم الشيخ واخبرني قصة
انه كان هناك شاب لفتاة عاشقا
يخفق قلبه لرؤيتها الف مرة بالثانيه

[حسن الوائلي]

جمعتهم الاقدار وعاشو اجمل سنين الحب والرفاهيه
ولكن فرقتهم الحياه ودفنت تحت الثري
وما زال الشاب على ذكرها يحي يومه
بنى صومعته وانقضت ايامه واصبح
شيخا وجاء شاب ليشتكي له
ما كان يصيبه عند رؤية محبوبته

[حسن الوائلي]

هل علمت ياعزيزي مقصدي
ليس بك داء سوى انك اصبحت عليل الفؤاد بحبها
حين يدق الحب بابك لن تخير اما تفتح او تغلق
انت مجبر حينها ان تنصت
انما الحب زائر كريما فأحسن استقباله
لعل الله ينبت في قلبك بدل الالم زهرة

[حسن الوائلي]

دمعه حزن.....
نظرت في عينيه فوجدت ومضات
بداخلها تعبر عن مدى حزنه ...
همست إليه وقلت أخبرني
مالذي يحزنك........؟؟
فإذا بدمعة تخرج من عينيه

[حسن الوائلي]

مسكت يده بشــــدة
بدأت دموعه تنزف بغزاره
شيئا ً فشيئا ً تحولت إلى
سيـــل من الدموع يغسل بها
قلبه من الأحزان......!
حضنته بحرارة اشعرته بالدفء
والأمان...

[حسن الوائلي]

اخبرته بأني معه اسانده ولن
أتخلى عنه ماحييت
مسحت دموعه بيدي
فأرتسمت ابتسامة على شفتيه
فرأيت بداخل عينيه طفل
يبحث عن الحنان والحب
فمنحته إيـــــــاه....

[حسن الوائلي]

لا شيء كان مفترضًا أن يصل لهذا البعد
‏لكن ثمة ألعابًا نارية ممنوعة،
كان يجب أن نجربها
كمامات تحبس انفاسنا كي لا تصعد
‏ نظاراتٌ ترينا شمس مختلفة
‏ كنا دائمًا على طريق السلامة التي أخذتنا
إلى لا سلام ...

[حسن الوائلي]

كنا دائمًا على طريق مألوفة
لانعرف كيف مشت قلوبنا الى طريق مختلفة
خطوات سحرية تحررك من كل ثقل
فجأة هكذا تجد نفسك تطير دون أجنحة
تجعلك تعيش الحب كله دفعة واحدة
دون حبيب
‏ فقط،

[حسن الوائلي]

كنت أتمنى لو فعلنا ذلك بهدوء
‏ دون أن نوقظ الجيران
‏ دون أن تلثم قلوب الأمهات
دون أن نصرخ من فوق سطحنا قائلين:
‏ هنا حياة منتهية الصلاحية !!

[حسن الوائلي]

يا صديقي ..
ﻻ يأتي الموت دفعةً واحدة
بل يرمي زجاجه المنثور
على أرصفة اﻷيام ...
على شكل وجوه سمحة
يخبئ سكينه
في كلمة حب !

[حسن الوائلي]

و يمسحُ الفراغ كما لو كان بريئاً ،،
ﻻ ينزفُ الموتُ
ذاكرته
ندوب
تعرفُ نفسها جيداً
كلما تأملت في مرآة النكران
ﻻ يأتي الموتُ بسرعةٍ
يقدم عرضهُ
كنبعاً واثقاً من العطش

[حسن الوائلي]

ثمَّ يجفُ
كما أن لم تخلقهُ المياه قط ..!!
يا صديقي
نحنُ لا نموت في الموت
بقدر مانموت في الحياة
ِفننزفُ لحظة الشوقِ
أيامنا الملّونة .. لونا بعد لون
أياماً كنتُ فيها أنا كأسٌ
وأنتَ الراحه في وجعي...

[حسن الوائلي]

فيلٌ هاربٌ من العائلةِ
….
أحتفظُ بحكاياتٍ عتيقةٍ تحتَ جلدي
أُفتشُ عن أخرى ميتةٍ
فى جوفِ حوتٍ صغيرٍ
نائمٍ فى بطنِ رجلٍ كهلٍ
أرتدي ظَلامًا شفافًا
جوفي ملئٌ بوجبةٍ كاملةٍ
من مشاعرَ قديمةٍ
أستمعُ إلى صلواتٍ علنيةٍ ومألوفةٍ
ثمة حيواناتٌ مشنوقةٌ
تتدلى من أفرع الأشجارِ و أعمدة الإنارة و أسقف البيوت المرتفعة
تشيرُ إلى مسارٍ مبهمٍ
كائنٌ غريبٌ متطوعٌ
يحرسُ خيوطًا واهيًة

[حسن الوائلي]

تتشكلُ مع الحياةِ
فيلٌ تائهٌ
يوقظني من النوم
يلعبُ فى وجهى معبرا عن حرارة اللقاء
جلسَ يحكي بلغةٍ خاصةٍ عن ذكرياتنا
عن رحلته الطويلة فى الأدغال
وفى شوارعِ البلادِ حتى عثر عليّ
حكاياتُه تؤكدُ
أني فيلُ هرب من العائلة
تحوّلَ بفعل خدعة علمية
إلى كائنٍ بشريّ مشوهٍ .

[حسن الوائلي]

اسمهُ سلفادور دالى
يظلُّ
وحدهُ
يمسكُ بمطواةٍ خشبيةٍ
يكسرُ العتمة َ
إلى حجارةٍ
ويبنى بها على شرفتهِ
ليلاً
صغيرا ً
يكفى لكى يعتقدَ أنه يخصه وحدهُ
دون أن يزعجهُ فراغُ
نِصف اللوحةِ
بينما البحرُ على
بعدٍ
يرقبُهُ
يوقف ُجريانه

[حسن الوائلي]

ويعيدُ ترتيبَ الموجِ
على نحوٍ
يعجبُ خرافة ً
وتشدُّ امرأةً من
طرفِ صرخِتها
إلى حافةِ البللِ
ويخبئ لها انزلاقا ً
ناعما ً
إلى فمهِ الفاغرِ
لكن
تهرُبُ استغاثة فيغراث
إلى ضوءٍ بعيدٍ
بعيدٍ
جدا ً

[حسن الوائلي]

ترسمُ لوحة ً
للوحةٍ معلقةٍ على
بابِ خيالهِ المجنونِ
وتترك جسدها
كاملاً
تجرحهُ ترعة ٌ
ونصفُ ليلٍ
ينتظرُ على حدودِ
القريةِ
بينما
يجلسُ سلفادور دالى
وحدهُ
فوق موجةٍ ساكنةٍ
على الشطِّ
يرتبُ لفتنةٍ
بين الماء
وبين النارِ

[حسن الوائلي]

ويحشدُ غليونهُ
بكثيرٍ من التبغِ والحشيشِ
بينما الخرافةُ
عارية ٌ
تدورُ فى مدارهِ
يغازلها
تشمُ رائحة َ عرقهِ
وتغيب فى
اصطيادِ الطيورِ المائيةِ الملونةِ
ومحاراتٍ يجرها جنيٌ
يشطب أسماك
القرشِ
والنواتِ من المشهدِ
يخلعُ جسدهُ
ويظلّ عاريا ً
ثم يلقيهِ
فى البحرِ

[حسن الوائلي]

ينهضُ الريحُ
يتحرك المشهدُ
بينما مازال إطار اللوحةِ
فى يديهِ
يجلسُ فى النصفِ الفارغِ
يحاولُ أن يُقنع َ العالمَ
بإن عينيهِ تبصرانِ
نفسيهما
دون الحاجةِ إلى أن
يلتفت فجأة ً
حول نفسهِ
كى يباغت مرآة ً
تخجلُ
وأن نصفاهُ
امرأ ة ٌ
ورجلٌ

[حسن الوائلي]

توحدا فصارا
نرجسة ً
لاتنمو بالماءِ أو الصراخِ
فقط
بالفودكا
والهذيانِ
ورقصةَ الفاندا نغو
دون الحاجةِإلى اثنين
واحدٌ فقط
اسمهُ سلفادور دالى .

[حسن الوائلي]

من داخل قبري
….
في حياتي تكلمت كثيراً
ولم يُتَحْ لي أن أقولَ ما أريد
فكلُّ ما قلتُهُ في حياتي لم يكنْ لي
بعضُهُ كانَ كضريبةٍ على الحياة
وأكثرُهُ كان بلا أيِّ مغزى
أشبهَ بثرثرة الريح كان كلامي
وأبغضَ من تَجَرُّعِ الدّواء المرّ
الآن فقط أستطيعُ أن أتكلّم
أن أقولَ ما لم أقلْهُ

[حسن الوائلي]

قبري الضيّقُ أرحبُ من السّماء
آه ، السماء !!
السماء التي بالكاد كنتُ ألمحُها
ها هي مشرعةٌ لي
زرقاءُ خضراءُ حمراءُ بيضاءُ سوداء
أعبُرُها بخَطْرَةٍ لا تُقاسُ بوثبةِ الضوء
السماء، بين يديّ، دُفٌّ بصُنوجِهِ

[حسن الوائلي]

وأنا ثَمِلٌ بالكلام وبالغناء
أستطيع أن أغنّي كلامي
أُرسلهُ مع رنينِ الصنوجِ
وأردُّه إليَّ
أستطيعُ أن أُهَنّئ نفسي
أن أشكرَ الكلامَ الذي ظلَّ معي
ولم يتحلّلْ مَعْ عظامي .

[حسن الوائلي]

إلى مجرمٍ يقطرُ رقّةً
….
بابتسامةٍ وديعةٍ
كنتَ تخفي آلاتك الشريرةَ
خلف ظهْركَ
و بعينين مسهّدتين
مددتُ لك كلتا يدي
فغرستَ بقبْضَتِكَ الحانيةَ
شَفراتِكَ المشْحوذةَ برقةٍ
بعد أن أجْهزتَ بفأسِكَ السودَاءَ
على كبِدي و قسمتَهُ نِصفيْنِ

[حسن الوائلي]

و بيْنمَا كنْتَ اُطلقُ صيْحات مخنوقةً
على غِرار قطّةٍ راودتهَا الكوابيسُ
كُنتَ مشغولاً بحفرِ اسمكَ
بالإزميل عميقًا في قلبِي
هكذا ظَهَر السّفاحُ
الذي يجيشُ في عروقِكَ
و أنا أنْزفُ بصمتٍ دونَ
قطرةَ دمٍ واحدةٍ تلطّخُ وجهَكَ الجَميلُ

[حسن الوائلي]

و ما عليك الآن
سِوى مواصلةَ الحفْرِ
دوُن الحاجةَ الى تلكَ الابتسامةِ الوديعةِ
أمّا أنا فسأكُونُ خلْفكَ تمامًا
أرتُقُ كلَّ ذلكَ بالكلمات
فَما زلتُ صالحةً للموتِ
مرّةً أخرى .

[حسن الوائلي]

فقدتك لكن لم أفقدك
لم أعد أراك لكنك تسكن أحشائي الأن
تستقر فوق القلب؛
لن أنساك لو عدت علي الأعوام
وأخذتني مني جزء من تذكري
وأهدتني النسيان

[حسن الوائلي]

وداعا لك والبقاء في
رحت من العين لتعش بداخل روحًا
وسرها معك لن يغادرها لحظة بوحًا،
أحبك ياياسمين العمر
ياشعاع الفجر
يادفئ البرد
وياأمنية الغد
أُحـبـك...

[حسن الوائلي]

من المضحك أن أراك الأن
بعد ما تخطيتك وجعلتك بنسيان،
لما أقدرانا عابثة غريبة
عندما كنت بأمْسّ الحاجة إليك لم تكن بقرب
وعندما ماعدت أفتقدك أو أحتاجك تظهرك وتقربك لي الحياة،

[حسن الوائلي]

لا أعلم ماذا تريد الأن
ماعاد هناك شي ليصلح فكل ما كسر إما رمَمْته أو رميته
لا توجد جروح لتشفيها فجميعها ضُمد وأشفاه الوقت والزمن،

ورقتك خالية بيضاء بعدما كانت تموت من الخطوط والنقاط السوداء

لم الصدف تحويك لا تحوي غيرك

[حسن الوائلي]

مامرادك ياربي من لقياه
بعدما القلب جافاه

أاتعذيب النفوس وإرجاع الألم غايةٌ تجذبهم؟

هل النسيان لم يكن بيومِ إنسان ليشعر أنه متناسى ليس له أمان ؟

هل الذاكرة لهذا الحد مُره لترجعه من غير حسبان؟

[حسن الوائلي]

أوقدت الروح
أبتهلُ قادمة
أرى وميض طيفها
يداعب ضوء الشموع المتراقصة بهجة
المسافات تُخيفني
جنودٌ بلا رصاص خلف الستائر
على نافذتي المهترئة
الروح في لهفة اللقاء
أصابعي عطشى
لينابيع جسدها
لقبلة بطعم النبيذ
لأمتلأ بها

[حسن الوائلي]

أُعَوّد نفسي لغة الانحناء للألم
أختبئ في ثنايا الضوء
أرتشف الأمل
أحدق في المدى
هارباً….
شيبٌ متمدد
قلبٌ متوهج بالعشق
يتكئ على الألم
ولا يستجدي .

[حسن الوائلي]

وما تلكَ بيمينكَ ؟
قلتُ : هى قصيدتى المؤجلةُ العجوز
أتوكأُ على شحوبِها
وأهشُّ بها على مواسمِ الصقيعِ
وأبتغى من طهرها قبسًا أو جذوةً
لأفتحَ الطريق لنجمةٍ فقيرةٍ محاصَرة
وحين يغادرُ الصبرُ حقيبةَ احتمالى
أهزُّ جذعَها ……..
يسَّاقط الحنين .

[حسن الوائلي]

وأحتمى بظلِّها من قنَّاصة السّكوتْ
وبها أشاكسُ البلادَ والعبادَ
وفى كل زاويةٍ بها
لى طفلٌ سيكبرُ
أو ….. فى أغلبِ الظنِّ يموتْ .

وتجمعنى إذا انشطرتْ مساءاتى
وحين تنسانى قطاراتُ الصباحِ
تحملنى لوطنٍ رحيمٍ

[حسن الوائلي]

لا يحتفى بالشعراءِ بعد موتهم .

ولى فيها مآربُ عصيّة
وقصة عاشق غبيّة
وخمسةٌ وأربعون عامًا
ساقطات من تقاويم البراح
ولى ……….

قال : ألقها
فما استطعتُ
قال : ألقهِ
فكنتُ .

[حسن الوائلي]

للرّوحِ غليانٌ ،،
يهدُرُ في إناءِ الجَسدِ ،،
يَصفُرُ بوجهِ المارّةِ
الفُضوليين ،،،
يَلفَحُ وجوهَهُم المُتَطَغّلةَ !!!

[حسن الوائلي]

الظّلُّ الضّاحكُ
لا سبيلَ لإسكاتِهِ
أنكزُهُ بسبّابتي
ليصيبَهُ الحياءُ
ليخشعَ ،،
ليصليَ لأجلِي ،،،
لكنّهُ يقفزُ
يُنشِدُ :
أنا الناجي الوحيدُ !!!
أنا الناجي الوحيد !!!

[حسن الوائلي]

أتابعُ التّقَلّبَ في نفسي
على ذاتِ الموقدِ
عن ذاتِ اليمينِ وعن ذاتِ الشِّمال
صورُ الحُروب أماميِ تتناثرُ تتكاثَرُ
تَرشح منها أقفاصٌ صدريّةٌ
طَرِيَّةٌ .. أعوادُ رَيحانٍ ،،
غادرت الأرضَ وحُلُمُها
أن تسريَ بها
قَطرَةُ حليبٍ !!

[حسن الوائلي]

تَتَناثرُ منها رُقَعُ الخِيامِ
وأحبالُ غَسيلٍ مُدلاةٌ
فوقَ الثّلجِ ،،
تحتَ الثّلجِ ،،،
وأَسألُ نفسِي هل سَيجِفُّ
المُبَلّلُ من الثّياب ويكسو
الصُّدورَ العَزلاءَ بوجهِ العاصفة؟!!

[حسن الوائلي]

أتناقصُ من حَيّزِي
عُشبُ روحي ِ يتَصيّرُ
عِصيًاّ و أرضي خرابًا ،،
حقلي السّاكتُ عن حقِّهِ
لم يَكن شيطانًا أخرسَ !!!
بل الجُرذانُ استباحتهُ
قَطَعَت لسانَهُ ،،،
وبدأت تقضُمُني !
صَرخَتي في مَأزقي
أسرَعت نحوي لكنّها
تَعَثَّرَت عَلِقَت
بأحبالي الصّوتِيَّةِ
المَعقُودَة !!!!

[حسن الوائلي]

كُلُّ قُطوفٍ دانِيَةِ
شَهُقَت للسَّماءِ
لهَجَت بالدُّعاءِ و
ظلّت مَقبُوضَةً !!

هذا البصرُ مُوجِعٌ
وهو مُرسَلٌ كُلُّهُ إلى
مُجرَّدِ سَقفٍ ، يَصطَدِمُ به
ثُمّ يّنزَلِقُ مِن تََعرُّقِهِ
ورَشحِهِ ،،!!

[حسن الوائلي]

الجسَدُ الثَّوريُّ
كُلّما شَقّت يَداهُ القيودَ
وانتفضَت ،، اِرتطمَت بِجِدارينِ
عادتا إلى بؤرةِ القيدِ
ينزُّ منهما دمُ الخَيبَةِ
وأحلامٌ طازجةٌ ،، بما يُدعى سماء !!!

[حسن الوائلي]

أهازيجُ جَدَّتِي تَدرُجُ إليّ من بعيدٍ
تَمُورُ في رأسِي
تُدَندِنُ مع صوتِ الصَّفيرِ
تَطبيلُ أطفالِ الزِّقاقِ
على أعمِدَةِ الضّوءِ
وفَقئِهم للمصابيحِ
يَنشُرُ بيَ الرّنينَ
أرتَجِفُ ،، تَقتُمُ العتمة أكثر ،،
أَزفُرُ نارًا باردةً
ويحرِقُني الحنينُ ،،، !
أمتدُّ بعيدًا ،، خارجَ اللحظةِ
خارجَ النُّقطةِ !

[حسن الوائلي]

أقطفُ عن جلدي المحروقِ
الكثيرَ من الفراشاتِ المُلَوَّنَةِ !!
أدّعي أنّي لَستُ أنا
أدورُ بُِفستانِي،هناكَ
على الأرضِ المُحَرّرَةِ
وجِيَفُ الدّبّاباتِ
صارت أوانٍ للزُّهورِ !!
استيقظُ فجأةً ،،،
أجفلُ ،،، أعودُ لمَشهَدِي

[حسن الوائلي]

في البُقعَةِ التي زرعوني بها
الشَّمسُ مَقتولةٌ ،،،
الضّوءُ مذبُوحٌ على ناصيةِ الأُفقِ
الأرضُ رِمالٌ وحَصَى
مَوسِمُ قِطافي على الأبوابِ
الأبوابُ قادِمَةٌ نحوي !
ُ ليتَها تُقعَدُ ! أو تُقفَلُ !
أوتُثلَمُ رؤوسُ كلّ مفاتيحِها !!

[حسن الوائلي]

ما زلتُ أحتَرِق..ُ أصفُرُ
أصفَرُّ أسوَدُّ
المناجلُ الغبيَّةُ تفتحُ فمَها للهواء !!
الحصَّادونَ مُقبِلون إليَّ
بِنَهمٍ ،،، !!!
البخارُ يَنزُّ هنا من كُلِّ الموادّ
يُشَوِّشُ الرُّؤيا ،،
كلُّ شيءٍ غائمٌ في مَخدَعِي
وأنا أصيرُ شيئًا فشيئًا

[حسن الوائلي]

ماءً ،،، !!
أُراقبُ صورَتي الجديدةَ
وهي تلمعُ وسَط الغَباشِ
أُحاولُ أن أهدأَ ،،أسكُنَ
في ذاتِ اللّحظةِ
يتفطّنُ العالمُ لي
في آخرِ الغَليان !!!
وأنا أركدُ وأصفو

[حسن الوائلي]

فيكتُبُ قصيدةً تُمَجِّدُني
تَجعَلُهُ هو بَطلًا ،،
وأنا يُعَكّرُني كلُّ ماتَفَلَهُ
في أوجِ حماسةِ خطابتِهِ !!
بوجهِي !
وكلّ ما تسرَّب من مِدادِهِ اللئيمِ
فوقي ،،،
فأدرِكُ في لحظةِ الصّفاءِ الأخيرةِ
ضرورةَ غلياني من جديد !!!

[حسن الوائلي]

كُل عامٍ وأنتِ حَبيبَتي
قالَها نِزار.
لم يُقنِعَني الكَلام.
لو رآكِ ,
ما أعارَ حبيبَتهُ اهتِمام.
ولقامَ بَيني وبَينَهُ
... خِصام.

[حسن الوائلي]

لا نِزالَ شِعرٍ,
بل ... مُفارَقَة غَرام.
قد صَبرَ على حُبِهِ لِسنين
وما أَنا بِصابرٍ عنكِ ,
... لِثَوان.
قَد آنَ الأوان.
لا مَفَّر لكِ اليَومَ
من براثِنِ , حُبٍ سَعِر.

[حسن الوائلي]

لا بِتردُدٍ ولا بِهُروبٍ
ولا بِلَغَطٍ في الكَلام.
إِني استَخَرتُ رَبي,
لم أَنتَظِر المَنام.
ولِم أفعل؟
وأَنتِ حُلُمَ الليلِ عندي
وأَطراف النَهار.

[حسن الوائلي]

قد أَتاني جوابُ السؤال
ليس برؤيا
أو تَقَلُبِ في الحال
بل بعُميِ البَصَر والعين
عن نساءِ, كل الأقوام.
خُذي حِذركِ,
قَد سَبَقَني قَلبي إِليكِ.
هُوَ وقَلبُكِ الآنَ يتهامسان.

[حسن الوائلي]

لِيَنتَزِعا من ثَغرِكِ إِعلاناً
بِنِهايةٍ نثرٍ,
أَنطَقَ لِسانَهُ الحِرمان.
وبِدايةِ عِشقٍ
ضاقَ مِن تِيهِهِ , التَرحال.
فوَجَدَ في ظُلمةِ عَينيكِ
وليلِ ضَفائِرك,
آمَنَ مُستَقرٍ لهُ ومُقام.

[حسن الوائلي]

لو رآكِ نِزار,
لَوَلَّى مِن "بَلقِيسِهِ" الأدبار.
والتَمَسَ لِيَ العُذر
إن لم يَمُدني,بالأعذار.
ما سَمِعَني أَتَنَهَدُ وأَقول :
"كُل تَنهيدةٍ وأنتِ حبيبتي".

[حسن الوائلي]

تَميمَةٌ لشجرةِ المَانجُو
….
لا بدُّ لي أن أعبرَ
بينَ كلابِ المدينةِ
ومُوسيقى الصباح
تحت الرَّصاص
لكي أكتبَ على ساقِ شَجَرةِ المانجو
هذه القصيدةَ كذكرياتٍ تُمارسُ الحِيَلَ على يومٍ ماطر،
الطقسُ مُجَرَّدُ اِبتسامةٍ مُلتَوية
يمارسُ الانزلاقَ من خلال ثُقب السماءِ المضطرب
يَنِزُّ غرائبيةً غامضةٍ،
كغناءِ مشعوذٍ في أحلك أيام يناير الباردة!

[حسن الوائلي]

ينبغي أن تكون هذه القصيدة زُنبقة
أو تقويم حي في أنشودةٍ قديمةٍ
نُقِشَتْ في العَتَبةِ السِّريةِ للظلامِ الأَبدي
أو امرأة ترتدي شِبْشِبَها الصيفيِ
تَهُزُّ رأسَها وتقول:
أنتَ يا حبيبي على قيدِ الحياة
وَظِلُّ حذائِك يشبهُ البندقية قليلاً
تَحولتْ فقط لتصبح بروميثيوس.

[حسن الوائلي]

النساءُ يعرفن كيف للموتِ أن يكون سعيدًا
لذا يفضلنَ النَّوافذَ المفتوحةَ،
وابتسامةَ شجرةِ المانجو؛
والليلَ أو هذا الشعورَ السَّريع
الذي يشبه أسئلةَ نسيجِ الوجودِ بين الرَّعْدِ
والعاصفةِ خارجَ النافذة
أو مِحنَةَ العذاب البطيء لصورة السماء المنهارة،
حين يُغادرُ الرِّجَالُ للحَربِ.
لأنَّ النساءَ يعرفن كيف يكون الجُنودُ
أكثر الناس مقدرة على العشق
ويعرفن أنَّ الجنودَ يضعون الدانتيل على ظِلِّ الزِّناد
ويكتبون قصائدهم على جسد المرأة برائحة الهواء

[حسن الوائلي]

لكن قصيدتي المنقوشة على ساق شجرة المانجو
لم تجرؤ على الوَعْدِ بوصولِ الصَّباح
ولا على النومِ تحت الأمطارِ النَّديةِ العَذبة،
ولا بالقُبْلةِ الحُلوةِ بين دِفءِ يَدَيكَ،
لأنَّ حُروفَها المُتلألِئَةِ غَرَقت
في الأزرقِ العَميقِ لرَائحةِ البَارُود.

[حسن الوائلي]

مَا عَادَت تُبكِينِي الدُّنْيَا

أَو أَمُلُ فِيهَا مِنْ الْأَحْلَام

فَلَقَد أَدْرَكْتُ حَقِيقَتُهَا

أوهَامٌ تَسْكُنُهَا أَوْهَام

[حسن الوائلي]

الشَّيْبُ في الْقَلْبِ ليْسَ الشَّيْبُ في الشَّعْرِ
والشَّيْبُ في الحِسِّ ليْسَ الشَّيْبُ في العُمْرِ

وقدْ يُصيـبُكَ ما في الشَّيْــــب من وَهَـنٍ
فيعْتَـريــــــكََ ولَكِــــنْ دونَ أن تـَـــــدْري

[حسن الوائلي]

غِبْ ما تشاءُ عَن العَينَين، ليسَ لنا..
إلَّا التَّصَبُّرُ أو دَمعٌ يُواسِينا

واهْجُرْ إذا شِئتَ: هَجْرًا أو تَفَرُّقَنا،
لٰكِنْ دَعِ الطَّيفَ بالذِّكْرىٰ يُعَزِّينا!

إنَّا لَقومٌ إذا ما البَينُ أرَّقَنا..
بِتْنا علىٰ جَمْرَةِ الأشواقِ تَكْوِينا

[حسن الوائلي]

وكنتِ نورا يشرق في افقي
والصباحُ مغردا الي بالافراحِ

[حسن الوائلي]

عودتني عيوني تغفه
بفي دلالك
وعودتني ايام عمري
مرسومة بجمالك
واه ياليل الشتا
يتراوى حسنك من بعيد
لوحة مرسومة
وكمرة تضوي
لو شافت خيالك


عازف الليل .. 28 مارس

[حسن الوائلي]

واعانق منكِ الامل
كالصباح يشرق بنوره
الى تلك الحقول

[حسن الوائلي]

كوني في عالمي
حرفا تسيد الاقلام
وكوني الى الارواح
نشيدا يطرب القلوب
وتسيدي روحي
طيفا يزورني في المنام

[حسن الوائلي]

وانني اخشى عليكِ من ناري
من ايامي من سنين غريبة الاطوارِ
لاتوقظي ذاك العشق في الفؤاد
واترُكي مني صدى الحرف
او الناي يطربُ الدارِ

[حسن الوائلي]

حين مزج الامل بالايمان يتوقد في النفس املا جديد
ونبراسا يستمر في الضياء

[حسن الوائلي]

لاتخبروا صباحكم باليأس او القنوط
بل عانقوه املا في لقاء جديد

[حسن الوائلي]

وهل لي ان اراكِ مابين النجوم
اذا البدور طوالعا فتكحلي

[حسن الوائلي]

اشتاقكك وصلا اذا جد اللقاء
وهمس ترامى على اطراف الشفاه

[حسن الوائلي]

كأنك ليلي يناجي الهدوء
وصباحا اشرق بالضياء لقلبي

[حسن الوائلي]

كااغصان اشجار عصفت بها
رياح الخريف تساقطا وذبولا

[حسن الوائلي]

وانتِ التي مازلت اكتبها
بين السطور حروفا وهطولا

[حسن الوائلي]

ونثرتكِ في ربى الكلمات اشراقة
اذا هب النسيم يداعب الورد اكليلا

[حسن الوائلي]

وانا من جعلت منكِ قوافيا
شعراً بوصف الحال مقتولا

[حسن الوائلي]

من علم الروح تعزف لحنها
اذا اشتد شوقها نوحا وهديلا

[حسن الوائلي]

قلمي بركان الهوى واوتاري
ربابة لاتغني ان كنت خجولا

[حسن الوائلي]

وهمست في اذن المساء اليك
حاملا نداء الفؤاد بالحنين رسولا

[حسن الوائلي]

لاتعزفي اوتاري فما عاد
نبض الهوى صادحا ويقولا

[حسن الوائلي]

وتهديك الروح اشواقا
لست تعلمها

[حسن الوائلي]

رمضانكم مبارك
كل عام وانتم بخير

[حسن الوائلي]

انا مهما استفاقت جروحي
من هدير موج الفراق
فما زال يشعلني الحنين اليك

[حسن الوائلي]

شكوت سهم الهوى انك
معذبي وقاتلي في الغرام

[حسن الوائلي]

وسلاما لتلك الارواح التي
لم نعد نراها او نسمع ضحكاتها

[حسن الوائلي]

وماكان بيننا غير احاديث
كانها في ايام شهرزاد لياليا

[حسن الوائلي]

حدثيني او قولي هل يطيب جرح
من عشقوا الراحلين

[حسن الوائلي]

ياسيدتي لسنا سوى بقايا
من عظام عاشقين

[حسن الوائلي]

لاتُشبهين النساء في الجمال
وحتى الوصف تعدى فيكِ
حدود الخيال

[حسن الوائلي]

تلونين حروفي
في ثغركِ الباسم فيهيج
الحرف كانه عصفت
به رياحا من حنين

[حسن الوائلي]

مما راق لي من ادب

نازك الملائكة

[حسن الوائلي]

على قمّةٍ من جبال الشمال كَسَاها الصَّنَوْبَرْ
وغلّفها أفُقٌ مُخْمليٌّ وجوٌّ مُعَنْبَر ْ
وترسو الفراشاتُ عند ذُرَاها لتقضي المَسَاءْ
وعند ينابيعها تستحمّ نجومُ السَّمَاءْ

[حسن الوائلي]

هنالكَ كان يعيشُ غلامٌ بعيدُ الخيالْ
إذا جاعَ يأكلُ ضوءَ النجومِ ولونَ الجبالْ
ويشربُ عطْرَ الصنوبرِ والياسمين الخَضِلْ
ويملأ أفكارَهُ من شَذَى الزنبقِ المُنْفعلْ
وكان غلامًا غريبَ الرؤى غامض الذكرياتْ

[حسن الوائلي]

وكان يطارد عطر الرُّبَى وصَدَى الأغنياتْ
وكانت خلاصةُ أحلامِهِ أن يصيدَ القَمَرْ
ويودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ
وكان يقضِّي المساءَ يحوك الشباكَ ويَحْلُمْ
يوسّدُهُ عُشُبٌ باردٌ عند نبع مغمغِمْ

[حسن الوائلي]

ويسْهَرُ يرمُقُ وادي المساء ووجْهَ القَمَرْ
وقد عكستْهُ مياهُ غديرٍ بَرُودٍ عَطِرْ
وما كان يغفو إذا لم يَمُرّ الضياءُ اللذيذ
على شَفَتيهِ ويسقيهِ إغماءَ كأسِ نبيذْ
وما كان يشربُ من منبع الماء إلاّ إذا
أراق الهلالُ عليه غلائلَ سكرى الشَّذَى

[حسن الوائلي]

وفي ذات صيفٍ تسلّل هذا الغلامُ مساءْ
خفيفَ الخُطَى, عاريَ القدمين, مَشُوقَ الدماءْ
وسار وئيدًا وئيدًا إلى قمَّةٍ شاهقهْ
وخبّأ هيكلَهُ في حِمَى دَوْحةٍ باسقهْ
وراح يعُدّ الثواني بقلبٍ يدُقّ يدُقّ
وينتظرُ القَمَرَ العذْبَ والليلُ نشوانُ طَلْقُ

[حسن الوائلي]

وفي لحظةٍ رَفَعَ الشَّرْقُ أستارَهُ المُعْتمهْ
ولاحَ الجبينُ اللجينيّ والفتنةُ المُلْهِمهْ
وكان قريبًا ولم يَرَ صيّادَنا الباسما
على التلِّ فانسابَ يذرَعُ أفْقَ الدُّجَى حالما
... وطوّقَهُ العاشقُ الجبليّ ومسّ جبينَهْ

[حسن الوائلي]

وقبّلَ أهْدابَهُ الذائباتِ شذًى وليونهْ
وعاد به: ببحارِ الضِّياءِ, بكأس النعومهْ
بتلك الشفاهِ التي شَغَلتْ كل رؤيا قديمهْ
وأخفاه في كُوخه لا يَمَلّ إليه النَّظَرْ
أذلكَ حُلْمٌ? وكيف وقد صاد.. صادَ القَمرْ?
وأرقَدَه في مهادٍ عبيريّةِ الرّوْنقِ
وكلّلَهُ بالأغاني, بعيْنيهِ, بالزّنْبقِ

[حسن الوائلي]

وفي القريةِ الجبليّةِ, في حَلَقات السّمَرْ
وفي كلّ حقلٍ تَنَادَى المنادون: "أين القمر?!"
"وأين أشعّتُهُ المُخْمليّةُ في مَرْجنا?"
"وأين غلائلُهُ السُّحُبيّة في حقلنا?"
ونادت صبايا الجبالِ جميعًا "نُريدُ القَمَرْ!"
فردّدتِ القُنَنُ السامقاتُ: "نُريدُ القَمَرْ"

[حسن الوائلي]

"مُسامِرُنا الذهبيّ وساقي صدى زَهْرنا"
"وساكبُ عطر السنابِل والورد في شَعْرنا"
"مُقَبّلُ كلّ الجِراح وساقي شفاه الورودْ"
"وناقلُ شوقِ الفَرَاشِ لينبوعِ ماءٍ بَرودْ"
"يضيءُ الطريقَ إلى كلّ حُلْمٍ بعيدِ القَرَارْ"
"ويُنْمي جدائلَنا ويُريقُ عليها النُّضَارْ"

[حسن الوائلي]

"ومن أينَ تبرُدُ أهدابُنا إن فَقَدْنا القَمَر?"
"ومَنْ ذا يرقّقُ ألحاننا? مَن يغذّي السّمَرْ?"
ولحنُ الرعاةِ تردّدَ في وحشةٍ مضنيهْ
فضجّتْ برَجْعِ النشيدِ العرائشُ والأوديهْ
وثاروا وساروا إلى حيثُ يسكُنُ ذاكَ الغُلامْ
ودقّوا على البابِ في ثورةٍ ولَظًى واضطرامْ

[حسن الوائلي]

وجُنّوا جُنُونًا ولم يَبْقَ فوق المَرَاقي حَجَرْ
ولا صخرةٌ لم يُعيدا الصُّرَاخَ: "نُريدُ القَمَرْ"
وطاف الصّدَى بجناحَيْهِ حول الجبالِ وطارْ
إلى عَرَباتِ النجومِ وحيثُ ينامُ النّهَارْ
وأشرَبَ من نارِهِ كلّ كأسٍ لزهرةِ فُلِّ
وأيقَظَ كلّ عبيرٍ غريبٍ وقَطْرةِ طلِّ

[حسن الوائلي]

وجَمّعَ مِن سَكَراتِ الطبيعةِ صوتَ احتجاجْ
ترددَ عند عريش الغلامِ وراء السياجْ
وهزَّ السكونَ وصاحَ: "لماذا سَرَقْت القَمَرْ?"
فجُنّ المَسَاءُ ونادى: "وأينَ خَبَأْتَ القَمَرْ?"

[حسن الوائلي]

وفي الكوخِ كان الغلامُ يضُمّ الأسيرَ الضحوكْ
ويُمْطرُهُ بالدموع ويَصْرُخُ: "لن يأخذوك?"
وكان هُتَافُ الرّعاةِ يشُقّ إليهِ السكونْ
فيسقُطُ من روحه في هُوًى من أسًى وجنونْ
وراح يغنّي لملهِمه في جَوًى وانْفعالْ
ويخلطُ بالدَّمْع والملح ترنيمَهُ للجمالْ

[حسن الوائلي]

ولكنّ صوتَ الجماهيرِ زادَ جُنونًا وثورهْ
وعاد يقلِّبُ حُلْمَ الغلامِ على حدِّ شفرهْ
ويهبطُ في سَمْعه كالرّصاص ثقيلَ المرورْ
ويهدمُ ما شيّدتْهُ خيالاتُهُ من قصور
وأين سيهرُبُ? أين يخبّئ هذا الجبينْ?
ويحميهِ من سَوْرة الشَّوْقِ في أعين الصائدين?

[حسن الوائلي]

وفي أيّ شيء يلفّ أشعَّتَهُ يا سَمَاءْ
وأضواؤه تتحدّى المخابئَ في كبرياءْ?
ومرّتْ دقائقُ منفعِلاتٌ وقلبُ الغُلامْ
تمزِّقُهُ مُدْيةُ الشكِّ في حَيْرةٍ وظلامْ
وجاء بفأسٍ وراح يشقّ الثَّرَى في ضَجَرْ
ليدفِنَ هذا الأسيرَ الجميلَ, وأينَ المفرْ?
وراحَ يودِّعُهُ في اختناقٍ ويغسِلُ لونهْ
بأدمعِه ويصُبّ على حظِّهِ ألفَ لعنَهْ

[حسن الوائلي]

وحينَ استطاعَ الرّعاةُ المُلحّون هدْمَ الجدارْ
وتحطيمَ بوّابةِ الكوخ في تَعَبٍ وانبهارْ
تدفّقَ تيّارهم في هياجٍ عنيفٍ ونقمهْ
فماذا رأوا? أيّ يأسٍ عميق وأيّة صَدْمَهْ!
فلا شيءَ في الكوخ غيرَ السكون وغيرَ الظُّلَمْ
وأمّا الغُلامُ فقد نام مستَغْرَقًا في حُلُمْ

[حسن الوائلي]

جدائلُهُ الشُّقْرُ مُنْسدلاتٌ على كَتِفَيهِ
وطيفُ ابتسامٍ تلكّأ يَحلُمُ في شفتيهِ
ووجهٌ كأنَّ أبولونَ شرّبَهُ بالوضاءهْ
وإغفاءةٌ هي سرّ الصَّفاءِ ومعنى البراءهْ
وحار الرُّعاةُ أيسرقُ هذا البريءُ القَمَرْ?
ألم يُخطِئوا الاتّهام ترى? ثمّ... أينَ القَمَرْ?

[حسن الوائلي]

وعادوا حَيارى لأكواخهم يسألونَ الظلامْ
عن القَمَر العبقريّ أتاهَ وراءَ الغمامْ?
أم اختطفتْهُ السَّعالي وأخفتْهُ خلفَ الغيومْ
وراحتْ تكسّرُهُ لتغذّي ضياءَ النجومْ?
أمِ ابتلعَ البحرُ جبهتَهُ البضّةَ الزنبقيّهْ?
وأخفاهُ في قلعةٍ من لآلئ بيضٍ نقيّهْ?

[حسن الوائلي]

أم الريحُ لم يُبْقِ طولُ التنقّلِ من خُفِّها
سوى مِزَقٍ خَلِقاتٍ فأخفتْهُ في كهفها
لتَصْنَعَ خُفّينِ من جِلْدِهِ اللّين اللَّبَنيّ
وأشرطةً من سَناهُ لهيكلها الزنبقي

[حسن الوائلي]

وجاء الصباحُ بَليلَ الخُطَى قمريّ البرُودْ
يتوّجُ جَبْهَتَهُ الغَسَقيَّةَ عِقْدُ ورُودْ
يجوبُ الفضاءَ وفي كفّه دورقٌ من جَمالْ
يرُشّ الندى والبُرودةَ والضوءَ فوق الجبالْ
ومرَّ على طَرَفَيْ قدمَيْه بكوخ الغُلامْ
ورشَّ عليه الضياءَ وقَطْرَ النَّدى والسَّلامْ

[حسن الوائلي]

وراح يسيرُ لينجز أعمالَهُ في السُُّفُوحْ
يوزِّعُ ألوانَهُ ويُشِيعُ الرِّضا والوضوحْ
وهبَّ الغلامُ مِنَ النوم منتعشًا في انتشاءْ
فماذا رأى? يا نَدَى! يا شَذَى! يا رؤى! يا سماءْ!
هنالكَ في الساحةِ الطُّحْلُبيَّةِ, حيثُ الصباحْ
تعوَّدَ ألاَّ يَرَى غيرَ عُشْبٍ رَعَتْهُ الرياحْ

[حسن الوائلي]

هنالكَ كانت تقومُ وتمتدّ في الجوِّ سِدْرَهْ
جدائلُها كُسِيَتْ خُضْرةً خِصْبةَ اللون ِثَرَّهْ
رعاها المساءُ وغذَّت شذاها شِفاه القَمَرْ
وأرضَعَها ضوءُه المختفي في الترابِ العَطِرْ
وأشربَ أغصانَها الناعماتِ رحيقَ شَذَاهُ
وصبَّ على لونها فضَّةً عُصِرَتْ من سَناهُ

[حسن الوائلي]

وأثمارها? أيّ لونٍ غريبٍ وأيّ ابتكارْ
لقد حار فيها ضياءُ النجومِ وغارَ النّهارْ
وجُنّتْ بها الشَّجَراتُ المقلِّدَةُ الجامِدَهْ
فمنذ عصورٍ وأثمارُها لم تَزَلْ واحدهْ
فمن أيِّ أرضٍ خياليَّةٍ رَضَعَتْ? أيّ تُرْبهْ
سقتْها الجمالَ المفضَّضَ? أي ينابيعَ عذْبَهْ?
وأيةُ معجزةٍ لم يصِلْها خَيالُ الشَّجَرْ
جميعًا? فمن كلّ غُصْنٍ طريٍّ تَدَلَّى قَمَرْ

[حسن الوائلي]

ومرَّتْ عصورٌ وما عاد أهلُ القُرى يذكرون
حياةَ الغُلامِ الغريبِ الرُّؤى العبقريِّ الجُنون
وحتى الجبالُ طوتْ سرّه وتناستْ خطاهُ
وأقمارَهُ وأناشيدَهُ واندفاعَ مُناهُ

[حسن الوائلي]

وكيف أعادَ لأهلِ القُرى الوالهين القَمَرْ
وأطلَقَهُ في السَّماءِ كما كانَ دونَ مقرْ
يجوبُ الفضاءَ ويَنْثرُ فيه النَّدَى والبُرودهْ
وشِبْهَ ضَبابٍ تحدّر من أمسياتٍ بعيدهْ
وهَمْسًا كأصداء نبعٍ تحدّر في عمْق كهفِ
يؤكّدُ أنَّ الغلامَ وقصّتَهُ حُلْمُ صيفِ

[حسن الوائلي]

خمس أغان للألم


1
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوسَ الأرَقْ
نحنُ وجدناهُ على دَرْبنا
ذاتَ صباحٍ مَطِيرْ
ونحنُ أعطيناهُ من حُبّنا
رَبْتَةَ إشفاقٍ وركنًا صغيرْ
ينبِضُ في قلبنا
**
فلم يَعُد يتركُنا أو يغيبْ
عن دَرْبنا مَرّهْ
يتبعُنا ملءَ الوجودِ الرحيبْ
يا ليتَنا لم نَسقِهِ قَطْرهْ
ذاكَ الصَّباحَ الكئيبْ
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوس الأرَقْ

[حسن الوائلي]

مِن أينَ يأتينا الأَلمْ?
من أَينَ يأتينا?
آخَى رؤانا من قِدَمْ
ورَعى قوافينا
**
أمسِ اصْطحبناهُ إلى لُجج المياهْ
وهناكَ كسّرناه بدّدْناهُ في موج البُحَيرهْ
لم نُبْقِ منه آهةً لم نُبْقِ عَبْرهْ
ولقد حَسِبْنا أنّنا عُدْنا بمنجًى من أذَاهْ
ما عاد يُلْقي الحُزْنَ في بَسَماتنا
أو يخْبئ الغُصَصَ المريرةَ خلف أغنيَّاتِنا

[حسن الوائلي]

ثم استلمنا وردةً حمراءَ دافئةَ العبيرْ
أحبابُنا بعثوا بها عبْرَ البحارْ
ماذا توقّعناهُ فيها? غبطةٌ ورِضًا قريرْ
لكنّها انتفضَتْ وسالتْ أدمعًا عطْشى حِرَارْ
وسَقَتْ أصابعَنا الحزيناتِ النَّغَمْ
إنّا نحبّك يا ألمْ
**
من أينَ يأتينا الألم?
من أين يأتينا?
آخى رؤانا من قِدَمْ
ورَعَى قوافينا
إنّا له عَطَشٌ وفَمْ
يحيا ويَسْقينا

[حسن الوائلي]

3
أليسَ في إمكاننا أن نَغْلِبَ الألمْ?
نُرْجِئْهُ إلى صباحٍ قادمٍ? أو أمْسِيهْ
نشغُلُهُ? نُقْنعهُ بلعبةٍ? بأغنيهْ?
بقصّةٍ قديمةٍ منسيّةِ النَّغَمْ?
**
ومَن عَسَاهُ أن يكون ذلك الألمْ?
طفلٌ صغيرٌ ناعمٌ مُستْفهِم العيونْ
تسْكته تهويدةٌ ورَبْتَةٌ حَنونْ
وإن تبسّمنا وغنّينا له يَنَمْ
**
يا أصبعًا أهدى لنا الدموع والنَّدَمْ
مَن غيرهُ أغلقَ في وجه أسانا قلبَهُ
ثم أتانا باكيًا يسألُ أن نُحبّهُ?
ومن سواهُ وزّعَ الجراحَ وابتسَمْ?
**
هذا الصغيرُ... إنّه أبرَأ مَنْ ظَلَمْ
عدوّنا المحبّ أو صديقنا اللدودْ
يا طَعْنةً تريدُ أن نمنحَها خُدودْ
دون اختلاجٍ عاتبٍ ودونما ألمْ
**
يا طفلَنا الصغيرَ سَامحْنا يدًا وفَمْ
تحفِرُ في عُيوننا معابرًا للأدمعِ
وتَسْتَثيرُ جُرْحَنا في موضعٍ وموضعِ
إنّا غَفَرْنا الذنبَ والإيذاء من قِدَمْ

[حسن الوائلي]

4
كيف ننسىَ الألَمْ
كيف ننساهُ?
من يُضيءُ لنا
ليلَ ذكراهُ?
سوف نشربُهُ سوف نأكلُهُ
وسنقفو شُرودَ خُطَاه
وإذا نِمنا كان هيكلُهُ
هو آخرَ شيءٍ نَرَاهْ
**
وملامحُهُ هي أوّلَ ما
سوف نُبْصرُهُ في الصباحْ
وسنحملُهُ مَعَنا حيثُما
حملتنا المُنى والجراحْ
**
سنُبيحُ له أن يُقيم السُّدودْ
بين أشواقنا والقَمَرْ
بين حُرْقتنا وغديرٍ بَرُودْ
بين أعيننا والنَّظَرْ
**
وسنسمح أن يَنْشُر البَلْوى
والأسَى في مآقينا
وسنُؤْويه في ثِنْيةٍ نَشْوَى
من ضلوع أغانينا
**
وأخيرًا ستجرفُهُ الوديانْ
ويوسّدُهُ الصُّبَّيْر
وسيهبِطُ واديَنَا النسيان
يا أسانا, مساءَ الخَيْرْ!
**
سوف ننسى الألم
سوف ننساهُ
إنّنا بالرضا
قد سقيناهُ

[حسن الوائلي]

5
نحن توّجناكَ في تهويمةِ الفجْرِ إلهَا
وعلى مذبحكَ الفضيّ مرّغْنَا الجِبَاهَا
يا هَوانا يا ألَمْ
ومن الكَتّانِ والسِّمْسِمِ أحرقنا بخورَا
ثمّ قَدّمْنا القرابينَ ورتّلْنَا سُطورَا
بابليَّاتِ النَّغَمْ
**
نحنُ شَيّدنا لكَ المعبَدَ جُدرانًا شَذيّهْ
ورَششنا أرضَهُ بالزَّيتِ والخمرِ النَّقيَّهْ
والدموع المُحرِقهْ
نحن أشعلنا لكَ النيرانَ من سَعف النخيلِ
وأسانا وَهشيم القمح في ليلٍ طويلِ
بشفاهٍ مُطْبَقَهْ
**
نحنُ رتّلْنَا ونادَيْنا وقدّمْنا النذورْ:
بَلَحٌ من بابلِ السَّكْرَى وخُبْزٌ وخمورْ
وورودٌ فَرِحَهْ
ثمّ صلّينا لعينيك وقرّبنا ضحيّهْ
وجَمَعْنا قطَراتِ الأدمُعِ الحرّى السخيّهْ
وَصنَعْنا مَسْبَحَهْ
**
أنتَ يا مَنْ كفُّهُ أعطتْ لحونًا وأغاني
يا دموعًا تمنحُ الحكمةَ, يا نبْعَ معانِ
يا ثَرَاءً وخُصوبَهْ
يا حنانًا قاسيًا يا نقمةً تقطُرُ رحْمَه
نحنُ خبّأناكَ في أحلامنا في كلّ نغْمهْ
من أغانينا الكئيبهْ

[حسن الوائلي]

حدثيني اذا سكن المساء
ورفرفت الارواح اشواقا

[حسن الوائلي]

مالي اراكِ صورة ترتسم
كلما قاربت شفاهي كأسي

[حسن الوائلي]

من ادب عبد الرزاق عبد الواحد

[حسن الوائلي]

يوماً فيوماً يبدأ القلقْ
يوماً فيوماً نفقدُ الأمانْ
وتبدأ الرحلةُ للمجهولِ يا نيانْ..!
ماءٌ ونظّارتانْ
كم سندبادٍ تاه بين هذه الشطآنْ؟
كم شهرزادٍ حلُمتْ..؟
كم من بناتِ الجانْ
ضِعنَ هنا

[حسن الوائلي]

كم من بناتِ الجانْ
ضِعنَ هنا
لا سفُنٌ عادَتْ، ولا سَفّانْ؟!
يا أجملَ الشفاه،
يا شواطئ المرجانْ
يا عذبةَ الخمورْ،
يا قدّيسةَ الدِّنانْ
الله لو..
لو شَفتايَ الآن تَسكرانْ
على شواطيكِ

[حسن الوائلي]

لو كلُّ أغصانِ كرومي عرَّشَتْ فيك!
وأترعتْ كأسَكِ بالحنانْ
الله يا نيانْ..!
يوماً فيوماً يبدأ القلقْ
يوماً فيوماً نفقدُ الأمانْ
وتبدأ الرحلةُ للمجهولْ
يا شواطئ المرجانْ..!

[حسن الوائلي]

كما ترغَبينْ
يدي سوف أبعدُها عن يديكِ
وأبعدُ عينيَّ عن مقلتيكِ
وحتى ولو ضجَّ فيَّ الحنينْ
سأنظرُ دونَ اشتياقٍ إليكِ
كما ترغبينْ..!

[حسن الوائلي]

أتَينا بغيرِ الزَّمانْ
وغير المكانْ
فلا تعجبي يا نيانْ
إذا ما دخانُ السنينْ
تراكمَ حتى على الياسمينْ
فلم يبْقَ في الأرضِ شيءٌ أمينْ

[حسن الوائلي]

سأطفئُ شمعي كما ترغبينْ
وأرجيءُ دمعي كما ترغبينْ
ويومَ تدقُّ العصافير بابَكِ
قولي لها
تاهَ والتائهينْ..!

[حسن الوائلي]

-هل تعوَّدتَ أن لا تقول لكَ امرأةٌ:
لا أريدُكَ؟
-لا ما تعوَّدتُ،
لكنني لم أصِلْ بالسؤالِ إلى لحظةِ الرَّفض
-ها أنتَ ذا قد وصلتَ!
أجَلْ للأسفْ!
عُمرُ هذا الجناحْ
شاهقٌ ما أسَفّ

[حسن الوائلي]

عُمرَ هذا السَّنا ما انكشَفْ
للأسفْ!
سأُلمِلمُ أجنحتي عن طريقكِ
لا تَطأيها
وسأبعِدُ أشرعَتي عن حريقِكِ
لا تَذبحيها

[حسن الوائلي]

سأُقِرُ بذنبي
أتعلَّمُ مِ الآن ألا أصدِّقَ قلبي
وهذي الفراسةُ
بعدَكِ لا أدَّعيها!
..
وغداً
سوف تَلقَينَه هادئاً
وله نظرةٌ بين عينيهِ
لم تألَفيها..

[حسن الوائلي]

تسرين في دمائي
كما لو كنتِ جرعة من ادمان
تخللت تلك الاوردة
والشرايين

[حسن الوائلي]

من ادب بدر شاكر السياب

[حسن الوائلي]

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،

[حسن الوائلي]

والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر

[حسن الوائلي]

أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ

[حسن الوائلي]

وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..

[حسن الوائلي]

أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،

[حسن الوائلي]

كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى ..

[حسن الوائلي]

يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،

[حسن الوائلي]

عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ

[حسن الوائلي]

مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،

[حسن الوائلي]

وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ

[حسن الوائلي]

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج

[حسن الوائلي]

يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .

[حسن الوائلي]

وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..

[حسن الوائلي]

الخمر جمعت الدهور , ومافيهن بين جوانب الحان
ياويحها! أسكرتُ أم سكرتْأم نحن في السكرات سيّان
رمت العوالم والدهور على ثغري وفوق يدي وأجفاني
كفي تمدّ فما تناولني كأسا لعيني خمرها نهب
وأصافح الدنيا .. فياعجبا البعد لان .. وأعرض القرب !

[حسن الوائلي]

أساطير من حشرجات الزمان
نسيج اليد البالية
رواها ظلام من الهاوية
وغنى بها ميتان
أساطير كالبيد ماج سراب
عليها وشقت بقايا شهاب
وأبصرت فيها بريق النضار
يلاقي سدى من ظلال الرغيف
وأبصرتني والستار الكثيف
يواريك عني فضاع انتظار
وخابت منى وانتهى عاشقان

[حسن الوائلي]

أساطير مثل المدى القاسيات
تلاوينها من دم البائسين
فكم أومضت في عيون الطغاة
بما حملت من غبار السنين
يقولون : وحي السماء
فلو يسمع الأنبياء
لما قهقهت ظلمة الهاوية
بأسطورة بالية
تجر القرون
بمركبة من لظى في جنون
لظى كالجنون !

[حسن الوائلي]

وهذا الغرام اللجوج
أيريد من لمسة باردة
على إصبع من خيال الثلوج
وأسطورة بائدة
وعرافة أطلقت في الرمال
بقايا سؤال
وعينين تستطلعان الغيوب
وتستشرقان الدروب
فكان ابتهال وكانت صلاة
تغفر وجه الآلة
وتحنو عليه انطباق الشفاة

[حسن الوائلي]

تعالي فما زال نجم المساء
يذيب السنا في النهار الغريق
ويغشى سكون الطريق
بلونين من ومضة واطفاء
وهمس الهول الثقيل
بدفء الشذى واكتئاب الغروب
يذكرني بالرحيل
شراع خلال التحايا يذوب
وكف تلوح يا للعذاب

[حسن الوائلي]

تعالي فما زال لون السحاب
حزينا .. يذكرني بالرحيل
رحيل
تعالي تعالي نذيب الزمان
وساعة في عناق طويل
ونصبح بالأرجوان شراعا وراء المدى
وننسى الغدا
على صدرك الدافئ العاطر
كتهويمة الشاعر
تعالي فملء الفضاء
صدى هامس باللقاء
يوسوس دون انتهاء

[حسن الوائلي]

على مقلتيك انتظار بعيد
وشيء يؤيد
ظلال
يغمغم في جانبيها سؤال
وشوق حزين
يريد اعتصار السراب
وتمزيق أسطورة الأولين
فيا للعذاب
جناحان خلف الحجاب
شراع ..
وغمغمة بالوداع !!

[حسن الوائلي]

والتف حولك ساعداي ومال جيدك في اشتهاء
كالزهرة الوسني فما أحسست إلا والشفاة
فوق الشفاة وللمساء
عطر يضوع فتسكرين به وأسكر من شذاه
في الجيد والفم والذراع
فأغيب في أفق بعيد مثلما ذاب الشراع
في أرجوان الشاطئ النائي وأوغل في مداه

[حسن الوائلي]

شفتاك في شفتي عالقتان والنجم الضئيل
يلقى سناه على بقايا راعشات من عناق
ثم ارتخت عني يداك وأطبق الصمت الثقيل
يا نشوة عبرى وإعفاء على ظل الفراق
حلواَ كإغماء الفراشة من ذهول وانتشاء
دوما إلى غير انتهاء

[حسن الوائلي]

يا همسة فوق الشفاة
ذابت فكانت شبه آه
يا سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات
رانت كما سكن الجناح وقد تناءى في الفضاء
غرقي إلى غير انتهاء
مثل النجوم الآفلات
لا لن تراني لن أعود
هيهات لكن الوعود

[حسن الوائلي]

تبقى تلحّ فخفّ أنت وسوف آتي في الخيال
يوما إذا ما جئت أنت وربما سال الضياء
فوق الوجوه الضاحكات وقد نسيت وما يزال
بين الأرائك موضع خال يحدق في غباء
هذا الفراغ أما تحس به يحدق في وجوم
هذا الفراغ أنا الفراغ فخف أنت لكي يدوم !

[حسن الوائلي]

هذا هواليوم الاخير ؟!
واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء !
ليت الكواكب لا تسير
والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق

[حسن الوائلي]

يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون
عنا فماذا يصنعون
لو أنني حان اللقاء
فاقتادني نجم المساء
في غمرة لا أستفيق
ألا وأنت خصري تحت أضواء الطريق ؟!

[حسن الوائلي]

ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين
أني أحسّك تهمسين
في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء
ليل ونافذة تضاء
تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع
وأظل وحدي في الطريق

[حسن الوائلي]

وافترقنا وماعاد في

عمرنا شيئا يوحي بالوصال
اسير وسط الطرقات
كمرايا تغلفها الضباب

[حسن الوائلي]

لاتسألي من بعد الفراق
هل يبقى الفؤاد اسير الحنين
لاتسأللي وان طال الغياب
الم تكن في رحلة من انين

[حسن الوائلي]

اهواكِ في كل حروفي واشعاري
واكتبُكِ وسط غفلتي واسراري
فما كان الهوى غير سلطان بدا
وماكان غرامكِ غير اقداري

[حسن الوائلي]

هل تراك تعرف لوعتي
ام ان الهوى لم يرمي
بك الى الضفاف
كما رماني

[حسن الوائلي]

من ادب سوزان عليوان

[حسن الوائلي]

مكانُكَ في المقهى
.ليسَ خاليًا
بعدَ رحيلِكَ
جاءَ عصفورٌ
.و جلسَ في رُكْنِك
أتأمّلُهُ
من بعيد
مثلما كنتُ أتأمَّلُكَ
و هو يدخّنُ سيجارتَهُ
و يشردُ بعينيهِ التائهتينِ
.في الدخان

[حسن الوائلي]

هربًا
من زمانِ القُبْح
تختبئُ الملائكةُ
.في عينيك

[حسن الوائلي]

كبرت
ما عاد صوتها يصلهم
من قال أنّها تغنّي لأجلهم؟
يكفيها مستمع واحد
:في صالة الليل الخاوية
قمر بأسنان قليلة
يتّكئ على كمنجته
يسعل بشدّة
بين وصلة و أخرى
مطيّرًا نجماتها على ثوبها و شعرها
.معيدًا إليها ذلك البريق

[حسن الوائلي]

بأيديهم الصغيرة
صنعوا له جسدًا و رأسًا
بقطع يابسة من الخشب
منحوه وجوههم
و رائحة الجلد
في المعاطف و الأحذية
منحوه ابتسامةً و غليونًا
دخانه

[حسن الوائلي]

أنفاس دافئة مرتعشة
لا بدّ أنّهم غافلوا الكبار
و اختلسوا هذه القبّعة الرزينة لأجله
و هذا الوشاح
في الليل
سيغيبون عنه

[حسن الوائلي]

ليس بإمكان أطفال في مثل ألوانهم
أن يناموا في هذا البياض القارس
مثلهم
يرغب في مسافة
يسقط فيها ألم الفقد
حين تظهر الشمس
و يغيب عنهم
.للأبد

[حسن الوائلي]

كثيرة هي أمنياته
أكثر من السنوات التي أمضاها واقفًا في هذا الخلاء
أكثر من البذور التي يحرسها الهواء
عبر جسده القليل
يحلم بمقعد يريح ساقه النحيلة
بوضع يده في جيب
في كفّ امرأة

[حسن الوائلي]

بغيمة تستقرّ فوق رأسه تمامًا
بأطفال طيّبين يقذفون نحوه كرة القدم
بين حين و آخر
بدلاً عن الأحجار
بأزهار قليلة تنبت حوله
ليطمئنّ أنّ أحدًا في العالم سيفتقده
إن سقط
بضربة منجل

[حسن الوائلي]

يحلم بالعصافير
تلامسه
دون خوف
حتّى إن أخذت
مقابل حنانها العابر
قشّ القبّعة التي تحميه
في هذا الخلاء
.من قسوة الشمس و المطر

[حسن الوائلي]

تؤرجحُني
في فضاءٍ
كملاكٍ
لَهُ المجرّاتِ
إخوةٌ
و على الأرضِ
.أصدقاء
أغنيةُ آخرِ المساءِ و أوّلِ الليلِ
تهزّ
في الروحِ
أغصانًا

[حسن الوائلي]

تطيّرُ الموتَ
.تطربُ الصمت
ضَحِكُ الأصحابِ
يقودني لبكاءٍ منسيّ
لأدراجٍ مغلقةٍ على أطفالٍ
يشعلونَ دموعَهُمْ
.ليستأنسوا
الدخانُ
وطنٌ
في الخلاءِ

[حسن الوائلي]

.يتلاشى
الجرحُ
قمرٌ برتقاليٌّ
تشعلُهُ الجمرةُ
.ليتجلّى
الماءُ يضحكُ
.وحيدًا في القاعِ
الأصحابُ
يضحكونَ
عاليًا
.يلامسونَ الفرح

[حسن الوائلي]

الفوانيسُ
و النباتاتُ
متدليةٌ من السقفِ
.ظلاًّ لجنّةٍ بعيدةٍ
أيقوناتُ الغربةِ
متدليةٌ من جبيني
ضوءاً
لعتمةٍ

[حسن الوائلي]

.صرفتُ في سوادِها طفولتي
بكاءُ النهرِ خَفَتَ
.يبدو أنّ الأسماكَ نامَتْ
الريحُ
.ما زالت تهدهدُنا
.هل نغفو؟

[حسن الوائلي]

من ادب عبد الحكيم الفقيه

[حسن الوائلي]

لنا أن نطيل الكلام
ونختصر البرق في نقطة
في جبين القصيدة
نبحر فوق مياه الرنين.
لنا أن نؤآخي بين أماكننا والسنين.
لنا أن نفجر نبع الأماني
من صخرات الأنين.
لنا أن نحيك بيارقنا
ونسلمها لذراع أمين.

[حسن الوائلي]

لنا أن نصب غيوم القصيدة
فوق حقول القرنفل
والقمح
والياسمين.
لنا--- والجيوش محنطة
والبلاد مفككة
والشوارع جائعة ----
أن نعود إلى واحة الشعر
هذا السلاح الثمين.
لنا أن نحن إلى أي شيء
يوحدنا في الطريق إلى وطن لا حدود له
ولنا أن نضاعف هذا الحنين

[حسن الوائلي]

(1)
رأيت في المنام
مدينة تجرد الجنود من نجومهم
وترجع الحياة للطيور في جباههم
وتفتح المعسكرات للحمام
وتدفن " النظام "
وتزرع البديل و الهديل و الحياة بانتظام

[حسن الوائلي]

(2)
رأيت في المنام
شوارعا دائخة من البخور والعطور والرنين
وأغنيات راقصات ما بها أنين
وأمنيات غائمات فوق واحة الحنين
وأعينا قد طلقت دموعها منذ سنين
وعالما من الصفاء والنقاء والسلام

[حسن الوائلي]

(3)
رأيت في المنام
أزقة ساكرة من الفرح
وطفلة تسلقت قوس قزح
وصبية يكركرون في مرح
والشمس ترسل الشعاع من ثقوبها الغمام
ونغمات دافئات تقطن الكلام

[حسن الوائلي]

(4)
رأيت في المنام
مسدسا تخرج من فوهته الفراش
ونسوة باسمة الوجوه والنقاش
وساعة تعاش
ولوعة تسكن في القلوب والعظام

[حسن الوائلي]

(5)
رأيت في المنام
تفاوتا ينام " نومة اللحود "
خارطة بلا حدود
ودولة واحدة شعارها الورود
يسوسها السلام والأمان والوئام

[حسن الوائلي]

(6)
رأيت في المنام
عدالة مجسدة
واوجها موردة
وراية موحدة
ولوحة من الضياء والبهاء : يا سلام
....
....

[حسن الوائلي]

وبعدها أفقت من سباتي العميق
حدقت من نافذتي
يا حسرتي
رأيت عكس ما رأيت في المنام
شوارعا جائعة صائمة في ساعة مكروهة الصيام
رأيت مقبرة
قبورها البيوت
والناس في كل دقيقة تموت
وتعلك السكوت
يا ليتني أنام نومة ما بعدها قيام
أو ليتني أعيش ما رأيت في المنام
أو ليتني حجر
أو ليتني حجر.

[حسن الوائلي]

لكنني لم اكن احلم
بل انا اسافر في امنياتي
حيث القاكِ يقينا

[حسن الوائلي]

وكم وددتُ لمن اهوى
ان ابث الشجون
وصلا والحانا

[حسن الوائلي]

من ادب عيسى الشيخ حسن

[حسن الوائلي]

ولد ٌ / إلاّ سبع سنابل
يرتكب قصيدتهُ
و يغنّي للأخضر ِ
حين تهمّ به الصحراء
ينهض في الحنطة ِ
ويشيل ُ الهم ّ إذا أغمضت الرؤيا
والتبس الدّربُ
"و غيض الماء "

[حسن الوائلي]

تشهق في الخطواتِ مراثيه
تلوّنه بالفجر ِ الغائم ِ
وذنوب ِ الشعراء
يقرأ في الشجر الطالع ِ صبوته
في الشرق الذابل
تاريخ الأنهار المخنوقة
والغيم ـ الزّعلان ـ
وآهات الفقراء
* * *
ولد ٌ
من ماء ٍ
وتراب ٍ
وهواء

[حسن الوائلي]

حين دخلنا في باب الحكمة ِ
فاجأنا العصفور
يشدو ، ويذرُّ فتافيت الوجد
على حزن الفقراء ْ
وينقِّر في ظلّ مواجعنا
يبحث
عن حلمٍ مكسور

[حسن الوائلي]

كنا نهذي بالباب
ونرحل بين " الفاتحة ِ " و " يس "
ونفكّ ضفائر رؤيانا
لتمرّ الأسماء ْ
وكان النهر يخاصر موتانا
والحلم يجفّ ُ
وكنا نتردّّد في لمّ أغانينا
عن حبل الفتنة ِ

[حسن الوائلي]

ونفتش في راحات أيادينا
عن معنى الخيبة ِ
وندوّن نصّ الروح ِ
بنايات الغرباء ْ
آه .........
وكنا ندعو أن يرسمنا الله تعالى
في اللوحة أولاداً نبلاءْ

[حسن الوائلي]

نغرق في البوح الدافق ِ
مبهورين برؤيا تومض في كفّ الليل
أصابع من برق ٍ
ويتامى يبتسمون َ
تسيل خطاهم فوق خطوط اللوحة ِ
..............
وقرىً دافئة ً
وسنابل خضراءْ

[حسن الوائلي]

آه ِ .......
وكنا نأمل أن نستنسخ ابطالاً
من رحم التاريخ
وكنا .........نبكي
ونراود أنفسنا عن بهجتها ، كي
ننسى تلك الأيام المملوءة بالقلب
وأيلول الظامئ ِ لثياب الأولاد الغادين
إلى مدرسة القرية ، والولد النائم في جفن
التاسعة صباحاً ، وحروف كتابي المفتوح

[حسن الوائلي]

على صور البيت
وكنا ننشد :
يا عصفور
يا عصفور
غنّ ِ
غنّ ِ
عن زمن ٍ حلو ٍ ، ومكانٍ مسحور
قل حتّى لو كذباً
أنك حين تسلقت جبال الريح
رأيت غيوماً مقبلة ً

[حسن الوائلي]

يا عصفور
يا عصفور
في سبأ الحلوة سيدة ٌ
من وردٍ وكلام
في قصر ٍ تملؤه الحوريّات
وأشجار الزيتون الحبلى
بوميض النور
يا عصفور
كن مرسالي ـ حين يدبّ الليل ُـ
إليها

[حسن الوائلي]

جمّلني ـ وحياتك ـ في عينيها
قل حتى لو كذباً
" نشميٌّ ، ووسيم ٌ ، لم تهزمه
الحرب ُ ، ولم تغلبه الأنثى
حين هوى النجمُ ،إغريقيّ
أبحر في ملحمة الريح ، وصفّق
للراوي " .
قل ما شئت

[حسن الوائلي]

في التفاح الأول سافر مولاي
أوقفني في باب الطالب ِ
وأناخ َ تباريح العشّاق ِِ بذاك الباب
سمع لي متن الألفية في الصبح ِ
وكافأني بالتوت ِ الأحمر ِ حين حفظت ُ
وأوصاني خيراً بالحزن
كان الشيخ يعزّينا إن هلك الحرثُ
وغاب الوبلُ
وأفلس أنصاف الشعراءْ

[حسن الوائلي]

آه ِ وكان يمرّ علينا إن أولمنا
يغرينا بكروم البصرة ِ
ودروب سمرقند َ
وبالجرح ِ الأخضر ِ
في صمت الشهداءْ
حين شربنا الحزن الأولَ
أكملنا تفسير النهر

[حسن الوائلي]

وطفقنا نخصف من ورق الكلماتِ
على سيرتنا
فانكشف النبع ُ عن السيرة ِ
وتدثر دمع ٌ بحكايات الأجفان
وتعثر بالدمع ِ الواقف وطن ٌ
ونداء ْ
في الشجر الثاني
أكمل مولاي دلالات مراثينا
وانسابت مدنٌ
وبقايا جملٍ
ومرايا

[حسن الوائلي]

ثمة حطّابون اكتشفوا معنى الخضرة
ودروبٌ آثرت الصمت َ الهاجع َ
تقرؤه أقدام ُ الرحلة ِ
ونجوم ُ البدويِّ الباحث ِ عن عشب ٍٍ
يرفل ُ في ليل الصحراء
*

[حسن الوائلي]

في الموت الأول
شاهدناه يلوّح
كان المشهد ملتبساً
والأطفال عنيدين
وكنا نتماوتُ
نشرب ما يكفي اللوعة أن تهجع َ
دون مناديل
والمشهدُ محتشدٌ بالممكن ِ
والطارئ ِ
والمتوجّس ِ
والمتخيَّل ِ
والأسود ِ
والأسود ِ

[حسن الوائلي]

والمشهد مرتبكٌ
فالكذبة رحلت أمس ِ
تركتنا من دون غطاء
فكيف ندثر هذي الخيبات ِ
وكيف نلم ُّ جروح الرحلة ِ
كي نقرأ في الليل عليها
وجع َ التغريبة َوجنون َ الزير
رحلت
يا ويل أصابعنا المرفوعة ِ
في وجه الريح ِ
ويا ويل خطانا

[حسن الوائلي]

لو أنّ الشجرَ تلفّع خضرتَه
لرسمتُ حروف ربيعي فرحانَ
وجئت إلى الكذبة كي ترسمني
بحّارا ً تأخذه الرؤيا
حين يسيل الليل على المدن المنصوبة
في الإعراب
لو أنّ الشمسَ تخبّئنا في ثوب الكذبة ِ

[حسن الوائلي]

بينا نحتاط ُ لهذا البرد الآتي
لرسمناها في الدفتر كعيون الفقراء
و المشهد ذبلان
خامرني أن أرفو قمصان المشهد ِ
بالوله الممكن ِ
والدمع المتمكن ِ
فلعل العصفور يعيد إلى الكذبة ِ
وهج جناحيها
ويعيد فتافيت الوجد إلى
حزن الفقراء

[حسن الوائلي]

صباحك اجمل اذا غرد
الطير بالحب شوقا تغنى
وجمال اشراقة الكون
في عاشقا لمن يهوى تمنى
خجل الصباح حين لاح
ثغركِ باسما لقلبي المعّنى
تمايلي بقدكِ المياس
واطربي الروح ان الحنين
اشرعتي لعود ريحان تثنى

[حسن الوائلي]

وان طال الزمان
مازال الوجدُ اليكِ
ويبقى رسمكِ في مقلتي
محفوظا والعهد باقي

[حسن الوائلي]

من ادب ابراهيم قذيفة

[حسن الوائلي]

يحدث أن ألتقي امرأة
فتصافحني
ثم تمضي
وتترك في الكف ريحانها
مثل أي ربيع
* * *
يحدث أن ألتقي امرأة
فتوسدني شعرها
وتريح جداولها في دمي
ثم تمضي
وتتركني للصقيع

[حسن الوائلي]

يحدث أن ألتقي امراة
فترافقني حيث أمضي
نسير معا
ثم قبل الوصول تضيع
* * *
يحدث أن ألتقي امرأة
فأهيم بها
و أصيح : هنا وطني
ثم سرعان مايكشف العمر لي
أنها موطن للجميع

[حسن الوائلي]

ينقضي العمر
يا امرأة لا تجيء
و يا موعدا كلما صرت فيه
يؤجلني للربيع
* * *
ينقضي العمر يا امرأة
والمسافات ما بيننا
ولا درب يجمعنا
ثم لا نلتقي
بعد ألف ربيع ..

[حسن الوائلي]

ينقضي العمر يا امرأة
يستضيء بها القلب
لكن تظلين وشما
تظلين حلما
يهدهد كل رضيع

[حسن الوائلي]

* مجيئ
حين تأتي الحبيبة
يغمرني فرح عامر
تصبح الأرض غير التي كنت أعرفها
قبل مقدمها ...
لكأن المساء
يغير جلدته حين تأتي النساء ..

[حسن الوائلي]

* إرتياب
صدق فؤادك أيها المرتــــاب
فلأجل عرسك صفت الأنخاب
صدق فؤادك فالأغاني كلهــا
من أجله، والرقص والألعاب
صدق و لا تعتب على نبضاته
فلكل قلب في الهوى أسـباب

[حسن الوائلي]

* سؤال
مالذي تريده امرأه
من شاعر
أضاع عمره ..
أضاع حلمه ..وأخطأه ..
مالذي تريده
من شاعر
كل ما أضاؤوا في يديه قبسا
قام إليه فجأة ...و أطفأه ..
مالذي تريده
لقد أضاعت عمرها ببابه
لكنه ..وكلما أبصرها
أصابه تلعثم وتــأتــــــأه...