حسن الوائلي
10-03-2020, 04:11 AM
اولا : لدينـــها
عليها ان تؤمن بالله .. والايمان بالله طمأنينه يقينه تحل بالقلب , ومنطق روحي سوجه العقل , ومن شأن هذه الطمأنينه ان يكون الله في حياة صاحبها هو كل شئ .. فهو وحده الكبير المتعال وهو القوي الذي له جنود السموات والارض .. وهو الغني وما عنده خير وابقى وما عنده خير وابقى .. قسم الارزاق , وحدد الاجال ,فما اخطأك ما كان ليصيبك , وماأصابك ما كان ليخطئك , جفت الاقلام وطويت الصحف . فمن آمن فمن امن بذلك وسرى في يقينه التصديق به صرف رجاءه الى الله في كل حال , وانزل بساحاته حاجته ,ووجد اثره في قلبه : غنى بغير مال , وأنسا بغير اهل , وعزا بغير عشيره , وعلما بغير معلم ,وذلك من اكرم ثمار الايمان .
ان تؤمن بالاخره ,فتضع بين عينيها انها اتية لاريب فيها ,وانها في تلك الدنيا انما تصنع بيديها ما تكون عليه في الاخره .
دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي بالاعمال بينها فعلى كل منا ان يجعل دنياه على وفق ما يريد لنفسه في الاخره من مثوبه الله وعظيم رضوانه .. عليه ان يتحرى موقع كل عمل من اخرته قبل ان يعمله.. عليه ان يجعل كل عمل وؤسسا عل ىنية رصده للاخره ,اللقمه يأكلها والثوب يلبسه .. ولتعلم ان الله لانظر الا الى ما اريد به وجهه الفوز في الاخره , لا ما اريد به وجه الناس وهوى النفس في متاع الحياة الدنيا .
ان ترعى كل ما انزل الله من امر ونهى ق رعايته في غير علو يجاوز ما اراد الله من اليسر ,ولاترخص همة المرء عن تعظيم حرمات الله .
ثانيا :لعقلها
يجب عليها نحو عقلها :
ان تزوده باصح الحقائق , واقوم المعاني واصدق المعارف ,فان العقل بذلك ينضج , وتزداد طاقات ادراكه , وتتسع افاقه , ويسمو مستواه .
وليس من قبيل التعصب الاعمى ان نذكر : ان القران الكريم هو بحق خزانة هذه المعارف والحقائق .. ولا كلام يله في هذه المرتبه _ على وضوح وسهولة ما اخذ به _ الا صحيح ما اثر عن الرسول (صلى الله عليه وسلم ).
فعلى الاخت الكريمه ان تتأمل فيما تقرأ من نصوص الاسلام .. وان تستخلص مايرد عليها من اصول المعاني , وان تعرف موقع كل اصل في هذا الوجود , او ما يتناوله كل اصل في هذا المجتمع , او تهذيب الخلق , او تثبيت العقيده او امداد العقل بالمعرفه , بالمعرفه السليمه .. ثم تثبيت ما تدركه في عقلها في شتى الوسائل ,فنها تثبت اهدى المصابيح واضوء السرج , وقد خاطب القران الكرين امهات المؤمنين حين قال واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمه ان الله كان لطيفا خبيرا ).
والتاريخ الاسلامي : تاريخ المعارك , والسياسه , ونشاط العقل , ومجاهدة النفس , وارشاد الخلق وهو التطبيق العملي لما فهم سلفنا الصالح من احكام الاسلام الحنيف , فعلى الاخت المسلمه ان تجيل ذهنها فيما يطبق من افاق هذا التاريخ _ ولا سيما ما يتعلق بسير الرجال والنساء فقيه بعد معرفه حقائقه التاريخيه وانشاء الصلات بيننا وبين ماضينا , كثير الوان نقلها قدوة المسلمين الاول (صلى الله عليه وسلم ).
وعليها ان تثقف نفسها بما تستطيع من معارف هذا العصر في الاجتماع , والاقتصاد والصحه , ومبادئ العلوم وما يضطرب فيه الناس سياسيا واجتماعيا وخلقيا نم غي ورشد , رديلة وفضيله , وانحراف واستقامه نحيث تعود نفسها ان حكم في ما ترى او تسمع او تقرا , حكما يستهدي مقاييس الاسلام .
والصحف اليوميه _ ان وجدت _ والمجلات الاسبوعيه والشهريه , والمستهديه بحكم الاسلام والكتب السهله , والنشرات العلميه والادبيه كلها مراجع تسهل على القارئ سرعة التحصيل , وتسعفه بقدر لا بأس به مما يريد .
ثالثا: لبيتها
ان تؤسسه على التقوى من اول يوم , وان تشيع فيه روح الربانيه العاطره(واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمه ان الله كان لطيفا خبيرا). وان تجعل كل ما فيه من اثاث ونحوه يلهم بالخير , ويشرح الصدر بحسن تنسيقه , ونظافته , وبساطته التي لا تسقطه من عين الله
ان تجعل كل مطالبها وفقا منها في حدود الكفايه , ومن موارثينا الصالحه انه ( لا خير في السرف ولا سرف في الخير ) والعبر في الاعتدال فهو الخطه المثلى , ومن ارادها تفاخرا وزهوا اعرض الله عنه وتولته شياطين السرف والتهلكه.
والبيت مملكتها الصغيره .. وهي له بالطبيعه , ( والمراه راعيه في بيت زوجها وهي المسؤوله عنه ) على ماجاء في الحديث الشريف , ولن يتسنى لها ابداتحسن تدبيره والاشراف عليه , ولن تكون جديرة به , الا اذا فرغت قلبها وعقلها , واثرته على كل ما سواه , واستقرت فيه معرضة عن الخروج للاغراض الصبيانيه , والبواعث التافها الرخيصه .
ولو تأملت الاخت المسلمه في الامومه ودها لالفتها شرفا عرفيع الجوانب جديرا بكل وقتها وعنايتها , فكيف وراء الامومه من مسؤوليات ومهام لها وزنها ؟
وعغليها ان تطبع على نفسها منذا البدايه على المفهوم الصادق لقوله سبحانه (الرجال قوامون على النساء)(وللرجال عليهن درجه )وان تدرك بين انسانيه الرجل والمرأه , لا تستتبع ابدا التكافؤ فيما يلقى على كل منهما من اعباء , فذلك مالا تطيقه المرأه في كل الاحوال , فهو الذي يفسد عنصر الضعف فيها او عنصر الوداعه والرقه وهو سر من اسرار جمالها النفساني ,ولعله سر السكينه التي يفئ الى رياحينها وجدان الرجل كلما عاد محروبا من لفح الحياة ومنافسه الاقران , والويل للرجل اذا آب الى بيته فلم يجد فيه الا قرينه من طراز منافسيه الجبارين في الخارج تطاوله ارادة بارادة, وتصاوله شوكة بشوكة,ولامر ما كان من ذلك السر اللطيف من اجل شواهد رحمة الله بعباده اذ امتن به عليهم في قوله (من ايايته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمه , ان ذلك لايات لقوم يعقلون ).
رابعا : لمجتمعها
وليس المجتمع تلك الانديه والمجلات التي يختلط فيها الرجال بالنساء في غير ورع او قيود بل المجتمع هو البيئه التي تحيط بك , والتقاليد التي تنظم علاقه كل شئ فيه بعضه ببعض .. فعلى الاخت الامسلمه الكريمه ان تساهم في بناء المجتمع على التقاليد الصالحه والعرف الذي يحرس الفضيله وثمر التعاون على البر والتقوى .
عليها ان تقاطع كل ما في المجتمع من مساوئ التبرج واللقاء في حفلات الرقص والخمر والميسر والملاهي الماجنه وما يسمى بحفلات الاحسان تلك التي ينثر فيا الرجال تبرعاتهم تحت تأثير ما يسلط عليهم من سحر المراه وزينتها فيما يشبه الغزل والمعابثه .. وذلك ونحوه رجس من عمل الشيطان يجب عليها مقاطعته والعمل على تطهير المجتمع من وصمته المخزيه بالتنفير منه , وبذل النصح والموعظه لم تغشينه .
ان تعمل على بث الافكار الناضجه , والمبادئ القويمه في اذهان بنات جنسها مثقفات كن او غير مثقفات .
وفي محيط غير المثقفين ملايين من نساء الطبقه الشعبيه في اشد الحاجه الى من يرشدهن ويثقف عقولهن وقلوبهن , بما يطهر النفوس ويزل الجهل والخرافه , ويثلم قواعد النظافه والصحه ومبادئ التمريض وتفصيل الملابس واعدادها , وتدبير ميزانية البيت , على وجه سديد , وكيفية التغلب على ازمات الغلاء والدخل الصغير وبطالة الزوج او الكفيل , هذا ونحو لا ينهض به الا جماعات من الفضليات
فعلى الاخت الكريمه توليه اكبر قسط من عنايتها ما وجدت اليه سبيلا . وحبذا لو فقه النثقفات ان ذلك خير وانفع واكرم من تدبير المظاهرات , والتزاخم على منصات الخطابه لوعظ الرجال في الوطن والوطنيه.
خامسا :القدوه الحسنه
ونريد للأخت المسلمه ان يكون سلوكها العام والخاص , وتصرفها في كل شأن صوره صادقه لمبادئ دينها ودعوتها , وكان من حق هذا المعنى ان يلحق بالواجب السابق ولكن لا بأس ان يفرد في بكلام خاص فان التحقق بشرائط القدوه اية الاخلاص , وسبيل التأثير في نفوس الاخرين , فعليها ان تكون حالها افصح دلاله واقوى اثرا في النفوس من مقالها ووعظها .
ولا نعني بذلك استكمال اوصاف الملبس الوقور والمظهر العفيف فحسب , بل نعني معه ان يكون كل عمل وكل حركه وكل اشاره صادره عن التقيد بالمثل العليا , وغبة فيها , وحب لها , حتى يصير العمل بها والتزام نهجها عادة مالوفه يجري عليها المء دون ان يلقى اليها باله.
تلك هي القدوه الصالحه التي تلهم , وتؤثر وتنهض عزائم الاخرين ,وتخلق بيتا مثاليا , وبيئئه فاضله ومجتمعا كريما , ولو لم تعمد الى وعظ محضر او نصح وقصود.
انها القدوه الاولى للطفل , وهو سريع التقليد , قوى التأثر بما يكون من حالها , وهو من اعز الامانات التي اكرمت بها بعد دينها , ولن نقول اطبعيه على الخير , بل اطبعي نفسك انت على مبادئ هذا الخير ومثله فانما تصنعين المثال الذي يكون عليه والدك .
ولتعلم الاخت الكريمه انها لن تبلغ ان تكون مؤثره في مجتمنا الا اذا كانت قوية الشخصيه , وانما تقوى شخصيه المرء اذا ترك هذا القول , وفارغ الحيث واقام صلب نفسه على الحق في جد ووقار , بقوله ولو على نفسه , ويسيغ جرعته ولو كان مرا , وينتصف له من نفسه دائما . وليس اهيب في نفوس الناس من ذلك اضنى نفسه برعاية الحق والصبر على تكاليفه حتى عظمت حرمته لديهم , وعلت منزلته في نفوسهم فأخذوا عنه وتأثروا به , واستجابوا له في غبطة ورضا, وليس لقوة الشخصيه معنى اصدق من هذا فعلى الاخت الكريمه وفايت هذا الجانب فان المجتمع يصح به ويعتدل ميزانه .
عليها ان تؤمن بالله .. والايمان بالله طمأنينه يقينه تحل بالقلب , ومنطق روحي سوجه العقل , ومن شأن هذه الطمأنينه ان يكون الله في حياة صاحبها هو كل شئ .. فهو وحده الكبير المتعال وهو القوي الذي له جنود السموات والارض .. وهو الغني وما عنده خير وابقى وما عنده خير وابقى .. قسم الارزاق , وحدد الاجال ,فما اخطأك ما كان ليصيبك , وماأصابك ما كان ليخطئك , جفت الاقلام وطويت الصحف . فمن آمن فمن امن بذلك وسرى في يقينه التصديق به صرف رجاءه الى الله في كل حال , وانزل بساحاته حاجته ,ووجد اثره في قلبه : غنى بغير مال , وأنسا بغير اهل , وعزا بغير عشيره , وعلما بغير معلم ,وذلك من اكرم ثمار الايمان .
ان تؤمن بالاخره ,فتضع بين عينيها انها اتية لاريب فيها ,وانها في تلك الدنيا انما تصنع بيديها ما تكون عليه في الاخره .
دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي بالاعمال بينها فعلى كل منا ان يجعل دنياه على وفق ما يريد لنفسه في الاخره من مثوبه الله وعظيم رضوانه .. عليه ان يتحرى موقع كل عمل من اخرته قبل ان يعمله.. عليه ان يجعل كل عمل وؤسسا عل ىنية رصده للاخره ,اللقمه يأكلها والثوب يلبسه .. ولتعلم ان الله لانظر الا الى ما اريد به وجهه الفوز في الاخره , لا ما اريد به وجه الناس وهوى النفس في متاع الحياة الدنيا .
ان ترعى كل ما انزل الله من امر ونهى ق رعايته في غير علو يجاوز ما اراد الله من اليسر ,ولاترخص همة المرء عن تعظيم حرمات الله .
ثانيا :لعقلها
يجب عليها نحو عقلها :
ان تزوده باصح الحقائق , واقوم المعاني واصدق المعارف ,فان العقل بذلك ينضج , وتزداد طاقات ادراكه , وتتسع افاقه , ويسمو مستواه .
وليس من قبيل التعصب الاعمى ان نذكر : ان القران الكريم هو بحق خزانة هذه المعارف والحقائق .. ولا كلام يله في هذه المرتبه _ على وضوح وسهولة ما اخذ به _ الا صحيح ما اثر عن الرسول (صلى الله عليه وسلم ).
فعلى الاخت الكريمه ان تتأمل فيما تقرأ من نصوص الاسلام .. وان تستخلص مايرد عليها من اصول المعاني , وان تعرف موقع كل اصل في هذا الوجود , او ما يتناوله كل اصل في هذا المجتمع , او تهذيب الخلق , او تثبيت العقيده او امداد العقل بالمعرفه , بالمعرفه السليمه .. ثم تثبيت ما تدركه في عقلها في شتى الوسائل ,فنها تثبت اهدى المصابيح واضوء السرج , وقد خاطب القران الكرين امهات المؤمنين حين قال واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمه ان الله كان لطيفا خبيرا ).
والتاريخ الاسلامي : تاريخ المعارك , والسياسه , ونشاط العقل , ومجاهدة النفس , وارشاد الخلق وهو التطبيق العملي لما فهم سلفنا الصالح من احكام الاسلام الحنيف , فعلى الاخت المسلمه ان تجيل ذهنها فيما يطبق من افاق هذا التاريخ _ ولا سيما ما يتعلق بسير الرجال والنساء فقيه بعد معرفه حقائقه التاريخيه وانشاء الصلات بيننا وبين ماضينا , كثير الوان نقلها قدوة المسلمين الاول (صلى الله عليه وسلم ).
وعليها ان تثقف نفسها بما تستطيع من معارف هذا العصر في الاجتماع , والاقتصاد والصحه , ومبادئ العلوم وما يضطرب فيه الناس سياسيا واجتماعيا وخلقيا نم غي ورشد , رديلة وفضيله , وانحراف واستقامه نحيث تعود نفسها ان حكم في ما ترى او تسمع او تقرا , حكما يستهدي مقاييس الاسلام .
والصحف اليوميه _ ان وجدت _ والمجلات الاسبوعيه والشهريه , والمستهديه بحكم الاسلام والكتب السهله , والنشرات العلميه والادبيه كلها مراجع تسهل على القارئ سرعة التحصيل , وتسعفه بقدر لا بأس به مما يريد .
ثالثا: لبيتها
ان تؤسسه على التقوى من اول يوم , وان تشيع فيه روح الربانيه العاطره(واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمه ان الله كان لطيفا خبيرا). وان تجعل كل ما فيه من اثاث ونحوه يلهم بالخير , ويشرح الصدر بحسن تنسيقه , ونظافته , وبساطته التي لا تسقطه من عين الله
ان تجعل كل مطالبها وفقا منها في حدود الكفايه , ومن موارثينا الصالحه انه ( لا خير في السرف ولا سرف في الخير ) والعبر في الاعتدال فهو الخطه المثلى , ومن ارادها تفاخرا وزهوا اعرض الله عنه وتولته شياطين السرف والتهلكه.
والبيت مملكتها الصغيره .. وهي له بالطبيعه , ( والمراه راعيه في بيت زوجها وهي المسؤوله عنه ) على ماجاء في الحديث الشريف , ولن يتسنى لها ابداتحسن تدبيره والاشراف عليه , ولن تكون جديرة به , الا اذا فرغت قلبها وعقلها , واثرته على كل ما سواه , واستقرت فيه معرضة عن الخروج للاغراض الصبيانيه , والبواعث التافها الرخيصه .
ولو تأملت الاخت المسلمه في الامومه ودها لالفتها شرفا عرفيع الجوانب جديرا بكل وقتها وعنايتها , فكيف وراء الامومه من مسؤوليات ومهام لها وزنها ؟
وعغليها ان تطبع على نفسها منذا البدايه على المفهوم الصادق لقوله سبحانه (الرجال قوامون على النساء)(وللرجال عليهن درجه )وان تدرك بين انسانيه الرجل والمرأه , لا تستتبع ابدا التكافؤ فيما يلقى على كل منهما من اعباء , فذلك مالا تطيقه المرأه في كل الاحوال , فهو الذي يفسد عنصر الضعف فيها او عنصر الوداعه والرقه وهو سر من اسرار جمالها النفساني ,ولعله سر السكينه التي يفئ الى رياحينها وجدان الرجل كلما عاد محروبا من لفح الحياة ومنافسه الاقران , والويل للرجل اذا آب الى بيته فلم يجد فيه الا قرينه من طراز منافسيه الجبارين في الخارج تطاوله ارادة بارادة, وتصاوله شوكة بشوكة,ولامر ما كان من ذلك السر اللطيف من اجل شواهد رحمة الله بعباده اذ امتن به عليهم في قوله (من ايايته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمه , ان ذلك لايات لقوم يعقلون ).
رابعا : لمجتمعها
وليس المجتمع تلك الانديه والمجلات التي يختلط فيها الرجال بالنساء في غير ورع او قيود بل المجتمع هو البيئه التي تحيط بك , والتقاليد التي تنظم علاقه كل شئ فيه بعضه ببعض .. فعلى الاخت الامسلمه الكريمه ان تساهم في بناء المجتمع على التقاليد الصالحه والعرف الذي يحرس الفضيله وثمر التعاون على البر والتقوى .
عليها ان تقاطع كل ما في المجتمع من مساوئ التبرج واللقاء في حفلات الرقص والخمر والميسر والملاهي الماجنه وما يسمى بحفلات الاحسان تلك التي ينثر فيا الرجال تبرعاتهم تحت تأثير ما يسلط عليهم من سحر المراه وزينتها فيما يشبه الغزل والمعابثه .. وذلك ونحوه رجس من عمل الشيطان يجب عليها مقاطعته والعمل على تطهير المجتمع من وصمته المخزيه بالتنفير منه , وبذل النصح والموعظه لم تغشينه .
ان تعمل على بث الافكار الناضجه , والمبادئ القويمه في اذهان بنات جنسها مثقفات كن او غير مثقفات .
وفي محيط غير المثقفين ملايين من نساء الطبقه الشعبيه في اشد الحاجه الى من يرشدهن ويثقف عقولهن وقلوبهن , بما يطهر النفوس ويزل الجهل والخرافه , ويثلم قواعد النظافه والصحه ومبادئ التمريض وتفصيل الملابس واعدادها , وتدبير ميزانية البيت , على وجه سديد , وكيفية التغلب على ازمات الغلاء والدخل الصغير وبطالة الزوج او الكفيل , هذا ونحو لا ينهض به الا جماعات من الفضليات
فعلى الاخت الكريمه توليه اكبر قسط من عنايتها ما وجدت اليه سبيلا . وحبذا لو فقه النثقفات ان ذلك خير وانفع واكرم من تدبير المظاهرات , والتزاخم على منصات الخطابه لوعظ الرجال في الوطن والوطنيه.
خامسا :القدوه الحسنه
ونريد للأخت المسلمه ان يكون سلوكها العام والخاص , وتصرفها في كل شأن صوره صادقه لمبادئ دينها ودعوتها , وكان من حق هذا المعنى ان يلحق بالواجب السابق ولكن لا بأس ان يفرد في بكلام خاص فان التحقق بشرائط القدوه اية الاخلاص , وسبيل التأثير في نفوس الاخرين , فعليها ان تكون حالها افصح دلاله واقوى اثرا في النفوس من مقالها ووعظها .
ولا نعني بذلك استكمال اوصاف الملبس الوقور والمظهر العفيف فحسب , بل نعني معه ان يكون كل عمل وكل حركه وكل اشاره صادره عن التقيد بالمثل العليا , وغبة فيها , وحب لها , حتى يصير العمل بها والتزام نهجها عادة مالوفه يجري عليها المء دون ان يلقى اليها باله.
تلك هي القدوه الصالحه التي تلهم , وتؤثر وتنهض عزائم الاخرين ,وتخلق بيتا مثاليا , وبيئئه فاضله ومجتمعا كريما , ولو لم تعمد الى وعظ محضر او نصح وقصود.
انها القدوه الاولى للطفل , وهو سريع التقليد , قوى التأثر بما يكون من حالها , وهو من اعز الامانات التي اكرمت بها بعد دينها , ولن نقول اطبعيه على الخير , بل اطبعي نفسك انت على مبادئ هذا الخير ومثله فانما تصنعين المثال الذي يكون عليه والدك .
ولتعلم الاخت الكريمه انها لن تبلغ ان تكون مؤثره في مجتمنا الا اذا كانت قوية الشخصيه , وانما تقوى شخصيه المرء اذا ترك هذا القول , وفارغ الحيث واقام صلب نفسه على الحق في جد ووقار , بقوله ولو على نفسه , ويسيغ جرعته ولو كان مرا , وينتصف له من نفسه دائما . وليس اهيب في نفوس الناس من ذلك اضنى نفسه برعاية الحق والصبر على تكاليفه حتى عظمت حرمته لديهم , وعلت منزلته في نفوسهم فأخذوا عنه وتأثروا به , واستجابوا له في غبطة ورضا, وليس لقوة الشخصيه معنى اصدق من هذا فعلى الاخت الكريمه وفايت هذا الجانب فان المجتمع يصح به ويعتدل ميزانه .