تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاقتصاص من الظالم للمظلوم والإيمان بالجنة والنار


غرآم الروح
17-03-2020, 10:07 AM
الاقتصاص من الظالم للمظلوم والإيمان بالجنة والنار






محمد حسن نور الدين إسماعيل






الاقتصاص من الظالم للمظلوم:



عن أبي سعيدٍ الخُدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخلص المؤمنون من النار فيُحبَسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتصُّ لبعضهم من بعضٍ مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقِّوا أُذِن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسي بيده لأحدُهم أهدى بمنزله في الجنةِ منه بمنزله كان في الدنيا))[2].







وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كانت عنده مظلمة لأخيه، فليتحلَّلْه منها؛ فإنه ليس ثَمَّ دينارٌ ولا درهم، من قبلِ أن يؤخذَ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات أخيه فطُرحت عليه)[3].







الإيمان بالجنة[4] والنار:



فالجنة حق، والنار حق، لا ريب فيهما، ولا شك أن النار دار أعداء الله، والجنة دار أوليائه؛ قال تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ﴾ [البقرة: 24، 25].







وعن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن شهِد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبدُ اللهِ وكلمتُه ألقاها إلى مريم ورُوحٌ منه، والجنة حق، والنار حق - أدخَله الله الجنةَ على ما كان مِن العمل))[5].







ويجب اعتقاد وجودهما الآن؛ قال تعالى: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وقال: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، وقال: ﴿ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ [النجم: 14، 15]، فأخبَر الله تعالى أنها مُعدَّة قد أُوجِدت، وأنها مُخفاةٌ لأوليائه، مدخَّرة لهم، وأنها في السماء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتاها ليلة المعراج ورآها.







وقال تعالى: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 24]؛ أي: النار، وعن أبي ذر وأبي سعيد رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَبْرِدوا بالصلاة؛ فإن شدَّةَ الحرِّ من فيح جهنم))[6].







وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتكتِ النارُ إلى ربِّها، فقالت: يا ربِّ، أكَلَ بعضي بعضًا؛ فأذِنَ لها في نَفَسَين، نَفَسٍ في الشتاء، ونَفَسٍ في الصيف؛ فهو أشدُّ ما تجِدون من الحرِّ، وأشدُّ ما تجِدون من الزَّمهرير[7]))[8].







وفي الصحيحين من حديث صلاة الكسوف وخُطبته صلى الله عليه وسلم فيها، وأنه عُرضت عليه الجنة والنار، وأنه أراد أن يتناول من الجنة عنقودًا فقصُرت يدُه عنه، وأنه لو أخذه لأكلوا منه ما بقيت الدنيا، وأنه رأى النار، ورأى فيها عمرَو بنَ لُحَيٍّ[9] يجر قُصْبَه[10] في النار، ورأى المرأة التي عُذِّبت في هِرَّةٍ حبستها، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لم أرَ منظرًا كاليوم قط أفظَعَ))[11].







وكذلك يجب الاعتقاد بدوام الجنة والنار، وبقائهما بإبقاء الله لهما، وأنهما لا تفنيان أبدًا، ولا يَفنى مَن فيهما؛ قال تعالى في الجنة: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]، وقال: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [الدخان: 56]، وقال في النار: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ﴾ [فاطر: 36].







وعن أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بالموتِ كهيئةِ كبشٍ أملحَ، فينادي مُنادٍ: يا أهل الجنة، فيشرئبُّون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيُذبَح، ثم يقول: يا أهل الجنة، خلودٌ فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت، ثم قرأ: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ - وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا - وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [مريم: 39]))[12].







إخراج عصاة الموحِّدين من النار:



جاءت الأحاديثُ الصحيحة الصريحة بإخراج عصاة الموحِّدين الذين تمسهم النار بقدر جنايتهم، وأنهم يخرجون منها برحمة الله تعالى، ثم بشفاعة الشافعين، وأن هؤلاء العصاة يسكنون الطبقة العليا من النار على تفاوتهم في مقدار ما تأخذ منهم، وعلى ذلك حمَل جمهورُ المفسرين الاستثناءَ في قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ﴾ [هود: 107، 108]، وعلى ذلك يحمل ما ورَد مِن آثار الصحابة رضي الله عنهم.







أقوال بعض أهل الضلال فيما يتعلق بالجنة والنار:



1 - قال ابن عربي[13] إمام الاتحادية والإلحاد في آيات الله تعالى: إن أهلها يعذَّبون فيها ثم تنقلب طبيعتهم، وتبقى طبيعتهم النارية يتلذذون بها؛ لموافقتها طبعهم.








2 - قال الجهم بن صفوان وشيعتُه: إن الجنة والنار تفنيان كلتاهما؛ لأنهما حادثتانِ، وما ثبَت حدوثه استحال بقاؤه؛ اهـ، بِناءً على أصله الفاسد في منع تسلسل الحوادث وبقائها بإبقاء الله لها.







3 - وقال طائفةٌ من المعتزلة والقدَرية: لم يكونا الآن موجودتين، بل يُنشئهما الله تعالى يوم القيامة؛ اهـ، وقالوا: خلقُ الجنة والنار قبل الجزاء عبثٌ؛ لأنها تصير معطَّلة مُدَدًا متطاولة.







وكل هذه الأقوال مخالفةٌ لصريح المنقول وصحيح المعقول، ومحادَّة ومشاقَّة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم[14].










[1] وكذلك الإيمان برؤية الله عز وجل في الجنة للمؤمنين؛ كما في الحديث: ((إنكم سترَوْن ربكم كما ترون هذا القمر، لا تُضامُون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلَبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس، وصلاةٍ قبل غروبها، فافعَلوا))؛ صحيح الجامع للألباني رقم 2306.




[2] رواه البخاري رحمه الله تعالى.




[3] رواه البخاري رحمه الله تعالى.




[4] وكذلك الإيمان برؤية الله عز وجل في الجنة للمؤمنين؛ كما في الحديث: ((إنكم سترَوْن ربكم كما ترون هذا القمر، لا تُضامُون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلَبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس، وصلاةٍ قبل غروبها، فافعَلوا))؛ صحيح الجامع للألباني رقم 2306.




[5] رواه البخاري رحمه الله تعالى.




[6] رواه البخاري رحمه الله تعالى.




[7] الزمهرير: شدة البردِ؛ (لسان العرب).




[8] رواه مالك والبخاري ومسلم وابن ماجه رحمهم الله تعالى.




[9] عمرو بن لُحَيٍّ الخُزاعي: هو أول مَن أدخَل الأصنام في شبه جزيرة العرب.




[10] قُصْبه: أمعاؤه، الجمع: أقصاب.




[11] رواه مسلم رحمه الله تعالى.




[12] رواه البخاري رحمه الله تعالى.




[13] ابنُ عربيٍّ هذا غيرُ ابنِ العربيِّ المالكيِّ صاحبِ كتاب العواصم من القواصم، الذي هو من أهل السنة والجماعة رحمه الله تعالى.




[14] هذا 8من جراء تقديم العقلِ على النقل؛ فهو شرٌّ مستطير زلَّت به أقدامُ وعقول الكثير، ولكن منهج السلف هو تقديم النقل، وهو القرآنُ وما صحَّ من السنَّة والإجماع.

روح أنثى
17-03-2020, 10:12 AM
جزاك الله جنة عرضها السموات والأرض
بارك الله فيك على الطرح القيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله
لك خالص ودي

:100 (20):

ŞhổQ
17-03-2020, 10:13 AM
جداول الألق تنسابُ ب إنسيابك
وتزداد نورًا كثيفًا بك
عبقكِ مختلفٌ ي جميلة
وتحيةٌ عُظمى لجمآل آنتقآئك

عبير الليل
17-03-2020, 11:51 AM
جزاك الله كل الخير وأثابك
وأجزل الله لك العطاء
طرح تفرد بِ الفائدة
تحياتي لك

:flower_by_vafiehya-

عذبة المعاني
17-03-2020, 02:37 PM








فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية .. ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَ جَديِدكًـم بشغفَ .. :308773e9e2a1a279e65




حكآية روح
17-03-2020, 04:30 PM
:100 (103):
موضوع في غاية الروعه والجمال
سلمت اناملك على الذوق الأكثر من رائع
دام التميز والتالق
:100 (103):

همس الروح
17-03-2020, 06:26 PM
جزاك الله جنة عرضها السَموات و الأرض
وبارك الله فيك على الطَرح القيم و في ميزان حسناتك
واسأل الله أن يرزقـك كل خير :rose_gold_by_82bee-

همس الروح
17-03-2020, 06:27 PM
جزاك الله جنة عرضها السَموات و الأرض
وبارك الله فيك على الطَرح القيم و في ميزان حسناتك
واسأل الله أن يرزقـك كل خير :rose_gold_by_82bee-

reda laby
17-03-2020, 06:32 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

امير بكلمتى
17-03-2020, 07:05 PM
دمت ودام عطائك
بانتظآرجديدك بكل شووق
ودي وشذى الورد
:200 (7):

ابتسامة الزهر
18-03-2020, 01:51 AM
موضوع في غاية الروعه والجمال
سلمت اناملك على الذوق الأكثر من رائع
دام التميز والتالق

جودي
18-03-2020, 06:49 AM
أشكرك علي هذا الطرح الرائع جدا كروعتك
وعلي كل هذا المجهود المميز جدا كتميزك
لا حرمنا الله من ابداعك وحسن اختيارك
دمتم لنا رمزا للتواصل والعطاء

ميهآف آلفيصل
19-03-2020, 01:55 AM
جزاك الله خير

:21:

حور
19-03-2020, 06:43 AM
جزاك الله خير

يعطيك العافية

مانسيتك
19-03-2020, 04:35 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك

:100 (103):

روحي تبيك
19-03-2020, 07:10 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

ابتسامة الزهر
20-03-2020, 02:57 AM
موضوع في غاية الروعه والجمال
سلمت اناملك على الذوق الأكثر من رائع
دام التميز والتالق

قهوة المسا
20-03-2020, 03:51 PM
:100 (106):
يسعدك ربي
وكلك ذوووق
ويعافيك

عبير الليل
20-03-2020, 08:01 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري
|

رفيق الالم
21-03-2020, 02:00 AM
..

جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4121nalwrd.gif

دمعة حرمان
23-03-2020, 07:05 PM
جزاك الله خيرا
ولا حرمك الاجر
على هذا الجلب القيم
وجعله بميزان حسناتك

مـخـمـلـيـة
27-03-2020, 10:12 AM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :red_rose_by_jasmine

امير بكلمتى
02-04-2020, 06:50 AM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم

دمتم بخير

:100 (109):

سما الموج
22-07-2020, 07:20 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة
:308773e9e2a1a279e65

الشاهين
10-08-2020, 11:04 PM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

♥..αмαℓ
14-10-2020, 01:32 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

رهينة الماضي
27-11-2020, 03:15 PM
لك من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائك المميز والجميل
لك خالص تحياتى
:a_fragrant_heart_by

وتين
12-09-2023, 09:46 PM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

البدر
21-09-2023, 11:55 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-c8829dfcbe:

رهينة الماضي
13-02-2024, 03:51 PM
https://new-girls.ws/images/img_1/c6a221da9792d95dceef38d2c1660993.gif

إرتواء
23-02-2025, 04:38 AM
موضوع مميز
الله يعطيك العافية
سلمت يداك ودام عطائك
ننتظر المزيد من الإبداع الراقي

https://upload.3dlat.com/uploads/13608618106.gif

هـنـاي
03-04-2025, 07:57 AM
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ
لــكْ كثَيفَ وَد وبَتلةَة ياسَميَن