reda laby
26-03-2020, 04:12 PM
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/9_01579383647.gif
نسوق هنا كلاما جامعا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،
وفيه ذكر لكثير من الأدلة الدالة على حصول هذه الرؤية للنساء
في عرصات القيامة ثم في الجنة.
قال رحمه الله: " الدليل على أنهن [ يعني : النساء ] يرينه :
أن النصوص المخبرة بالرؤية في الآخرة للمؤمنين تشمل النساء لفظا ومعنى
ولم يعارض هذا العموم ما يقتضي إخراجهن من ذلك ؛
فيجبُ القول بالدليل ، السالم عن المعارض المقاوم.
ولو قيل لنا: ما الدليل على أن الفرس يرون الله؟
أو أن الطوال من الرجال يرون الله ؟
أو إيشٍ الدليلُ على أن نساء الحبشة يخرجن من النار؟
لكان مثل هذا العموم في ذلك بالغا جدا ؛ إلا إذا خصص.
ثم يعلم أن العموم المسند ، المجرد عن قبول التخصيص :
يكاد يكون قاطعا في شموله ، بل قد يكون قاطعا.
أما " النصوص العامة " : فمثل ما في الصحيحين عن أبي هريرة
{أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تمارون في القمر ليلة
البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله؛ قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها
سحاب؟ قالوا: لا قال: فإنكم ترونه كذلك...
هذان الحديثان من أصح الأحاديث فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم
فإنكم ترونه كذلك؛ يحشر الناس فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه .
أليس قد علم بالضرورة أن هذا خطاب لأهل الموقف من الرجال والنساء
لأن لفظ الناس يعم الصنفين ، ولأن الحشر مشترك بين الصنفين ؟
وهذا العموم لا يجوز تخصيصه ، وإن جاز : جاز على ضعف ؛ لأن النساء أكثر من الرجال ،
إذ قد صح أنهن أكثر أهل النار ، وقد صح : لكل رجل من أهل الجنة زوجتان من الإنسيات ،
سوى الحور العين ، وذلك لأن من في الجنة من النساء أكثر من الرجال ، وكذلك في النار؛
فيكون الخلق منهم أكثر ؛ واللفظ العام : لا يجوز أن يحمل على القليل من الصور
، دون الكثير، بلا قرينة متصلة؛ لأن ذلك تلبيس وعي ينزه عنه كلام الشارع...
وفي حديث أبي رزين العقيلي المشهور من غير وجه قال:
قلنا يا رسول الله: أكلنا يرى ربه يوم القيامة؟
قال: أكلكم يرى القمر مُخْلِيا به؟ قالوا: بلى !! فالله أعظم .
وقوله: كلكم يرى ربه كقوله كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ؛
فالرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في مال زوجها،
وهي مسئولة عن رعيتها مِنْ أشملِ اللفظ.
ومن هذا قوله: كلكم يرى ربه مخليا به ،
وما منكم من أحد إلا سيخلو به ربه كما يخلو أحدكم بالقمر ،
وما منكم إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان ،
إلى غير ذلك من الأحاديث الصحاح والحسان ،
التي تصرح بأن جميع الناس ذكورهم وإناثهم مشتركون في هذه الأمور
، من " المحاسبة " و " الرؤية " و " الخلوة " و " الكلام ".
وكذلك الأحاديث في " رؤيته - سبحانه - في الجنة " :
مثل ما رواه مسلم في صحيحه عن صهيب قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة ؛
إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون: ما هو؟
ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟
فيكشف الحجاب ، فينظرون إلى الله ؛
فما شيء أعطوه أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة}.
قوله: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يعم الرجال والنساء؛
فإن لفظ الأهل يشمل الصنفين . وأيضا فقد علم أن النساء من أهل الجنة.
وقوله: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه :
خطاب لجميع أهل الجنة الذين دخلوها ، ووعدوا بالجزاء ،
وهذا قد دخل فيه جميع النساء المكلفات.
وكذلك قولهم: " ألم يثقل ويبيض ويدخل وينجز " يعم الصنفين.
وقوله: فيكشف الحجاب فينظرون إليه : الضمير يعود إلى ما تقدم
، وهو يعم الصنفين.
ثم الاستدلال بالآية دليل آخر؛ لأن الله سبحانه قال:
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ؛ ومعلوم أن النساء من الذين أحسنوا .
ثم قوله فيما بعد: أولئك أصحاب الجنة : يقتضي حصر أصحاب الجنة في أولئك ،
والنساء من أصحاب الجنة ؛ فيجب أن يَكُنَّ من أولئك
، وأولئك إشارة إلى الذين لهم الحسنى وزيادة؛
فوجب دخول النساء في الذين لهم الحسنى وزيادة ،
واقتضى أن كل من كان من أصحاب الجنة فإنه موعود " بالزيادة على الحسنى "
التي هي النظر إلى الله سبحانه؛ ولا يستثنى من ذلك أحد إلا بدليل ...
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/9_21579383647.gif
نسوق هنا كلاما جامعا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،
وفيه ذكر لكثير من الأدلة الدالة على حصول هذه الرؤية للنساء
في عرصات القيامة ثم في الجنة.
قال رحمه الله: " الدليل على أنهن [ يعني : النساء ] يرينه :
أن النصوص المخبرة بالرؤية في الآخرة للمؤمنين تشمل النساء لفظا ومعنى
ولم يعارض هذا العموم ما يقتضي إخراجهن من ذلك ؛
فيجبُ القول بالدليل ، السالم عن المعارض المقاوم.
ولو قيل لنا: ما الدليل على أن الفرس يرون الله؟
أو أن الطوال من الرجال يرون الله ؟
أو إيشٍ الدليلُ على أن نساء الحبشة يخرجن من النار؟
لكان مثل هذا العموم في ذلك بالغا جدا ؛ إلا إذا خصص.
ثم يعلم أن العموم المسند ، المجرد عن قبول التخصيص :
يكاد يكون قاطعا في شموله ، بل قد يكون قاطعا.
أما " النصوص العامة " : فمثل ما في الصحيحين عن أبي هريرة
{أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تمارون في القمر ليلة
البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله؛ قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها
سحاب؟ قالوا: لا قال: فإنكم ترونه كذلك...
هذان الحديثان من أصح الأحاديث فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم
فإنكم ترونه كذلك؛ يحشر الناس فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه .
أليس قد علم بالضرورة أن هذا خطاب لأهل الموقف من الرجال والنساء
لأن لفظ الناس يعم الصنفين ، ولأن الحشر مشترك بين الصنفين ؟
وهذا العموم لا يجوز تخصيصه ، وإن جاز : جاز على ضعف ؛ لأن النساء أكثر من الرجال ،
إذ قد صح أنهن أكثر أهل النار ، وقد صح : لكل رجل من أهل الجنة زوجتان من الإنسيات ،
سوى الحور العين ، وذلك لأن من في الجنة من النساء أكثر من الرجال ، وكذلك في النار؛
فيكون الخلق منهم أكثر ؛ واللفظ العام : لا يجوز أن يحمل على القليل من الصور
، دون الكثير، بلا قرينة متصلة؛ لأن ذلك تلبيس وعي ينزه عنه كلام الشارع...
وفي حديث أبي رزين العقيلي المشهور من غير وجه قال:
قلنا يا رسول الله: أكلنا يرى ربه يوم القيامة؟
قال: أكلكم يرى القمر مُخْلِيا به؟ قالوا: بلى !! فالله أعظم .
وقوله: كلكم يرى ربه كقوله كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ؛
فالرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في مال زوجها،
وهي مسئولة عن رعيتها مِنْ أشملِ اللفظ.
ومن هذا قوله: كلكم يرى ربه مخليا به ،
وما منكم من أحد إلا سيخلو به ربه كما يخلو أحدكم بالقمر ،
وما منكم إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان ،
إلى غير ذلك من الأحاديث الصحاح والحسان ،
التي تصرح بأن جميع الناس ذكورهم وإناثهم مشتركون في هذه الأمور
، من " المحاسبة " و " الرؤية " و " الخلوة " و " الكلام ".
وكذلك الأحاديث في " رؤيته - سبحانه - في الجنة " :
مثل ما رواه مسلم في صحيحه عن صهيب قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة ؛
إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون: ما هو؟
ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟
فيكشف الحجاب ، فينظرون إلى الله ؛
فما شيء أعطوه أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة}.
قوله: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يعم الرجال والنساء؛
فإن لفظ الأهل يشمل الصنفين . وأيضا فقد علم أن النساء من أهل الجنة.
وقوله: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه :
خطاب لجميع أهل الجنة الذين دخلوها ، ووعدوا بالجزاء ،
وهذا قد دخل فيه جميع النساء المكلفات.
وكذلك قولهم: " ألم يثقل ويبيض ويدخل وينجز " يعم الصنفين.
وقوله: فيكشف الحجاب فينظرون إليه : الضمير يعود إلى ما تقدم
، وهو يعم الصنفين.
ثم الاستدلال بالآية دليل آخر؛ لأن الله سبحانه قال:
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ؛ ومعلوم أن النساء من الذين أحسنوا .
ثم قوله فيما بعد: أولئك أصحاب الجنة : يقتضي حصر أصحاب الجنة في أولئك ،
والنساء من أصحاب الجنة ؛ فيجب أن يَكُنَّ من أولئك
، وأولئك إشارة إلى الذين لهم الحسنى وزيادة؛
فوجب دخول النساء في الذين لهم الحسنى وزيادة ،
واقتضى أن كل من كان من أصحاب الجنة فإنه موعود " بالزيادة على الحسنى "
التي هي النظر إلى الله سبحانه؛ ولا يستثنى من ذلك أحد إلا بدليل ...
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/9_21579383647.gif