غرآم الروح
27-03-2020, 02:53 AM
كنت اقرأ سورة الرحمن يوما ما، فسمعني رجل كبير .
فقال لى معلومة جعلتنى أشعر إني أقرأ سورة الرحمن لأول مرة وكأني لم أقرأها من قبل .
هذا الرجل الكبير سألني سؤالا فقال :
الله جل وعز يقول في الآية ٤٦ ( ولمن خاف مقام ربه جنتان )
ويقول في الآية رقم ٦٢ ( ومن دونهما جنتان )
فهذا يعني أن هناك أربع جنان ينقسمان اثنين اثنين. فما الفرق بينهما ؟
فقلت : لا أعرف.
قال : سوف أوضح لك.
وهنا كانت الصدمة أن هناك فرقا شاسعا بينهما.
حتى يميز " الذى يخاف مقام ربه "
فأعيروني قلوبكم وأسماعكم يرحمكم الله .
هيا بنا نبدأ :
١- إن الجنتين الأفضل هما للمُتقي الذى يخاف ربه.
٢- وهما ( ذواتا أفنان ) اى تحتوي على شجر كثيف يتخلله الضوء، وهذا منظر بديع جميل يسر النفس والقلب.
والجنتان الأقل منهما ( مدهامتان ) أي تحتوي على شجر كثيف جدا ولكن لا يتخلله ضوء ،أي أن هناك ظل كامل، فالمنظر أقل جمالا.
٣- الجنتان للمُتقي ( فيهما عينان تجريان ) وماء العيون الجارية هو أنقى ماء ولا يتعكر لأنه يجري.
والجنتان الأقل منهما ( فيهما عينان نضاختان ) أي فوارتان، يعني ماء يفور ويخرج من العين لكنه لا يجري. وطبعا قد تتصف العينان اللتان تجريان أنها أيضا نضاختان وفوارتان، لكن لا يجوز العكس، أي أن النضاختين لا تجريان.
٤- الجنتان للمُتقي ( فيهما من كل فاكهة زوجان )، أي نوعان: رطب ويابس، لا ينقص هذا عن ذلك فى الطيب والحسن،
والجنتان الأقل منهما ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) يعنى نوع واحد ، وهو فى المتعة أقل .
٥- الجنتان للمُتقي ( متكئين على فُرش بطائنها من أستبرق وجنى الجنتين دان )
تخيل أن هذا وصف البطائن فما بالك بالظواهر ، وقد جاء عن النبى ﷺ أنه قال : ظواهرها نور يتلألأ.
٦ -الشجر يدنو من ولي الله فيها وهو مضطجع يقطف منها جناها . تخيل العظمة أن الشجر يأتى لمكانك وأنت مضطجع تختار وتقطف من ثماره.
أما الجنتان الأقل منهما ( متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان ) وصف الظاهر فلا تعرف عن الباطن شيئا ، وهو أقل من وصف الباطن وترك الظاهر مبهما.
لكن ماذا عسى أن يكون الظاهر والباطنُ من استبرق ؟
٧- الجنتان للمُتقي ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان ) نساء قاصرات الطرف ( على وزن فاعلات ) بإرادتهن أي لم ينظروا إلى رجل من قبل وهو غاية العفة .
- والجنتان الأقل منهما ( حورٌ مقصورات فى الخيام )
ركز معي هن مقصورات وليس قاصرات ( كفرق بين فاعل بإرادته ومفعول به رغما عنه ) . تخيل الفرق ؟
٧- والأبدع من هذا كله والشئ الذي سوف يجعلك تقشعر عندما تسمعه
إن الله سبحانه وتعالى رتب هذا بشكل عجيب حيث جعل الترتيب لما تشتهيه النفس ( هذا كله للمتقي ) فى وصفه فى الآيات . فاسمع واستشعر معي .
عندما تدخل الحديقة التى يتخلل أغصانها الضوء ( ذواتا أفنان ) وترى بعينك العينين اللتين تجريان ( فيهما عينان تجريان ) ثم ترى الفاكهة التى من أثر العينان اللتان تجريان
( فيهما من كل فاكهة زوجان ) وتقطف منها ما تشاء وتأكل ، سوف تحتاج للراحة فكان الفراش حتى تستريح بعد الطعام ( متكئين على فُرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان ) وقد أعطى لك الحرية فى الاختيار أن الطعام من الممكن أن يأتيك إلى فراشك لو اشتهيت أي شيء وأنت مضطجع في فراشك وهذا تمام الراحة ،
٨- وعندما تحدث عن الفراش ، وصف بعده شريك الفراش الذي تميل إليه النفس وتشتهيه وهما: ( قاصرات الطرف ) .
ولو راجعت الجنتين الأقل سوف تجد ترتيبا أيضا ولكنه ترتيب أقل، وليس بنفس الروعة.
تخيل كل هذا من اجل المُتقي فقط.
إن صاحب الجنتين الأقل قد عمل أعمالا صالحة ، لكنه في الخلوات أحيانا قد يعصى الله جل وعلا ظنا منه أن لا أحد من الناس يراه.
فلك أن تتخيل أن ذنوب الخلوات جعلت الفرق الشاسع بينهما فى الجنة وعلانيته ؛ قال الله عزَّ وجلَّ : هذا عبدي حقًّا "
فمن ساءت سريرته كان بمثابة نصف عبد.
" أجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات ، وأن عبادات الخفاء هي أصل الثبات "
منقول
فقال لى معلومة جعلتنى أشعر إني أقرأ سورة الرحمن لأول مرة وكأني لم أقرأها من قبل .
هذا الرجل الكبير سألني سؤالا فقال :
الله جل وعز يقول في الآية ٤٦ ( ولمن خاف مقام ربه جنتان )
ويقول في الآية رقم ٦٢ ( ومن دونهما جنتان )
فهذا يعني أن هناك أربع جنان ينقسمان اثنين اثنين. فما الفرق بينهما ؟
فقلت : لا أعرف.
قال : سوف أوضح لك.
وهنا كانت الصدمة أن هناك فرقا شاسعا بينهما.
حتى يميز " الذى يخاف مقام ربه "
فأعيروني قلوبكم وأسماعكم يرحمكم الله .
هيا بنا نبدأ :
١- إن الجنتين الأفضل هما للمُتقي الذى يخاف ربه.
٢- وهما ( ذواتا أفنان ) اى تحتوي على شجر كثيف يتخلله الضوء، وهذا منظر بديع جميل يسر النفس والقلب.
والجنتان الأقل منهما ( مدهامتان ) أي تحتوي على شجر كثيف جدا ولكن لا يتخلله ضوء ،أي أن هناك ظل كامل، فالمنظر أقل جمالا.
٣- الجنتان للمُتقي ( فيهما عينان تجريان ) وماء العيون الجارية هو أنقى ماء ولا يتعكر لأنه يجري.
والجنتان الأقل منهما ( فيهما عينان نضاختان ) أي فوارتان، يعني ماء يفور ويخرج من العين لكنه لا يجري. وطبعا قد تتصف العينان اللتان تجريان أنها أيضا نضاختان وفوارتان، لكن لا يجوز العكس، أي أن النضاختين لا تجريان.
٤- الجنتان للمُتقي ( فيهما من كل فاكهة زوجان )، أي نوعان: رطب ويابس، لا ينقص هذا عن ذلك فى الطيب والحسن،
والجنتان الأقل منهما ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) يعنى نوع واحد ، وهو فى المتعة أقل .
٥- الجنتان للمُتقي ( متكئين على فُرش بطائنها من أستبرق وجنى الجنتين دان )
تخيل أن هذا وصف البطائن فما بالك بالظواهر ، وقد جاء عن النبى ﷺ أنه قال : ظواهرها نور يتلألأ.
٦ -الشجر يدنو من ولي الله فيها وهو مضطجع يقطف منها جناها . تخيل العظمة أن الشجر يأتى لمكانك وأنت مضطجع تختار وتقطف من ثماره.
أما الجنتان الأقل منهما ( متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان ) وصف الظاهر فلا تعرف عن الباطن شيئا ، وهو أقل من وصف الباطن وترك الظاهر مبهما.
لكن ماذا عسى أن يكون الظاهر والباطنُ من استبرق ؟
٧- الجنتان للمُتقي ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان ) نساء قاصرات الطرف ( على وزن فاعلات ) بإرادتهن أي لم ينظروا إلى رجل من قبل وهو غاية العفة .
- والجنتان الأقل منهما ( حورٌ مقصورات فى الخيام )
ركز معي هن مقصورات وليس قاصرات ( كفرق بين فاعل بإرادته ومفعول به رغما عنه ) . تخيل الفرق ؟
٧- والأبدع من هذا كله والشئ الذي سوف يجعلك تقشعر عندما تسمعه
إن الله سبحانه وتعالى رتب هذا بشكل عجيب حيث جعل الترتيب لما تشتهيه النفس ( هذا كله للمتقي ) فى وصفه فى الآيات . فاسمع واستشعر معي .
عندما تدخل الحديقة التى يتخلل أغصانها الضوء ( ذواتا أفنان ) وترى بعينك العينين اللتين تجريان ( فيهما عينان تجريان ) ثم ترى الفاكهة التى من أثر العينان اللتان تجريان
( فيهما من كل فاكهة زوجان ) وتقطف منها ما تشاء وتأكل ، سوف تحتاج للراحة فكان الفراش حتى تستريح بعد الطعام ( متكئين على فُرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان ) وقد أعطى لك الحرية فى الاختيار أن الطعام من الممكن أن يأتيك إلى فراشك لو اشتهيت أي شيء وأنت مضطجع في فراشك وهذا تمام الراحة ،
٨- وعندما تحدث عن الفراش ، وصف بعده شريك الفراش الذي تميل إليه النفس وتشتهيه وهما: ( قاصرات الطرف ) .
ولو راجعت الجنتين الأقل سوف تجد ترتيبا أيضا ولكنه ترتيب أقل، وليس بنفس الروعة.
تخيل كل هذا من اجل المُتقي فقط.
إن صاحب الجنتين الأقل قد عمل أعمالا صالحة ، لكنه في الخلوات أحيانا قد يعصى الله جل وعلا ظنا منه أن لا أحد من الناس يراه.
فلك أن تتخيل أن ذنوب الخلوات جعلت الفرق الشاسع بينهما فى الجنة وعلانيته ؛ قال الله عزَّ وجلَّ : هذا عبدي حقًّا "
فمن ساءت سريرته كان بمثابة نصف عبد.
" أجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات ، وأن عبادات الخفاء هي أصل الثبات "
منقول