reda laby
30-03-2020, 03:50 PM
اتَّقوا الله - تعالى - واعلَموا أنَّ الكثير من الناس اليوم قد فسدَتْ أذواقُه،
وقلَّ إدراكُه لحقائق الأمور، وأصبح اهتمامُه بالمظاهر والصور،
فنجده عندما يريدُ شِراء شيء يهتمُّ بصورته ومظهره دون أنْ يُفكِّر في باطنه وحقيقته
، فعندما يريدُ شراء بيت - مثلًا - ليسكنه تجده ينظر أوَّل ما ينظر إلى أصباغه، وألوانه،
وما كسي به من زخارف برَّاقة، دون أنْ ينظُر للأساسات، وقوَّة البناء، وجودة المواد،
مع أنَّ هذا مسكن يريدُ أنْ يقيم فيه هو وأولاده وأسرته،
فلا يهتمُّ بما قد يحصل له من سقوط أو أضرار بسبب قلَّة إتقان البناء،
فالمهمُّ لديه المظهر الذي يعجب الرائين، وإذا أراد شراء سيارة اهتمَّ بلونها
وما وُضِع فيها من ميزات - كما يقولون -
وبموديلها الجديد الذي اختلف عن السابق بتغيير أشياء بسيطة لا قيمة لها،
وإنما اختلف وضعها عن وضع السابقة، إمَّا بأنْ جعلت بالطول بعد أنْ كانت بالعرض
أو غُيِّرت الخطوط الملصقة على الجوانب عمَّا كانت عليه في الموديل السابق،
فزِيد في القيمة بسبب ذلك زياداتٌ خيالية،
فنجد المشتري لهذه السيارة لا يُفكِّر في الفرق بين قيمة هذه وقيمة السابقة
، فالنُّقود كثيرةٌ أو الاستعداد للدَّين موجود، والمهم الموديل والاختلاف،
وإنْ كان السابق أجود من هذا الأخير.
فالمهم المظهر لا المخبر، ومَن أراد شراء طيب ليتطيَّب به، اهتمَّ بزجاجته
، وكيف وضعها وشكلها، وما كسيت به، وما وضعت فيه من وعاء جذَّاب،
وإنْ كانت هذه الزجاجة وذلك الوعاء سيُرمَى بعد قليل،
فالاهتمام بالمظهر لا بالطيب الطيِّب الرائحة، وهكذا في الكثير والكثير
نجد الاهتمام في هذه الأزمان بالمظاهر، ونجد أنَّ أسواق المروِّجين
، والخداعين، والمزيفين، قد نفَقتْ، ووجد لها زبائن يتقبَّلون كلَّ معروض
، وبدون حِساب ولا تفكير، فالمهمُّ أنْ يكون عرضه جذَّابًا،
فيجد الحذاء - مثلًا - أو القميص أو القماش بعشرة ريالات في محلٍّ عادي وبمعرض عادي،
ونجده نفسه في الشارع الفلاني والمعرض الفلاني، بداخل زجاجه ويحيط به زخارف
، نجده بخمسين ريالًا - مثلًا - أو أكثر من ذلك، ونجد المشتري لها يدفَعُ الثمن وهو مسرورٌ
يفتخر إنَّه اشترى هذه من الشارع الفلاني والمعرض الفلاني،
وما يدري أو إنَّه يدري أنَّه خُدِع، ولو أخَذ لصٌّ من جيبه عشرة ريالات لثارَتْ ثائرته،
ولاستنجَدَ برجال الأمن في القبض عليه، ولو طلب منه فقيرٌ بعضَ هذا المبلغ الزائد
عن القيمة الحقيقيَّة لهذه السلعة، لتضايق وتذمَّر، ولو قِيل له: أسهم في المشروع الخيري
الفلاني بشيءٍ من المال - ولو كان قليلًا - لتردَّد واعتذر،
فما هي الأسباب التي سهَّلت البذل فيما لا فائدة فيه بل وفيما يضرُّ،
وصعَّبته فيما ينفع ويعودُ على صاحبه بالخير في عاجله وآجله؟
إنَّه فساد الأخلاق والأذواق، وارتكاب الذنوب والمعاصي، وعدم الإحساس بذلك،
وقلَّة التفكير، ومحاسبة النفوس على ما تأتي وتذر.
وقلَّ إدراكُه لحقائق الأمور، وأصبح اهتمامُه بالمظاهر والصور،
فنجده عندما يريدُ شِراء شيء يهتمُّ بصورته ومظهره دون أنْ يُفكِّر في باطنه وحقيقته
، فعندما يريدُ شراء بيت - مثلًا - ليسكنه تجده ينظر أوَّل ما ينظر إلى أصباغه، وألوانه،
وما كسي به من زخارف برَّاقة، دون أنْ ينظُر للأساسات، وقوَّة البناء، وجودة المواد،
مع أنَّ هذا مسكن يريدُ أنْ يقيم فيه هو وأولاده وأسرته،
فلا يهتمُّ بما قد يحصل له من سقوط أو أضرار بسبب قلَّة إتقان البناء،
فالمهمُّ لديه المظهر الذي يعجب الرائين، وإذا أراد شراء سيارة اهتمَّ بلونها
وما وُضِع فيها من ميزات - كما يقولون -
وبموديلها الجديد الذي اختلف عن السابق بتغيير أشياء بسيطة لا قيمة لها،
وإنما اختلف وضعها عن وضع السابقة، إمَّا بأنْ جعلت بالطول بعد أنْ كانت بالعرض
أو غُيِّرت الخطوط الملصقة على الجوانب عمَّا كانت عليه في الموديل السابق،
فزِيد في القيمة بسبب ذلك زياداتٌ خيالية،
فنجد المشتري لهذه السيارة لا يُفكِّر في الفرق بين قيمة هذه وقيمة السابقة
، فالنُّقود كثيرةٌ أو الاستعداد للدَّين موجود، والمهم الموديل والاختلاف،
وإنْ كان السابق أجود من هذا الأخير.
فالمهم المظهر لا المخبر، ومَن أراد شراء طيب ليتطيَّب به، اهتمَّ بزجاجته
، وكيف وضعها وشكلها، وما كسيت به، وما وضعت فيه من وعاء جذَّاب،
وإنْ كانت هذه الزجاجة وذلك الوعاء سيُرمَى بعد قليل،
فالاهتمام بالمظهر لا بالطيب الطيِّب الرائحة، وهكذا في الكثير والكثير
نجد الاهتمام في هذه الأزمان بالمظاهر، ونجد أنَّ أسواق المروِّجين
، والخداعين، والمزيفين، قد نفَقتْ، ووجد لها زبائن يتقبَّلون كلَّ معروض
، وبدون حِساب ولا تفكير، فالمهمُّ أنْ يكون عرضه جذَّابًا،
فيجد الحذاء - مثلًا - أو القميص أو القماش بعشرة ريالات في محلٍّ عادي وبمعرض عادي،
ونجده نفسه في الشارع الفلاني والمعرض الفلاني، بداخل زجاجه ويحيط به زخارف
، نجده بخمسين ريالًا - مثلًا - أو أكثر من ذلك، ونجد المشتري لها يدفَعُ الثمن وهو مسرورٌ
يفتخر إنَّه اشترى هذه من الشارع الفلاني والمعرض الفلاني،
وما يدري أو إنَّه يدري أنَّه خُدِع، ولو أخَذ لصٌّ من جيبه عشرة ريالات لثارَتْ ثائرته،
ولاستنجَدَ برجال الأمن في القبض عليه، ولو طلب منه فقيرٌ بعضَ هذا المبلغ الزائد
عن القيمة الحقيقيَّة لهذه السلعة، لتضايق وتذمَّر، ولو قِيل له: أسهم في المشروع الخيري
الفلاني بشيءٍ من المال - ولو كان قليلًا - لتردَّد واعتذر،
فما هي الأسباب التي سهَّلت البذل فيما لا فائدة فيه بل وفيما يضرُّ،
وصعَّبته فيما ينفع ويعودُ على صاحبه بالخير في عاجله وآجله؟
إنَّه فساد الأخلاق والأذواق، وارتكاب الذنوب والمعاصي، وعدم الإحساس بذلك،
وقلَّة التفكير، ومحاسبة النفوس على ما تأتي وتذر.