روح أنثى
02-04-2020, 04:14 PM
مبادئ الحجر الصحي في الإسلام!!!
يعد أول من وضع مبدأ الحجر الصحي هو ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ الكريم صلي الله عليه وسلم وذلك لحديثه: "ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﺄﺭﺽ ﻓﻼ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺟﻮﺍ ﻓﺮﺍﺭﺍ ﻣﻨﻪ". صدق الرسول الكريم.
وهذا الحديث تطبيقا فعليا لمبادئ الحجر الصحي بفكرته الحالية.
يعتبر الحجر الصحي من أهم الوسائل للحَدِّ من انتشار الأمراض الوبائية في العصر الحاضر، وبموجبه يمنع أي شخص من دخول المناطق التي انتشر فيها نوع من الوباء ، والاختلاط بأهلها ، وكذلك يمنع أهل تلك المناطق من الخروج منها ، سواء أكان الشخص مصاباً بهذا الوباء أم لا .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث ، مبادئ الحجر الصحي ، بأوضح بيان ، فمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون ، ومنع كذلك أهل تلك البلدة من الخروج منها ، بل جعل ذلك كالفرار من الزحف الذي هو من كبائر الذنوب ، وجعل للصابر فيها أجر الشهيد .
روى البخاري في صحيحه قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين خرج إلى الشام ، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها : ( سرغ ) ، بالقرب من اليرموك ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام ، فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين ، فدعاهم فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ، فاختلفوا ، فقال بعضهم : قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نرى أن تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعوا لي الأنصار ، فدعاهم فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعاهم فلم يختلف منهم عليه رجلان ، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه ، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفراراً من قدر الله ؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟
قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته ، فقال : إن عندي في هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) قال : فحمد الله عمر ثم انصرف .
وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون ، قلت : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : غدة كغدة البعير ، المقيم بها كالشهيد ، والفار منها كالفار من الزحف ) ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف ، والصابر فيه كالصابر في الزحف ) رواه أحمد .
والإعجاز النبوي يتجلى في هذه الأحاديث في منع الشخص المقيم في أرض الوباء أن يخرج منها حتى وإن كان غير مصاب ، فإن منع الناس من الدخول إلى أرض الوباء قد يكون أمراً واضحاً ومفهوماً ، ولكن منع من كان في البلدة المصابة بالوباء من الخروج منها ، حتى وإن كان صحيحاً معافى ، أمر غير واضح العلة ، بل إن المنطق والعقل يفرض على الشخص السليم الذي يعيش في بلدة الوباء ، أن يفر منها إلى بلدة أخرى سليمة ، حتى لا يصاب بالعدوى ، ولم تعرف العلة في ذلك إلا في العصور المتأخرة التي تقدم فيها العلم والطب .
فقد أثبت الطب الحديث أن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملاً للميكروب أو الفيروس أو الاشعاع أو خلافه ، وكثير من الأوبئة تصيب العديد من الناس ، ولكن ليس كل من دخل جسمه الميكروب يصبح مريضاً ، فكم من شخص يحمل جراثيم المرض دون أن يبدو عليه أثر من آثاره ، فالحمى الشوكية ، وحمى التيفود ، والزحار ، والباسيلي ، والسل ، بل وحتى الكوليرا والطاعون قد تصيب أشخاصاً عديدين دون أن يبدو على أي منهم علامات المرض ، بل ويبدو الشخص وافر الصحة سليم الجسم ، ومع ذلك فهو ينقل المرض إلى غيره من الأصحاء .
وهناك أيضاً فترة الحضانة ، وهي الفترة الزمنية التي تسبق ظهور الأعراض منذ دخول الميكروب وتكاثره حتى يبلغ أشده ، وفي هذه الفترة لا يبدو على الشخص أنه يعاني من أي مرض ، ولكن بعد فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر - على حسب نوع المرض والميكروب الذي يحمله - تظهر عليه أعراض المرض الكامنة في جسمه .
ففترة حضانة الإنفلونزا - مثلاً - هي يوم أو يومان ، بينما فترة حضانة التهاب الكبد الفيروسي قد تطول إلى ستة أشهر ، كما أن ميكروب السل ، قد يبقى كامناً في الجسم عدة سنوات دون أن يحرك ساكناً ، ولكنه لا يلبث بعد تلك الفترة أن يستشري في الجسم .
كما ان الاسلام وضع الحجر الصحي للحيوان وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يوردن ممرض على مصح)، البخاري. أي لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الابل السليمة فيعدي مريضها سليمها.
ومن تعاليم الاسلام للوقاية قول النبي صلى الله عليه وسلم (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، واذا تأملنا لفظ الفرار من المجذوم وجعله كالفرار من الأسد..ولماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الأسد ولم يقل النمر مثلا..أدركنا ان مرض الجذام من أعراضه تكاثر الدرنات وتجمعها على الوجه والأذن مما يعطي للوجه منظرا يشبه منظر الأسد فضلا عن ان المريض يحمل عدوى سريعة الانتقال للغير بالمخالطة والملامسة والقرب منه،
يقول المفكر الاسلامي الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه (خلق المسلم) ان الاخذ بالسباب حق وهو من القدر كما يقول عمر رضي الله عنه ، وقد شرح الاسلام التحرز من العدوى ، وانه وان كانت العدوى حقا ، الا اننا يجب ان نعرف انه ليست كل عدوى يصيب. فقد يحمل الشخص جرثومة المرض ويصاب به ، لأن فيه مناعة خاصة بل ينجو منه وينقله الى غيره.
ولو أن كل عدوى تصيب لهلك اهل الارض في يوم واحد ، فهناك كما يقول الأطباء ظروف معقدة للإصابة عن طريق العدوى ، هذا معنى الحديث : (لا عدوى ) وليس النفي منصبا على انكار حقيقة العدوى لأن أخر الحديث يمنع ذلك وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مباشرة (..وفر من المجذوم فرارك من الأسد)،
ومن أغراض الاسلام الوقائية حضه على التعجيل بدفن الموتى عند تحقق الوفاة وذلك لسرعة تعفن الجثث والخوف من انتشار الأوبئة والامراض بين الاصحاء.
من ذلك كله يتجلى لنا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع اسس الطب الوقائي ، ومنه الحجر الصحي منذ أكثر من أربعة عشر قرنا..مما يعد اعجازا علميا سبق أحدث النظريات الحديثة، في ذلك جاء في مسند الامام الربيع في باب الجنائز (المبادرة الى تجهيز الميت) من طريق ابن عباس قال : لا ينبغي ان تحبس جيفة مسلم بين ظهراني اهله)،
قال العلامة نور الدين السالمي في الشرح (والحديث) يدل على مشروعية التعجيل بالميت والاسراع في تجهيزه وتشهد له أحاديث الاسراع بالجنازة والله أعلم.
فما الذي أدرى محمداً صلى الله عليه وسلم بذلك كله ؟ ومن الذي علمه هذه الحقائق ، وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ؟! ، إنه العلم الرباني ، والوحي الإلهي ، الذي سبق كل هذه العلوم والمعارف، فالاسلام دين عظيم صالح لكل زمان ومكان، وليبقى هذا الدين شاهداً على البشرية، ولتقوم به الحجة على العالمين ، فيهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة .
#تاريخنا
https://scontent.frak1-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-0/s600x600/84865601_3374153769267431_3773756444646572032_o.jp g?_nc_cat=104&_nc_sid=110474&_nc_ohc=YnGgIWq5XqEAX8FRb13&_nc_ht=scontent.frak1-1.fna&_nc_tp=7&oh=7d0b7211499e3a92020cda1378eab22a&oe=5EAAA07F
يعد أول من وضع مبدأ الحجر الصحي هو ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ الكريم صلي الله عليه وسلم وذلك لحديثه: "ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺑﺄﺭﺽ ﻓﻼ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺟﻮﺍ ﻓﺮﺍﺭﺍ ﻣﻨﻪ". صدق الرسول الكريم.
وهذا الحديث تطبيقا فعليا لمبادئ الحجر الصحي بفكرته الحالية.
يعتبر الحجر الصحي من أهم الوسائل للحَدِّ من انتشار الأمراض الوبائية في العصر الحاضر، وبموجبه يمنع أي شخص من دخول المناطق التي انتشر فيها نوع من الوباء ، والاختلاط بأهلها ، وكذلك يمنع أهل تلك المناطق من الخروج منها ، سواء أكان الشخص مصاباً بهذا الوباء أم لا .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث ، مبادئ الحجر الصحي ، بأوضح بيان ، فمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون ، ومنع كذلك أهل تلك البلدة من الخروج منها ، بل جعل ذلك كالفرار من الزحف الذي هو من كبائر الذنوب ، وجعل للصابر فيها أجر الشهيد .
روى البخاري في صحيحه قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين خرج إلى الشام ، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها : ( سرغ ) ، بالقرب من اليرموك ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام ، فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين ، فدعاهم فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ، فاختلفوا ، فقال بعضهم : قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نرى أن تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعوا لي الأنصار ، فدعاهم فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعاهم فلم يختلف منهم عليه رجلان ، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه ، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفراراً من قدر الله ؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟
قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته ، فقال : إن عندي في هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) قال : فحمد الله عمر ثم انصرف .
وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون ، قلت : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : غدة كغدة البعير ، المقيم بها كالشهيد ، والفار منها كالفار من الزحف ) ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف ، والصابر فيه كالصابر في الزحف ) رواه أحمد .
والإعجاز النبوي يتجلى في هذه الأحاديث في منع الشخص المقيم في أرض الوباء أن يخرج منها حتى وإن كان غير مصاب ، فإن منع الناس من الدخول إلى أرض الوباء قد يكون أمراً واضحاً ومفهوماً ، ولكن منع من كان في البلدة المصابة بالوباء من الخروج منها ، حتى وإن كان صحيحاً معافى ، أمر غير واضح العلة ، بل إن المنطق والعقل يفرض على الشخص السليم الذي يعيش في بلدة الوباء ، أن يفر منها إلى بلدة أخرى سليمة ، حتى لا يصاب بالعدوى ، ولم تعرف العلة في ذلك إلا في العصور المتأخرة التي تقدم فيها العلم والطب .
فقد أثبت الطب الحديث أن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملاً للميكروب أو الفيروس أو الاشعاع أو خلافه ، وكثير من الأوبئة تصيب العديد من الناس ، ولكن ليس كل من دخل جسمه الميكروب يصبح مريضاً ، فكم من شخص يحمل جراثيم المرض دون أن يبدو عليه أثر من آثاره ، فالحمى الشوكية ، وحمى التيفود ، والزحار ، والباسيلي ، والسل ، بل وحتى الكوليرا والطاعون قد تصيب أشخاصاً عديدين دون أن يبدو على أي منهم علامات المرض ، بل ويبدو الشخص وافر الصحة سليم الجسم ، ومع ذلك فهو ينقل المرض إلى غيره من الأصحاء .
وهناك أيضاً فترة الحضانة ، وهي الفترة الزمنية التي تسبق ظهور الأعراض منذ دخول الميكروب وتكاثره حتى يبلغ أشده ، وفي هذه الفترة لا يبدو على الشخص أنه يعاني من أي مرض ، ولكن بعد فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر - على حسب نوع المرض والميكروب الذي يحمله - تظهر عليه أعراض المرض الكامنة في جسمه .
ففترة حضانة الإنفلونزا - مثلاً - هي يوم أو يومان ، بينما فترة حضانة التهاب الكبد الفيروسي قد تطول إلى ستة أشهر ، كما أن ميكروب السل ، قد يبقى كامناً في الجسم عدة سنوات دون أن يحرك ساكناً ، ولكنه لا يلبث بعد تلك الفترة أن يستشري في الجسم .
كما ان الاسلام وضع الحجر الصحي للحيوان وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يوردن ممرض على مصح)، البخاري. أي لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الابل السليمة فيعدي مريضها سليمها.
ومن تعاليم الاسلام للوقاية قول النبي صلى الله عليه وسلم (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، واذا تأملنا لفظ الفرار من المجذوم وجعله كالفرار من الأسد..ولماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الأسد ولم يقل النمر مثلا..أدركنا ان مرض الجذام من أعراضه تكاثر الدرنات وتجمعها على الوجه والأذن مما يعطي للوجه منظرا يشبه منظر الأسد فضلا عن ان المريض يحمل عدوى سريعة الانتقال للغير بالمخالطة والملامسة والقرب منه،
يقول المفكر الاسلامي الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه (خلق المسلم) ان الاخذ بالسباب حق وهو من القدر كما يقول عمر رضي الله عنه ، وقد شرح الاسلام التحرز من العدوى ، وانه وان كانت العدوى حقا ، الا اننا يجب ان نعرف انه ليست كل عدوى يصيب. فقد يحمل الشخص جرثومة المرض ويصاب به ، لأن فيه مناعة خاصة بل ينجو منه وينقله الى غيره.
ولو أن كل عدوى تصيب لهلك اهل الارض في يوم واحد ، فهناك كما يقول الأطباء ظروف معقدة للإصابة عن طريق العدوى ، هذا معنى الحديث : (لا عدوى ) وليس النفي منصبا على انكار حقيقة العدوى لأن أخر الحديث يمنع ذلك وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مباشرة (..وفر من المجذوم فرارك من الأسد)،
ومن أغراض الاسلام الوقائية حضه على التعجيل بدفن الموتى عند تحقق الوفاة وذلك لسرعة تعفن الجثث والخوف من انتشار الأوبئة والامراض بين الاصحاء.
من ذلك كله يتجلى لنا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع اسس الطب الوقائي ، ومنه الحجر الصحي منذ أكثر من أربعة عشر قرنا..مما يعد اعجازا علميا سبق أحدث النظريات الحديثة، في ذلك جاء في مسند الامام الربيع في باب الجنائز (المبادرة الى تجهيز الميت) من طريق ابن عباس قال : لا ينبغي ان تحبس جيفة مسلم بين ظهراني اهله)،
قال العلامة نور الدين السالمي في الشرح (والحديث) يدل على مشروعية التعجيل بالميت والاسراع في تجهيزه وتشهد له أحاديث الاسراع بالجنازة والله أعلم.
فما الذي أدرى محمداً صلى الله عليه وسلم بذلك كله ؟ ومن الذي علمه هذه الحقائق ، وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ؟! ، إنه العلم الرباني ، والوحي الإلهي ، الذي سبق كل هذه العلوم والمعارف، فالاسلام دين عظيم صالح لكل زمان ومكان، وليبقى هذا الدين شاهداً على البشرية، ولتقوم به الحجة على العالمين ، فيهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة .
#تاريخنا
https://scontent.frak1-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-0/s600x600/84865601_3374153769267431_3773756444646572032_o.jp g?_nc_cat=104&_nc_sid=110474&_nc_ohc=YnGgIWq5XqEAX8FRb13&_nc_ht=scontent.frak1-1.fna&_nc_tp=7&oh=7d0b7211499e3a92020cda1378eab22a&oe=5EAAA07F