رفيق الالم
02-04-2020, 10:35 PM
..
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/45/MansourAtrash.jpg/234px-MansourAtrash.jpg
منصور سلطان الأطرش (3 فبراير 1925 - 14 نوفمبر 2006)، سياسي وصحفي سوري، انتسب عام 1945 رفقة زملائه من الطلبة الجامعيين لحركة البعث العربي، التي شاركت بشكل رئيسي بعقد مؤتمر 7 أبريل 1947 الذي كان انطلاقة لحزب البعث العربي وفرعه السوري. وخلال رئاسة أديب الشيشكلي (1951-1954)، أصبح ناشطاً مناهضاً للحكومة فسجن مرتين، لكن الشيشكلي أطلق سراحه لاحقاً في محاولة لكسب تأييد والده سلطان الأطرش. في العام التالي أُطِيح بالشيشكلي وانتخب الأطرش للبرلمان ورفض عرضاً للعمل في حكومة سعيد الغزي. خلال فترة الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961)، أصبح الأطرش مؤيداً قوياً للرئيس المصري جمال عبد الناصر. وعارض لاحقاً انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ورفض عروضاً للعمل في الحكومات المتعاقبة الانفصالية كإشارة على الاحتجاج.
عندما وصل حزب البعث إلى السلطة في انقلاب عام 1963؛ أصبح الأطرش وزير الشؤون الاجتماعية، وفي عام 1965 أصبح رئيساً لمجلس قيادة الثورة.
أدى الانقلاب العسكري في سوريا 1966 بين الضباط البعثيين اليساريين إلى انقسام داخل الحزب بين ضباط الانقلاب الذين أسسوا اللجنة العسكرية وبين المؤسسين الذين قادهم ميشيل عفلق حيث وقف الأطرش إلى جانب عفلق وأصبح من المؤيدين المتحمسين له. وقد سجن في وقت لاحق، ولكن أطلق سراحه في أعقاب هزيمة سوريا في حرب 1967 مع إسرائيل. بعد عامين من منفاه الاختياري في لبنان، عاد إلى سوريا حيث أعلن أنه تخلى عن الحياة السياسية. وقد توفي في 14 نوفمبر 2006 ودفن بالقرب من مسقط رأسه في القريا.
حياته المبكرة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8a/Mansur_Al-Atrash1.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash1.jpg
حسان مريود ومنصور الأطرش (على اليمين) على مقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت.
ولد الأطرش في 3 فبراير 1925 لعائلة من الطائفة الدرزية في القريا في جبل الدروز (جبل العرب)،
أي قبل أشهر من اندلاع الثورة السورية الكبرى التي انطلقت بقيادة والده سلطان الأطرش. في ذلك الوقت، كانت منطقة جبل الدروز تشكل جزءاً من منطقة الحكم الذاتي (الموجودة بين عامي 1922و1936) خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، والذي كان قد بدأ سنة 1920. جاءت التوترات بين الدروز والسلطات الفرنسية لعدة أسباب، لا سيما ما اعتبره القادة الدروز تدخلاً في شؤونهم الداخلية من قبل الفرنسيين. بدأت الثورة في صيف عام 1925 وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء سوريا، وانتهت مع هزيمة عسكرية للثوار في عام 1927. ونفي سلطان الأطرش على إثر ذلك إلى منفى اختياري في الأزرقبإمارة شرق الأردن ثم إلى وادي سرحان في منطقة الجوف في شمال المملكة العربية السعودية، بعد إصدار الفرنسيين مذكرة اعتقال بحقه، وعاد في عام 1937 بعد أن عفت عنه السلطات.أكمل منصور تعليمه الابتدائيوالثانوي في شرق الأردن، وبعد ذلك في دمشقوبيروت، في 1946 التحق منصور بالجامعة الأميركية في بيروت وتخرج في عام 1948 بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية. في عام 1951، حصل على شهادة في القانون من جامعة السوربون، ثم عمل محاضراً في الأدب العربي في جامعة دمشق.حزب البعث والصراع مع الشيشكلي
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b6/Mansur_Al-Atrash2.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash2.jpg
نواب البعث صلاح البيطار ومنصور الأطرش (بجانبه) يدليان بصوتهما في إنتخابات الرئاسة عام 1953.
وفقاً للمؤرخ سامي مبيض، فقد أصبح الأطرش عضواً مؤسساً في حزب البعث في عام 1947، وذلك لحماسته للقومية العربية والاشتراكية من حيث المبدأ والتطبيق.
وانضم إلى منظمة طلابية خلال فترة وجوده في الجامعة الأميركية في بيروت ثم غادر مع زملائه صلاح البيطاروميشيل عفلق لغرض إكمال دراساتهم في باريس. حيث أصبحوا لاحقاً جزءاً من الفرع الإقليمي لحزب البعث في سوريا، وشاركوا بنشاط في تحركات الحزب والمسيرات والمواكب. وصار الأطرش كاتباً بانتظام في صحيفة حزب البعث. وكان العضو الدرزي البارز الوحيد في حزب البعث الذي أتى من عشيرة الأطرش الكبيرة.في عام 1951 وصل أديب الشيشكلي إلى السلطة بانقلاب عسكري، وأقام نظاماً استبدادياً بدعم من الجيش. شارك الأطرش في النشاط المناهض للشيشكلي، بما في ذلك إلقاء المتفجرات في مقر الشيشكلي في عام 1952، وهو الإجراء الذي أدى إلى اعتقاله. في عام 1953 أطلق الشيشكلي حملة على الطائفة الدرزية، بدعوى أنها كانت تمول من قبل الهاشميين الذين يحكمون الأردنوالعراق من أجل تشكيل حكومة هاشمية في سوريا. تعرض جبل الدروز للقصف من قبل القوات الحكومية ووضع والده سلطان الأطرش تحت الإقامة الجبرية لمدة لانتقاده الشيشكلي.وفي وقت لاحق من ذلك العام دخل الشيشكلي في صراع مع أعضاء حزب البعث نتيجة الطريقة الاستبدادية السابقة في الحكم، فانتقل الأطرش إلى حمص، وحمص هي معقل المعارضة لحكم الشيشكلي، حيث ساعد في تنسيق توريد الأسلحة إلى جماعة المتمردين في جبل الدروز. ثم ألقي القبض عليه من قبل السلطات للمرة الثانية في شهر مايو، في ذروة الاضطرابات. وبعدها أفرج عنه مجدداً بسبب شعبية والده على المستوى الوطني؛ وعن طريق الإفراج عن منصور، حاول الشيشكلي الحصول على استرضاء السلطان. إلا أن الأخير صرح قائلاً: «أنا لم أطلب من الشيشكلي حرية ابني. طلبت منه حرية بلدي».ووفقاً للمبيض، ساهمت الأنشطة المناهضة للحكومة التي قادها الأطرش بشكل كبير باستقالة الشيشكلي ورحيله عن سوريا في شهر فبراير عام 1954 في خضم الاضطرابات التي كانت تعم البلاد. وحينما أجريت أول انتخابات ديمقراطية بعد الشيشكلي في وقت لاحق من ذلك العام، تم انتخاب الأطرش عضواً في البرلمان. وقد عرض على الأطرش منصب وزاري في حكومة سعيد الغزي في شهر سبتمبر عام 1955، لكنه رفض العرض بسبب معارضة حزب البعث لتشكيلة الحكومة.فترة الجمهورية العربية المتحدة وسوريا البعثية
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/af/Mansur_Al-Atrash4.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash4.jpg
الآباء المؤسسين لحزب البعث في دمشق، أبريل 1947.
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/fc/Mansur_Al-Atrash5.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash5.jpg
الاجتماع الأول لأول حكومة في عهد حزب البعث بعد إنقلاب 8 آذار 1963.
في عام 1958، دعم الأطرش اتحاد سوريا ومصر لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة. وخلال سنوات الجمهورية العربية المتحدة، كرس الأطرش حياته للتيار الناصري وأصبح مؤيدا لسياسات الرئيس جمال عبد الناصر
وكتب العديد من المقالات في صحيفة الجماهير اليومية الناصرية. ولقد عارض الأطرش تفكك الاتحاد بعد الانقلاب الانفصالي في سبتمبر 1961، ورفض لعب دور سياسي في الحكومات المعادية للوحدة وللجمهورية العربية المتحدة. وقد عرض عليه رئيس الوزراء بشير العظمة (حكم في 1962) منصبا وزارياً، لكنه رفض العرض، وعينه رئيس الوزراء خالد العظم (حكم في 1962-1963) وزيرا للشؤون الاجتماعية دون أن يطلب منه موافقته، لكن الأطرش رفض هذا العمل أيضاً.وانتهت عزلة الأطرش عن السياسة السورية بعد تولي اللجنة العسكرية لحزب البعث السلطة في انقلاب 8 مارس 1963. وكان هدف اللجنة العسكرية المعلن هو إعادة تأسيس دولة عربية. وهو الذي تقاسمه الأطرش معهم. وعُيِّن وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية في أول حكومة برئاسة صلاح البيطار، وأصبح عضواً في مجلس الرئاسة، وهو الجهاز المسؤول عن إدارة شؤون الدولة. في فبراير 1964، انتخب الأطرش مع 12 عضوا آخرين للقيادة القومية لحزب البعث، التي كانت اسمياً أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب.تطورت الاختلافات بين البيطار والقيادة القطرية وتفجرت في عام 1964، حيث رأت القيادة القطرية أن مجلس وزراء البيطار يميل نحو اليمين. وأنه كان متساهلاً مع العناصر الرجعية في سوريا وذلك في أعقاب تمردالإخوان المسلمين في حماة. وكان الرئيس أمين الحافظ يشغل منصب رئيس الوزراء في ذلك الوقت من الاضطراب فتنحى بعد أن عمت أنحاء البلاد إضرابات ومظاهرات احتجاجاً على شدة قمع الانتفاضة في حماة. فعاد البيطار رئيساً للوزراء لولاية ثانية في مايو، ووعد بشكل علني بأنه سيحمي الحريات المدنية. أدت التوترات داخل الحزب مع القيادة القطرية إلى سحب الثقة من الحكومة البيطار في يوم 25 سبتمبر، واضطر البيطار وحليفه الأطرش إلى الاستقالة من مجلس الرئاسة. حيث شغل صلاح جديدويوسف زعين هذين المنصبين. حيث أصبح مجلس الرئاسة والذي ضعف دوره إلى حد كبير واقعاً تحت السلطة الشاملة للجنة العسكرية والقيادة القطرية. في أكتوبر عاد أمين الحافظ رئيساً للوزراء بدلاً من البيطار، وعلى الرغم من ذلك بقي الأطرش في منصبه الوزاري.في 1 سبتمبر1965 تم تعيين الأطرش رئيس مجلس قيادة الثورة، ولكن سلطة المجلس كانت قليلة بحكم الأمر الواقع بسبب السيطرة الشاملة للجنة العسكرية، ووصف الأطرش الحالة في وقت لاحق قائلا: «سمح الضباط لنا أن نتماقش على الرغم، كما اكتشفنا في وقت لاحق، أنهم اتفقوا مسبقاً... على صيغة القرار». وقد لعب مجلس قيادة الثورة دور البرلمان وكان الأطرش رئيسه. في ديسمبر ارتفعت حدة التوتر بين القيادة الوطنية (الموالية لعفلق والبيطار) والقيادة القطرية (الموالية لصلاح جديد والمدعوم من قبل الجيش)، وأصبحت أسوء بعد أن حاولت عناصر من المحاولة السابقة أن تتماشى مع عضو اللجنة العسكرية محمد عمران في محاولة لتحقيق الانقسام في القوات المسلحة (وفقاً للخبير في الشؤون السورية إيتامار رابينوفيتش، والمساند الصلب للضباط العلويين) لصلاح جديد. وقف الأطرش، جنباً إلى جنب مع منيف الرزاز من الأردن وجبران آلمجدلاني وعلي يوسف الخليل من لبنان، حيث كان جزءاً من مجموعة في القيادة الوطنية عارضت المواجهة مع القيادة القطرية، نظراً لافتقار القيادة الوطنية إلى دعم الجيش والسلطة السياسية، وكذلك الضعف العضوي في التحالف بين عمران وأمين الحافظ، اللذان تصارعا بشدة على زعامة اللجنة العسكرية.استمر الأطرش بعقد مكتب مجلس قيادة الثورة، وأعيد انتخابه رئيساً للمجلس يوم 15 فبراير1966، قبل وقت قصير من الانقلاب العسكري في سوريا 1966 (21-23 فبراير)، والتي جلبت الجناح اليساري من البعثيين الجدد إلى السلطة، وتسبب في انقسام الحزب داخلياً. وعقب وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة جعلت أبرز منظري الحزب ميشيل عفلق يغادر سوريا إلى منفى اختياري. أما الأطرش فقد تم اعتقاله من مجموعة من مؤيدي عفلق وسجن في سجن المزة أثناء الانقلاب. وخلال مكوثه في السجن قام بزيارته وزير الدفاع والرئيس المستقبلي للبلاد حافظ الأسد للتباحث معه في الشأن السياسي السوري وللاطمئنان على صحته.في 9 يونيو1967، عندما احتل جيش الدفاع الإسرائيليهضبة الجولان خلال حرب الأيام الستة، تم الإفراج عن الأطرش وغيره من الموالين لعفلق. لاحظ الأطرش في وقت لاحق أنه: «لم يكن مقبولاً أن نعرف أننا استحققنا حريتنا بسبب الهزيمة». قام الأطرش بالتعاون مع الضابط البعثي سليم حاطوم، للإطاحة بحكومة صلاح جديد في عام 1967، لكنه فشل. وبعد هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، انتقل إلى منفى اختياري في لبنان وعاش هناك حتى وفاة عبد الكريم الجندي، رئيس جهاز المخابرات السرية السورية. وقد عاد إلى سوريا في عام 1969 وعاش معظم ما تبقى من حياته في عزلة، حيث تفرغ للزراعة.بقية حياته ووفاته
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5c/Mansur_Al-Atrash.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash.jpg
البعثيون القدامى في حفل كوكتيل بدمشق عام 2002 (من اليمين: منصور الأطرش، حسان مريود، ووزير المالية في حكومة محمد مصطفى ميرو، الدكتور محمد الأطرش).
في أغسطس 1956 تزوج الأطرش من المعلمة هند الشويري وهي مسيحية وابنة يوسف الشويري، شريك والده سلطان في تجارة الحبوب، الذي استقر في حي الميدان ويمتلك منزلاً في القريا.
أنجب منصور الأطرش ولدا اسمه ثائر وابنة اسمها ريم. ولأن زوجة الأطرش ليست من الطائفة الدرزية، تسبب ذلك الزواج في انقسام مؤقت بين الأطرش ووالده. لكن في نهاية المطاف تصالح الابن والأب وأنهوا خلافاتهما.في عام 1978 استضاف منصور الأطرش عشاء بهدف رأب الصدع بين حكومات حزب البعث الحاكم في سورياوالعراق. وحضر حفل العشاء هذا وزير الخارجية العراقيطارق عزيزووزير الدفاع السوريمصطفى طلاس. وبعد وفاة سلطان الأطرش في عام 1982، أصبح ابنه منصور المتحدث الرئيسي لعشيرة الأطرش. بين عامي 2000 و2006 كان الأطرش عضواً في منظمة لدعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل. بين عامي 2001 و2006 ترأس اللجنة العربية السورية، والتي تهدف إلى إنهاء العقوبات المفروضة على العراق وفي وقت لاحق تقديم الدعم للعراق بعد الغزو الأمريكي في عام 2003.
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f5/Mansur_Al-Atrash3.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash3.jpg
رجالات حزب البعث (منصور الأطرش في الوسط) في زيارة لفك الحصار عن بغداد عام 2002.
بعدما اشتد عليه المرض، أشرفت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد على علاجه حيث نقل إلى مستشفيات وجامعات خاصة لتلقي العلاج المناسب، وقد توفي منصور الأطرش في الساعة 6:30 من صباح يوم 14 نوفمبر 2006، عن عمر ناهز 80 عاماً،
وأقيمت جنازته في مدينة السويداء، في موكب شعبي ورسمي ووطني مهيب، ووفقاً لأحد أقاربه، طلال الأطرش، فقد حضر الجنازة "مئات الآلاف" من الدروز من سورياولبنانوالأردن وكذلك بعض "الشخصيات العربية البارزة". دفن الأطرش في منطقة الغابات في منطقة كان يملكها، بالقرب من مسقط رأسه القريا، وكتب عنه الشاعر سليمان العيسى في صحيفة تشرين أبياتاً شعرية يرثي فيها الراحل:
يا بن العرين ويا رفيق جراحنا
والريح تمضغ حلمنا الموءودا سيظل بيتك عبر حالكة الدجى
ناراً تضيء دربنا ووقودا امدد يديك إلى الرفاق من الردى
الفجر فجرك ما يزال بعيدا
مؤلفاته
لمنصور الأطرش عديد من المؤلفات تم تجميعها ونشرها بعد وفاته من قبل ابنته ريم ومنها:
الإصلاح في سوريا ومقالات أخرى، صدر في 12 نوفمبر 2014 عن دار الفرات للنشر والتوزيع، (ردمك 9789953417325).
إلى آخر الزمان؛ منصور وهند حب في مشوار الحياة، صدر في 12 يناير 2014 عن دار تساؤلات للنشر والطباعة والتوزيع، (ردمك 9789933906917).
في سبيل العراق، صدر في 28 أكتوبر 2010 (خاص).
الجيل المدان: سيرة ذاتية، صدر في 6 مارس 2008 عن رياض الريس للكتب والنشر، (ردمك
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/45/MansourAtrash.jpg/234px-MansourAtrash.jpg
منصور سلطان الأطرش (3 فبراير 1925 - 14 نوفمبر 2006)، سياسي وصحفي سوري، انتسب عام 1945 رفقة زملائه من الطلبة الجامعيين لحركة البعث العربي، التي شاركت بشكل رئيسي بعقد مؤتمر 7 أبريل 1947 الذي كان انطلاقة لحزب البعث العربي وفرعه السوري. وخلال رئاسة أديب الشيشكلي (1951-1954)، أصبح ناشطاً مناهضاً للحكومة فسجن مرتين، لكن الشيشكلي أطلق سراحه لاحقاً في محاولة لكسب تأييد والده سلطان الأطرش. في العام التالي أُطِيح بالشيشكلي وانتخب الأطرش للبرلمان ورفض عرضاً للعمل في حكومة سعيد الغزي. خلال فترة الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961)، أصبح الأطرش مؤيداً قوياً للرئيس المصري جمال عبد الناصر. وعارض لاحقاً انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ورفض عروضاً للعمل في الحكومات المتعاقبة الانفصالية كإشارة على الاحتجاج.
عندما وصل حزب البعث إلى السلطة في انقلاب عام 1963؛ أصبح الأطرش وزير الشؤون الاجتماعية، وفي عام 1965 أصبح رئيساً لمجلس قيادة الثورة.
أدى الانقلاب العسكري في سوريا 1966 بين الضباط البعثيين اليساريين إلى انقسام داخل الحزب بين ضباط الانقلاب الذين أسسوا اللجنة العسكرية وبين المؤسسين الذين قادهم ميشيل عفلق حيث وقف الأطرش إلى جانب عفلق وأصبح من المؤيدين المتحمسين له. وقد سجن في وقت لاحق، ولكن أطلق سراحه في أعقاب هزيمة سوريا في حرب 1967 مع إسرائيل. بعد عامين من منفاه الاختياري في لبنان، عاد إلى سوريا حيث أعلن أنه تخلى عن الحياة السياسية. وقد توفي في 14 نوفمبر 2006 ودفن بالقرب من مسقط رأسه في القريا.
حياته المبكرة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8a/Mansur_Al-Atrash1.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash1.jpg
حسان مريود ومنصور الأطرش (على اليمين) على مقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت.
ولد الأطرش في 3 فبراير 1925 لعائلة من الطائفة الدرزية في القريا في جبل الدروز (جبل العرب)،
أي قبل أشهر من اندلاع الثورة السورية الكبرى التي انطلقت بقيادة والده سلطان الأطرش. في ذلك الوقت، كانت منطقة جبل الدروز تشكل جزءاً من منطقة الحكم الذاتي (الموجودة بين عامي 1922و1936) خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، والذي كان قد بدأ سنة 1920. جاءت التوترات بين الدروز والسلطات الفرنسية لعدة أسباب، لا سيما ما اعتبره القادة الدروز تدخلاً في شؤونهم الداخلية من قبل الفرنسيين. بدأت الثورة في صيف عام 1925 وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء سوريا، وانتهت مع هزيمة عسكرية للثوار في عام 1927. ونفي سلطان الأطرش على إثر ذلك إلى منفى اختياري في الأزرقبإمارة شرق الأردن ثم إلى وادي سرحان في منطقة الجوف في شمال المملكة العربية السعودية، بعد إصدار الفرنسيين مذكرة اعتقال بحقه، وعاد في عام 1937 بعد أن عفت عنه السلطات.أكمل منصور تعليمه الابتدائيوالثانوي في شرق الأردن، وبعد ذلك في دمشقوبيروت، في 1946 التحق منصور بالجامعة الأميركية في بيروت وتخرج في عام 1948 بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية. في عام 1951، حصل على شهادة في القانون من جامعة السوربون، ثم عمل محاضراً في الأدب العربي في جامعة دمشق.حزب البعث والصراع مع الشيشكلي
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b6/Mansur_Al-Atrash2.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash2.jpg
نواب البعث صلاح البيطار ومنصور الأطرش (بجانبه) يدليان بصوتهما في إنتخابات الرئاسة عام 1953.
وفقاً للمؤرخ سامي مبيض، فقد أصبح الأطرش عضواً مؤسساً في حزب البعث في عام 1947، وذلك لحماسته للقومية العربية والاشتراكية من حيث المبدأ والتطبيق.
وانضم إلى منظمة طلابية خلال فترة وجوده في الجامعة الأميركية في بيروت ثم غادر مع زملائه صلاح البيطاروميشيل عفلق لغرض إكمال دراساتهم في باريس. حيث أصبحوا لاحقاً جزءاً من الفرع الإقليمي لحزب البعث في سوريا، وشاركوا بنشاط في تحركات الحزب والمسيرات والمواكب. وصار الأطرش كاتباً بانتظام في صحيفة حزب البعث. وكان العضو الدرزي البارز الوحيد في حزب البعث الذي أتى من عشيرة الأطرش الكبيرة.في عام 1951 وصل أديب الشيشكلي إلى السلطة بانقلاب عسكري، وأقام نظاماً استبدادياً بدعم من الجيش. شارك الأطرش في النشاط المناهض للشيشكلي، بما في ذلك إلقاء المتفجرات في مقر الشيشكلي في عام 1952، وهو الإجراء الذي أدى إلى اعتقاله. في عام 1953 أطلق الشيشكلي حملة على الطائفة الدرزية، بدعوى أنها كانت تمول من قبل الهاشميين الذين يحكمون الأردنوالعراق من أجل تشكيل حكومة هاشمية في سوريا. تعرض جبل الدروز للقصف من قبل القوات الحكومية ووضع والده سلطان الأطرش تحت الإقامة الجبرية لمدة لانتقاده الشيشكلي.وفي وقت لاحق من ذلك العام دخل الشيشكلي في صراع مع أعضاء حزب البعث نتيجة الطريقة الاستبدادية السابقة في الحكم، فانتقل الأطرش إلى حمص، وحمص هي معقل المعارضة لحكم الشيشكلي، حيث ساعد في تنسيق توريد الأسلحة إلى جماعة المتمردين في جبل الدروز. ثم ألقي القبض عليه من قبل السلطات للمرة الثانية في شهر مايو، في ذروة الاضطرابات. وبعدها أفرج عنه مجدداً بسبب شعبية والده على المستوى الوطني؛ وعن طريق الإفراج عن منصور، حاول الشيشكلي الحصول على استرضاء السلطان. إلا أن الأخير صرح قائلاً: «أنا لم أطلب من الشيشكلي حرية ابني. طلبت منه حرية بلدي».ووفقاً للمبيض، ساهمت الأنشطة المناهضة للحكومة التي قادها الأطرش بشكل كبير باستقالة الشيشكلي ورحيله عن سوريا في شهر فبراير عام 1954 في خضم الاضطرابات التي كانت تعم البلاد. وحينما أجريت أول انتخابات ديمقراطية بعد الشيشكلي في وقت لاحق من ذلك العام، تم انتخاب الأطرش عضواً في البرلمان. وقد عرض على الأطرش منصب وزاري في حكومة سعيد الغزي في شهر سبتمبر عام 1955، لكنه رفض العرض بسبب معارضة حزب البعث لتشكيلة الحكومة.فترة الجمهورية العربية المتحدة وسوريا البعثية
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/af/Mansur_Al-Atrash4.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash4.jpg
الآباء المؤسسين لحزب البعث في دمشق، أبريل 1947.
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/fc/Mansur_Al-Atrash5.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash5.jpg
الاجتماع الأول لأول حكومة في عهد حزب البعث بعد إنقلاب 8 آذار 1963.
في عام 1958، دعم الأطرش اتحاد سوريا ومصر لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة. وخلال سنوات الجمهورية العربية المتحدة، كرس الأطرش حياته للتيار الناصري وأصبح مؤيدا لسياسات الرئيس جمال عبد الناصر
وكتب العديد من المقالات في صحيفة الجماهير اليومية الناصرية. ولقد عارض الأطرش تفكك الاتحاد بعد الانقلاب الانفصالي في سبتمبر 1961، ورفض لعب دور سياسي في الحكومات المعادية للوحدة وللجمهورية العربية المتحدة. وقد عرض عليه رئيس الوزراء بشير العظمة (حكم في 1962) منصبا وزارياً، لكنه رفض العرض، وعينه رئيس الوزراء خالد العظم (حكم في 1962-1963) وزيرا للشؤون الاجتماعية دون أن يطلب منه موافقته، لكن الأطرش رفض هذا العمل أيضاً.وانتهت عزلة الأطرش عن السياسة السورية بعد تولي اللجنة العسكرية لحزب البعث السلطة في انقلاب 8 مارس 1963. وكان هدف اللجنة العسكرية المعلن هو إعادة تأسيس دولة عربية. وهو الذي تقاسمه الأطرش معهم. وعُيِّن وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية في أول حكومة برئاسة صلاح البيطار، وأصبح عضواً في مجلس الرئاسة، وهو الجهاز المسؤول عن إدارة شؤون الدولة. في فبراير 1964، انتخب الأطرش مع 12 عضوا آخرين للقيادة القومية لحزب البعث، التي كانت اسمياً أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب.تطورت الاختلافات بين البيطار والقيادة القطرية وتفجرت في عام 1964، حيث رأت القيادة القطرية أن مجلس وزراء البيطار يميل نحو اليمين. وأنه كان متساهلاً مع العناصر الرجعية في سوريا وذلك في أعقاب تمردالإخوان المسلمين في حماة. وكان الرئيس أمين الحافظ يشغل منصب رئيس الوزراء في ذلك الوقت من الاضطراب فتنحى بعد أن عمت أنحاء البلاد إضرابات ومظاهرات احتجاجاً على شدة قمع الانتفاضة في حماة. فعاد البيطار رئيساً للوزراء لولاية ثانية في مايو، ووعد بشكل علني بأنه سيحمي الحريات المدنية. أدت التوترات داخل الحزب مع القيادة القطرية إلى سحب الثقة من الحكومة البيطار في يوم 25 سبتمبر، واضطر البيطار وحليفه الأطرش إلى الاستقالة من مجلس الرئاسة. حيث شغل صلاح جديدويوسف زعين هذين المنصبين. حيث أصبح مجلس الرئاسة والذي ضعف دوره إلى حد كبير واقعاً تحت السلطة الشاملة للجنة العسكرية والقيادة القطرية. في أكتوبر عاد أمين الحافظ رئيساً للوزراء بدلاً من البيطار، وعلى الرغم من ذلك بقي الأطرش في منصبه الوزاري.في 1 سبتمبر1965 تم تعيين الأطرش رئيس مجلس قيادة الثورة، ولكن سلطة المجلس كانت قليلة بحكم الأمر الواقع بسبب السيطرة الشاملة للجنة العسكرية، ووصف الأطرش الحالة في وقت لاحق قائلا: «سمح الضباط لنا أن نتماقش على الرغم، كما اكتشفنا في وقت لاحق، أنهم اتفقوا مسبقاً... على صيغة القرار». وقد لعب مجلس قيادة الثورة دور البرلمان وكان الأطرش رئيسه. في ديسمبر ارتفعت حدة التوتر بين القيادة الوطنية (الموالية لعفلق والبيطار) والقيادة القطرية (الموالية لصلاح جديد والمدعوم من قبل الجيش)، وأصبحت أسوء بعد أن حاولت عناصر من المحاولة السابقة أن تتماشى مع عضو اللجنة العسكرية محمد عمران في محاولة لتحقيق الانقسام في القوات المسلحة (وفقاً للخبير في الشؤون السورية إيتامار رابينوفيتش، والمساند الصلب للضباط العلويين) لصلاح جديد. وقف الأطرش، جنباً إلى جنب مع منيف الرزاز من الأردن وجبران آلمجدلاني وعلي يوسف الخليل من لبنان، حيث كان جزءاً من مجموعة في القيادة الوطنية عارضت المواجهة مع القيادة القطرية، نظراً لافتقار القيادة الوطنية إلى دعم الجيش والسلطة السياسية، وكذلك الضعف العضوي في التحالف بين عمران وأمين الحافظ، اللذان تصارعا بشدة على زعامة اللجنة العسكرية.استمر الأطرش بعقد مكتب مجلس قيادة الثورة، وأعيد انتخابه رئيساً للمجلس يوم 15 فبراير1966، قبل وقت قصير من الانقلاب العسكري في سوريا 1966 (21-23 فبراير)، والتي جلبت الجناح اليساري من البعثيين الجدد إلى السلطة، وتسبب في انقسام الحزب داخلياً. وعقب وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة جعلت أبرز منظري الحزب ميشيل عفلق يغادر سوريا إلى منفى اختياري. أما الأطرش فقد تم اعتقاله من مجموعة من مؤيدي عفلق وسجن في سجن المزة أثناء الانقلاب. وخلال مكوثه في السجن قام بزيارته وزير الدفاع والرئيس المستقبلي للبلاد حافظ الأسد للتباحث معه في الشأن السياسي السوري وللاطمئنان على صحته.في 9 يونيو1967، عندما احتل جيش الدفاع الإسرائيليهضبة الجولان خلال حرب الأيام الستة، تم الإفراج عن الأطرش وغيره من الموالين لعفلق. لاحظ الأطرش في وقت لاحق أنه: «لم يكن مقبولاً أن نعرف أننا استحققنا حريتنا بسبب الهزيمة». قام الأطرش بالتعاون مع الضابط البعثي سليم حاطوم، للإطاحة بحكومة صلاح جديد في عام 1967، لكنه فشل. وبعد هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، انتقل إلى منفى اختياري في لبنان وعاش هناك حتى وفاة عبد الكريم الجندي، رئيس جهاز المخابرات السرية السورية. وقد عاد إلى سوريا في عام 1969 وعاش معظم ما تبقى من حياته في عزلة، حيث تفرغ للزراعة.بقية حياته ووفاته
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5c/Mansur_Al-Atrash.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash.jpg
البعثيون القدامى في حفل كوكتيل بدمشق عام 2002 (من اليمين: منصور الأطرش، حسان مريود، ووزير المالية في حكومة محمد مصطفى ميرو، الدكتور محمد الأطرش).
في أغسطس 1956 تزوج الأطرش من المعلمة هند الشويري وهي مسيحية وابنة يوسف الشويري، شريك والده سلطان في تجارة الحبوب، الذي استقر في حي الميدان ويمتلك منزلاً في القريا.
أنجب منصور الأطرش ولدا اسمه ثائر وابنة اسمها ريم. ولأن زوجة الأطرش ليست من الطائفة الدرزية، تسبب ذلك الزواج في انقسام مؤقت بين الأطرش ووالده. لكن في نهاية المطاف تصالح الابن والأب وأنهوا خلافاتهما.في عام 1978 استضاف منصور الأطرش عشاء بهدف رأب الصدع بين حكومات حزب البعث الحاكم في سورياوالعراق. وحضر حفل العشاء هذا وزير الخارجية العراقيطارق عزيزووزير الدفاع السوريمصطفى طلاس. وبعد وفاة سلطان الأطرش في عام 1982، أصبح ابنه منصور المتحدث الرئيسي لعشيرة الأطرش. بين عامي 2000 و2006 كان الأطرش عضواً في منظمة لدعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل. بين عامي 2001 و2006 ترأس اللجنة العربية السورية، والتي تهدف إلى إنهاء العقوبات المفروضة على العراق وفي وقت لاحق تقديم الدعم للعراق بعد الغزو الأمريكي في عام 2003.
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f5/Mansur_Al-Atrash3.jpg/220px-Mansur_Al-Atrash3.jpg
رجالات حزب البعث (منصور الأطرش في الوسط) في زيارة لفك الحصار عن بغداد عام 2002.
بعدما اشتد عليه المرض، أشرفت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد على علاجه حيث نقل إلى مستشفيات وجامعات خاصة لتلقي العلاج المناسب، وقد توفي منصور الأطرش في الساعة 6:30 من صباح يوم 14 نوفمبر 2006، عن عمر ناهز 80 عاماً،
وأقيمت جنازته في مدينة السويداء، في موكب شعبي ورسمي ووطني مهيب، ووفقاً لأحد أقاربه، طلال الأطرش، فقد حضر الجنازة "مئات الآلاف" من الدروز من سورياولبنانوالأردن وكذلك بعض "الشخصيات العربية البارزة". دفن الأطرش في منطقة الغابات في منطقة كان يملكها، بالقرب من مسقط رأسه القريا، وكتب عنه الشاعر سليمان العيسى في صحيفة تشرين أبياتاً شعرية يرثي فيها الراحل:
يا بن العرين ويا رفيق جراحنا
والريح تمضغ حلمنا الموءودا سيظل بيتك عبر حالكة الدجى
ناراً تضيء دربنا ووقودا امدد يديك إلى الرفاق من الردى
الفجر فجرك ما يزال بعيدا
مؤلفاته
لمنصور الأطرش عديد من المؤلفات تم تجميعها ونشرها بعد وفاته من قبل ابنته ريم ومنها:
الإصلاح في سوريا ومقالات أخرى، صدر في 12 نوفمبر 2014 عن دار الفرات للنشر والتوزيع، (ردمك 9789953417325).
إلى آخر الزمان؛ منصور وهند حب في مشوار الحياة، صدر في 12 يناير 2014 عن دار تساؤلات للنشر والطباعة والتوزيع، (ردمك 9789933906917).
في سبيل العراق، صدر في 28 أكتوبر 2010 (خاص).
الجيل المدان: سيرة ذاتية، صدر في 6 مارس 2008 عن رياض الريس للكتب والنشر، (ردمك