reda laby
04-04-2020, 09:12 PM
مما يُسأل المرء عنه يوم القيامة: الشباب وفيما أبلاه.
هل أمضى فورة شبابه وعطائه ومواهبه فيما ينفع المجتمع،
ويُسهم في البناء الحضاري لأمته،
أم أنها كانت أيام لهو وقتل للساعات فيما لا يفيد،
وبذل القدرات والإمكانات التي منحها الله تعالى إياه في هوامش إلهاء
تَصدُّ عن العمل الصالح، وتحقيق العبادة في أوسع معانيها.
إن مبنى الشريعة الإسلامية وغايتها هو تكريم الإنسان،
وتثمين وجوده وحركته في الكون. لذا كانت أسمى وظيفة دُعي إليها هي العبادة،
مصداقا لقوله تعالى ﴿ {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ﴾ [ الذاريات-56].
عبادة تتسع لتشمل حركته وسكونه في شتى مظاهرها.
فلا حركة إلا لمقصد، ولا سكون إلا استجابة لغاية، وبذلك ينفصل عن سائر المخلوقات،
ويُمعن في تسديد خطاه لتُطابقَ السبيل الإلهي.
لبلوغ تلك الغاية شدّدت الآيات والأحاديث النبوية على أهمية الوقت والجهد،
وحثت المسلم على أن يبذل عمره وطاقته في العمل الصالح
، ويلتمس معاشه في مجالات تحقق العائد الحضاري والعمراني الذي تنتفع به الأمة بأسرها.
من هذا المنطلق تصدى أهل العلم لأوجه الكسب المنحرفة، وألوان البطالة المقنعة،
حيث يُبدد بعض الناس مواهبهم في حِرف خسيسة،
ويصبح الإبداع و الاحتيال وجهان لعملة واحدة. بعد أن بسط الحديث عن أنواع الصناعات والأشغال الدنيوية،
توقف الإمام الغزالي في (الإحياء) عند الممارسات التي تندرج تحت بند الكسب المنحرف.
ووصف الأساليب التي يلجأ إليها الباحثون عن الغنيمة الباردة،
كادعاء العجز والمرض والعمى، أو التماس الأقوال التي تعجب الناس وتنبسط لها قلوبهم،
كالتّمسخُر والأفعال المضحكة، وأصحاب القرعة والفأل من المنجمين،
وجنس من الوعاظ غرضهم استمالة قلوب العوام لأخذ أموالهم
. ولو سعينا لترجمة كلام الغزالي رحمه إلى لغة العصر الحديث
لقلنا أنه يستهدف تسعة أعشار القنوات الفضائية وشركات الإنتاج السمعي و البصري !
، وصور الإنجاز والتألق التي لا طائل تحتها.
وأن تصير النجومية والشهرة مطلبا في حد ذاته، بغض النظر عن أهمية العمل
أو قيمة الجهد المؤدي إليه. وإذا كان الغزالي وابن خلدون يُبرران هذا المسلك
بالعجز عن كسب المعاش من عمل شريف،
فلا شك أن خلف هذا العجز مفاتيح لفهم المشكلة على نحو أفضل.
إن التربية بانفصالها عن القيم، وخضوعها للتصور المادي للحياة،
تغذي في الناشئة أسباب الأنانية والفردية، وتجعل من الحياة الدنيا غاية لا وسيلة.
كما أن البيئة الاجتماعية بعاداتها ومعاييرها الضاغطة ،
تسهم في إشاعة أمراض داخلية تبعثر طاقات وقدرات الشباب،
وتُلزمه بإطار معين يتحرك داخله، حتى وإن كان خاليا من المعنى والقيمة.
لهذه الأسباب يحدد الدكتور محمد أمين المصري أهم سمات الجيل الحالي من الشباب
هل أمضى فورة شبابه وعطائه ومواهبه فيما ينفع المجتمع،
ويُسهم في البناء الحضاري لأمته،
أم أنها كانت أيام لهو وقتل للساعات فيما لا يفيد،
وبذل القدرات والإمكانات التي منحها الله تعالى إياه في هوامش إلهاء
تَصدُّ عن العمل الصالح، وتحقيق العبادة في أوسع معانيها.
إن مبنى الشريعة الإسلامية وغايتها هو تكريم الإنسان،
وتثمين وجوده وحركته في الكون. لذا كانت أسمى وظيفة دُعي إليها هي العبادة،
مصداقا لقوله تعالى ﴿ {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ﴾ [ الذاريات-56].
عبادة تتسع لتشمل حركته وسكونه في شتى مظاهرها.
فلا حركة إلا لمقصد، ولا سكون إلا استجابة لغاية، وبذلك ينفصل عن سائر المخلوقات،
ويُمعن في تسديد خطاه لتُطابقَ السبيل الإلهي.
لبلوغ تلك الغاية شدّدت الآيات والأحاديث النبوية على أهمية الوقت والجهد،
وحثت المسلم على أن يبذل عمره وطاقته في العمل الصالح
، ويلتمس معاشه في مجالات تحقق العائد الحضاري والعمراني الذي تنتفع به الأمة بأسرها.
من هذا المنطلق تصدى أهل العلم لأوجه الكسب المنحرفة، وألوان البطالة المقنعة،
حيث يُبدد بعض الناس مواهبهم في حِرف خسيسة،
ويصبح الإبداع و الاحتيال وجهان لعملة واحدة. بعد أن بسط الحديث عن أنواع الصناعات والأشغال الدنيوية،
توقف الإمام الغزالي في (الإحياء) عند الممارسات التي تندرج تحت بند الكسب المنحرف.
ووصف الأساليب التي يلجأ إليها الباحثون عن الغنيمة الباردة،
كادعاء العجز والمرض والعمى، أو التماس الأقوال التي تعجب الناس وتنبسط لها قلوبهم،
كالتّمسخُر والأفعال المضحكة، وأصحاب القرعة والفأل من المنجمين،
وجنس من الوعاظ غرضهم استمالة قلوب العوام لأخذ أموالهم
. ولو سعينا لترجمة كلام الغزالي رحمه إلى لغة العصر الحديث
لقلنا أنه يستهدف تسعة أعشار القنوات الفضائية وشركات الإنتاج السمعي و البصري !
، وصور الإنجاز والتألق التي لا طائل تحتها.
وأن تصير النجومية والشهرة مطلبا في حد ذاته، بغض النظر عن أهمية العمل
أو قيمة الجهد المؤدي إليه. وإذا كان الغزالي وابن خلدون يُبرران هذا المسلك
بالعجز عن كسب المعاش من عمل شريف،
فلا شك أن خلف هذا العجز مفاتيح لفهم المشكلة على نحو أفضل.
إن التربية بانفصالها عن القيم، وخضوعها للتصور المادي للحياة،
تغذي في الناشئة أسباب الأنانية والفردية، وتجعل من الحياة الدنيا غاية لا وسيلة.
كما أن البيئة الاجتماعية بعاداتها ومعاييرها الضاغطة ،
تسهم في إشاعة أمراض داخلية تبعثر طاقات وقدرات الشباب،
وتُلزمه بإطار معين يتحرك داخله، حتى وإن كان خاليا من المعنى والقيمة.
لهذه الأسباب يحدد الدكتور محمد أمين المصري أهم سمات الجيل الحالي من الشباب