عبير الليل
06-04-2020, 11:22 PM
في قوله تعالى . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
https://pbs.twimg.com/media/BqHjzEbCYAAofEC.jpg
النقطة الدقيقة أنك حينما تأكل لماذا أمرت أن تسمي الله عز وجل تقول بسم الله الرحمن الرحيم ؟ هناك حقيقتان في هذه التسمية.
1ـ أن تعزى النعمة إلى الله تعالى:
الحقيقة الأولى أن هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك هي فضل من الله بسم الله، الذي يتوهم أنه سعى وكدّ وتعب وكسب المال وأنفق هذا المال في شراء هذه الحاجات متوهماً أنه دفع ثمنها نقول له بملء فمنا: أنت خاطئ، إنك لن تدفع ثمن هذا الذي أكلت لكنك دفعت ثمن خدمته، لذلك بسم الله هذه نعمة من نعم الله هذا المعنى الأول.
أنت حينما تسمي يجب أن تذكر أن هذه نعمة الله أكرمك الله بها، وأن الذي دفعته ثمناً ليس في الحقيقة ثمناً لها بل هو ثمن خدمتها.
2 ـ أن نتعامل مع النعمة وفق منهج الله:
المعنى الثاني الله عز وجل له منهج كيف ينبغي أن تأكل ؟ أن تأكل دون أن تسرف، أن تأكل باعتدال، أن تأكل طعاماً طيباً يعني حلالاً، البسملة تعني شيئين، تعني أن تعزى النعمة إلى الله أولاً وأن تتعامل معها وفق منهج الله ثانياً.
هذا معنى التسمية أن تعزى النعمة إلى الله أولاً كي تحبه، ذكرهم بآلائي، ونعمائي، وبلائي، وأن تتعامل مع هذه النعمة وفق منهج الله:
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) ﴾
(سورة الأعراف)
الطعام الطيب هو الطعام الذي اشتري بمال حلال وسمح الله بتناوله:
لذلك الآية الأولى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
( سورة البقرة )
قف عند بائع العصير كم نوع يوجد ؟ أنا لا أبالغ الأنواع تزيد عن المئة، حرم الله عليك واحد إلى مئة، كم نوع من الطعام حلال أن نأكله ؟ حرم عليك الخنزير، فنسبة المحرمات إلى المحللات لا تساوي واحد بالمئة، لذلك يا أيها الذين آمنوا، يا من آمنتم بي، يا من آمنتم بعظمتي، يا من آمنتم برحمتي، يا من آمنتم بحكمتي، يا من آمنتم بقدرتي، يا من آمنتم بعدلي:
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172)﴾
( سورة البقرة )
كُلْ طعاماً طيباً، الشيء الذي يلفت النظر:
(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
[ الترغيب والترهيب عن ابن عباس ]
أنا أتصور أن كلمة من طيبات ما رزقناكم الطعام الطيب هو الطعام الذي اشتري بمال حلال، وسمح الله بتناوله، شرطان، هو مباح أولاً واشتريته بمال حلال ثانياً.
الأشياء المحرمة لذاتها و الأشياء المحرمة لغيرها:
لكن العلماء قالوا: هناك شيء محرم لذاته وشيء محرم لغيره، أن يأكل الإنسان لحم خنزير نقول: هذا حرام لذاته، وأن يدخل الإنسان إلى مطعم ويأكل طعاماً حلالاً دون أن يدفع الثمن هذا حرام، لا لذات الطعام بل لغير الطعام، فإذا قال الله عز وجل:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
( سورة البقرة )
يعني كلوا طعاماً حلالاً، وكلوا طعاماً وفق منهج الله، ادفعوا ثمنه، وسموا بسم الله الرحمن الرحيم، كي تتذكروا أن هذا الطعام الذي أمامك هو من فضل الله عليك، وشيء آخر أن تتذكر منهج الله في الأكل والشرب، يا أيها الذين آمنوا يا من آمنتم بوجودي، و وحدانيتي، وكمالي، وبأسمائي الحسنى، آمنتم بعدلي وقدرتي وحكمتي، آمنتم بفضلي وكيف أنعمت عليكم:
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172)﴾
( سورة البقرة )
ليكن الطعام مباحاً وليكن ثمنه من مال حلال:
(( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
[ الترغيب والترهيب عن ابن عباس ]
زرت صديقاً لي في أحد الأعياد فاستقبلني والده، أراد أن يعرفني بعمره قال لي: أنا عمري ست و تسعون سنة ، وقد أجريت البارحة فحوصا كاملة، والنتائج كلها طبيعية ثم عرج على هذا فقال: والله ما أكلت حراماً في حياتي و لا أعرف الحرام، لا حرام النساء ولا حرام المال.
من حفظ النعمة في الصغر حفظه الله في الكبر:
لذلك هذا الذي سئل يا سيدي، ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ قال: " يا بني حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً ".
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
( سورة البقرة
يجب أن تعزو هذه النعمة إلى الله،
فكأس الماء نعمة، رغيف الخبز نعمة، قطعة الجبن نعمة،
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172)﴾
( سورة البقرة
المؤمن مع المنعم و غير المؤمن مع النعمة:
أما الذي كفروا:
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) ﴾
( سورة محمد)
المؤمن مع المنعم أما غير المؤمن مع النعمة، وفرق كبير بين أن تخترق النعمة إلى المنعم، تصور إنسان دخل لبيت ليأكل في طعام ما لذّ وطاب، عينه على الطعام أكل حتى شبع، ثم مشى وخرج من البيت، ثم لم ينتبه لصاحب هذا البيت، لصاحب هذه الدعوى، لمن قدم له هذا الطعام، إنسان لئيم فلذلك:
https://pbs.twimg.com/media/BqHjzEbCYAAofEC.jpg
النقطة الدقيقة أنك حينما تأكل لماذا أمرت أن تسمي الله عز وجل تقول بسم الله الرحمن الرحيم ؟ هناك حقيقتان في هذه التسمية.
1ـ أن تعزى النعمة إلى الله تعالى:
الحقيقة الأولى أن هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك هي فضل من الله بسم الله، الذي يتوهم أنه سعى وكدّ وتعب وكسب المال وأنفق هذا المال في شراء هذه الحاجات متوهماً أنه دفع ثمنها نقول له بملء فمنا: أنت خاطئ، إنك لن تدفع ثمن هذا الذي أكلت لكنك دفعت ثمن خدمته، لذلك بسم الله هذه نعمة من نعم الله هذا المعنى الأول.
أنت حينما تسمي يجب أن تذكر أن هذه نعمة الله أكرمك الله بها، وأن الذي دفعته ثمناً ليس في الحقيقة ثمناً لها بل هو ثمن خدمتها.
2 ـ أن نتعامل مع النعمة وفق منهج الله:
المعنى الثاني الله عز وجل له منهج كيف ينبغي أن تأكل ؟ أن تأكل دون أن تسرف، أن تأكل باعتدال، أن تأكل طعاماً طيباً يعني حلالاً، البسملة تعني شيئين، تعني أن تعزى النعمة إلى الله أولاً وأن تتعامل معها وفق منهج الله ثانياً.
هذا معنى التسمية أن تعزى النعمة إلى الله أولاً كي تحبه، ذكرهم بآلائي، ونعمائي، وبلائي، وأن تتعامل مع هذه النعمة وفق منهج الله:
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) ﴾
(سورة الأعراف)
الطعام الطيب هو الطعام الذي اشتري بمال حلال وسمح الله بتناوله:
لذلك الآية الأولى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
( سورة البقرة )
قف عند بائع العصير كم نوع يوجد ؟ أنا لا أبالغ الأنواع تزيد عن المئة، حرم الله عليك واحد إلى مئة، كم نوع من الطعام حلال أن نأكله ؟ حرم عليك الخنزير، فنسبة المحرمات إلى المحللات لا تساوي واحد بالمئة، لذلك يا أيها الذين آمنوا، يا من آمنتم بي، يا من آمنتم بعظمتي، يا من آمنتم برحمتي، يا من آمنتم بحكمتي، يا من آمنتم بقدرتي، يا من آمنتم بعدلي:
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172)﴾
( سورة البقرة )
كُلْ طعاماً طيباً، الشيء الذي يلفت النظر:
(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
[ الترغيب والترهيب عن ابن عباس ]
أنا أتصور أن كلمة من طيبات ما رزقناكم الطعام الطيب هو الطعام الذي اشتري بمال حلال، وسمح الله بتناوله، شرطان، هو مباح أولاً واشتريته بمال حلال ثانياً.
الأشياء المحرمة لذاتها و الأشياء المحرمة لغيرها:
لكن العلماء قالوا: هناك شيء محرم لذاته وشيء محرم لغيره، أن يأكل الإنسان لحم خنزير نقول: هذا حرام لذاته، وأن يدخل الإنسان إلى مطعم ويأكل طعاماً حلالاً دون أن يدفع الثمن هذا حرام، لا لذات الطعام بل لغير الطعام، فإذا قال الله عز وجل:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
( سورة البقرة )
يعني كلوا طعاماً حلالاً، وكلوا طعاماً وفق منهج الله، ادفعوا ثمنه، وسموا بسم الله الرحمن الرحيم، كي تتذكروا أن هذا الطعام الذي أمامك هو من فضل الله عليك، وشيء آخر أن تتذكر منهج الله في الأكل والشرب، يا أيها الذين آمنوا يا من آمنتم بوجودي، و وحدانيتي، وكمالي، وبأسمائي الحسنى، آمنتم بعدلي وقدرتي وحكمتي، آمنتم بفضلي وكيف أنعمت عليكم:
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172)﴾
( سورة البقرة )
ليكن الطعام مباحاً وليكن ثمنه من مال حلال:
(( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
[ الترغيب والترهيب عن ابن عباس ]
زرت صديقاً لي في أحد الأعياد فاستقبلني والده، أراد أن يعرفني بعمره قال لي: أنا عمري ست و تسعون سنة ، وقد أجريت البارحة فحوصا كاملة، والنتائج كلها طبيعية ثم عرج على هذا فقال: والله ما أكلت حراماً في حياتي و لا أعرف الحرام، لا حرام النساء ولا حرام المال.
من حفظ النعمة في الصغر حفظه الله في الكبر:
لذلك هذا الذي سئل يا سيدي، ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ قال: " يا بني حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً ".
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172)﴾
( سورة البقرة
يجب أن تعزو هذه النعمة إلى الله،
فكأس الماء نعمة، رغيف الخبز نعمة، قطعة الجبن نعمة،
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172)﴾
( سورة البقرة
المؤمن مع المنعم و غير المؤمن مع النعمة:
أما الذي كفروا:
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) ﴾
( سورة محمد)
المؤمن مع المنعم أما غير المؤمن مع النعمة، وفرق كبير بين أن تخترق النعمة إلى المنعم، تصور إنسان دخل لبيت ليأكل في طعام ما لذّ وطاب، عينه على الطعام أكل حتى شبع، ثم مشى وخرج من البيت، ثم لم ينتبه لصاحب هذا البيت، لصاحب هذه الدعوى، لمن قدم له هذا الطعام، إنسان لئيم فلذلك: