reda laby
29-05-2020, 04:44 PM
من المقاصد العظيمة التي شرعت لأجلها الأعياد في الإسلام،
تعميق التلاحم بين أفراد الأمة الواحدة، وتوثيق الرابطة الإيمانية،
وترسيخ الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها،
مصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
[المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً](البخاري).
فالعيد في الإسلام لا يختص به بلد دون آخر، ولا أناس في مكان ما دون غيرهم،
بل يشترك فيه المسلمون جميعهم في شتى البقاع والأماكن حيثما كانوا وحيثما وجدوا،
طالما انتسبوا لهذا الدين، وكانوا في عداد المؤمنين.
و لهذا شرع في يوم العيد الخروج إلى المصلى، وألا يترك أحد من أهل البيت صغيراً أو كبيراً،
ذكراً أو أنثى، حتى المرأة الحائض، ليلتقي الجميع، مهللين مكبرين ذاكرين لله،
تحقيقاً لهذه الغاية
.(لكننا في عامنا هذا 1441 هـ بسبب جائحة الكورونا سنصلي في بيوتنا حماية لأنفسنا ولغيرنا)
من مقاصد العيد
ومن مقاصد العيد في الإسلام، تغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة،
ذلك أن من طبيعة النفس البشرية حبها وتطلعها إلى تغيير ما اعتادته من أعمال،
فكان العيد مناسبة للتغيير، وفرصة للترويح، لتستريح بعد التعب، وتفرح بعد الجد والنصب،
وتأخذ حظها من الاستجمام وما أباح الله، فتعود أكثر عملاً ونشاطاً،
ولهذا - والله أعلم - جاء النهي عن صيام يوم العيد الفطر والأضحى.
ومن مقاصد العيد مباسطة الأهل ومداعبتهم،
خصوصاً بعد أن باعدت تكاليف الحياة ومشاغلها بين الأب وأبنائه، وبين الزوج وزوجته،
وبين الإنسان وأرحامه، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث،
فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال:
مزمار الشيطان عند رسول الله؟ فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
(دعهما فإنه يوم عيد)، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب الأحباش بالحراب،
فإما سألتُ رسول الله ، وإما قال: (تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه،
ورأسي على منكبه وخدي على خده، حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت:نعم].
قال الحافظ ابن حجر: "وفي هذا الحديث من الفوائد:
مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس
، وترويح البدن من كُلَفِ العبادة، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين".
ويجب التأكيد على أن هذا الانبساط واللهو المباح، لا يعني أبداً الانفلات من القيود،
والتحلل من الآداب، وإطلاق العنان للشهوات، لتسرسل النفوس في الآثام واللذات
، وتنساق مع دواعي الهوى والشيطان، دون رادع من دين أو حياء بدعوى التبسط والترويح.
ومن مقاصد العيد الأساسية التذكير بحق الضعفاء والعاجزين،
ومواساة أهل الفاقة والمحتاجين، وإغناؤهم عن ذل السؤال في هذا اليوم،
حتى تشمل الفرحةُ كلَّ بيتٍ، وتعمَّ كل أسرة، ولذلك شُرِعت الأضحية وصدقة الفطر.
والعيد فرصة لتتصافى النفوس، وتتآلف القلوب، وتتوطد الصلات والعلاقات،
وتدفن الضغائن والأحقاد، فتوصل الأرحام بعد القطيعة، ويجتمع الأحباب بعد طول غياب،
وتتصافح الأفئدة والقلوب قبل الأيدي.
تعميق التلاحم بين أفراد الأمة الواحدة، وتوثيق الرابطة الإيمانية،
وترسيخ الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها،
مصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
[المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً](البخاري).
فالعيد في الإسلام لا يختص به بلد دون آخر، ولا أناس في مكان ما دون غيرهم،
بل يشترك فيه المسلمون جميعهم في شتى البقاع والأماكن حيثما كانوا وحيثما وجدوا،
طالما انتسبوا لهذا الدين، وكانوا في عداد المؤمنين.
و لهذا شرع في يوم العيد الخروج إلى المصلى، وألا يترك أحد من أهل البيت صغيراً أو كبيراً،
ذكراً أو أنثى، حتى المرأة الحائض، ليلتقي الجميع، مهللين مكبرين ذاكرين لله،
تحقيقاً لهذه الغاية
.(لكننا في عامنا هذا 1441 هـ بسبب جائحة الكورونا سنصلي في بيوتنا حماية لأنفسنا ولغيرنا)
من مقاصد العيد
ومن مقاصد العيد في الإسلام، تغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة،
ذلك أن من طبيعة النفس البشرية حبها وتطلعها إلى تغيير ما اعتادته من أعمال،
فكان العيد مناسبة للتغيير، وفرصة للترويح، لتستريح بعد التعب، وتفرح بعد الجد والنصب،
وتأخذ حظها من الاستجمام وما أباح الله، فتعود أكثر عملاً ونشاطاً،
ولهذا - والله أعلم - جاء النهي عن صيام يوم العيد الفطر والأضحى.
ومن مقاصد العيد مباسطة الأهل ومداعبتهم،
خصوصاً بعد أن باعدت تكاليف الحياة ومشاغلها بين الأب وأبنائه، وبين الزوج وزوجته،
وبين الإنسان وأرحامه، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث،
فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال:
مزمار الشيطان عند رسول الله؟ فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
(دعهما فإنه يوم عيد)، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب الأحباش بالحراب،
فإما سألتُ رسول الله ، وإما قال: (تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه،
ورأسي على منكبه وخدي على خده، حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت:نعم].
قال الحافظ ابن حجر: "وفي هذا الحديث من الفوائد:
مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس
، وترويح البدن من كُلَفِ العبادة، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين".
ويجب التأكيد على أن هذا الانبساط واللهو المباح، لا يعني أبداً الانفلات من القيود،
والتحلل من الآداب، وإطلاق العنان للشهوات، لتسرسل النفوس في الآثام واللذات
، وتنساق مع دواعي الهوى والشيطان، دون رادع من دين أو حياء بدعوى التبسط والترويح.
ومن مقاصد العيد الأساسية التذكير بحق الضعفاء والعاجزين،
ومواساة أهل الفاقة والمحتاجين، وإغناؤهم عن ذل السؤال في هذا اليوم،
حتى تشمل الفرحةُ كلَّ بيتٍ، وتعمَّ كل أسرة، ولذلك شُرِعت الأضحية وصدقة الفطر.
والعيد فرصة لتتصافى النفوس، وتتآلف القلوب، وتتوطد الصلات والعلاقات،
وتدفن الضغائن والأحقاد، فتوصل الأرحام بعد القطيعة، ويجتمع الأحباب بعد طول غياب،
وتتصافح الأفئدة والقلوب قبل الأيدي.