reda laby
30-05-2020, 03:55 PM
:
لقد مر من رمضان أكثره، ولم يبق أقل من القليل،
فينبغي للمسلم أن يقف وقفة يحاسب فيها نفسه: ماذا قدم فيما مضى؟
وماذا يرجو مما بقي؟ حتى لا يخرج رمضان كما دخل،
وحتى لا نخرج نحن منه كما دخلنا فيه.
وهذه المحاسبة أثناء العمل أصل من أصول النجاة في الآخرة،
وسبيل إلى تحقيق الآمال بتحسين الأعمال،
ورد النفس عن الميل أو النقص أو عن سوء القصد
، ولتجديد العزم، ورفع الهمة، وتصحيح النية.
والمحاسبة من أصول السير والوصول إلى الله سبحانه، قال تعالى:
( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18)
وقال صلى الله عليه وسلم: [الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.....]
(رواه الترمذي وحسنه)... ومعنى دان نفسه أي حاسبها..
قال عمر رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا،
فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم،
وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
قال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه،
وكانت المحاسبة همته.
وقال ميمون بن مهران:
"لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه.
(فالنفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك).
وذكر الإمام أحمد أنه:
"مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أبع ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها
مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه من نفسه،
وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛
فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات وإجماما للقلوب.
وقال الحسن البصري أيضا: "المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله،
وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا،
وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".
فلابد من هذه المحاسبة لتعرف أين أنت، وماذا استفدت من صيامك وقيامك؟
وهل تحقق فيك مقصود الله تعالى من فرض الصيام،
وهل تحقق لك مقصودك من شهر رمضان؟
هل رق قلبك بعد قسوته..؟
هل نديت عينك بعد جمودها..؟
هل قويت إرادتك بالصوم فتركت معاص كنت تقترفها مما حرم الله،
أو حديث فيما يغضب الرب أو لا يرضيه أو غير ذلك مما يعد خللا في الخلق والدين..؟
هل تحسنت بالصوم أخلاقك، وتهذبت به ألفاظك..؟
هل أحسست بنسائم المغفرة وقد هبت على ذنوبك لتمحوها..؟
هل أحسست بسحائب الرضوان وقد تنزلت على نفسك لتزكيها..؟
هل أحسست ببشائر العتق من النار، قد دلت عليها خفة النفس وانشراح القلب،
وانطلاق العين، والإقبال على العبادة..؟
هل اشتم قلبك ريح الجنة ونسيمها،
أم أن قلوبنا ما زالت مزكومة ببرد المعاصي وطبقات الران عليها..؟
لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا صائمين
لكن ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش،
وذكر أناسا قائمين لكن ليس لهم من قيامهم إلا طول السهر.
ذلك أنهم لم يعرفوا من رمضان إلا ترك الطعام والشراب.
رمضــان رب فــم تمنع عن طعــام أو شراب
ظن الصيام عن الطعام هو الحقيقة في الصيام
وانهال في الأعراض ينهشها ويقطع كالحسـام
ياليته إذ صـــام صـــام عن النمــائم والحــرام
مازلنا نراهم.. أغفل الناس في زمان الجد والاجتهاد،
وأولع الناس بمشاهدة الأفلام والمسلسلات والجلوس إلى القنوات،
أكثر الناس تسكعا في الأسواق في مواسم الخيرات.
لقد مر من رمضان أكثره، ولم يبق أقل من القليل،
فينبغي للمسلم أن يقف وقفة يحاسب فيها نفسه: ماذا قدم فيما مضى؟
وماذا يرجو مما بقي؟ حتى لا يخرج رمضان كما دخل،
وحتى لا نخرج نحن منه كما دخلنا فيه.
وهذه المحاسبة أثناء العمل أصل من أصول النجاة في الآخرة،
وسبيل إلى تحقيق الآمال بتحسين الأعمال،
ورد النفس عن الميل أو النقص أو عن سوء القصد
، ولتجديد العزم، ورفع الهمة، وتصحيح النية.
والمحاسبة من أصول السير والوصول إلى الله سبحانه، قال تعالى:
( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18)
وقال صلى الله عليه وسلم: [الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.....]
(رواه الترمذي وحسنه)... ومعنى دان نفسه أي حاسبها..
قال عمر رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا،
فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم،
وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
قال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه،
وكانت المحاسبة همته.
وقال ميمون بن مهران:
"لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه.
(فالنفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك).
وذكر الإمام أحمد أنه:
"مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أبع ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها
مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه من نفسه،
وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛
فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات وإجماما للقلوب.
وقال الحسن البصري أيضا: "المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله،
وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا،
وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".
فلابد من هذه المحاسبة لتعرف أين أنت، وماذا استفدت من صيامك وقيامك؟
وهل تحقق فيك مقصود الله تعالى من فرض الصيام،
وهل تحقق لك مقصودك من شهر رمضان؟
هل رق قلبك بعد قسوته..؟
هل نديت عينك بعد جمودها..؟
هل قويت إرادتك بالصوم فتركت معاص كنت تقترفها مما حرم الله،
أو حديث فيما يغضب الرب أو لا يرضيه أو غير ذلك مما يعد خللا في الخلق والدين..؟
هل تحسنت بالصوم أخلاقك، وتهذبت به ألفاظك..؟
هل أحسست بنسائم المغفرة وقد هبت على ذنوبك لتمحوها..؟
هل أحسست بسحائب الرضوان وقد تنزلت على نفسك لتزكيها..؟
هل أحسست ببشائر العتق من النار، قد دلت عليها خفة النفس وانشراح القلب،
وانطلاق العين، والإقبال على العبادة..؟
هل اشتم قلبك ريح الجنة ونسيمها،
أم أن قلوبنا ما زالت مزكومة ببرد المعاصي وطبقات الران عليها..؟
لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا صائمين
لكن ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش،
وذكر أناسا قائمين لكن ليس لهم من قيامهم إلا طول السهر.
ذلك أنهم لم يعرفوا من رمضان إلا ترك الطعام والشراب.
رمضــان رب فــم تمنع عن طعــام أو شراب
ظن الصيام عن الطعام هو الحقيقة في الصيام
وانهال في الأعراض ينهشها ويقطع كالحسـام
ياليته إذ صـــام صـــام عن النمــائم والحــرام
مازلنا نراهم.. أغفل الناس في زمان الجد والاجتهاد،
وأولع الناس بمشاهدة الأفلام والمسلسلات والجلوس إلى القنوات،
أكثر الناس تسكعا في الأسواق في مواسم الخيرات.