عزمى
06-02-2017, 01:44 AM
الساعة البيولوجية عقارب تحرس الحياة
http://ser1.almlf.com/i/00006/zmkvnyz18ufi.jpg (http://www.almlf.com/zmkvnyz18ufi.html)
فى جسم كل إنسان ساعة بيولوجية تسمح له بأن يعيش بصحة جيدة ،
وانسجام تام مع بيئته ، فيما إذا ضبط حياته مع عقارب الساعة فى النهار
والليل ، الشتاء والصيف ، سائر فصول السنة ، هذه الساعة تنظم أجسامنا
الحيوية والبيولوجية بشكل دقيق ومتوازن .
بعض الحيوانات تواصل حياتها نهاراً وأخرى تفضل الليل أزهار أوراقها
تتفتح فى النهار وتنطوى فى المساء ، أشجار تفقد أوراقها فى الخريف ،
وتكتسى حلة جديدة فى الربيع ، فالطبيعة تعبر عن الإيقاع ، إن كان فى
النهار أو فى الليل أو فى أى فصل من فصول السنة .
http://ser1.almlf.com/i/00006/xgy1hne1ev41.jpg (http://www.almlf.com/xgy1hne1ev41.html)
والإنسان يعيش بفعل تناوب النهار والليل ، ويكون أكثر فعالية ونشاطاً
فى النهار منه فى الليل ، وهناك زمن للإنسان يحلم ويفكر، وزمن للعمل ،
وزمن للنوم ، و زمن أيضاً للحب ، فالإيقاع هو صفة أساسية للمادة الحية ،
والعلماء الآن أصبحوا يعرفون جيداً إيقاعات جسم الإنسان وتغير وظائفه
الفيزيولوجية عبر الزمن ، فكل يوم وكل شهر وكل سنة :
شهيتنا للطعام ، نومنا ، إفرازات هرموناتنا تزيد أو تنقص حسب إيقاعات
بيولوجية داخل أجسامنا وتؤثر فى سائر أمور حياتنا
-فمثلاً أغلبية الوفيات تحصل نحو الساعة السادسة صباحاً لأن المقاومة
المناعية والكريات البيضاء المختصة بمناعة جسم الإنسان تكون فى هذه
الساعة مشتتة وضعيفة التأثير ، وفى هذا الوقت بالذات يكون الإنسان
عرضة للهجمات القلبية و الدماغية بسبب ارتفاع ضغط الدم وارتفاع
مستويات عناصر التخثر فى الدم مما يمكن أن يؤدى إلى حدوث الجلطات
القلبية أو السكتات الدماغية .
http://ser1.almlf.com/i/00006/l2qj5ivvad62.jpg (http://www.almlf.com/l2qj5ivvad62.html)
غالبية الولادات تحصل نحو الساعة الرابعة صباحاً ، ليس لها علاقة
بالقمر ، بل بإفراز هرمون الأوكسيتوسين الذى يحرض تقلصات الرحم
وإفراز هذا الهرمون يكون فى أعلى مستوى له فى آخر الليل ، فالجسم
يتعرف على الوقت بفضل ساعات متعددة ذات تركيز مشترك ومخبأة
فى أعضاء الجسم كالكليتين والكبد وغدة البنكرياس وفى الدماغ ، وعلماء
تاريخ الزمن البيولوجى اكتشفوا وجود مركزين فى الدماغ مسئولين عن
تنظيم هذه الساعة ، وهما النواة فوق التصالب البصرى والغدة الصنوبرية .
فهذه الغدة مثلاً تفرز فى الدم هرمون الميلاتونين أثناء النوم ليلاً ويتوقف
إفرازه فجراُ ، ودور هذا الهرمون أساسى وذو إيقاع متناغم مع الأيام
والفصول ، ويؤثر بشكل مباشر فى نومنا واجسامنا تتأثر بعناصر مختلفة
واهمها :
حرارة الجسم – الضغط الشريانى – عناصر الدم ، فالتغيرات فى حرارة
الجسم تكون بشكل دائم وعلى مدار اليوم ، وهى أكثر انخفاضاُ نحو الساعة
الثالثة والرابعة صباحاً ، وترتفع تدريجياً لتبلغ حداً أعلى ، ومن ثم بالهبوط
نحو الساعة الثامنة مساء ، والضغط الشريانى يختلف أيضاً بين فترة
وأخرى فى الليل أو فى النهار ، ولهذا نجد الأطباء يسجلون ساعة قياس
ضغط دم مرضاهم ، أما عناصر الدم ، فالكريات البيضاء يزداد تعدادها
فى المساء ، والكريات الحمراء أكثر صباحاُ .
http://ser1.almlf.com/i/00006/etkl4suu8wms.jpg (http://www.almlf.com/etkl4suu8wms.html)
(( ساعات فى أعماقنا ))
لجسم الإنسان زمن من الحيوية والنشاط ، وزمن للراحة ولأجل أن يكون
الإنسان نشيطاً بالليل يتطلب منه ذلك بذل طاقة أكثر من النهار مما يجعل
الإنسان مرهقاً فى عمل الليل ، ونحن نعيش جميعاً حسب إيقاعات الساعة
البيولوجية أكثر أو أقل ، وفى أعماقنا آلية متناغمة مع الساعة البيولوجية
تتحكم بطريقة غذائنا ونومنا ونشاطنا الجنسى والجسدى والفكرى والعلاجى ،
* فالغذاء :
الساعة البيولوجية تقودنا ببساطة إلى أن نختار حاجتنا الغذائية من أجل
أن نحافظ على لياقتنا البدنية وعلى صحتنا .
http://ser1.almlf.com/i/00006/zk66u8tj1btu.jpg (http://www.almlf.com/zk66u8tj1btu.html)
* صباحاً :
يجب أن يحتوى فطورنا أكثر على السكريات لنكون أكثر نشاطاً فى النهار ،
فالسكريات السريعة تتحول مباشرة إلى طاقة ، والسكريات البطيئة تسمح
لنا أن نقاوم حتى الغداء ، وأحياناً نحن نستهلك هذا المخزونات من الطاقة
بسرعة ، وعلى أثر ذلك نشعر ببعض الوهن والتعب حوالى الساعة الحادية
عشر صباحاً ، ويفضل فى هذا الوقت بالذات تناول قطعة من الفاكهة أو
عصير الفاكهة .
* ظهراً :
الغداء يجب أن يكون وجبة اساسية تؤخد نحو السعة الثانية عشرة أو
الواحدة بعد الظهر ، إذ إنها تضيف إلى الجسم مزيداً من الطاقة ،
وتجعلنا نقاوم حتى المساء ، وأهم محتويات هذه الوجبة
( لحوم – أسماء –خضار ) .
* مساءاً :
أجسامنا لا تستهلك سوى قليل من الحريرات ، يجب إذن تلاقى
الأطعمة الغنية بالدسم والدهون ، وتفضيل الخضار والفواكه ،
واحياناً بعض اللحوم البيضاء.
http://ser1.almlf.com/i/00006/z6to97vraa3f.jpg (http://www.almlf.com/z6to97vraa3f.html)
*النوم :
ساعتنا البيولوجية مبرمجة على إيقاع أربع وعشرين ساعة ،
وليس عن طريق الصدفة أننا ننام فى المتوسط من ثمانى إلى
عشرة ساعات فى اليوم ( بعض الشخاص ينامون أكثر ،
وبعضهم أقل ) ،
وذلك بشكل متناغم مع حرارة الجسم والتى تنخفض ليلاً ،
وليس المهم إتباع ساعة معينة للخلود إلى النوم أو للاستيقاظ ،
لكن بكل بساطة ، يجب أن نصغى إلى أجسامنا ( إذهب إلى
النوم عندما يكون عندك إحساس بالحاجة إلى النوم ) ، ولكن
من المفضل لصحة الإنسان نوم الليل ، حيث إن قسماً كبيراً
من النوم فى النهار يجعل الإنسان معرضاً للتعب ، وأحياناً
للاكتئاب .
* النشاط الجنسى :
تزداد الرغبة الجنسية عند المرأة فى الربيع ، وعند الرجل
فى الخريف ، والنشاط الجنسى عند الرجل والمرأة مبرمج
حسب مرحلة زمنية مدتها اثنا عشر شهراً ، وتتأثر بالإفرازات
الهرمونية ، فعند الرجل هرمون التستوسترون يحث على إفراز
الحيوانات المنوية ، والزمن الأكثر نشاطاً عنده هو فى منتصف
الخريف ثلاث ذروات ( الثامنة صباحاً – منتصف بعد الظهر
– الثانية عشرة ليلاً ) ، وعند المرأة آلية الإباضة تكون فى
اليوم الرابع عشر عند إمرأة دورتها الطمثية 28 يوماً ، ويترافق
ذلك مع زيادة الرغبة الجنسية ، مما يمهد لعملية تلقيح البويضات ،
وإفراز الهرمونات عند المرأة يكون فى أعلى مستوى له فى الربيع
( مارس وأبريل ) .
http://ser1.almlf.com/i/00006/1vdegxwte5eh.jpg (http://www.almlf.com/1vdegxwte5eh.html)
النشاط الجسدى والأداء الفكرى :
يكون فى الصباح الباكر بين التاسعة والحادية عشرة ، والتيقظ
والذاكرة والتعلم والطاقة الجسدية تكون فى أوجها ، وبين الساعة
الحادية عشرة والثانية عشرة ظهراًحرارة الجسم تنخفض محدثة
تعباً بيولوجياً طبيعياً ، ومن الساعة الرابعة عشرة إلى الساعة
السادسة عشرة فترة تعب بيولوجى أيضاً ، ومن الساعة السادسة
عشرة والنصف إلى الساعة الثامنة عشرة مرحلة جيدة من أجل
الأداء الجسدى والتفكرى ، مساءاً من الساعة الثامنة عشرة إلى
الساعة الثانية والعشرين حرارة الجسم ترتفع من جديد ، وبالتالى
عودة النشاط والطاقة ، وليلاً من الساعة الثانية والعشرين إلى
الساعة الثالثة والعشرين الشعور بتعب ومرحلة النوم والراحة تبدأ ،
إذن النشاط الجسدى والفكرى هو أفضل عندما تكون حرارة الجسم
مرتفعة وبالعكس
http://ser1.almlf.com/i/00006/1k9d1pazm0ep.jpg (http://www.almlf.com/1k9d1pazm0ep.html)
(( هذه الإيقاعات ))
إن معرفة البشر ببرامج الساعة الحيوية ينبغى أن تجد تطبيقاً لها عند
التعامل مع الجسد ، بأى إضافات خارجية ومنها الأدوية ، فهى
أيضاً تعمل حسب الساعة البيولوجية وبعض الأدوية المعروفة
توصف فى اوقات معينة ، وفاعلية كل دواء تختلف حسب لحظة
تناوله فى النهار أم فى الليل ، فى الشتاء أم فى الصيف ، وخلايا
الجسم مبرمجة مع الزمن من أجل أن تعمل أكثر فى الساعات ،
وأقل فى ساعات أخرى ، وأجسامنا تعمل كالساعة مع حركات
خاصة بها ، وتأثير الدواء يتوافق مع بدء عمل الخلية واللحظة
التى يصل إليها الدواء ، وبذلك نستطيع أن نتجنب الأعراض
الجانبية إلى الحد الأدنى ، ومن سمية بعض الأدوية كأدوية
السرطانات .
*- أدوية الروماتيزم والأسبرين : إذا أعطيت مساءاً أعراض النزف
تنخفض إلى النصف لأن الأسبرين ينطرح بشكل أبطأ صباحاً ،
وأسرع ليلاً لهذا ينصح الأطباء ياعطائه مساءاً .
*- أدوية ارتفاع ضغط الدم :
يفضل إعطاؤها على شكل دواء مديد يعمل على مدى 24 ساعة
أو إعطاؤه مساءاً قبل النوم لأن ضغط الدم يرتفع بين الساعة
السادسة والثامنة صباحاً .
*- أدوية السرطان :
بعض أدوية السرطان إذا أعطيت فى الساعة السادسة صباحاً
وبعضها الآخر فى السادسة مساءاً تكون سمية الدواء أقل بكثير ،
وبذلك نستطيع أن نرفع من جرعة الدواء من 20 إلى 40%
بشكل آمن ونضاعف بذلك الفعالية المضادة للسرطان ، وخاصة
سرطان الكلية والرئة والثدى .
*- المضادات الحيوية :
لكل مضاد حيوى عمله الخاص به ، وأخذه على معدة
فارغة أو أثناء الطعام أو بعد الطعام مباشرة ،
وبعضها يؤخذ مع كمية كافية من الماء كالتتراسكلين
والأموكسيسللين ، وهذا بدوره يرتبط بالإيقاع الحيوى.
*- أدوية الربو :
بعضها تكون فعاليته أكبر عندما يعطى نحوالساعة السابعة
أو الثامنة مساء مثل الثيوفللين ، وكذلك مضادات الهيستامين
( مضادات الحساسية ) ، وفى حال استخدام الكورتيزون
لمرضى الربوية تحصل فى الليل .
*- أدوية التخدير الموضعى :
تكون فعاليتها أكبر نحو الساعة الثالثة بعد الظهر ( بحيث
تكون الجرعة التخديرية مرتين إلى ثلاث مرات أقل ) ،
أما أدوية التخدير العام فهى الآن قيد الدراسة أو التجربة
عند الحيوانات .
*- أدوية الصداع النصفى :
المصاب بنوبات صداع نصفى فى وقت معين من النهار ،
يجب إعطاؤه جرعات كبيرة وكافية من الأدوية المضادة
للصداع قبل النوبة بست ساعات .
*- الأدوية العصبية والنفسية :
عند أغلب المرضى تكون الساعة البيولوجية معطلة ،
ففى حال الإكتئاب – مثلاً يفضل معالجته أولاً لإعادة
عقارب الساعة البيولوجية إلى وضعها الطبيعى ، حيث
يفضل إعطاء أدوية الاكتئاب مساءاً ، والمهدئات صباحاً .
*- مدرات البول :
فعاليتها تكون فى أعلى مستوى قبل الساعة العاشرة صباحاً .
*- علاجات مختلفة :
تعطى قبل الطعاممباشرة مثل بعض أدوية ارتفاع
ضغط الدم ، موسعات الأوعية ، مضادات حموضة
المعدة والمقويات ( الفيتامينات ) .
باختصار :
قدرة أجسامنا على طرح الترسبات السامة وتقوية
اجسامنا ، واداؤنا الفكرى يخضع لتغيرات مهمة
خلال الـ 24 ساعة ، توجد إذن على مدار اليوم
لحظات مناسة للنشاط الجسدى والفكرى ، وأخرى
للغذاء والراحة ولحظات من أجل النوم ، كما أن
اضطرابات النوم وحدوث الاكتئاب وبعض مؤشرات
ظهور الأمراض وبعض السرطانات تحصل نتيجة
عدم تناغم حياتنا اليومية مع عقارب الساعة البيولوجية .
*****
http://ser1.almlf.com/i/00006/zmkvnyz18ufi.jpg (http://www.almlf.com/zmkvnyz18ufi.html)
فى جسم كل إنسان ساعة بيولوجية تسمح له بأن يعيش بصحة جيدة ،
وانسجام تام مع بيئته ، فيما إذا ضبط حياته مع عقارب الساعة فى النهار
والليل ، الشتاء والصيف ، سائر فصول السنة ، هذه الساعة تنظم أجسامنا
الحيوية والبيولوجية بشكل دقيق ومتوازن .
بعض الحيوانات تواصل حياتها نهاراً وأخرى تفضل الليل أزهار أوراقها
تتفتح فى النهار وتنطوى فى المساء ، أشجار تفقد أوراقها فى الخريف ،
وتكتسى حلة جديدة فى الربيع ، فالطبيعة تعبر عن الإيقاع ، إن كان فى
النهار أو فى الليل أو فى أى فصل من فصول السنة .
http://ser1.almlf.com/i/00006/xgy1hne1ev41.jpg (http://www.almlf.com/xgy1hne1ev41.html)
والإنسان يعيش بفعل تناوب النهار والليل ، ويكون أكثر فعالية ونشاطاً
فى النهار منه فى الليل ، وهناك زمن للإنسان يحلم ويفكر، وزمن للعمل ،
وزمن للنوم ، و زمن أيضاً للحب ، فالإيقاع هو صفة أساسية للمادة الحية ،
والعلماء الآن أصبحوا يعرفون جيداً إيقاعات جسم الإنسان وتغير وظائفه
الفيزيولوجية عبر الزمن ، فكل يوم وكل شهر وكل سنة :
شهيتنا للطعام ، نومنا ، إفرازات هرموناتنا تزيد أو تنقص حسب إيقاعات
بيولوجية داخل أجسامنا وتؤثر فى سائر أمور حياتنا
-فمثلاً أغلبية الوفيات تحصل نحو الساعة السادسة صباحاً لأن المقاومة
المناعية والكريات البيضاء المختصة بمناعة جسم الإنسان تكون فى هذه
الساعة مشتتة وضعيفة التأثير ، وفى هذا الوقت بالذات يكون الإنسان
عرضة للهجمات القلبية و الدماغية بسبب ارتفاع ضغط الدم وارتفاع
مستويات عناصر التخثر فى الدم مما يمكن أن يؤدى إلى حدوث الجلطات
القلبية أو السكتات الدماغية .
http://ser1.almlf.com/i/00006/l2qj5ivvad62.jpg (http://www.almlf.com/l2qj5ivvad62.html)
غالبية الولادات تحصل نحو الساعة الرابعة صباحاً ، ليس لها علاقة
بالقمر ، بل بإفراز هرمون الأوكسيتوسين الذى يحرض تقلصات الرحم
وإفراز هذا الهرمون يكون فى أعلى مستوى له فى آخر الليل ، فالجسم
يتعرف على الوقت بفضل ساعات متعددة ذات تركيز مشترك ومخبأة
فى أعضاء الجسم كالكليتين والكبد وغدة البنكرياس وفى الدماغ ، وعلماء
تاريخ الزمن البيولوجى اكتشفوا وجود مركزين فى الدماغ مسئولين عن
تنظيم هذه الساعة ، وهما النواة فوق التصالب البصرى والغدة الصنوبرية .
فهذه الغدة مثلاً تفرز فى الدم هرمون الميلاتونين أثناء النوم ليلاً ويتوقف
إفرازه فجراُ ، ودور هذا الهرمون أساسى وذو إيقاع متناغم مع الأيام
والفصول ، ويؤثر بشكل مباشر فى نومنا واجسامنا تتأثر بعناصر مختلفة
واهمها :
حرارة الجسم – الضغط الشريانى – عناصر الدم ، فالتغيرات فى حرارة
الجسم تكون بشكل دائم وعلى مدار اليوم ، وهى أكثر انخفاضاُ نحو الساعة
الثالثة والرابعة صباحاً ، وترتفع تدريجياً لتبلغ حداً أعلى ، ومن ثم بالهبوط
نحو الساعة الثامنة مساء ، والضغط الشريانى يختلف أيضاً بين فترة
وأخرى فى الليل أو فى النهار ، ولهذا نجد الأطباء يسجلون ساعة قياس
ضغط دم مرضاهم ، أما عناصر الدم ، فالكريات البيضاء يزداد تعدادها
فى المساء ، والكريات الحمراء أكثر صباحاُ .
http://ser1.almlf.com/i/00006/etkl4suu8wms.jpg (http://www.almlf.com/etkl4suu8wms.html)
(( ساعات فى أعماقنا ))
لجسم الإنسان زمن من الحيوية والنشاط ، وزمن للراحة ولأجل أن يكون
الإنسان نشيطاً بالليل يتطلب منه ذلك بذل طاقة أكثر من النهار مما يجعل
الإنسان مرهقاً فى عمل الليل ، ونحن نعيش جميعاً حسب إيقاعات الساعة
البيولوجية أكثر أو أقل ، وفى أعماقنا آلية متناغمة مع الساعة البيولوجية
تتحكم بطريقة غذائنا ونومنا ونشاطنا الجنسى والجسدى والفكرى والعلاجى ،
* فالغذاء :
الساعة البيولوجية تقودنا ببساطة إلى أن نختار حاجتنا الغذائية من أجل
أن نحافظ على لياقتنا البدنية وعلى صحتنا .
http://ser1.almlf.com/i/00006/zk66u8tj1btu.jpg (http://www.almlf.com/zk66u8tj1btu.html)
* صباحاً :
يجب أن يحتوى فطورنا أكثر على السكريات لنكون أكثر نشاطاً فى النهار ،
فالسكريات السريعة تتحول مباشرة إلى طاقة ، والسكريات البطيئة تسمح
لنا أن نقاوم حتى الغداء ، وأحياناً نحن نستهلك هذا المخزونات من الطاقة
بسرعة ، وعلى أثر ذلك نشعر ببعض الوهن والتعب حوالى الساعة الحادية
عشر صباحاً ، ويفضل فى هذا الوقت بالذات تناول قطعة من الفاكهة أو
عصير الفاكهة .
* ظهراً :
الغداء يجب أن يكون وجبة اساسية تؤخد نحو السعة الثانية عشرة أو
الواحدة بعد الظهر ، إذ إنها تضيف إلى الجسم مزيداً من الطاقة ،
وتجعلنا نقاوم حتى المساء ، وأهم محتويات هذه الوجبة
( لحوم – أسماء –خضار ) .
* مساءاً :
أجسامنا لا تستهلك سوى قليل من الحريرات ، يجب إذن تلاقى
الأطعمة الغنية بالدسم والدهون ، وتفضيل الخضار والفواكه ،
واحياناً بعض اللحوم البيضاء.
http://ser1.almlf.com/i/00006/z6to97vraa3f.jpg (http://www.almlf.com/z6to97vraa3f.html)
*النوم :
ساعتنا البيولوجية مبرمجة على إيقاع أربع وعشرين ساعة ،
وليس عن طريق الصدفة أننا ننام فى المتوسط من ثمانى إلى
عشرة ساعات فى اليوم ( بعض الشخاص ينامون أكثر ،
وبعضهم أقل ) ،
وذلك بشكل متناغم مع حرارة الجسم والتى تنخفض ليلاً ،
وليس المهم إتباع ساعة معينة للخلود إلى النوم أو للاستيقاظ ،
لكن بكل بساطة ، يجب أن نصغى إلى أجسامنا ( إذهب إلى
النوم عندما يكون عندك إحساس بالحاجة إلى النوم ) ، ولكن
من المفضل لصحة الإنسان نوم الليل ، حيث إن قسماً كبيراً
من النوم فى النهار يجعل الإنسان معرضاً للتعب ، وأحياناً
للاكتئاب .
* النشاط الجنسى :
تزداد الرغبة الجنسية عند المرأة فى الربيع ، وعند الرجل
فى الخريف ، والنشاط الجنسى عند الرجل والمرأة مبرمج
حسب مرحلة زمنية مدتها اثنا عشر شهراً ، وتتأثر بالإفرازات
الهرمونية ، فعند الرجل هرمون التستوسترون يحث على إفراز
الحيوانات المنوية ، والزمن الأكثر نشاطاً عنده هو فى منتصف
الخريف ثلاث ذروات ( الثامنة صباحاً – منتصف بعد الظهر
– الثانية عشرة ليلاً ) ، وعند المرأة آلية الإباضة تكون فى
اليوم الرابع عشر عند إمرأة دورتها الطمثية 28 يوماً ، ويترافق
ذلك مع زيادة الرغبة الجنسية ، مما يمهد لعملية تلقيح البويضات ،
وإفراز الهرمونات عند المرأة يكون فى أعلى مستوى له فى الربيع
( مارس وأبريل ) .
http://ser1.almlf.com/i/00006/1vdegxwte5eh.jpg (http://www.almlf.com/1vdegxwte5eh.html)
النشاط الجسدى والأداء الفكرى :
يكون فى الصباح الباكر بين التاسعة والحادية عشرة ، والتيقظ
والذاكرة والتعلم والطاقة الجسدية تكون فى أوجها ، وبين الساعة
الحادية عشرة والثانية عشرة ظهراًحرارة الجسم تنخفض محدثة
تعباً بيولوجياً طبيعياً ، ومن الساعة الرابعة عشرة إلى الساعة
السادسة عشرة فترة تعب بيولوجى أيضاً ، ومن الساعة السادسة
عشرة والنصف إلى الساعة الثامنة عشرة مرحلة جيدة من أجل
الأداء الجسدى والتفكرى ، مساءاً من الساعة الثامنة عشرة إلى
الساعة الثانية والعشرين حرارة الجسم ترتفع من جديد ، وبالتالى
عودة النشاط والطاقة ، وليلاً من الساعة الثانية والعشرين إلى
الساعة الثالثة والعشرين الشعور بتعب ومرحلة النوم والراحة تبدأ ،
إذن النشاط الجسدى والفكرى هو أفضل عندما تكون حرارة الجسم
مرتفعة وبالعكس
http://ser1.almlf.com/i/00006/1k9d1pazm0ep.jpg (http://www.almlf.com/1k9d1pazm0ep.html)
(( هذه الإيقاعات ))
إن معرفة البشر ببرامج الساعة الحيوية ينبغى أن تجد تطبيقاً لها عند
التعامل مع الجسد ، بأى إضافات خارجية ومنها الأدوية ، فهى
أيضاً تعمل حسب الساعة البيولوجية وبعض الأدوية المعروفة
توصف فى اوقات معينة ، وفاعلية كل دواء تختلف حسب لحظة
تناوله فى النهار أم فى الليل ، فى الشتاء أم فى الصيف ، وخلايا
الجسم مبرمجة مع الزمن من أجل أن تعمل أكثر فى الساعات ،
وأقل فى ساعات أخرى ، وأجسامنا تعمل كالساعة مع حركات
خاصة بها ، وتأثير الدواء يتوافق مع بدء عمل الخلية واللحظة
التى يصل إليها الدواء ، وبذلك نستطيع أن نتجنب الأعراض
الجانبية إلى الحد الأدنى ، ومن سمية بعض الأدوية كأدوية
السرطانات .
*- أدوية الروماتيزم والأسبرين : إذا أعطيت مساءاً أعراض النزف
تنخفض إلى النصف لأن الأسبرين ينطرح بشكل أبطأ صباحاً ،
وأسرع ليلاً لهذا ينصح الأطباء ياعطائه مساءاً .
*- أدوية ارتفاع ضغط الدم :
يفضل إعطاؤها على شكل دواء مديد يعمل على مدى 24 ساعة
أو إعطاؤه مساءاً قبل النوم لأن ضغط الدم يرتفع بين الساعة
السادسة والثامنة صباحاً .
*- أدوية السرطان :
بعض أدوية السرطان إذا أعطيت فى الساعة السادسة صباحاً
وبعضها الآخر فى السادسة مساءاً تكون سمية الدواء أقل بكثير ،
وبذلك نستطيع أن نرفع من جرعة الدواء من 20 إلى 40%
بشكل آمن ونضاعف بذلك الفعالية المضادة للسرطان ، وخاصة
سرطان الكلية والرئة والثدى .
*- المضادات الحيوية :
لكل مضاد حيوى عمله الخاص به ، وأخذه على معدة
فارغة أو أثناء الطعام أو بعد الطعام مباشرة ،
وبعضها يؤخذ مع كمية كافية من الماء كالتتراسكلين
والأموكسيسللين ، وهذا بدوره يرتبط بالإيقاع الحيوى.
*- أدوية الربو :
بعضها تكون فعاليته أكبر عندما يعطى نحوالساعة السابعة
أو الثامنة مساء مثل الثيوفللين ، وكذلك مضادات الهيستامين
( مضادات الحساسية ) ، وفى حال استخدام الكورتيزون
لمرضى الربوية تحصل فى الليل .
*- أدوية التخدير الموضعى :
تكون فعاليتها أكبر نحو الساعة الثالثة بعد الظهر ( بحيث
تكون الجرعة التخديرية مرتين إلى ثلاث مرات أقل ) ،
أما أدوية التخدير العام فهى الآن قيد الدراسة أو التجربة
عند الحيوانات .
*- أدوية الصداع النصفى :
المصاب بنوبات صداع نصفى فى وقت معين من النهار ،
يجب إعطاؤه جرعات كبيرة وكافية من الأدوية المضادة
للصداع قبل النوبة بست ساعات .
*- الأدوية العصبية والنفسية :
عند أغلب المرضى تكون الساعة البيولوجية معطلة ،
ففى حال الإكتئاب – مثلاً يفضل معالجته أولاً لإعادة
عقارب الساعة البيولوجية إلى وضعها الطبيعى ، حيث
يفضل إعطاء أدوية الاكتئاب مساءاً ، والمهدئات صباحاً .
*- مدرات البول :
فعاليتها تكون فى أعلى مستوى قبل الساعة العاشرة صباحاً .
*- علاجات مختلفة :
تعطى قبل الطعاممباشرة مثل بعض أدوية ارتفاع
ضغط الدم ، موسعات الأوعية ، مضادات حموضة
المعدة والمقويات ( الفيتامينات ) .
باختصار :
قدرة أجسامنا على طرح الترسبات السامة وتقوية
اجسامنا ، واداؤنا الفكرى يخضع لتغيرات مهمة
خلال الـ 24 ساعة ، توجد إذن على مدار اليوم
لحظات مناسة للنشاط الجسدى والفكرى ، وأخرى
للغذاء والراحة ولحظات من أجل النوم ، كما أن
اضطرابات النوم وحدوث الاكتئاب وبعض مؤشرات
ظهور الأمراض وبعض السرطانات تحصل نتيجة
عدم تناغم حياتنا اليومية مع عقارب الساعة البيولوجية .
*****