غرآم الروح
07-12-2020, 03:28 PM
شيخان العربنجي
هو أشهر عربنجي في بغداد حتى الخمسينيات يوم انقرضت العرباين (الربل) تقريباً من شارع الرشيد ومات شيخان معدماً فقيراً بـ(الزيق) الذي يخرجه من فمه وقد واجهت شيخان في الثلاثينيات واعترف لي بانه من مواليد قرية (سركلو) في السليمانية وكان ميسور الحال ومن عائلة طيبة وله عائلة محترمة ولكن الزمن جفاه بماله وعياله وجاء إلى بغداد في أوائل العشرينات ولما كان من مريدي الطريقة الطالبانية فقد التجأ أول مجيئه إلى تكية الطالبانية في الميدان بجوار جامع المرادية وكان بين الجامع والتكية اصطبل للعرباين وصار يجتمع إلى العربنجية واشتغل معهم باجرة كانت تكفيه للعيش في ذلك الزمن وتعلم المصلحة بصورة جيدة وصار (عربنجياً) وأصبح شاطراً جدا في إخراج (الزيق) من فمه كما اشتهر بذلك كل من جعفر العسكري رئيس الوزراء حين ذاك ولفتة العبد ربيب السيد كامل الخضري ولما كان شيخان قد عرف الشاعر الكردي الكبير الطالباني واشتهر بشعر الهجاء باللغات العربية والتركية والكردية وتعلم منه إن الحياة لا تساوي شيئاً وان الدنيا فانية وان عقوبة نكد الزمان هو الاستهتار بالزمان واخذ الناس يتحرشون به ويتحرش بهم وقال لي أن الناس يحاولون السخرية مني ولكني إنا الذي اسخر منهم ومن دنياهم وها أن ابنتي متزوجة من احد الرجال المعروفين في بغداد (ضابط معروف في الجيش) ولكني ارفض أن ألقاه وارفض أي (منه) من احد ولا اقبل إكرامية زائدة عن الحد عند نقل الناس في العربة من محل إلى أخر، وهكذا فقد القي علي محاضرة في الحياة والناس ولما سألته حين بدأنا في الافتراق ما هو موقفه مني : أجابني (بزيق) طويل من زياقته المشهورة رحمه الله ومات فقيراً معدمأ ودفن في مقبرة باب المعظم باعتباره غريباً من الغرباء .
هو أشهر عربنجي في بغداد حتى الخمسينيات يوم انقرضت العرباين (الربل) تقريباً من شارع الرشيد ومات شيخان معدماً فقيراً بـ(الزيق) الذي يخرجه من فمه وقد واجهت شيخان في الثلاثينيات واعترف لي بانه من مواليد قرية (سركلو) في السليمانية وكان ميسور الحال ومن عائلة طيبة وله عائلة محترمة ولكن الزمن جفاه بماله وعياله وجاء إلى بغداد في أوائل العشرينات ولما كان من مريدي الطريقة الطالبانية فقد التجأ أول مجيئه إلى تكية الطالبانية في الميدان بجوار جامع المرادية وكان بين الجامع والتكية اصطبل للعرباين وصار يجتمع إلى العربنجية واشتغل معهم باجرة كانت تكفيه للعيش في ذلك الزمن وتعلم المصلحة بصورة جيدة وصار (عربنجياً) وأصبح شاطراً جدا في إخراج (الزيق) من فمه كما اشتهر بذلك كل من جعفر العسكري رئيس الوزراء حين ذاك ولفتة العبد ربيب السيد كامل الخضري ولما كان شيخان قد عرف الشاعر الكردي الكبير الطالباني واشتهر بشعر الهجاء باللغات العربية والتركية والكردية وتعلم منه إن الحياة لا تساوي شيئاً وان الدنيا فانية وان عقوبة نكد الزمان هو الاستهتار بالزمان واخذ الناس يتحرشون به ويتحرش بهم وقال لي أن الناس يحاولون السخرية مني ولكني إنا الذي اسخر منهم ومن دنياهم وها أن ابنتي متزوجة من احد الرجال المعروفين في بغداد (ضابط معروف في الجيش) ولكني ارفض أن ألقاه وارفض أي (منه) من احد ولا اقبل إكرامية زائدة عن الحد عند نقل الناس في العربة من محل إلى أخر، وهكذا فقد القي علي محاضرة في الحياة والناس ولما سألته حين بدأنا في الافتراق ما هو موقفه مني : أجابني (بزيق) طويل من زياقته المشهورة رحمه الله ومات فقيراً معدمأ ودفن في مقبرة باب المعظم باعتباره غريباً من الغرباء .