reda laby
29-12-2020, 03:50 PM
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/1_51603917996.gif
مم تشكو؟ كان نشيطاً جداً ومتحمساً دائماً، يحب الحياة بكل حواسِّه، ويعمل بجدٍّ بكل طاقته؛ لذا كان مشهده مؤلماً وقد لفَّ الأطباء جسمه النحيل كله بالأربطة بعد أن غمروه بالدهانات الطبية.
فلما اشتد المرض على صديقي المصور الفنان، والذي شاركني شطراً من رحلاتي الصعبة؛ قال لأصدقائه الحاضرين: افعلوا أي شيء! المهم ألا أموت، حتى لو اضطررت لأن أعيش على هذه الصورة.
للأسف؛ لم أكن حاضراً هذا الموقف، لكنه ظل في مخيلتي هذه السنين كلها، فكلنا هذا الشاب الفتيُّ رحمه الله، نشتكي ونتبرم في حياتنا اليومية ألف مرة، من دراستنا، من رئيسنا في العمل، من شريكنا في الحياة، من قلة المال، من كل شيء وأي شيء، من قائمة لا تنتهي.
فإذا ما داهمنا خطب وانقلبت أحوالنا رأساً على عقب، وشعرنا بأننا على وشك أن نفقد حياتنا؛ دعَونا الله أن ينجينا، حتى وإن كان الثمن هو أن نبقى على تلك الحال التي كنا نشتكي منها، لقد بات كل ما نريده أن نبقى على قيد الحياة.
ما معنى النجاة؟
عندما تخوض معركة - سواء أفرضت عليك أم أنك اخترتها- فيجب أن تكون موقناً بأنك حتى وإن فزت فسوف تخسر شيئاً ما، جرحاً هنا، أو خدشاً هناك، وربما أهونها ملابسك الممزقة.
لذا؛ فإن العبرة ليست بالنجاة بمعنى تجاوز الخطر، ولكن العبرة بماذا ستخسره إن فزت في المعركة، العبرة بهذا الشخص الذي سيكون بعد النجاة، من هو؟ وكيف هو؟ مرة أخرى؛ بمعنى هل خسارته محصورة في أشياء هامشية: "جرح هنا أو خدش هناك"؟ أم إن خسارته فيما هو أثمن وأهم؟
الإجابة الآن سهلة؛ ستقول ليس مهماً ماذا سأخسر ومن سأكون، المهم أن أعبر الأزمة، أن أتجاوزها، بعدها أقبل أن أكون على أي شاكلة. لكن بعد أن يحدث ذلك، وبعد أن تنجو، وبعد أن تتخلص من هذه الضغوط التي أثقلت كاهلك، وحرمتك الرقاد؛ سيكون لك رأي آخر.
لطالما أدهشني قول الله لفرعون وكأنه عز وجل يتهكم منه(فاليومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)؛ فأيُّ نجاة وقد مات؟ وما قيمة نجاة البدن وقد هلكت الروح؟ نفس الأمر في كل معركة، أي نجاة إذا هلكت الروح بصورة أو بأخرى؟ ما الفائدة في أن تنجو ببدنك وتفقد أهم شيء؟
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/1_41603917996.jpg
مم تشكو؟ كان نشيطاً جداً ومتحمساً دائماً، يحب الحياة بكل حواسِّه، ويعمل بجدٍّ بكل طاقته؛ لذا كان مشهده مؤلماً وقد لفَّ الأطباء جسمه النحيل كله بالأربطة بعد أن غمروه بالدهانات الطبية.
فلما اشتد المرض على صديقي المصور الفنان، والذي شاركني شطراً من رحلاتي الصعبة؛ قال لأصدقائه الحاضرين: افعلوا أي شيء! المهم ألا أموت، حتى لو اضطررت لأن أعيش على هذه الصورة.
للأسف؛ لم أكن حاضراً هذا الموقف، لكنه ظل في مخيلتي هذه السنين كلها، فكلنا هذا الشاب الفتيُّ رحمه الله، نشتكي ونتبرم في حياتنا اليومية ألف مرة، من دراستنا، من رئيسنا في العمل، من شريكنا في الحياة، من قلة المال، من كل شيء وأي شيء، من قائمة لا تنتهي.
فإذا ما داهمنا خطب وانقلبت أحوالنا رأساً على عقب، وشعرنا بأننا على وشك أن نفقد حياتنا؛ دعَونا الله أن ينجينا، حتى وإن كان الثمن هو أن نبقى على تلك الحال التي كنا نشتكي منها، لقد بات كل ما نريده أن نبقى على قيد الحياة.
ما معنى النجاة؟
عندما تخوض معركة - سواء أفرضت عليك أم أنك اخترتها- فيجب أن تكون موقناً بأنك حتى وإن فزت فسوف تخسر شيئاً ما، جرحاً هنا، أو خدشاً هناك، وربما أهونها ملابسك الممزقة.
لذا؛ فإن العبرة ليست بالنجاة بمعنى تجاوز الخطر، ولكن العبرة بماذا ستخسره إن فزت في المعركة، العبرة بهذا الشخص الذي سيكون بعد النجاة، من هو؟ وكيف هو؟ مرة أخرى؛ بمعنى هل خسارته محصورة في أشياء هامشية: "جرح هنا أو خدش هناك"؟ أم إن خسارته فيما هو أثمن وأهم؟
الإجابة الآن سهلة؛ ستقول ليس مهماً ماذا سأخسر ومن سأكون، المهم أن أعبر الأزمة، أن أتجاوزها، بعدها أقبل أن أكون على أي شاكلة. لكن بعد أن يحدث ذلك، وبعد أن تنجو، وبعد أن تتخلص من هذه الضغوط التي أثقلت كاهلك، وحرمتك الرقاد؛ سيكون لك رأي آخر.
لطالما أدهشني قول الله لفرعون وكأنه عز وجل يتهكم منه(فاليومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)؛ فأيُّ نجاة وقد مات؟ وما قيمة نجاة البدن وقد هلكت الروح؟ نفس الأمر في كل معركة، أي نجاة إذا هلكت الروح بصورة أو بأخرى؟ ما الفائدة في أن تنجو ببدنك وتفقد أهم شيء؟
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/1_41603917996.jpg