ابتسامة الزهر
06-06-2021, 02:10 AM
نامت العيون وساد الصمت وخيّم السكون إلا من نشوة العابدين وحنين المشتاقين ودموع التائبين المستغفرين والنفوس الصافية القائمة بين يدىْ خالقها
العاكفة على مناجاة بارئها وربها تتنسم منه النفحات وتتضرع إليه بالدعوات وطلب العطايا والهبات وتبتهل إلى الله وتقول :
اللهم إنى أتوجه إليك بدعائى وأتوسل إليك بصلاتى على سيد الأنام وخاتم الرسل الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام أن ترزقنى حسن الخاتمة وسوء المنقلب
وأن ترحمنى إذا انقطع عملى وانقضى أجلى ..
يا هادى المضلين وراحم المذنبين ويا مقيل عثرات العاثرين .. يا مفيض الأنوار على قلوب عباده الأبرار . اللهم إنى صرفت رجائى إلى وجهك الكريم وأحسنت ظنى فى عفوك العظيم .
فهب لى فرقاناً تشرح به صدرى وترفع به قدرى وألحقنى بالصالحين ولا تجعلنى من الخزايا المفتونين
يا غافر الخطايا وواهب العطايا يادائم الفضل على البرية وباسط اليدين بالعطية .. اجعلنى ممن دعاك فأجبته وآمن بك فهديته..
...........
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه )
والناس موتى إلا العلماء والعلماء سكارى بعلمهم إلا العاملين به والعاملين مغرورين بعملهم إلا المخلصين
والمخلصين على خوف ووجل من إخلاصهم حتى يختم الله لهم به .
...
ليس هناك حياة بالموت لم تنختم .. أو عمْر مهما طال لم ينته أو ينصرم ..
يقول أبو الحسين محمد بن جبير :
عجبت للمرء فى دنياه تطمعه .. فى العيش والأجل المحتوم يقطعه
يمسى ويصبح فى عشواء يخبطها .. أعمى البصيرة والآمال تخدعه
يغتر بالدهر مسروراً بصحبته
وقد تيقن أن الدهر يصرعه
ويجمع المال حرصا لا يفارقه .. وقد درى أنه للغير يجمعه
تراه يشفق من تضييع درهمه .. وليس يشفق من دينٍ يضيعه
وأسوأ الناس تدبيراً لعاقبة
من أنفق العمر فيما ليس ينفعه
...........
حياة تهبط من البطون وأخرى تغيب فى القبور ..
زرع يخرج شطأه فى حذر وضعف ثم يقوى عوده ويتصلب ساقه ثم يصفر وييبس ثم يفنى بالحصاد .
شمس تبدأ حنونة تنشر النور والضياء ويزداد وهجها ويشتد حرها ويلتهب سعيرها ثم تبرد وتهدأ وتميل وتجنح إلى المغيب وقرصها العجيب يكافح من أجل البقاء .
لانت ورقّت بعد اللهيب وصارت هالة دامية كأنها بصمة من دماء على صفحة الأفق فى السماء سرعان ما تتلاشى لتمحو آية الضوء والنهار المتشبث بالبقاء ثم ترقد كالوحش المتعب لينام .
رياح تأتى بنسمات وأخرى بأعاصير وعواصف تعصف وتقصف ثم تلهث وتصمت وترقد فى سبات عميق .
حياة مفعمة بالزهور والفرح والسرور . وحياة غائبة صامتة احتجب بدرها وغام سماؤها .. وأشباح وذكريات وسكون يدوى كطنين الحشرات ..
أين المنعة . أين العظمة . أين المجد . أين الحياة . أين الجاه والسلطان . أين القوة والمال . كلٌ إلى فناء .
.
أدعوك ربى والأنام نيام .. والليل ساج والدروب ظلام
وقفت ياربى ببابك طارقاً .. الحب زادى والتقى إلجام
إنما الدنيا كزرع ناضر .. لكنه بعد البهاء حطام
إنّ السعادة أن تكون مهاجراً .. نحو الإله فعنده الإكرام
تظل تجرى فى المتاهة طالباً .. طعم السعادة دونها الآلام
إعلم بأن الموت حق واقع .. وبكل فعل قد جرت أقلام
...........
وإنه لمن السخف والحمق أن يحتمى المرء مخافة الداء ويركب الأهوال من أجل طلب الدواء ولا يحتمى المرء من الذنوب والأوزار مخافة عذاب النار .
والناس فى غفلة ومنام يتواكلون على عفو الله ورحمته ويتناسون غضب الله وسخطه وجبروته وسطوته .
فأعقل لسانك إلا عن حق تبينه أو باطل تدحضه أو حكمة تنشرها أو نعمة تذكرها .
وإن أعجبت بآرائك فتذكرسقطاتك . وإن أعجبت بعقلك فتذكر خواطر سيئاتك . وإن أعجبت بعملك فتذكر معاصيك . وإن أعجبت بمالك فهناك من هو أغنى منك .
وإن أعجبت بعلمك فهناك من هو أعلم منك .
ستصير فى ظلمة القبر ثاويا رهينا .... وستترك المال والأهل والبنينا
فالموت سوف يأتى علينا ويفنينا .... ولا حى يبقى سوى رب العالمينا
************
ليلٌ يأتى بحلكته يسدل ستائره ويلف الكون بظلمته وتتكاثر النجوم فيه ببصيص ضوئها ويتلألأ القمر بأضوائه وسناه ويعلو ويزدهى وينفض ضياه
يملأ النفوس رضاً ولذة يترجمه الشعراء شعراً والعابدون والقانتون صلاة ودعاء وتوبة واستغفاراً والمحبين والمتهجديم نشوة ووجداً وولهاً وجمالاً ..
************
المرء يطلب من الدنيا مالا يدركه وإن أدركه فلن يملكه وإن ملكه فسوف يتركه .
فلتحاسب نفسك فى خلوتك وتذكر أن كل قول وفعل يُمْلى فى صحيفتك . وشتّان مابين عمل تذهب مؤنته ويبقى ثوابه وبين عمل تذهب لذته وتبقى تبِعته .
ولاتقل من أين أبدأ فطاعة الله هى البداية .. لاتقل أين طريقى فشرع الله هو الهداية
لاتقل أين نعيمى فجنة الله كفاية .. لاتقل غداً سأبدأ فربما تأتى النهاية
**********
أنا أريد وأنت تريد .. والله فعال لما يريد .. فإن رضيت بما أراد الله أعطاك الله ما تريد .. وإن لم ترض بما يريد حرمك الله مما تريد ..
فهذا ملك الله ولن يصير فيه إلا ما يريد ..
العاكفة على مناجاة بارئها وربها تتنسم منه النفحات وتتضرع إليه بالدعوات وطلب العطايا والهبات وتبتهل إلى الله وتقول :
اللهم إنى أتوجه إليك بدعائى وأتوسل إليك بصلاتى على سيد الأنام وخاتم الرسل الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام أن ترزقنى حسن الخاتمة وسوء المنقلب
وأن ترحمنى إذا انقطع عملى وانقضى أجلى ..
يا هادى المضلين وراحم المذنبين ويا مقيل عثرات العاثرين .. يا مفيض الأنوار على قلوب عباده الأبرار . اللهم إنى صرفت رجائى إلى وجهك الكريم وأحسنت ظنى فى عفوك العظيم .
فهب لى فرقاناً تشرح به صدرى وترفع به قدرى وألحقنى بالصالحين ولا تجعلنى من الخزايا المفتونين
يا غافر الخطايا وواهب العطايا يادائم الفضل على البرية وباسط اليدين بالعطية .. اجعلنى ممن دعاك فأجبته وآمن بك فهديته..
...........
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه )
والناس موتى إلا العلماء والعلماء سكارى بعلمهم إلا العاملين به والعاملين مغرورين بعملهم إلا المخلصين
والمخلصين على خوف ووجل من إخلاصهم حتى يختم الله لهم به .
...
ليس هناك حياة بالموت لم تنختم .. أو عمْر مهما طال لم ينته أو ينصرم ..
يقول أبو الحسين محمد بن جبير :
عجبت للمرء فى دنياه تطمعه .. فى العيش والأجل المحتوم يقطعه
يمسى ويصبح فى عشواء يخبطها .. أعمى البصيرة والآمال تخدعه
يغتر بالدهر مسروراً بصحبته
وقد تيقن أن الدهر يصرعه
ويجمع المال حرصا لا يفارقه .. وقد درى أنه للغير يجمعه
تراه يشفق من تضييع درهمه .. وليس يشفق من دينٍ يضيعه
وأسوأ الناس تدبيراً لعاقبة
من أنفق العمر فيما ليس ينفعه
...........
حياة تهبط من البطون وأخرى تغيب فى القبور ..
زرع يخرج شطأه فى حذر وضعف ثم يقوى عوده ويتصلب ساقه ثم يصفر وييبس ثم يفنى بالحصاد .
شمس تبدأ حنونة تنشر النور والضياء ويزداد وهجها ويشتد حرها ويلتهب سعيرها ثم تبرد وتهدأ وتميل وتجنح إلى المغيب وقرصها العجيب يكافح من أجل البقاء .
لانت ورقّت بعد اللهيب وصارت هالة دامية كأنها بصمة من دماء على صفحة الأفق فى السماء سرعان ما تتلاشى لتمحو آية الضوء والنهار المتشبث بالبقاء ثم ترقد كالوحش المتعب لينام .
رياح تأتى بنسمات وأخرى بأعاصير وعواصف تعصف وتقصف ثم تلهث وتصمت وترقد فى سبات عميق .
حياة مفعمة بالزهور والفرح والسرور . وحياة غائبة صامتة احتجب بدرها وغام سماؤها .. وأشباح وذكريات وسكون يدوى كطنين الحشرات ..
أين المنعة . أين العظمة . أين المجد . أين الحياة . أين الجاه والسلطان . أين القوة والمال . كلٌ إلى فناء .
.
أدعوك ربى والأنام نيام .. والليل ساج والدروب ظلام
وقفت ياربى ببابك طارقاً .. الحب زادى والتقى إلجام
إنما الدنيا كزرع ناضر .. لكنه بعد البهاء حطام
إنّ السعادة أن تكون مهاجراً .. نحو الإله فعنده الإكرام
تظل تجرى فى المتاهة طالباً .. طعم السعادة دونها الآلام
إعلم بأن الموت حق واقع .. وبكل فعل قد جرت أقلام
...........
وإنه لمن السخف والحمق أن يحتمى المرء مخافة الداء ويركب الأهوال من أجل طلب الدواء ولا يحتمى المرء من الذنوب والأوزار مخافة عذاب النار .
والناس فى غفلة ومنام يتواكلون على عفو الله ورحمته ويتناسون غضب الله وسخطه وجبروته وسطوته .
فأعقل لسانك إلا عن حق تبينه أو باطل تدحضه أو حكمة تنشرها أو نعمة تذكرها .
وإن أعجبت بآرائك فتذكرسقطاتك . وإن أعجبت بعقلك فتذكر خواطر سيئاتك . وإن أعجبت بعملك فتذكر معاصيك . وإن أعجبت بمالك فهناك من هو أغنى منك .
وإن أعجبت بعلمك فهناك من هو أعلم منك .
ستصير فى ظلمة القبر ثاويا رهينا .... وستترك المال والأهل والبنينا
فالموت سوف يأتى علينا ويفنينا .... ولا حى يبقى سوى رب العالمينا
************
ليلٌ يأتى بحلكته يسدل ستائره ويلف الكون بظلمته وتتكاثر النجوم فيه ببصيص ضوئها ويتلألأ القمر بأضوائه وسناه ويعلو ويزدهى وينفض ضياه
يملأ النفوس رضاً ولذة يترجمه الشعراء شعراً والعابدون والقانتون صلاة ودعاء وتوبة واستغفاراً والمحبين والمتهجديم نشوة ووجداً وولهاً وجمالاً ..
************
المرء يطلب من الدنيا مالا يدركه وإن أدركه فلن يملكه وإن ملكه فسوف يتركه .
فلتحاسب نفسك فى خلوتك وتذكر أن كل قول وفعل يُمْلى فى صحيفتك . وشتّان مابين عمل تذهب مؤنته ويبقى ثوابه وبين عمل تذهب لذته وتبقى تبِعته .
ولاتقل من أين أبدأ فطاعة الله هى البداية .. لاتقل أين طريقى فشرع الله هو الهداية
لاتقل أين نعيمى فجنة الله كفاية .. لاتقل غداً سأبدأ فربما تأتى النهاية
**********
أنا أريد وأنت تريد .. والله فعال لما يريد .. فإن رضيت بما أراد الله أعطاك الله ما تريد .. وإن لم ترض بما يريد حرمك الله مما تريد ..
فهذا ملك الله ولن يصير فيه إلا ما يريد ..