سما الموج
05-03-2022, 01:55 PM
كيف ربى النبي ﷺ زوجاته على الدين
لقد كان ﷺ يعلم زوجاته أمور العقيدة، ويخبرهن بتوحيد الله، وعظمته ، كان شرح الأسماء والصفات يأتي في خلال الأحاديث التي يعظ بها النبي ﷺ أهل بيته، وكان ﷺ يقول فيما يقول لعائشة: من حوسب يوم القيامة عُذب قالت عائشة: أوليس يقول الله: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًاسورة الانشقاق 8.كيف تقول يا رسول الله من حوسب يوم القيامة عُذب، والله يقول عن صاحب اليمين الذي يؤتى كتابه بيمينه، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًاسورة الانشقاق 8.فيقول النبي ﷺ موضحاً، ومعلماً، وشارحاً لهذا الأمر من أمور العقيدة لزوجته عائشة، وواعظاً لها أيضاً: ليس ذلك بالحساب، إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب عذب. إذاً الحساب اليسير ليس هو الحساب الذي إذا نوقشه العبد فإنه يُعذب، من نوقش الحساب من حوسب عُذب، وإنما يتجاوز الله عن المقربين، وأهل اليمين، فينجيهم بفضل منه وكرم، وحسابهم يسير لا يسمى حساباً الذي يؤدي إلى العذاب، والنبي ﷺ كذلك يعلم زوجته أذكار الصباح والمساء، وكيف تستعيذ بالله من الشرور لما رأى القمر قد طلع قال: يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب. لقد فسر لها تلك الآية من سورة الفلق: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَسورة الفلق 1-3.لقد فسر لها تفسيراً عملياً، ووضح لها المراد لما أشار إلى هذا القمر، وهو آية الليل لما ظهر في السماء، وأخبرها وأمرها أن تستعيذ بالله من شره، فإن الشرور تحدث في الليل وفي النهار، فهي تستعيذ بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب، ومن شر ما يحدث في الليل من الفتن، والإثم، والفواحش، والشرور، والآفات بأنواعها، حتى لدغ الحية والعقرب، ولما سألته زوجته عن تصرفه إذا ظهرت ريح، إذا ظهر سحاب في السماء، أقبل النبي ﷺ وأدبر، ودخل وخرج، منزعجاً مما يرى، فكانت عائشة تقول له: الناس يستبشرون إذا رأوا السحاب، يستبشرون وأنت أراك تفعل ما تفعل، بماذا أجابها النبي ﷺ؟ وانتهز هذا السؤال؛ ليخوفها بالله، ويبين لها كيف يكون المؤمن في عدم أمنه مكر الله، قال: يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عُذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا هذا عارض ممطرنا. أرسل الله لهم سحاباً وعليهم ظلة ظنوه مطراً فرحوا واستبشروا، ولكن كانت ريح فيها عذاب أليم، تدمر كل شيء بأمر ربها، وهكذا يكون تخويف الزوجة بالله، وتوضيح عذاب الله، وأن المسلم لا يأمن مكر الله ، وكذلك قد تستعجل الزوجة في الإجابة عن شيء، أو تتسرع في الحكم على شيء، وهنا يعلم الزوج زوجته مفهوماً مهماً من المفهومات الإسلامية، وقاعدة عظيمة وهي عدم جواز القول على الله بغير علم، وعدم الجواز حكم على الأشياء بغير دليل شرعي، وعدم جواز التسرع في الإجابة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أُتي رسول الله ﷺ بصبي من صبيان الأنصار فصلى عليه، أُتي إليه به ميتاً، فصلى عليه صلاة الجنازة، قالت عائشة: قلت طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل سوءاً ولم يدرك، حكمت بأنه عصفور من عصافير الجنة، فإما أنه ﷺ لم يكن قد أوحي إليه بشيء في أطفال المؤمنين، أو أنه أراد أن يؤدبها على تسرعها، وأن يلفت نظرها لذلك، فقال لها: أو غير ذلك، يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم. رواه الإمام مسلم وغيره رحمهم الله، فهذا من الأمور المهمة في المنهج العلمي الذي يقوم الرجل بتعليمه لزوجته، ونظراً لكثرة آفات اللسان عند النساء، فإن على الزوج المسلم أن يراعي ذلك في زوجته، فإن الله تعالى قد ذكرهن داخلات في القوم، وذكرهن منفصلات في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ سورة الحجرات 11. فهؤلاء النسوة، النساء داخلات في القوم، لكن مع ذلك كرر التنبيه ، وخصصهن بالنهي أيضاً، ولذلك ترى يا عبد الله، الغيبة والنميمة في أوساط النساء كثيرة، فماذا فعلت أنت في الموعظة ومقاومة هذه الأخلاق الرديئة؟ النبي ﷺ لم يكن ليرضى من زوجاته شيئاً، ولو كان قليلاً ويسيرا، فقد جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها التي نقلت بأمانة حتى ما كان عليها وما كان من أخطائها نقلته؛ لتتعلم الأمة عن عائشة، قالت: قلت للنبيﷺ: حسبك من صفية كذا وكذا، دافع الغيرة عند النساء قوي، ربما انزلقت في شيء من الغيبة، قالت: حسبك يكفيك من صفية هذه زوجتك أنها قصيرة، كذا وكذا، فقال النبي ﷺ: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته لقد قلت كلمة واحدة كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته وطغت عليه من شدتها وعظمها، قالت: وحكيت له إنساناً -مثلت له حركة أو قولاً- فقال: ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا . فلا يجوز أن تمثل فعلاً لشخص، أو تحكي قولاً له على سبيل الاستهزاء والتنقص، مهما أوتيت لا تفعل ذلك، فهذا النبي ﷺ ينكر ذلك على زوجته، ويوقفها لما قالت تلك الكلمة، وروى النسائي رحمه الله تعالى بإسناد صحيح في كتاب عشرة النساء عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: ابنة يهودي، صفية بنت حيي بن أخطب، بنت زعيم اليهود، قُتل زوجها قتله المسلمون، قُتل في المعارك التي دارت والحصارات بين المسلمين واليهود، تزوج النبي ﷺ صفية تأليفاً لها ولقومها، ورعاية لها صارت عنده مسلمة من أمهات المؤمنين هي أمنا وإن كانت من أصل اليهود؛ لأنها أسلمت، والمسلمون أخوة، المؤمنون أخوة، لا يضر ما يكون من أصلهم، قالت حفصة عن صفية بنت يهودي، فبكت صفية لما سمعت ذلك تأثراً فدخل عليها النبي ﷺ وهي تبكي فقال: ما يبكيك قالت: قالت لي حفصة ابنة يهودي، فقال النبي ﷺ: إنك لابنة نبي، وإن عمك نبي، وإنك لتحت نبي إنك من سلالة موسى وهارون، أجدادك فيهم نبي، وأخوه هارون عمك نبي، وإنك لتحت نبي، فهذا شرف، فبمَ تفخر عليك؟ ثم قال النبي ﷺ: اتقِ الله يا حفصة. ذهب إلى حفصة توجه إليها بالكلام مذكراً بالله: اتقِ الله يا حفصة كيف تقولين هذا؟ اتقِ الله يا حفصة هكذا يكون الموقف ممن زل لسانها في حق أختها، ولو كان الدافع قوياً، ولو كان الغيرة عند النساء، لكن المنكر يبقى منكر ينبغي إنكاره، رضي الله عنهن أمهاتنا، هن أمهاتنا كلهن رضي الله عنهن.
لقد كان ﷺ يعلم زوجاته أمور العقيدة، ويخبرهن بتوحيد الله، وعظمته ، كان شرح الأسماء والصفات يأتي في خلال الأحاديث التي يعظ بها النبي ﷺ أهل بيته، وكان ﷺ يقول فيما يقول لعائشة: من حوسب يوم القيامة عُذب قالت عائشة: أوليس يقول الله: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًاسورة الانشقاق 8.كيف تقول يا رسول الله من حوسب يوم القيامة عُذب، والله يقول عن صاحب اليمين الذي يؤتى كتابه بيمينه، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًاسورة الانشقاق 8.فيقول النبي ﷺ موضحاً، ومعلماً، وشارحاً لهذا الأمر من أمور العقيدة لزوجته عائشة، وواعظاً لها أيضاً: ليس ذلك بالحساب، إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب عذب. إذاً الحساب اليسير ليس هو الحساب الذي إذا نوقشه العبد فإنه يُعذب، من نوقش الحساب من حوسب عُذب، وإنما يتجاوز الله عن المقربين، وأهل اليمين، فينجيهم بفضل منه وكرم، وحسابهم يسير لا يسمى حساباً الذي يؤدي إلى العذاب، والنبي ﷺ كذلك يعلم زوجته أذكار الصباح والمساء، وكيف تستعيذ بالله من الشرور لما رأى القمر قد طلع قال: يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب. لقد فسر لها تلك الآية من سورة الفلق: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَسورة الفلق 1-3.لقد فسر لها تفسيراً عملياً، ووضح لها المراد لما أشار إلى هذا القمر، وهو آية الليل لما ظهر في السماء، وأخبرها وأمرها أن تستعيذ بالله من شره، فإن الشرور تحدث في الليل وفي النهار، فهي تستعيذ بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب، ومن شر ما يحدث في الليل من الفتن، والإثم، والفواحش، والشرور، والآفات بأنواعها، حتى لدغ الحية والعقرب، ولما سألته زوجته عن تصرفه إذا ظهرت ريح، إذا ظهر سحاب في السماء، أقبل النبي ﷺ وأدبر، ودخل وخرج، منزعجاً مما يرى، فكانت عائشة تقول له: الناس يستبشرون إذا رأوا السحاب، يستبشرون وأنت أراك تفعل ما تفعل، بماذا أجابها النبي ﷺ؟ وانتهز هذا السؤال؛ ليخوفها بالله، ويبين لها كيف يكون المؤمن في عدم أمنه مكر الله، قال: يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عُذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا هذا عارض ممطرنا. أرسل الله لهم سحاباً وعليهم ظلة ظنوه مطراً فرحوا واستبشروا، ولكن كانت ريح فيها عذاب أليم، تدمر كل شيء بأمر ربها، وهكذا يكون تخويف الزوجة بالله، وتوضيح عذاب الله، وأن المسلم لا يأمن مكر الله ، وكذلك قد تستعجل الزوجة في الإجابة عن شيء، أو تتسرع في الحكم على شيء، وهنا يعلم الزوج زوجته مفهوماً مهماً من المفهومات الإسلامية، وقاعدة عظيمة وهي عدم جواز القول على الله بغير علم، وعدم الجواز حكم على الأشياء بغير دليل شرعي، وعدم جواز التسرع في الإجابة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أُتي رسول الله ﷺ بصبي من صبيان الأنصار فصلى عليه، أُتي إليه به ميتاً، فصلى عليه صلاة الجنازة، قالت عائشة: قلت طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل سوءاً ولم يدرك، حكمت بأنه عصفور من عصافير الجنة، فإما أنه ﷺ لم يكن قد أوحي إليه بشيء في أطفال المؤمنين، أو أنه أراد أن يؤدبها على تسرعها، وأن يلفت نظرها لذلك، فقال لها: أو غير ذلك، يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم. رواه الإمام مسلم وغيره رحمهم الله، فهذا من الأمور المهمة في المنهج العلمي الذي يقوم الرجل بتعليمه لزوجته، ونظراً لكثرة آفات اللسان عند النساء، فإن على الزوج المسلم أن يراعي ذلك في زوجته، فإن الله تعالى قد ذكرهن داخلات في القوم، وذكرهن منفصلات في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ سورة الحجرات 11. فهؤلاء النسوة، النساء داخلات في القوم، لكن مع ذلك كرر التنبيه ، وخصصهن بالنهي أيضاً، ولذلك ترى يا عبد الله، الغيبة والنميمة في أوساط النساء كثيرة، فماذا فعلت أنت في الموعظة ومقاومة هذه الأخلاق الرديئة؟ النبي ﷺ لم يكن ليرضى من زوجاته شيئاً، ولو كان قليلاً ويسيرا، فقد جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها التي نقلت بأمانة حتى ما كان عليها وما كان من أخطائها نقلته؛ لتتعلم الأمة عن عائشة، قالت: قلت للنبيﷺ: حسبك من صفية كذا وكذا، دافع الغيرة عند النساء قوي، ربما انزلقت في شيء من الغيبة، قالت: حسبك يكفيك من صفية هذه زوجتك أنها قصيرة، كذا وكذا، فقال النبي ﷺ: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته لقد قلت كلمة واحدة كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته وطغت عليه من شدتها وعظمها، قالت: وحكيت له إنساناً -مثلت له حركة أو قولاً- فقال: ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا . فلا يجوز أن تمثل فعلاً لشخص، أو تحكي قولاً له على سبيل الاستهزاء والتنقص، مهما أوتيت لا تفعل ذلك، فهذا النبي ﷺ ينكر ذلك على زوجته، ويوقفها لما قالت تلك الكلمة، وروى النسائي رحمه الله تعالى بإسناد صحيح في كتاب عشرة النساء عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: ابنة يهودي، صفية بنت حيي بن أخطب، بنت زعيم اليهود، قُتل زوجها قتله المسلمون، قُتل في المعارك التي دارت والحصارات بين المسلمين واليهود، تزوج النبي ﷺ صفية تأليفاً لها ولقومها، ورعاية لها صارت عنده مسلمة من أمهات المؤمنين هي أمنا وإن كانت من أصل اليهود؛ لأنها أسلمت، والمسلمون أخوة، المؤمنون أخوة، لا يضر ما يكون من أصلهم، قالت حفصة عن صفية بنت يهودي، فبكت صفية لما سمعت ذلك تأثراً فدخل عليها النبي ﷺ وهي تبكي فقال: ما يبكيك قالت: قالت لي حفصة ابنة يهودي، فقال النبي ﷺ: إنك لابنة نبي، وإن عمك نبي، وإنك لتحت نبي إنك من سلالة موسى وهارون، أجدادك فيهم نبي، وأخوه هارون عمك نبي، وإنك لتحت نبي، فهذا شرف، فبمَ تفخر عليك؟ ثم قال النبي ﷺ: اتقِ الله يا حفصة. ذهب إلى حفصة توجه إليها بالكلام مذكراً بالله: اتقِ الله يا حفصة كيف تقولين هذا؟ اتقِ الله يا حفصة هكذا يكون الموقف ممن زل لسانها في حق أختها، ولو كان الدافع قوياً، ولو كان الغيرة عند النساء، لكن المنكر يبقى منكر ينبغي إنكاره، رضي الله عنهن أمهاتنا، هن أمهاتنا كلهن رضي الله عنهن.