تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من مفاتيح إجابة الدعاء المغيبة


همس الروح
11-03-2022, 11:59 PM
..

الحمد لله العليم القدير، العلي الكبير، الولي الحميد، العزيز المجيد، له الخلق والأمر، وبه النفع والضر، وله الحكم والتقدير، وله الملك والتدبير، لا اعتراض عليه في ملكه، ولا عتاب عليه في تدبيره، ولا لَوْمَ في تقديره، أشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، لا دليل لنا إليه إلا من طريقه، ولا نجاة لنا إلا باتباع سبيله، فاللهم صل وسلم عليه، وعلى آله وصحبه ومَن تبِعه بإحسان، وسلم تسليمًا.

أما بعد:

فنبيان كريمان على الله جل وعلا، عظيما القدر، جليلا المنزلة، تقاربت ظروفهما الأسرية من جهة الولد، كل منهما قد اتخذ الشيب من رأسه مقرًّا ومستقرًّا، وأضاء شعورهما بما ينذر بقرب لقاء الله جل وعلا، وهي السن التي يرجو فيها الوالد نفع ولده، وعونه له على أمور دنياه، وأمور دينه من قبل، وكلا النبيين الكريمين لم يرزق ولدًا حتى مع بلوغه تلك السن، صور القرآن حال نبي الله إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم في مشهد ينبئ عنه قول زوجته سارة عليها السلام حين بشرت بقرب حملها: ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ [هود: 72]، فإذا كان هذا حال الزوج وقد اعتلاها الذهول مما سمعت، فكيف بحال زوجها الذي طعن في السن؟! والمشهد الآخر كان يصوره القرآن في حالة من الضعف الذي سببه كبر سن الزوج، وعقم المرأة، مما يستحيل في عادة الإنسان أن يولد لمثل هذين الزوجين، فينقل الله صورة نبيه الكريم زكريا صلى الله عليه وسلم في مشهد يفيض بالرحمة، فيقول: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 4 - 6]، في تصوير بديع يصوره لنا القرآن الكريم حال زوج لم يجد في خاتمة عمره سوى زوجه العقيم، وقد ابيض شعر رأسه بسرعة لم يرها من قبل، وما الشيب إلا علامة على ضَعف خفي يمر به الإنسان في المنعطف الأخير من حياته، دالًّا على وهنِ العظم الذي عليه قوام الجسد، فيظهر زكريا عليه الصلاة والسلام في صورة من الذل بين يدي الرحيم، وقد اجتمع فيه ضعف الظاهر من جسده والباطن؛ مما يعجل بنزول رحمة الله وقرب إجابته، فبماذا توسل نبيَّا الله إبراهيم وزكريا عليهما الصلاة والسلام إلى الله في هذه الحال العصيبة؟ لا شك أنهما سيستجلبان إجابة الله بدعوة من أجلِّ الدعوات، وبوسيلة من أعظم القربات، ولنا فيهم أسوة حسنة: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، لقد توسلا إلى الله جل وعلا بتوسل عجيب نغفل عنه كثيرًا، والنتيجة فيه عظيمة لكل منهما، فإبراهيم صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ [هود: 71]، بل أعظم: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [العنكبوت: 27]، وزكريا عليه الصلاة والسلام أجيبت دعوته وهو لا يزال في محرابه: ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 7]، بل أعظم من ذلك: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39].


أيها المسلمون، لقد توسل هذان النبيان الكريمان بسابق فضل الله عليهما، فبما أن الله - تعاظَم مجدُه - قد أجاب دعاءهما فيما سلف، فإنهما قد أحسنا الظنَّ بالله، وأنه سيجيب دعاءهما فيما سيأتي، فالكريم لا تنقطع عطاياه، والغني لا تنفد خزائنه، والمجيب لا يغفل عن عباده، ولسان حاليهما: قد عودتنا يا ربنا سابق عطاياك، والظن بك ألا تمنعنا فضلك فيما يستقبلنا، واسمع قول زكريا عليه الصلاة والسلام حين دعا ربه، فقال: ﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾ [مريم: 4]، وقول إبراهيم الخليل عليه وعلى آله الصلاة والسلام: ﴿ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾ [مريم: 48]؛ أي: لَمْ أكُنْ بِدُعائِي إيَّاكَ خائِبًا في وقْتٍ مِن أوْقاتِ هَذا العُمْرِ الطَّوِيلِ، بَلْ كُلَّما دَعَوْتُكَ اسْتَجَبْتَ لِي، فهَذا تَوَسُّلٌ مِنهُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِما سَلَفَ مِنهُ تَعالى مِنَ الِاسْتِجابَةِ عِنْدَ كُلِّ دَعْوَةٍ إثْرِ تَمْهِيدِ ما يَسْتَدْعِي الرَّحْمَةَ مِن كِبَرِ السِّنِّ وضَعْفِ الحالِ، فَإنَّهُ تَعالى بَعْدَ ما عَوَّدَ عَبْدَهُ الإجابَةَ دَهْرًا طَوِيلًا لا يَكادُ يُخَيِّبُهُ أبَدًا، ولا سِيَّما عِنْدَ اضْطِرارِهِ وشَدَّةِ افْتِقارِهِ، وفي هَذا التَّوَسُّلِ مِنَ الإشارَةِ إلى عِظَمِ كَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ ما فِيهِ، حُكِيَ أنَّ حاتِمًا الطائِيَّ، أتاهُ مُحْتاجٌ فَسَألَهُ، وقالَ: أنا الَّذِي أحْسَنْتَ إلَيْهِ وقْتَ كَذا، فَقالَ: مَرْحَبًا بِمَن تَوَسَّلَ بِنا إلَيْنا، وقَضى حاجَتَهُ، فتذكر أيها المؤمن حين تدعو ربك، وتوسل به إليه، فما أحد أكرم عند الله من نفسه العلية، وذاته القدسية، فاللهم ارزُقنا حسن الأدب معك، وأعنا على ما يرضيك، إنك بنا وبالمؤمنين رؤوف رحيم. إثنتين و سبعين و أربعة و تسعين و واحدة و سبعين و سبعة و عشرين و سبعة و تسعة و ثلاثين و ثمانية و أربعين

نبض الاحاسيس❁♩‏
12-03-2022, 12:05 AM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك

بنت الخيال
12-03-2022, 05:33 PM
انتقائك جميــل
يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعك
ودي

- وهُــم .
12-03-2022, 07:42 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

غفران المحبه
13-03-2022, 12:20 AM
جزاك الله خير عالموضوع وتسلم يمينك
بانتظار جديدك

دمت ودام ابداعك :66e360bae7a2303b555

رهينة الماضي
13-03-2022, 01:25 AM
يعطيك العافية لهذا الطرحك اراقي
سلمت يداك ودام عطائك ومجهودك
ولك كل الشكر والامنتان
وبنتظار جديدك
تقديري واحترامي
https://a.top4top.io/p_2097dkxcq0.png

شمس
13-03-2022, 01:24 PM
..

..

جزاك الله خير الجزاءْ..
جَعَلَ يومك نوراً وسرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحسنآت تعانقها بُحورا
جَعلها آلله في ميزان آعمآلك
دَآمَ لَنآ عَطائك

http://www.nalwrd.com/vb/upload/10499nalwrd.gif

إحساس إنسان
14-03-2022, 12:54 AM
جزاك الله خير ل طرحك النافع
وجعله ميزان حسناتك يارب
تقديري لك

امير بكلمتى
15-03-2022, 03:13 PM
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

كريزما
15-03-2022, 04:45 PM
يعطيك العآفيه..
طرح بقمة الذوووق والرووعه..
تسلم أيدك ع الطرح المميز لاعدمنـآك ,...
بانتظارجديدك بكل شوق
ودي وشذى وردي ..

وتين
17-03-2022, 01:18 AM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

امير بكلمتى
17-03-2022, 10:10 AM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم

دمتم بخير

https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(53).gif

ابتسامة الزهر
17-03-2022, 05:34 PM
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

مـخـمـلـيـة
17-03-2022, 11:50 PM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :271:

مانسيتك
19-03-2022, 12:50 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك

:100 (109):

خلــــود
20-03-2022, 12:38 PM
:271::271:
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات:smile35:
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(44).gifدمت بحفظ الله ورعآيتهhttps://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(44).gif

انديرا
23-03-2022, 03:13 PM
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك

عبير الليل
24-03-2022, 08:09 AM
‏ انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:bright_flower_by_va

عذبة المعاني
27-03-2022, 01:49 PM
_
جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيّم
وجُعل في موازين حسناتك .
:100 (103):

♥..αмαℓ
28-03-2022, 09:37 PM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

عيسى العنزي
06-04-2022, 12:07 AM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

سما الموج
25-05-2022, 01:12 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20(109).gif

البدر
19-05-2023, 02:15 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-05527f2575:

همس الروح
19-05-2023, 04:12 AM
آسعدني حضـــوركم ومتابعتكم آلف شكــــر
تحيتي وتقديري
:ezgif-3-7ea10d7cfb:

امير بكلمتى
16-07-2023, 12:12 PM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:ezgif-5-4b114f7f8a:

محمد
05-06-2025, 03:33 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://up6.cc/2025/05/1748575873361.gif

همس الروح
13-06-2025, 02:26 AM
آسعدني حضـــوركم ومتابعتكم آلف شكــــر
تحيتي وتقديري:0 (296):

روحي تبيك
02-08-2025, 09:36 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورلإيمان
أحترآمي لــ/سموك