المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعة رحمة الله


غفران المحبه
10-04-2022, 10:35 PM
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما بزغت الشمس والقمر.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
عباد الله:
ما أرحم الله وما أرأفه! وما أصبره وما أحلمه! هو الرحمن الرحيم، بالمؤمنين رؤوف رحيم
ما خلَقَنا ليُعذبنا، وما أوجدنا ليُشقينا، وما كلَّفَنا ليشق علينا.
أنزل الكتب وأرسل الرسل، وذلك من رحمته بعباده ألا يعذبهم، ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾ [طه: 1 - 3].
أنزل البلاء وأنزل النعماء، ينعم على قوم ليبتليهم بالنعم هل يشكرون أم يكفرون، ويرسل البلاء على أقوام ليبتلي إيمانهم
ويختبر صدقهم ويقينهم، لا ليعذبهم ويضيق عليهم، بل إن الله إذا أحَب عبدًا ابتلاه، وأكثر الناس بلاءً الأنبياءُ ثم الأمثل فالأمثل
لأنه يأتي مع البلاء والصبر عليه... يأتي معه الأجور والدرجات، والرضا والرحمات.
((إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَا
ومَن سخِط فله السُّخطُ))؛ حسنه الألباني في صحيح الترمذي.
الله جل جلاله أرحم بنا من أنفسنا، أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قَدِمَ علَى النبيِّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إذَا وجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ أخَذَتْهُ، فألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وأَرْضَعَتْهُ
فَقَالَ لَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((أتُرَوْنَ هذِه طَارِحَةً ولَدَهَا في النَّارِ؟))، قُلْنَا: لَا، وهي تَقْدِرُ علَى أنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ:
((لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا))؛ صحيح البخاري.
الله قادر أن يعذِّب من عصاه عند أول ذنب، وعند أول جرم، وعند أول معصية، ولو فعل الله ذلك
ما ترك على ظهر الأرض من دابة؛ لأن كل العباد خطَّاؤون، كل العباد مذنبون
قال سبحانه: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ
مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا﴾ [فاطر: 45].
يمهل ويمهل ويمهل حتى من كفر به وحارب دينه، يمهلهم لعلهم يتوبون أو يذَّكَّرون.
إن الله تعالى أخبرنا أن رحمته تسبق غضبه، وأن له مائة رحمة... لله مائة رحمة، قال صلى الله عليه وسلم:
((إنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ
وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ))؛ صحيح مسلم.
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كِتابِهِ فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتي غَلَبَتْ غَضَبِي)).
من رحمته بعباده أنه سهَّل عليهم العبادة، سهل علينا التكاليف الشرعية، ما جعل علينا في الدين من حرج.
فرض الصلوات خمسين وخفَّفها إلى خمس، أوجب علينا الصيام شهرًا واحدًا، والمريض والمعذور بإمكانه تأخيره إلى وقت آخر.
أوجب علينا الحج إلى بيته المحرم ولكن للمستطيع، أوجب الزكاة على أهل الأموال وبعد مضيِّ الحول، ومن ليس له مال ليس عليه زكاة.
ولو شاء الله لبقيت الصلوات خمسين، ولو شاء لأمرنا بالصيام طيلة العام، والحج كل سنة، ولكنه رحيم بعباده.
أمرنا بالدعاء ليستجيب لنا، وحثنا على الاستغفار ليغفر لنا، ودعانا إلى التوبة ليتوب علينا.
قال أنس رضي الله عنه: سمعت رسول الله يقول: ((قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى: يا بنَ آدمَ، إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ
على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا بنَ آدمَ، لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولا أبالي، يا بنَ آدمَ، إنَّكَ لو أتيتَني
بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئً،ا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً))؛ صحيح الترمذي للألباني، صحيح.
يبسط يده بالليل ليتوب مسيءُ النهار، ويبسط يده بالنهار حتى يتوب مسيءُ الليل، إلى أن تطلع الشمس من مغربها.
يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويحب الصادقين، ويحب المتقين، ويحب المحسنين.
قال صلى الله عليه وسلم عن حال المؤمن يوم القيامة: ((إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ:
أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ:
سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ:
﴿ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]))؛ صحيح البخاري.
ألا يا عباد الله:
فلنتعرض لهذه الرحمات وهذا العطاء وهذا الكرم... لا نيئس ولا نقنط، لا يغلبنا عليها الشيطان
ولا يضيقها علينا الهوى والقسوة والفجوة والطبع اللئيم.
اللهم أدخلنا في واسع رحمتك وعفوك وسترك وكرمك يا أرحم الراحمين.

_ سالم بن محمد الغيلي.

صٌوتِكْ حَضِنْ ♩
10-04-2022, 10:40 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

بنت الخيال
11-04-2022, 07:42 PM
انتقائك جميــل
يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعك
ودي

عيسى العنزي
11-04-2022, 11:26 PM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

♥..αмαℓ
14-04-2022, 01:15 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

امير بكلمتى
15-04-2022, 09:12 AM
رائع تسلم اناملك
بانتظار جديد ابداعاتك
بكل شوق

https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(50).gif

ماجد
16-04-2022, 12:46 PM
جزاك الله خير على اختيارك القيّم
وكل الشكر والتقدير لموضوعك الديني الهادف والمفيد
ونترقب المزيد من جديدك القادم
حفظك ربي ورعاك
***

عبير الليل
16-04-2022, 01:54 PM
‏ انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:bright_flower_by_va

كريزما
18-04-2022, 06:21 AM
إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك

- وهُــم .
18-04-2022, 10:48 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

السيف
01-05-2022, 07:57 AM
سلمت أناملك على طرحك القيم
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري

إحساس إنسان
06-05-2022, 12:28 AM
جزاك خير ل طرحك النافع والقيم
وجعله ميزان حسناتك يارب
تقديري لك

رهينة الماضي
06-05-2022, 03:50 PM
سلمت يداك ودام عطائك ومجهودك
ولك كل الشكر والامنتان
وبنتظار جديدك
تقديري واحترامي
https://a.top4top.io/p_2097dkxcq0.png

مانسيتك
08-05-2022, 03:48 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك

:100 (109):

وتين
08-05-2022, 11:27 PM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

عذبة المعاني
10-05-2022, 01:32 AM





فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية .. ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَ جَديِدكًـم بشغفَ .. :308773e9e2a1a279e65




امير بكلمتى
15-05-2022, 10:44 AM
سلمت أناملك على طرحك القيم
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحياتي:flower_by_vafiehya-

دلآل.•
17-05-2022, 04:11 PM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك

سما الموج
25-05-2022, 01:37 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20(109).gif

مـخـمـلـيـة
20-08-2022, 03:31 AM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :271:

ابتسامة الزهر
29-12-2022, 02:24 AM
جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي لك

البدر
17-04-2023, 07:20 AM
غفران المحبه
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-05527f2575:

محمد
05-06-2025, 03:03 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://up6.cc/2025/05/1748575873361.gif

روحي تبيك
02-08-2025, 10:06 AM
عطرالله قلبك ب الايمان
ونور دربك بالغفران
طرح ف غاية الروعة والجمال
جعله ف ميزان حسناتك يوم القيامة
وجزاك الله خير ع حسن اختيارك