تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأجل والرزق


همس الروح
23-06-2022, 01:08 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

وبعدُ:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدَّثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق: ((إنَّ أحدَكُم يُجْمَعُ خَلْقُه في بطن أمِّه أربعين يومًا، ثم يكُون علقةً مِثلَ ذلك، ثم يكُون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسَل الملَكُ، فينفخ فيه الرُّوح، ويُؤْمَر بأربع كلمات: بِكَتْبِ رزقه، وأجلِه، وعملِه، وشقيٌّ أو سعيد))[1].

في هذا الحديث أربعُ قضايا مِن أمور الغيب، يَجِبُ الإيمانُ بها، واليقين الجازم بِصِدْقِها، وسيقتصر حديثي على اثنتين منها، وهما: الأَجَل والرِّزق.

لقد دلَّت نصوصُ الكتاب والسُّنَّة على أن الله كَتَب الآجالَ والأرزاق، فلا يَزيد فيهما حرصُ حريص، ولا يردُّهما كراهِيةُ كارِهٍ.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((كَتب اللهُ مقاديرَ الخلائق قبل أن يَخلق السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سَنة - قال: وعرشه على الماء))[2].

وقد أكَّد سبحانه وتعالى هذه الحقيقةَ في آياتٍ كثيرة مِن كتابه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145].

وقال تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34].

وقد ظنَّ بعضُ المنافقين أنَّ تأخُّرَهُم عنِ الجهاد في سبيل الله، وجُبنَهم عن ملاقاة الأعداء، سيكون مانعًا لهم من الموت، فقطع اللهُ تلك الآمالَ الكاذبة بقوله: ﴿ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154]؛ ولهذا فإنَّ الوقائعَ تشهد بأنَّ الذين يُقْتَلُون مُدْبِرِينَ أكثرُ بأضعاف كثيرة مِن الَّذين يُقتلُون مُقبلِين، قال الشاعر:
تَأَخَّرْتُ أَسْتَبْقِي الحَيَاةَ فَلَمْ أَجِدْ ♦♦♦ لِنَفْسِي حَيَاةً مِثْلَ أَنْ أَتَقَدَّمَا

ومثلُ الأجلِ الرِّزقُ، فإن ما كُتب للعَبْدِ مِنْهُ سينالُه لا محالة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، وقال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23].

عن أبي أمامة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ رُوح القدس نفَثَ في رُوعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلَها، وتستوعب رِزقَها، فاتَّقوا الله، وأجمِلوا في الطلب، ولا يحملَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزق أن يطلبه بمعصية؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته))[3].

فما كُتب للعبد مِن رِزق وأجل، فلا بد أن يستكمله قبل أن يموت؛ عن جابر رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ المَوْتِ، لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ المَوْتُ))[4].

وتأمَّل هذا الحديثَ في أدب الدعاء، وهو يؤكِّد هذه الحقيقة:
عن أم حبيبة رضي الله عنها؛ أنها قالت: "اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَبِأَبِي أبي سُفْيَانَ، وبِأَخِي مُعَاويةَ"، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد سألْتِ اللهَ لآجالٍ مضروبة، وآثارٍ موطوءة، وأرزاقٍ مقسومة، لا يُعجِّل شيئًا منها قبْل حِلِّه، ولا يُؤخِّر منها شيئًا بعْد حلِّه، ولو سألتِ الله أن يُعَافِيَكِ من عذابٍ في النار، وعذاب في القبر، لكان خيرًا لكِ))[5].

ومما تَقَدَّمَ؛ يَتَبَيَّن ما يأتي:
أولًا: الإيمان بأن الآجال والأرزاق مقسومةٌ معلومة، لا يجلبهما حرصُ حريص، ولا يردُّهما كراهية كارهٍ.

ثانيًا: أن هذا لا يمنع فعْلَ الأسباب التي شرَعَ اللهُ لعباده الأخذَ بها؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

ثالثًا: في حديث أبي أمامة المتقدِّم إشارةٌ إلى أمرين اثنين:
1- أن يسعى العبدُ في طَلَب الرِّزق الحلال، وأن يجتنبَ الحرامَ والأسبابَ المؤدِّية إليه.

2- ألَّا يَطلب الرزقَ بجشعٍ وحرص، ولْيستحضر قولَه صلى الله عليه وسلم: ((مَن كانت الآخرة همَّه، جَعَلَ اللَّهُ غِناهُ في قَلْبِه، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كانَتِ الدُّنيا هَمَّهُ، جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بين عينيه، وفرَّق عليه شملَه، ولم يأتِه مِن الدنيا إلَّا ما قُدِّر له))[6].

رابعًا: الأسباب التي تُستجلَب بها الأرزاقُ، وتُستدفع بها المكارهُ - كثيرةٌ، وهذه إشارة إلى بعضها:
1- التوكُّل على الله:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أنكم تَتَوَكَّلُونَ على الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كما يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تغدو خِماصًا، وتروح بِطانًا))[7].

2- الاستقامة على شرع الله عز وجل:
قال تعالى: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].

3- المداوَمة على الاستغفار والتوبة:
قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12].

4- صلة الأرحام:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((مَنْ أحبَّ أنْ يُبسَطَ لَهُ في رِزقه، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِه، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))[8].

❞اوركيد♡
23-06-2022, 01:14 PM
وَ فِي حَرمِ الجَمَال ليسَ أبلَغُ منَ الصّمتْ
إبدَاعٌ مِن أنَاملك ..!
بُورِكتْ الْأنَامِل وَ حُرّمتْ عنهَا النّارْ
لِـ روحِك الأورْكيدَا

- وهُــم .
23-06-2022, 04:22 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

إحساس إنسان
23-06-2022, 07:38 PM
جزاك خير ل طرحك النافع والقيم
وجعله ميزان حسناتك يارب
تقديري لك

سما الحب
23-06-2022, 08:14 PM
جزاك الله خير ويعطيك العافيه

امير بكلمتى
23-06-2022, 08:47 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,

لك من الشكر وافره,~

:w6w_20060309175028d

كريزما
24-06-2022, 04:04 PM
الله يعطيك العافية علي الموضوع رائع جدا


مع اطيب الامنيات

بنت الخيال
24-06-2022, 06:50 PM
انتقائك جميــل
يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعك
ودي

رهينة الماضي
24-06-2022, 11:36 PM
شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه
تحيتي وتقديري لك
وددي قبل ردي
https://upload.3dlat.com/uploads/13605289777.gif

النجمة المضيئة
25-06-2022, 06:12 AM
جزاك الله خيراً وبارك
فيك ونفع بطرحك
وجعله في ميزان حسناتك

همس الروح
25-06-2022, 03:41 PM
آسعدني حضـــوركم ومتابعتكم آلف شكــــر
تحيتي وتقديري
:flowers_for_you_by_

قهوة المسا
27-06-2022, 11:45 AM
:bright_flower_by_va
يعطيك العافيه
وكدك ذوق
ويسعدك ربي

سما الموج
27-06-2022, 07:22 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20(109).gif

وتين
27-06-2022, 08:01 PM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

يمك دروبي
27-06-2022, 08:50 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان

محبه لربي
27-06-2022, 09:33 PM
جَزآكمـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـم وَفِي مِيزآنَ حَسنَآتكم

كبَرٍيآء أنثى
28-06-2022, 01:32 AM
طرح مميز وقمة في الجمال
تسلم الاياادي
الله لا يحرمنا جمال عطائك
عوافي..

ماجد
28-06-2022, 07:35 AM
جزاك الله خير على اختيارك القيّم
وكل الشكر والتقدير لموضوعك الديني الهادف والمفيد
ونترقب المزيد من جديدك القادم
حفظك ربي ورعاك
***

ابتسامة الزهر
29-06-2022, 02:53 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

♥..αмαℓ
01-07-2022, 10:41 PM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

عذبة المعاني
01-07-2022, 10:42 PM
[RIGHT][INDENT]























لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل :200 (44):

غفران المحبه
02-07-2022, 12:38 AM
جزاك الله خير عالموضوع وتسلم يمينك
بانتظار جديدك المفيد

ودي ووردي :w6w_20060309175028d

عبير الليل
02-07-2022, 04:53 AM
‏ انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:bright_flower_by_va

القبطان
03-07-2022, 01:57 PM
جزاك الله خيرا
وبارك فيـك علام الغيوب
ونفـــس عنــك كـل مكــروب
وثبـت قلبـك علـى دينـه
إنــه مقلـب القلـوب
دمت بحفظ الله ورعايته


:bright_flower_by_va

عيسى العنزي
16-07-2022, 01:34 AM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

مانسيتك
29-07-2022, 05:01 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك

:100 (109):

مـخـمـلـيـة
20-08-2022, 02:45 AM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :271:

همس الروح
19-10-2022, 11:13 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
تحيتي وتقديري:200 (44)::200 (44):

امير بكلمتى
21-10-2022, 05:24 AM
طرح جميل
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع والتميز
لك مني كل التقدير

البدر
05-06-2023, 12:30 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-05527f2575:

محمد
05-06-2025, 01:34 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://up6.cc/2025/05/1748575873361.gif

روحي تبيك
02-08-2025, 04:38 PM
عطرالله قلبك ب الايمان
ونور دربك بالغفران
طرح ف غاية الروعة والجمال
جعله ف ميزان حسناتك يوم القيامة
وجزاك الله خير ع حسن اختيارك