سما الموج
31-10-2022, 01:56 PM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_81530754749.png
المرأة في نطاق الزوجية ومقارنتها بالـرجل
إن دراسة وضع المـرأة كزوجة يثير الكثير من التساؤلات إذا قورن مـركـزها بمـركز الـرجل. وسوف أتطـرّق في هذا الباب إلى إبرام عقد الزواج، ويــدخل في ذلك زواج المسلم بـالكتابية مع منع زواج المسلمة بــالكتــابي، وحقوق كلّ من الـزوج والـزوجة، ثم قضية تعدّد الـزوجات، وأخيراً أحكام الطلاق.
والـزواج في فلسفة التشريع الإسلامي فطرة إنسانية، يتّسع معناها ليشمل كل جوانب الفطرة ويتعدّى «الغــــريزة الجنسية» أو «غــــريزة الـوالـدية»، ويقول اللّـه تعالى:﴿ومن كلِّ شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون﴾ (الذاريات: 49)، فالـزوجية تشمل الإنسان والحيوان والنبات والجماد، فهي سُنة كونية لا نعلم مداها ولا نعرف كنهها.
وبالنسبة لـلإنسان يقول تعالى: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾(الروم: 21)، ومن هـذه الآية الكـريمة نستخلص ثلاثة معانٍ: المـعـنى الأول: أنه خلق لنا من «أنفسنا» أزواجاً، فـالجـوهر واحد وهو «أنفـسنا»، ولكنـه انقسم إلى جـزأين أي زوجين. والمعـنـى الثـاني: هو «السّكن»، أي سكن الأزواج إلى الـزوجات، أو العـكـس أي سـكن قسم إلى القـسم الآخـر ﴿لتسكنوا إليها﴾. والمعـنى الثـالـث: هو ثمرة الزوجية في قوله ﴿وجعل بينكم مودةّ ورحمة﴾.
وذلك هو مفهوم الـزواج في الإسلام، فالعلاقة بين الزوج والزوجة هـي عــلاقة الواحد منهما بلباسه الـذي يستر عـورته ويقيه برد الشتاء وحر الصيف، ﴿هن لباس لكم وأنتم لباس لهن﴾ (لبقرة: 187).
والعلاقة بين الزوجين لا تُبنى على الغـريزة الجنسية أساساً لها، كما قد يظنّ البعض، فالسّكن الذي جاء ذكره سابقاً في الآية الكـريمة هو سكن روحي كما قال الإمام فخر الـدين الـرازي في التّفرقة اللغوية بين عبارة سكن إليه لـلسـكون القلـبي والـروحي وسكن عنـده لـلسكـون الجسمـاني،([64]) والآية الكـريمة تقول ﴿لتسكنوا إليها﴾. ويتّـضح هذا المعنى عـند كبـار السـن من الأزواج عنـدما يعانـون من وهـن الشيخـوخة وضعف الجنس، ومع ذلك يزداد ترابطهما وتقوى أُلفتهما.
والـلذة الجنسية التي تأتي مع الـزواج ليست هدفاً في حد ذاتها على الرغم من أهميتها، بل هي وسيلة للتكاثر الذي يبقي الجنس البشري. ولذلك فقد قال المفسرون لقوله تعالى: فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم (البقرة: 187)، أي ابتغوا ما كتبه اللّـه لكم من النسل.([65]) وتحت مظلة هذا المفهوم الإسلامي للـزوجية، ينبغي علينا النظر إلى أحكام الزواج والعـلاقات الزوجية، ونحن لا ننكر أن كثيراً من المسلمين تغلّـبت عليهم غـرائـزهم، وحجبتهم عن الفهم الصحيح للعلاقة الـزوجية، وأن كثيراً من آراء الفقهاء تأثّرت بالأعراف السائدة قبل الإسلام.
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_31530754749.png
المرأة في نطاق الزوجية ومقارنتها بالـرجل
إن دراسة وضع المـرأة كزوجة يثير الكثير من التساؤلات إذا قورن مـركـزها بمـركز الـرجل. وسوف أتطـرّق في هذا الباب إلى إبرام عقد الزواج، ويــدخل في ذلك زواج المسلم بـالكتابية مع منع زواج المسلمة بــالكتــابي، وحقوق كلّ من الـزوج والـزوجة، ثم قضية تعدّد الـزوجات، وأخيراً أحكام الطلاق.
والـزواج في فلسفة التشريع الإسلامي فطرة إنسانية، يتّسع معناها ليشمل كل جوانب الفطرة ويتعدّى «الغــــريزة الجنسية» أو «غــــريزة الـوالـدية»، ويقول اللّـه تعالى:﴿ومن كلِّ شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون﴾ (الذاريات: 49)، فالـزوجية تشمل الإنسان والحيوان والنبات والجماد، فهي سُنة كونية لا نعلم مداها ولا نعرف كنهها.
وبالنسبة لـلإنسان يقول تعالى: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾(الروم: 21)، ومن هـذه الآية الكـريمة نستخلص ثلاثة معانٍ: المـعـنى الأول: أنه خلق لنا من «أنفسنا» أزواجاً، فـالجـوهر واحد وهو «أنفـسنا»، ولكنـه انقسم إلى جـزأين أي زوجين. والمعـنـى الثـاني: هو «السّكن»، أي سكن الأزواج إلى الـزوجات، أو العـكـس أي سـكن قسم إلى القـسم الآخـر ﴿لتسكنوا إليها﴾. والمعـنى الثـالـث: هو ثمرة الزوجية في قوله ﴿وجعل بينكم مودةّ ورحمة﴾.
وذلك هو مفهوم الـزواج في الإسلام، فالعلاقة بين الزوج والزوجة هـي عــلاقة الواحد منهما بلباسه الـذي يستر عـورته ويقيه برد الشتاء وحر الصيف، ﴿هن لباس لكم وأنتم لباس لهن﴾ (لبقرة: 187).
والعلاقة بين الزوجين لا تُبنى على الغـريزة الجنسية أساساً لها، كما قد يظنّ البعض، فالسّكن الذي جاء ذكره سابقاً في الآية الكـريمة هو سكن روحي كما قال الإمام فخر الـدين الـرازي في التّفرقة اللغوية بين عبارة سكن إليه لـلسـكون القلـبي والـروحي وسكن عنـده لـلسكـون الجسمـاني،([64]) والآية الكـريمة تقول ﴿لتسكنوا إليها﴾. ويتّـضح هذا المعنى عـند كبـار السـن من الأزواج عنـدما يعانـون من وهـن الشيخـوخة وضعف الجنس، ومع ذلك يزداد ترابطهما وتقوى أُلفتهما.
والـلذة الجنسية التي تأتي مع الـزواج ليست هدفاً في حد ذاتها على الرغم من أهميتها، بل هي وسيلة للتكاثر الذي يبقي الجنس البشري. ولذلك فقد قال المفسرون لقوله تعالى: فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم (البقرة: 187)، أي ابتغوا ما كتبه اللّـه لكم من النسل.([65]) وتحت مظلة هذا المفهوم الإسلامي للـزوجية، ينبغي علينا النظر إلى أحكام الزواج والعـلاقات الزوجية، ونحن لا ننكر أن كثيراً من المسلمين تغلّـبت عليهم غـرائـزهم، وحجبتهم عن الفهم الصحيح للعلاقة الـزوجية، وأن كثيراً من آراء الفقهاء تأثّرت بالأعراف السائدة قبل الإسلام.
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_31530754749.png