تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بناتنا جناتنا


عنقاء
16-11-2022, 09:31 PM
ينبغي أن يعلم كل مسلم أن الله سبحانه يعطي الذكر والأنثى لمن يشاء، بحكمته وعلمه، وما على المؤمن إلا الرضا والتسليم بقدر الله تعالى، والفرح بنعمته؛ قال سبحانه وتعالى: ? لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ? [الشورى: 49، 50].



لقد حفظ الإسلام للبنت حقوقها وأنزلها المنزلة اللائقة بها ووعد من يرعاها ويحسن إليها بالأجر الجزيل وجعل حسن تربيتها ورعايتها والنفقة عليها سبب من الأسباب الموصلة إلى رضوان الله وجنته.



وفي وجود البنات نعمة تخفى على كثير من الناس، من سهولة تربيتهن، وسرعة استجابتهن، وعظم الأجر المترتب على الإحسان إليهن، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ"[1].



وعند الترمذي: "مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ الْجَنَّةَ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ"[2].



فالمسلم الحقيقي يفرح بميلادها، ويهلل ويكبر، ويخالف عادات الجاهلية فلو لم يكن من الفرح بالبنت إلا مخالفة عادات الجاهلية الأولى وإعلان الرضا بما كتبه الله تعالى وقَدّره وقضاه، لكان ذلك خيرًا.



وفى الحديث المتفق عليه عن عائشة - رضى الله عنها - قَالَتْ: دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا، فأخبرته فقال: "من ابتلى من هذه البنات بشيء كن له سترًا من النار"[3].



ويقول صلى الله عليه وسلم: "من كان له ثلاث بنات؛ يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن، وجبت له الجنة البتة قالوا: يا رسول الله، فإن كانتا اثنتين؟ قال: "وإن كانتا اثنتين"، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قالوا: وواحدة؟[4].



إذًا من هدى نبينا -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- أَن من رزق البنات وإن كثر عددهن عليه أَن يظْهر الْفَرح والسرور ويشكر الله سبحانه وتعالى على مَا وهبه من الذرية، وَأَن يعزم على حسن تربيتها، وتأديبها ولقد كان من هديه -صلى الله عليه وسلم- فِي تربية بَنَاته فِي مرحلة الطفولة أَنه كَانَ يُسَّر ويفرح لمولد بَنَاته رَضِي الله عَنْهُن فقد سُرَّ واستبشر -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - لمولد ابْنَته فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا وَقَالَ لما بشر بهَا: "رَيْحَانَة أشمها وَرِزْقهَا على الله"[5]، وتوسم فِيهَا الْبركَة واليمن، فسماها فَاطِمَة، ولقبها بـ (الزهراء) وَكَانَت تكنى أم أَبِيهَا.



ودخل عمرو بن العاص على معاوية وبين يديه بنته عائشة، فقال: من هذه؟ فقال: هذه تفاحة القلب! فقال له: انبذها عنك، فو الله إنهن ليلدن الأعداء، ويقرّبن البعداء، ويورثن الضغائن. قال: لا تقل ذاك يا عمرو، فو الله ما مرَّض المرضى، ولا ندب الموتى، ولا أعان على الأحزان مثلهن، وربَّ ابن أخت قد نفع خاله[6].



وبعض الناس قامت ابنته بما قام به أولاده جميعًا، ولعله من الملاحظ أنك قد تجد البنت أعطف وأرحم، وأحسن وأكثر دعاءً وطاعةً لأبيها، فما تدري مَن الخير فيه، فعليك ألا تحقر هذه البنت، وألا تقدم أولادك عليها بحجة أنهم ذكور، فإنهم كلهم عطايا من الله عز وجل، ولهم الأحقية المشتركة في حبك وبرك وعطفك وحنانك.



وعلى الرغم من هذا الأجر العظيم الوارد في فضل تربية البنات والإحسان إليهن إلَّا أن هناك من الناس من لا يُسر لمولد البنت - والعياذ بالله - فيظهر الهمَّ والحزن! وما هذا إلا جهل واعتراض على قدر الله، والبعض يفرط ويقصر في تربية وتوجيه بناته ولم يرعهن الرعاية المطلوبة منه.



ولو أن الإنسان تفقه في دين الله ووقف عند حدوده واقتفى أثر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل أمر من أمور حياته لعاش مطمئنًا مرتاح البال قرير العين، ولعرف كيف يعبد ربه، وكيف يتعامل مع إخوانه وأهله وزوجته، وكيف يربي أولاده، فالحمد لله أنه ما من خير إلاَّ ودلنا ديننا الإسلامي الحنيف عليه، وما من شر إلاَّ وحذرنا منه.



ومن لطيف ما يذكر أن زوجان اتفقا ألا يفتحا الباب لأي زائر مهما كان وبالفعل بعد مضى بعض الأيام جاء أهل الزوج يطرقون الباب ونظر كلا الزوجين لبعضهما نظرة تصميم لتنفيذ الاتفاق وبالفعل لم يفتحا، سكت الزوج والزوجة ولم يمض إلا القليل من الوقت حتى جاء أهل الزوجة يطرقون الباب فنظر الزوج إلى زوجته فإذا بها تزرف الدموع، وتقول: والله ما يهون علي وقوف أبواي على الباب ولا أفتح لهما. سكت الزوج وأسرها في نفسه وفتحت الباب لأبويها، ومضت السنون ورزق الزوجان بأربعة من الأولاد وكانت خامستهم أنثى ففرح بها الأب فرحًا شديدًا لم يفرح مثله لأبنائه الذكور وأقام الأفراح والولائم فسأله الناس متعجبين ما سبب تلك الفرحة بالبنت؟
فأجاب ببساطة: "هذه هي التي ستفتح لي الباب".

-------------------------
[1] رواه مسلم (2631).

[2] الترمذي (1914) وصححه الألباني.

[3] البخاري (1418) مسلم (2629).

[4] رواه الإمام أحمد (8405 ).

[5] أحمد بن مُحَمَّد بن عبدربه الأندلس، (تَأْدِيب الناشئين بأدب الدُّنْيَا وَالدّين) تَحْقِيق مُحَمَّد إبراهيم سليم، مكتبة الْقُرْآن للنشر والتوزيع، الْقَاهِرَة، ص122.

[6] العقد الفريد المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1404هـ.

ســـــآرﮪ /✿
16-11-2022, 09:36 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

امير بكلمتى
19-11-2022, 06:38 AM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(50).gif

قهوة المسا
19-11-2022, 10:54 AM
:100 (76):
يعطيك العافيه
وكلك ذوق
ويسعدك ربي
ويسلمك

مـخـمـلـيـة
19-11-2022, 03:56 PM
لاعدمتُ نور وبهجة حضوركم
لكم مني جل الشكر وَ التقدير وَ الإحترام
لـ آرواحكم أكاليل الياسمين :271:

عبير الليل
19-11-2022, 04:02 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:for_you_by_vafiehya:83:

كريزما
19-11-2022, 04:16 PM
طَرِحْ ممُيَّز جِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحك
متوهّجاً بِروَعَةْ مَا تِطَرحْ
لروحَكَ جِنآئِن وَرديهّ

غفران المحبه
19-11-2022, 06:52 PM
جزاك الله خير عالموضوع وتسلم يمينك
بانتظار جديدك

ودي ووردي :w6w_20060309175028d

إحساس إنسان
20-11-2022, 12:18 AM
جزاك الله خير ل طرحك القييم
مودتي لك

أميرة الاحساس
20-11-2022, 08:52 PM
سَلمتَ آناملكَ المتآلقه لروعةَ طرحهآ
بـِ آنتظار تمَيز آخرِ

بنت الخيال
21-11-2022, 02:36 AM
..



;


أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام

الجرح أرحم
21-11-2022, 06:23 PM
بارك الله فيك على هذا الطرح الجميل

إشراقة أمل
24-11-2022, 04:53 AM
جزاك الله الجنه ونعيمها
بوركت جهودك الجميله
وسلمت أناملك لجمال اختيار
دمت بخير[

ميعاد
25-11-2022, 05:43 PM
جزاك اللهُ خَيرَ الجَزاءْ
وجَعَلَ يومك نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَك
دمت بكل خير

ابتسامة الزهر
27-11-2022, 05:41 AM
جزاك الله خير على اختيارك القيّم
كل الشكر والتقدير لموضوعك الديني الهادف والمفيد
ونترقب المزيد من جديدك القادم
حفظك ربي ورعاك

رهينة الماضي
27-11-2022, 03:27 PM
يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى بالطرح
سلمت يمناك وعساك على القوه
كل الود والتقدير
http://creationsjojo.c.r.pic.centerblog.net/9xincttj.gif

وتين
28-11-2022, 08:59 PM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

سما الموج
04-12-2022, 09:16 AM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة

:308773e9e2a1a279e65

- وهُــم .
05-12-2022, 08:46 AM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

عذبة المعاني
19-12-2022, 12:08 PM
جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيّم
وجُعل في موازين حسناتك .
:100 (103):

فرآشه ملآئكية
14-03-2023, 08:03 AM
~`










انتقاءگ جميــل
يعطيگ العافيہ يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعگ
ودي

امير بكلمتى
05-04-2023, 03:25 PM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:698:

♥..αмαℓ
05-05-2023, 01:39 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

البدر
12-06-2023, 04:21 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-05527f2575:

reda laby
14-07-2023, 12:39 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

محمد
05-06-2025, 10:19 AM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://up6.cc/2025/05/1748575873361.gif

روحي تبيك
08-08-2025, 10:43 AM
عطرالله قلبك ب الايمان
ونور دربك بالغفران
طرح ف غاية الروعة والجمال
جعله ف ميزان حسناتك يوم القيامة
وجزاك الله خير ع حسن اختيارك