سما الموج
07-12-2022, 02:06 PM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_81530754749.png
وصايا من ذهب.. لمن ينشد النصر إليك الطريق.. فاتبعه
يعاني المُسلمون في الوقت الراهِن أنواعًا من التحديات والفتن والمحن المتنوعة، والعُقلاء يتطلَّعون إلى رُؤية مُستقبليَّة تُنقِذُ الأمةَ مما هي فيه، وقد أدلَى المُثقَّفون، برُؤيتهم، والساسَةُ بحُلولهم، والكُتَّابُ بنظراتهم.
تعدَّدت التحليلات للأسباب، وتنوَّعَت النظراتُ للمخارِج والحُلول، وقد آنَ الأوانُ للأمة جميعًا شعوبًا وأفرادًا وحُكَّامًا ومحكومين، أن يستيقِظوا من سُباتهم، وأن يعُودُوا لمصدر قوَّتهم، وأساس صلاحِهم، وأصلِ صلاحِهم، بعدما جرَّبوا حِزمًا من التجارب المُعتمِدة على السياسة البشريَّة والأفكار المُستورَدة، والتي لم تجُرّ إلا خِزيًا وذُلاًّ وهوانًا وضعفًا، وتأخُّرًا ودمارًا وتفرُّقًا وتشرذُمًا.
الحلول الناجحة
لقد آنَ للمُسلمين أن يعُودُوا لمصدر عزِّهم، ومُعتمَد رُقيِّهم. آنَ لهم أن يستَجلُوا الحُلولَ الناجِحة لما حلَّ بهم، من مُنطلَقَات ثوابِت دينِهم، ومُرتكَزات عقيدتِهم.
إن الأمةَ لن تجِد الحُلولَ الناجِحةَ لأدوائِها، والمخارِج لأزماتِها ومُشكِلاتها إلا من فهمٍ صحيحٍ من كتاب الله – جل وعلا -، وسُنَّة نبيِّه محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -.
فعلى المسلمين أن يستعموا لوصية عظيمة صدرَت من مُعلِّم البشريَّة، وسيِّد الخليقة نبيِّنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وهو يُوجِّهُ للأمة وثيقةً خالدة تصلُح بها حياتها، وتسعَد بها مُجتمعاتُها، وتزدهِرُ بتحقيقِها بُلدانُها. وصيَّةٌ يجبُ أن تكون نصبَ أعيُننا، وأن يكون تطبيقُها حاكِمَ تصرُّفاتنا، ومُوجِّه تحرُّكاتِنا، ومُصحِّح إراداتنا وتوجُّهاتنا.. وصيَّةٌ لا تنظرُ لتغليبِ مصلحةٍ قوميَّة، ولا تنطلِقُ من نَزعةٍ عِرقيَّة، أو نظرةٍ آنيَّة. وصيَّةٌ صدرَت ممن لا ينطِقُ عن الهوَى، إن هو إلا وحيٌ يُوحَى. وثيقةٌ مُحمديَّةٌ، ووصيَّةٌ نورانيَّةٌ تنهَضُ بالأمة للحياة المُزدهِرة المُثمِرة بالخير والعزَّة والصلاح والقوة والرُّقِيِّ والتقدُّم والاجتماع والوِئام، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].
نعم، حياةٌ وإحياءٌ شاملٌ للفرد والجماعة والنفوس. حياةٌ تُبنى على قوة الإيمان التي لا غِنى عنها في مُواجهة الأزمات، إحياءٌ يسيرُ بالأمة إلى النهضَة بأشمل وأدقِّ معانيها، وأخصِّ صُورها، مما يُحقِّق السعادة ومُعايشَة الأمن والسلام والخير والازدِهار والرُّقيِّ، في جميع مجالات الحياة.
وصايا عظيمة
فمما لاشك فيه أن العزَّة للمُسلمين في تحقيق هذه الوصية، والمجدَ في تنفيذ بنودِها مرهُون؛ قال الله – جل وعلا -: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف: 35].
الأفرادُ بدون تحقيق هذه الوصيَّة في ضياع، والمُجتمعات في البُعد عن مضامِينها إلى خرابٍ ودمار. وصيَّةٌ تربط المُسلم بالأصل مع اتصاله بمُنتجَات العصر. وثيقةٌ من محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، تحقيقُها هو الضامِنُ الأوحَد للتحديَّات التي تُواجِهُ الأمةَ الإسلاميَّة، وتستهدِفُ قِيَمَها ومُقدَّراتها وخصائِصَها.. قال عُمرُ – رضي الله عنه -: “إنما سبقتُم الناسَ بنُصرة هذا الدين”.
وحينئذٍ لنستمِع إلى تلك الوصيَّة العظيمة، والوثيقة الخالِدة، سماعَ استِجابةٍ وتحقيق، واستِماع امتِثالٍ وانقِيادٍ بكل صِدقٍ وإخلاص.
قال ابن عباسٍ – رضي الله عنهما -: كنتُ خلفَ النبي – صلى الله عليه وسلم – يومًا، فقال لي: «يا غُلام! إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفَظ الله يحفَظك، احفَظ الله تجِده تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله، واعلَم أن الأمة لو اجتمَعَت على أن ينفعُوك بشيءٍ لم ينفعُوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله لك، وإن اجتمَعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لن يضُرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك، رُفِعت الأقلام، وجفَّت الصُّحُف»؛ رواه الترمذي.
وفي رواية غير الترمذي: «احفَظ الله تجِده تُجاهَك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرِفك في الشدَّة، واعلَم أن ما أخطَأك لم يكُن ليُصيبَك، وأن ما أصابَك لم يكُن ليُخطِئَك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العُسر يُسرًا».
قال بعضُ أهل العلم: "هذا الحديثُ يتضمُّن وصايا عظيمة، وقواعد من أهم أمور الدين".
حتى قال بعضُهم: “تدبَّرتُ هذا الحديث فأدهَشَني وكِدتُ أن أطيش”.
فوا أسفَا من الجهل بهذا الحديث، وقلَّة التفهُّم لمعناه!
ومن ثم فإن حِفظ الله – جل وعلا – هو حِفظُ حدوده، والالتِزامُ بحقوقه، والوقوف عند أوامِره بالامتِثال، وعند مناهِيه بالاجتِناب، (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) [ق: 32، 33].
حِفظٌ يمنعُ الجوارِح من الزَّلَل، والحواسَّ عن الخلل؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «من يضمنُ لي ما بين لَحيَيه وما بين رِجلَيه أضمنُ له الجنة»؛ رواه البخاري.
حِفظٌ يضبِطُ الشهوات أن تميلَ بالمُجتمعات والأفراد إلى الضلال، أو أن تجنحَ بهم عن مبادئِ القيمِ وكريمِ الخِلال، (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
حِفظٌ يتضمَّنُ قيامَ الحاكم والمحكوم بما أوجبَه الله عليهم من رِعاية الحقوق، وأداء الأمانة، والوفاء بالعَهد.
حِفظٌ يتضمَّنُ لُزومَ تطبيق الناس للإسلام تطبيقًا شامِلاً لمجالات الحياة، دون هَوادَةٍ أو تأويلٍ أو هوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_31530754749.png
وصايا من ذهب.. لمن ينشد النصر إليك الطريق.. فاتبعه
يعاني المُسلمون في الوقت الراهِن أنواعًا من التحديات والفتن والمحن المتنوعة، والعُقلاء يتطلَّعون إلى رُؤية مُستقبليَّة تُنقِذُ الأمةَ مما هي فيه، وقد أدلَى المُثقَّفون، برُؤيتهم، والساسَةُ بحُلولهم، والكُتَّابُ بنظراتهم.
تعدَّدت التحليلات للأسباب، وتنوَّعَت النظراتُ للمخارِج والحُلول، وقد آنَ الأوانُ للأمة جميعًا شعوبًا وأفرادًا وحُكَّامًا ومحكومين، أن يستيقِظوا من سُباتهم، وأن يعُودُوا لمصدر قوَّتهم، وأساس صلاحِهم، وأصلِ صلاحِهم، بعدما جرَّبوا حِزمًا من التجارب المُعتمِدة على السياسة البشريَّة والأفكار المُستورَدة، والتي لم تجُرّ إلا خِزيًا وذُلاًّ وهوانًا وضعفًا، وتأخُّرًا ودمارًا وتفرُّقًا وتشرذُمًا.
الحلول الناجحة
لقد آنَ للمُسلمين أن يعُودُوا لمصدر عزِّهم، ومُعتمَد رُقيِّهم. آنَ لهم أن يستَجلُوا الحُلولَ الناجِحة لما حلَّ بهم، من مُنطلَقَات ثوابِت دينِهم، ومُرتكَزات عقيدتِهم.
إن الأمةَ لن تجِد الحُلولَ الناجِحةَ لأدوائِها، والمخارِج لأزماتِها ومُشكِلاتها إلا من فهمٍ صحيحٍ من كتاب الله – جل وعلا -، وسُنَّة نبيِّه محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -.
فعلى المسلمين أن يستعموا لوصية عظيمة صدرَت من مُعلِّم البشريَّة، وسيِّد الخليقة نبيِّنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وهو يُوجِّهُ للأمة وثيقةً خالدة تصلُح بها حياتها، وتسعَد بها مُجتمعاتُها، وتزدهِرُ بتحقيقِها بُلدانُها. وصيَّةٌ يجبُ أن تكون نصبَ أعيُننا، وأن يكون تطبيقُها حاكِمَ تصرُّفاتنا، ومُوجِّه تحرُّكاتِنا، ومُصحِّح إراداتنا وتوجُّهاتنا.. وصيَّةٌ لا تنظرُ لتغليبِ مصلحةٍ قوميَّة، ولا تنطلِقُ من نَزعةٍ عِرقيَّة، أو نظرةٍ آنيَّة. وصيَّةٌ صدرَت ممن لا ينطِقُ عن الهوَى، إن هو إلا وحيٌ يُوحَى. وثيقةٌ مُحمديَّةٌ، ووصيَّةٌ نورانيَّةٌ تنهَضُ بالأمة للحياة المُزدهِرة المُثمِرة بالخير والعزَّة والصلاح والقوة والرُّقِيِّ والتقدُّم والاجتماع والوِئام، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].
نعم، حياةٌ وإحياءٌ شاملٌ للفرد والجماعة والنفوس. حياةٌ تُبنى على قوة الإيمان التي لا غِنى عنها في مُواجهة الأزمات، إحياءٌ يسيرُ بالأمة إلى النهضَة بأشمل وأدقِّ معانيها، وأخصِّ صُورها، مما يُحقِّق السعادة ومُعايشَة الأمن والسلام والخير والازدِهار والرُّقيِّ، في جميع مجالات الحياة.
وصايا عظيمة
فمما لاشك فيه أن العزَّة للمُسلمين في تحقيق هذه الوصية، والمجدَ في تنفيذ بنودِها مرهُون؛ قال الله – جل وعلا -: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف: 35].
الأفرادُ بدون تحقيق هذه الوصيَّة في ضياع، والمُجتمعات في البُعد عن مضامِينها إلى خرابٍ ودمار. وصيَّةٌ تربط المُسلم بالأصل مع اتصاله بمُنتجَات العصر. وثيقةٌ من محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، تحقيقُها هو الضامِنُ الأوحَد للتحديَّات التي تُواجِهُ الأمةَ الإسلاميَّة، وتستهدِفُ قِيَمَها ومُقدَّراتها وخصائِصَها.. قال عُمرُ – رضي الله عنه -: “إنما سبقتُم الناسَ بنُصرة هذا الدين”.
وحينئذٍ لنستمِع إلى تلك الوصيَّة العظيمة، والوثيقة الخالِدة، سماعَ استِجابةٍ وتحقيق، واستِماع امتِثالٍ وانقِيادٍ بكل صِدقٍ وإخلاص.
قال ابن عباسٍ – رضي الله عنهما -: كنتُ خلفَ النبي – صلى الله عليه وسلم – يومًا، فقال لي: «يا غُلام! إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفَظ الله يحفَظك، احفَظ الله تجِده تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله، واعلَم أن الأمة لو اجتمَعَت على أن ينفعُوك بشيءٍ لم ينفعُوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله لك، وإن اجتمَعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لن يضُرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك، رُفِعت الأقلام، وجفَّت الصُّحُف»؛ رواه الترمذي.
وفي رواية غير الترمذي: «احفَظ الله تجِده تُجاهَك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرِفك في الشدَّة، واعلَم أن ما أخطَأك لم يكُن ليُصيبَك، وأن ما أصابَك لم يكُن ليُخطِئَك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العُسر يُسرًا».
قال بعضُ أهل العلم: "هذا الحديثُ يتضمُّن وصايا عظيمة، وقواعد من أهم أمور الدين".
حتى قال بعضُهم: “تدبَّرتُ هذا الحديث فأدهَشَني وكِدتُ أن أطيش”.
فوا أسفَا من الجهل بهذا الحديث، وقلَّة التفهُّم لمعناه!
ومن ثم فإن حِفظ الله – جل وعلا – هو حِفظُ حدوده، والالتِزامُ بحقوقه، والوقوف عند أوامِره بالامتِثال، وعند مناهِيه بالاجتِناب، (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) [ق: 32، 33].
حِفظٌ يمنعُ الجوارِح من الزَّلَل، والحواسَّ عن الخلل؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «من يضمنُ لي ما بين لَحيَيه وما بين رِجلَيه أضمنُ له الجنة»؛ رواه البخاري.
حِفظٌ يضبِطُ الشهوات أن تميلَ بالمُجتمعات والأفراد إلى الضلال، أو أن تجنحَ بهم عن مبادئِ القيمِ وكريمِ الخِلال، (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
حِفظٌ يتضمَّنُ قيامَ الحاكم والمحكوم بما أوجبَه الله عليهم من رِعاية الحقوق، وأداء الأمانة، والوفاء بالعَهد.
حِفظٌ يتضمَّنُ لُزومَ تطبيق الناس للإسلام تطبيقًا شامِلاً لمجالات الحياة، دون هَوادَةٍ أو تأويلٍ أو هوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_31530754749.png