المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرضا عند المصائب


عاشق العميد
14-06-2023, 01:59 AM
https://mrkzgulfup.com/uploads/16866971158211.gif (https://mrkzgulfup.com/)
عندما نواجه الصعاب والآلام , وتصدمنا المصائب والشدائد , وتتقاذفنا الأزمات والملمات , عندها لنعلم أننا في اختبار وامتحان إيماني حساس .
فالحياة كلها آلام وهموم , لكن تلك الهموم والآلام تجتمع في لحظة من اللحظات , أو يأتيها من جديدها ما يفوقها قوة وألما , فيكاد أحدنا أن يفقد توازنه , ويوشك أن يتداعى الى السقوط وربما الانهيار .
لكن داعي الإيمان المرتكز في القلب المؤمن الموحد يتولى الزمام حينها , ويقود سفينة المرء في سلوكه وردود أفعاله , فيفيقه من الصدمة التي أخذته عند المصيبة , ويشد على يديه آمرا جوارحه بالصبر والرضا .
إن ظلالا من المعاني الإيمانية العلوية الكريمة لتحيط المؤمن في المصائب والشدائد , لتقوي عزيمته , وتثبت فؤاده , وتهدىء نفسه , فيصبر ويرضى بقضاء ربه , ويحتسب صبره ورضاه ثوابا عند ربه , ويدعوه بأن يخلفه خيرا وفضلا .
قال سبحانه : " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم "
فما من مؤمن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله، وقدره فصبر، واحتسب، واستسلم لقضاء الله، إلا هدى الله قلبه، وعوضه عما فاته من الدنيا .
قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: يَهْدِ قَلْبَهُ لِلْيَقِينِ فَيَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ.
وفي تفسير قوله تعالى: {وبشر المخبتين} جاء عن سفيان قوله: "المطمئنين الراضين بقضائه، المستسلمين له".
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول :
" اللهم إني أسألك الرضا بالقضاء " اخرجه أحمد
فلئن كان الصبر هو أن يحبس نفسه ، ويمنعها من التسخط، ويحبس لسانه، ويمنعه من التشكي، ويحبس جوارحه، ويمنعها من المحرمات , فإن الرضا هو فوق حالة الصبر، فيكون بعد القضاء مطمئنًا منشرح الصدر لما نزل به.
ويالروعة القلب المؤمن الصادق النقي المستسلم لأمر ربه , يتلقى قضاءه فيصبر , ويكظم ألمه ويكتمه , وترشف دمعاته على خده من شدة المصيبة , لكنه لايقول سخطا أو يفعل تبرما .
بل يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه , وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , فيسكن للقضاء , ويهدىء نفسه ويرضيها بأمر الله سبحانه , ويطمئنها بالثواب والعقبى الحسنة .
رأى علي بن أبى طالب رضي الله عنه أحد المبتلين فقال له: "يا عدي إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله".
وعن أبى مجلز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره".
وروى أبو هارون المديني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه جعل الرَوح والفرج في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط".
روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رضي اللهُ عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم"
وعن أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ" الترمذي .
إن مجرد شعور الإنسان بالضيق وعدم التحمل ، وتمنيه أن ما وقع به من الشدة لم يكن وقع , كل هذا لا ينافي الصبر ، مادام لم يعص ربه بقول او فعل .
وأما الراضي , فلا يجد ذلك الضيق والألم ؛ لأنه يتقلب فيما يختاره الله بنفس راضية مطمئنة , فيكون الأمران عنده سواء بالنسبة لقضاء الله وقدره ، وإن كان قد يحزن من المصيبة ؛ فالكل عنده سواء لتمام رضاه بربه سبحانه وتعالى.
وعلامة الرضا أمران :
عدم الندم على الماضي كما في الحديث "إِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ"مسلم
وأن يعلم أن الخيرة فيما اختاره الله، "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ"
والوصول لدرجة الرضا ممكن وإن كان مجهدا ويحتاج الى قدرة قلبية خاصة , يمن الله بها على عباده المقربين الصالحين .
ولقد علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن السعي والمجاهدة لنيل الدرجات هو السبيل اليها فيقول :" من تصبر صبره الله " , وكذلك من جاهد نفسه لينال درجة الرضا رضاه الله سبحانه ولذلك فعلى المؤمن لينال تلك المرتبة ان يعلم أمورا :
منها أن الله سبحانه لن يختار لعبده المؤمن إلا الخير كما في الحديث " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير " اخرجه مسلم
ومنها أن يعلم أن ما أصابه سبب لتكفير خطاياه وذنوبه كما في الحديث , " مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " رواه الترمذي
ومنها أن يعلم لطف الله سبحانه به وأنه قد ابتلاه بما يقدر عليه , ويعلم أن الله سبحانه قد ابتلاه ليقربه إليه بذكره ودعائه ورجائه , وزيادة ثوابه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ " رواه الترمذي .
قَالَ ابنُ عَونٍ: ارْضَ بِقَضَاءِ اللهِ مِن عُسْرٍ وَيُسْرٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَقَلُّ لِهَمِّكَ، وَأَبلَغُ فِيمَا تَطلُبُ مِن أَمرِ آخِرَتِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ العَبدَ لَن يُصِيبَ حَقِيقَةَ الرِّضَا، حَتَّى يَكُونَ رِضَاهُ عِندَ الفَقرِ وَالبَلَاءِ، كَرِضَاهُ عِندَ الغِنَى وَالرَّخَاءِ؛ كَيفَ تَستَقضِي اللهَ فِي أَمرِكَ، ثُمَّ تَسخَطُ إِنْ رَأَيتَ قَضَاءً مُخَالِفًا لِهَوَاكَ؟! وَلَعَلَّ مَا هَوَيْتَ مِن ذَلِكَ، لَو وُفِّقَ لَكَ لَكَانَ فِيهِ هَلَاكُكَ، وَتَرضَى قَضَاءَهُ إِذَا وَافَقَ هَوَاكَ، وَذَلِكَ لِقِلَّةِ عِلْمِكَ بِالغَيبِ؟! إِذَا كُنتَ كَذَلِكَ، مَا أَنْصَفْتَ مِن نَفسِكَ، وَلَا أَصَبْتَ بَابَ الرِّضَا.
ولما نزل بحذيفة بن اليمان الموت جزع جزعا شديدا فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : ما أبكي أسفا على الدنيا بل الموت أحب إلي ولكني لا أدري على ما أقدم على الرضا أم على سخط ؟. ابن أبي الدنيا
وقيل ليحيى بن مُعاذ رحمه الله: متى يبلغ العبد مقام الرضا؟ قال: إِذا أَقام نفسه على أَربعة أُصول فيما يعامل به ربِّه، فيقول: إن أعطيتني قَبِلْت، وإِن منعتني رضيت، وإِن تركتني عبدت، وإِن دعوتني أَجبت .
قال الحسن : " من رضي بما قسم الله له ، وسعه وبارك الله له فيه ، ومن لم يرض لم يسعه ولم يبارك له فيه "
وقدم سعد بن أبي وقاص إلى مكة، وكان قد كُفَّ بصره، فجاءه الناس يهرعون إليه، كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة. قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرفت عليه فعرفني وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم.. فقلت له: يا عم، أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك، فردَّ الله عليك بصرك. فتبسم وقال: يا بُني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري.
واجتمع ذات يوم وهيب بن الورد وسفيان الثورى ويوسف بن أسباط فقال الثورى كنت أكره موت الفجأة قبل اليوم واليوم وددت أنى مت فقال له يوسف لم قال لما أتخوف من الفتنة فقال يوسف لكنى لا أكره طول البقاء فقال سفيان لم قال لعلى أصادف يوما أتوب فيه وأعمل صالحا فقيل لوهيب إيش تقول أنت فقال أنا لا أختار شيئا أحب ذلك إلى أحبه إلى الله سبحانه وتعالى فقبله الثورى بين عينيه وقال روحانية ورب الكعبة.

https://mrkzgulfup.com/uploads/168669711584982.gif (https://mrkzgulfup.com/)

❞اوركيد♡
14-06-2023, 02:04 AM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك

رهينة الماضي
14-06-2023, 03:59 AM
موضوع قمه في الروعه والجمال
اسعدني جدآ التواجد هنا
الله يعطيك العافيه

:ezgif-5-99d97f5f74:

سبــيعي
14-06-2023, 11:19 AM
:

كُتلة شُكر تنحنِي لـِ أُلق أنتقاءَك
سلِمت الأكُف .. وسلِم لنا هَذا الطِرح المُميز
اسعَدك الله , و لَك الإمتنَان أبدًا وَ مددًا ..كُل الوّد و التقدِير لشخصّك.
أعَـذب تحـايّاي
‏:ezgif-4-e291972699:

عاشق العميد
14-06-2023, 11:24 AM
اشكركم احبتي على روعة التواجد والمرور
:ezgif-4-58ccef793e:

فرآشه ملآئكية
14-06-2023, 11:28 AM
~`






جميــل
يعطيگ العافيہ يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعگ
ودي

ذَات حِلم
14-06-2023, 02:16 PM
انتقاءك جميــل يعطيك العافية

ابتسامة الزهر
14-06-2023, 06:37 PM
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

سمو المشاعر
14-06-2023, 09:18 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...

البدر
14-06-2023, 10:32 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-05527f2575:

عبير الليل
14-06-2023, 10:42 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:ezgif-4-05527f2575:

reda laby
15-06-2023, 01:54 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

امير بكلمتى
15-06-2023, 02:39 PM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:ezgif-5-c721ae7c05:

محبه لربي
17-06-2023, 07:06 PM
جزآكم ربي كل خير
وجعل طرحكم بميزآن حسنآتكم يآرب

بنت الخيال
17-06-2023, 07:37 PM
.



;


أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام

امير بكلمتى
18-06-2023, 11:25 AM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:698:

مـخـمـلـيـة
19-06-2023, 12:32 PM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :271:

وهُــم .
20-06-2023, 05:11 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

وتين
21-06-2023, 12:34 AM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

امير بكلمتى
30-07-2023, 01:55 PM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:ezgif-5-4b114f7f8a:

♥..αмαℓ
20-09-2023, 01:03 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

عذبة المعاني
24-09-2023, 07:07 PM
.

.



جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ . .

:365:

سما الموج
07-10-2023, 01:15 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة

:308773e9e2a1a279e65