المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محبة الخير لأخيك من الأعمال القلبية الواجبة


ابتسامة الزهر
14-06-2023, 06:50 PM
محبة الخير لأخيك من الأعمال القلبية الواجبة


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤمِن أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه»؛ رواه البخاري (13)، ومسلم (45)، عن أنس رضي الله عنه، ولفظ مسلم: "حتى يُحِبَّ لجاره أو لأخيه" بالشكِّ.

وخرَّجه الإمام أحمد، ولفظه: "لا يبلغ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتى يُحِبَّ للناس ما يُحِبُّ لنفسه من الخير".

• قال النووي في شرحه على مسلم (2/ 17): «وذلك سهل على القلب السليم، وإنما يعسر على القلب الدغل عافانا الله وإخواننا».

• وقيل في هذا الحديث: إنه ربع الإسلام.
وقال بعض العلماء: في هذا الحديث من الفقه أن المؤمن مع المؤمن كالنفس الواحدة، فينبغي أن يحب له ما يُحِبُّ لنفسه من حيث إنهما نفس واحدة كما جاء في الحديث الآخر: "المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالحُمَّى والسهر"؛ (شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد، ص 22 و 64).

• وذكر ابن تيمية أن ذلك من الحقوق الإيمانية التي تجب للمؤمن على المؤمن، والتزامها بمنزلة الصلاة والزكاة والصيام والحج، والمعاهدة عليها كالمعاهدة على ما أوجب الله ورسوله، وهذه ثابتة لكل مؤمن على كل مؤمن؛ (مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية 1/ 159).

تطبيقات عملية:
١. قال ابن عباس: إني لأَمُرُّ بالآية من القرآن فأفهمها فأودُّ أن الناس كلهم فهموا منها ما أفهم؛ (فتح الباري لابن رجب 1 / 46).

٢. قال الشافعي: وددتُ أن الناس كُلَّهم تعلَّمُوا هذا العلم ولم يُنسَب إليَّ منه شيء.

٣. قال عليٌّ وغيره: هو ألا يحب أن يكون نعله خيرًا من نعل غيره، ولا ثوبه خيرًا من ثوبه.
فأما حب التفرُّد عن الناس بفعل ديني أو دنيوي: فهو مذموم، قال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ﴾ [القصص: 83]؛ (جامع العلوم والحكم، ت: الأرنؤوط، 1/ 302 و305).

٤. كان محمد بن واسع يبيع حمارًا له، فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبِعْه.
وهذه إشارة منه إلى أنه لا يرضى لأخيه إلَّا ما يرضى لنفسه، وهذا كله من جملة النصيحة لعامة المسلمين؛ (جامع العلوم والحِكَم: 1/ 308).

٥. أنه إذا رأى في أخيه المسلم نقصًا في دينه، اجتهد في إصلاحه.

قال بعض الصالحين من السَّلَف: أهل المحبَّة لله نظروا بنور الله، وعطفوا على أهل معاصي الله، مقتوا أعمالهم، وعطفوا عليهم ليزيلوهم بالمواعظ عن فعالهم، وأشفقوا على أبدانهم من النار، ولا يكون المؤمن مؤمنًا حقًّا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه، وإن رأى في غيره فضيلة فاقَ بها عليه فتمنَّى لنفسه مثلها، فإن كانت تلك الفضيلة دينية، كان حسنًا، وقد تمنَّى النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه منزلةَ الشهادة.

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلَّا في اثنتينِ: رجل آتاه الله مالًا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقرؤه آناء الليل وآناء النهار».

وقال في الذي رأى من ينفق ماله في طاعة الله، فقال: «لو أن لي مالًا، لفعلت فيه كما فعل، فهما في الأجر سواء»، وإن كانت دنيوية، فلا خير في تمنِّيها، كما قال تعالى: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ [القصص: 79، 80].

وأما قول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 32]؛ فقد فسَّر بتمنِّي ما هو ممتنع شرعًا أو قدرًا؛ كتمنِّي النساء أن يكن رجالًا، أو يكون لهُنَّ مثل ما للرجال من الفضائل الدينية؛ كالجهاد، والدنيويَّة؛ كالميراث، والعقل والشهادة ونحو ذلك. وقيل: إن الآية تشمل ذلك كله.

ومع هذا كله، فينبغي للمؤمن أن يحزن لفوات الفضائل الدينية؛ ولهذا أمر أن ينظر في الدين إلى مَنْ فوقه، وأن ينافس في طلب ذلك جهده وطاقته، كما قال تعالى: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، ولا يكره أنَّ أحدًا يُشاركه في ذلك، بل يحب للناس كلهم المنافسة فيه، ويحثُّهم على ذلك، وهو من تمام أداء النصيحة للإخوان؛ كما قال الفضيل: إن كنت تحب أن يكون الناس مثلك، فما أدَّيْت النصيحة لربِّك، كيف وأنت تحب أن يكونوا دونك؟! يُشير إلى أن النصيحة لهم أن يحب أن يكونوا فوقه، وهذه منزلة عالية، ودرجة رفيعة في النصح، وليس ذلك بواجب، وإنما المأمور به في الشرع أن يحب أن يكونوا مثله، ومع هذا، فإذا فاقه أحد في فضيلة دينية، اجتهد على لحاقه، وحزن على تقصير نفسه، وتخلفه عن لحاق السابقين، لا حسدًا لهم على ما آتاهم الله، بل منافسة لهم، وغبطة وحزنًا على النفس بتقصيرها وتخلُّفها عن درجات السابقين.

وينبغي للمؤمن ألَّا يزال يرى نفسه مُقصِّرًا عن الدرجات العالية، فيستفيد بذلك أمرين نفيسين: الاجتهاد في طلب الفضائل، والازدياد منها، والنظر إلى نفسه بعين النقص، وينشأ من هذا أن يحب للمؤمنين أن يكونوا خيرًا منه؛ لأنه لا يرضى لهم أن يكونوا على مثل حاله، كما أنه لا يرضى لنفسه بما هي عليه؛ بل يجتهد في إصلاحها؛ (جامع العلوم والحكم: 1/ 308).

قال ابن عثيمين: فإذا قال قائل: ما هو ميزان النصيحة للأمة - المأمور بها في حديث: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».

فالميزان هو ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام؛ بقوله: "لا يؤمن أحدكم حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه"؛ ا.ھ.

وقال الشيخ يوسف الغفيص في شرح الطحاوية (شرح الطحاوية بترقيم الشاملة 24/ 8): فهذا من أصول الإيمان وهو الولاء للمؤمنين؛ ا.ھ.

عاشق العميد
14-06-2023, 06:52 PM
جزاك الله خير الجزاء

ŞhổQ
14-06-2023, 06:56 PM
جداول الألق تنسابُ ب إنسيابك
وتزداد نورًا كثيفًا بك
عبقكِ مختلفٌ ي جميلة
وتحيةٌ عُظمى لجمآل آنتقآئك

سمو المشاعر
14-06-2023, 09:11 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...

البدر
14-06-2023, 10:29 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-05527f2575:

عبير الليل
14-06-2023, 10:40 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:ezgif-4-05527f2575:

reda laby
15-06-2023, 01:51 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

امير بكلمتى
15-06-2023, 02:17 PM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:ezgif-5-c721ae7c05:

فرآشه ملآئكية
15-06-2023, 09:24 PM
~`







جميــل
يعطيگ العافيہ يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعگ
ودي

محبه لربي
17-06-2023, 06:59 PM
جزآكم ربي كل خير
وجعل طرحكم بميزآن حسنآتكم يآرب

بنت الخيال
17-06-2023, 07:38 PM
.



;


أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام

رهينة الماضي
18-06-2023, 12:10 AM
موضوع قمه في الروعه والجمال
اسعدني جدآ التواجد هنا
الله يعطيك العافيه

:ezgif-5-99d97f5f74:

امير بكلمتى
18-06-2023, 11:37 AM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:698:

مـخـمـلـيـة
19-06-2023, 12:33 PM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :271:

- وهُــم .
20-06-2023, 05:13 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

وتين
21-06-2023, 12:32 AM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

امير بكلمتى
30-07-2023, 01:52 PM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:ezgif-5-4b114f7f8a:

ابتسامة الزهر
27-08-2023, 02:00 AM
اشكر كل من مر من هنا ووضع بصمة
دمتم بكل خير

:2061411786:

♥..αмαℓ
20-09-2023, 01:02 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

عذبة المعاني
24-09-2023, 07:03 PM
.

.



جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ . .

:365:

سما الموج
07-10-2023, 01:15 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة

:308773e9e2a1a279e65

حسن الوائلي
07-06-2024, 03:43 PM
جزاكم الله خير جزاء المحسنين وأثابكم
طرح نوراني مبارك جعله الله في
ميزان اعمالكم وفقكم الباري وأنار لكم
طريقكم بنوره المبين دمتم بكل
التقدير تحيتي
:100 (19):
:ezgif-5-708d7d38d9:

علياء
27-07-2024, 09:57 PM
؛؛
سلمت الأيادي المتألقه
على روعة جلبها وانتقائها الراقي
جزاك الله خير الجزاء
ولا عدمنا رووعه اطروحاتك الرائعة
لـروحــك الجوري
؛؛

إرتواء
03-08-2024, 05:36 AM
موضوع مميز
جزاك الله كل خير
و بارك الله فيك

:ezgif-1-8930ba2865:

محمد
03-06-2025, 10:34 AM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://up6.cc/2025/05/1748575873361.gif