المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق المطلقات ( المسابقة )


أمير الليل
09-02-2018, 04:36 PM
http://3b8-y.com/vb/images/stamps/a8.gif










أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاعْرِفُوا مَا عَلَيْكُمْ مِنَ الْوَاجِبَاتِ لِأَدَائِهَا، وَمَا لَكُمْ مِنَ الْحُقُوقِ لِعَدَمِ تَجَاوُزِهَا؛ فَإِنَّهُ لَا يَضِيعُ حَقٌّ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أَيُّهَا النَّاسُ: كَثِيرًا مَا يُفَرِّطُ الْإِنْسَانُ فِي حُقُوقِ غَيْرِهِ عَلَيْهِ؛ لِظَنِّهِ أَنَّهُ لَا حُقُوقَ لَهُمْ عِنْدَهُ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ صَاحِبُ الْحَقِّ ضَعِيفًا لَا يَسْتَطِيعُ الِانْتِصَارَ لِنَفْسِهِ، وَلَا اسْتِيفَاءَ حَقِّهِ، فَيَتَجَرَّعُ آلَامَ الظُّلْمِ وَالْقَهْرِ، وَظَالِمُهُ لَا يَشْعُرُ أَنَّهُ ظَلَمَهُ، وَكَثِيرًا مَا يَقَعُ مِثْلُ ذَلِكَ لِلْمُطَلَّقَاتِ؛ فَإِنَّ لَهُنَّ حُقُوقًا أَوْجَبَهَا اللَّهُ تَعَالَى يُقَصِّرُ فِيهَا الْمُطَلِّقُونَ؛ جَهْلًا مِنْهُمْ بِهَا، وَالْجَهْلُ لَا يُسْقِطُ الْحُقُوقَ، فَإِنِ اسْتَوْفَاهَا الْمُطَلَّقَاتُ فِي الدُّنْيَا، وَإِلَّا كَانَ الْقَضَاءُ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
وَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ لِتَعَذُّرِ الْعَيْشِ بَيْنَهُمَا فَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُطَلِّقَهَا طَلَاقَ السُّنَّةِ؛ وَذَلِكَ بِأَنْ يُطَلِّقَهَا طَلْقَةً وَاحِدَةً فِي طُهْرٍ لَمْ يُجَامِعْهَا فِيهِ، وَإِنْ كَانَتْ حَامِلًا طَلَّقَهَا أَثْنَاءَ حَمْلِهَا؛ لِتَنْتَهِيَ عِدَّتُهَا بِوَضْعِ جَنِينِهَا. وَلِلْمُطَلَّقَةِ حُقُوقٌ يَجِبُ عَلَيْهِ أَدَاؤُهَا إِلَيْهَا.
فَمِنْ حَقِّ الْمُطَلَّقَةِ عَلَى طَلِيقِهَا: أَنْ يُبْقِيَهَا فِي مَنْزِلِهِ بَعْدَ طَلَاقِهَا؛ لِأَنَّهَا لَا زَالَتْ زَوْجَتَهُ مَا دَامَتْ فِي الْعِدَّةِ، وَلَهُ مُرَاجَعَتُهَا؛ فَتَجِبُ لَهَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ [الطَّلَاقِ: 1]، فَفِي الْعِدَّةِ لَا يَجُوزُ بُعْدُهَا عَنْ بَيْتِ الزَّوْجِيَّةِ وَفِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ، لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا مِنَ الْحُبِّ بَعْدَ الْكُرْهِ، وَالرَّغْبَةِ فِي الْعَوْدَةِ بَعْدَ الطَّلَاقِ. وَقَدْ نُسِبَ الْبَيْتُ لَهُنَّ ﴿لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ﴾ مَعَ أَنَّ الْبَيْتَ -غَالِبًا- مِلْكُ الزَّوْجِ، حَتَّى تَعِيشَ الْمُطَلَّقَةُ فِي رَاحَةٍ نَفْسِيَّةٍ فَلَا تَطْلُبُ الْخُرُوجَ مِنْهُ، وَلَا تُحِسُّ بِأَنَّهَا غَرِيبَةٌ عَنْهُ، وَهَذَا الْإِينَاسُ لِلْمَرْأَةِ فِيهِ حَثٌّ عَلَى بَقَائِهَا، وَرَجَاءٌ فِي عَوْدَةِ الْحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ إِلَى مَجَارِيهَا. وَفِي أَثْنَاءِ عِدَّتِهَا تَتَفَانَى فِي خِدْمَةِ زَوْجِهَا وَرِضَاهُ، وَتَتَصَنَّعُ لَهُ مَا اسْتَطَاعَتْ، لَعَلَّهُ يَرْجِعُ عَنْ فِكْرَةِ الطَّلَاقِ.
وَلَا يَحِلُّ لِطَلِيقِهَا أَنْ يُضَايِقَهَا حَتَّى يُنَفِّرَهَا مِنَ الْبَيْتِ فَتَخْرُجَ مِنْهُ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ﴾[الطَّلَاقِ: 6]، أَيْ: لَا تُضَارُّوهُنَّ عِنْدَ سُكْنَاهُنَّ بِالْقَوْلِ أَوِ الْفِعْلِ، لِأَجْلِ أَنْ يَمْلَلْنَ، فَيَخْرُجْنَ مِنَ الْبُيُوتِ قَبْلَ تَمَامِ الْعِدَّةِ، فَتَكُونُوا أَنْتُمُ الْمُخْرِجِينَ لَهُنَّ، وَحَاصِلُ هَذَا أَنَّهُ نَهَى عَنْ إِخْرَاجِهِنَّ، وَنَهَاهُنَّ عَنِ الْخُرُوجِ.
أَمَّا إِنْ سَلَكَتِ الْمُطَلَّقَةُ مَسْلَكَ الْفُحْشِ فِي الْقَوْلِ أَوْ فِي الْفِعْلِ فَلَا حِكْمَةَ مِنْ بَقَائِهَا، وَخُرُوجُهَا أَفْضَلُ لَهَا وَلِمُطَلِّقِهَا؛ لِئَلَّا تَسْتَفِزَّهُ فَيَرْتَكِبَ حَمَاقَةً فِي حَقِّهَا. وَالزَّوْجَةُ الْفَاحِشُ فِي قَوْلِهَا وَفِعْلِهَا لَا حِرْصَ عَلَيْهَا، وَلَا خَيْرَ فِي بَقَائِهَا؛ وَلِذَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾.
وَمِنْ حُقُوقِ الْمُطَلَّقَةِ: ثُبُوتُ النَّفَقَةِ وَالسُّكْنَى لَهَا مَا دَامَتْ فِي الْعِدَّةِ؛ لِأَنَّهَا لَا تَزَالُ زَوْجَتَهُ، فَيَجِبُ لَهَا مَا يَجِبُ لِلُزُوجَةٍ مِنَ النَّفَقَةِ وَالسُّكْنَى. وَإِذَا بَانَتْ مِنْهُ بِانْتِهَاءِ عِدَّتِهَا، أَوْ بِكَوْنِ طَلْقَتِهَا الثَّالِثَةَ الَّتِي لَا رَجْعَةَ فِيهَا، فَلَا نَفَقَةَ لَهَا وَلَا سُكْنَى إِلَّا أَنْ تَكُونَ حَامِلًا؛ لِأَنَّ الْحَمْلَ وَلَدُهُ فَتَجِبُ عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى الْإِنْفَاقِ عَلَيْهِ إِلَّا بِالْإِنْفَاقِ عَلَى أُمِّهِ ﴿وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطَّلَاقِ: 6]. وَلَمَّا بَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مِنْ زَوْجِهَا وَسَأَلَتْ عَنْ نَفَقَتِهَا أَفْتَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَا نَفَقَةَ لَكِ إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا».
وَمِنْ عَظَمَةِ الْإِسْلَامِ وَإِنْصَافِهِ لِلْمَرْأَةِ: أَنْ جَعَلَ الْإِرْضَاعِ بَعْدَ الطَّلَاقِ عَلَى الرَّجُلِ لَا عَلَى الْمَرْأَةِ، فَيَدْفَعُ لِلْمُطَلَّقَةِ أُجْرَةَ إِرْضَاعِهَا لِوَلَدِهِ وَلَوْ كَانَ وَلَدَهَا؛ لِأَنَّ إِطْعَامَ الْوَلَدِ وَاجِبٌ عَلَى الرَّجُلِ لَا عَلَى الْمَرْأَةِ، فَتُرْضِعُ وَلَدَهَا بِأُجْرَةٍ ﴿فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾ [الطَّلَاقِ: 6]؛ أَيْ: إِنْ أَرْضَعْنَ أَوْلَادَكُمْ ﴿فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ عَلَى إِرْضَاعِهِنَّ ﴿وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ﴾ وَالْخِطَابُ لِلزَّوْجَيْنِ جَمِيعًا؛ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَأْتُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَبِمَا هُوَ الْأَحْسَنُ، وَلَا يَقْصِدُوا الضِّرَارَ. ﴿وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ﴾ فِي الرَّضَاعِ وَالْأُجْرَةِ، فَأَبَى الزَّوْجُ أَنْ يُعْطِيَ الْمَرْأَةَ رِضَاهَا، وَأَبَتِ الْأُمُّ أَنْ تُرْضِعَهُ، فَلَيْسَ لَهُ إِكْرَاهُهَا عَلَى إِرْضَاعِهِ، وَلَكِنَّهُ يَسْتَأْجِرُ لِلصَّبِيِّ مُرْضِعًا غَيْرَ أُمِّهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾. وَفِي آيَةٍ أُخْرَى قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ﴾[الْبَقَرَةِ: 233]؛ أَيْ: لَا يَحِلُّ أَنْ تُضَارَّ الْوَالِدَةُ بِسَبَبِ وَلَدِهَا، إِمَّا أَنْ تُمْنَعَ مِنْ إِرْضَاعِهِ، أَوْ لَا تُعْطَى مَا يَجِبُ لَهَا مِنَ النَّفَقَةِ وَالْكُسْوَةِ، أَوِ الْأُجْرَةِ ﴿وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ﴾ بِأَنْ تَمْتَنِعَ مِنْ إِرْضَاعِهِ عَلَى وَجْهِ الْمُضَارَّةِ لَهُ، أَوْ تَطْلُبَ زِيَادَةً عَنِ الْوَاجِبِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الضَّرَرِ. فَأَيُّ دِينٍ أَنْصَفَ الْمَرْأَةَ غَيْرَ الْإِسْلَامِ؟ بِأَنْ تُرْضِعَ وَلَدَهَا بَعْدَ طَلَاقِهَا بِأُجْرَةٍ يَدْفَعُهَا لَهَا مُطَلِّقُهَا، فَإِنْ لَمْ تُرْضِهَا أُجْرَةُ الرَّضَاعِ فَلَا يَلْزَمُهَا إِرْضَاعُهُ، وَيَلْتَمِسُ أَبُوهُ مُرْضِعَةً غَيْرَهَا؟!
وَمِنْ حُقُوقِ الْمُطَلَّقَةِ: أَنَّهَا تَرِثُ طَلِيقَهَا إِذَا مَاتَ وَهِيَ فِي الْعِدَّةِ؛ لِأَنَّهَا لَا زَالَتْ زَوْجَتَهُ. وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَحْرِمُونَ الْمُطَلَّقَةَ طَلَاقًا رَجْعِيًّا مِنْ إِرْثِهَا وَهُوَ حَقٌّ ثَابِتٌ لَهَا. وَالْحَامِلُ عَلَى ذَلِكَ الْجَهْلُ أَوِ الْهَوَى، وَالْجَهْلُ ظَنُّهُمْ أَنَّ كُلَّ مُطَلَّقَةٍ لَا تَرِثُ وَلَوْ كَانَتْ فِي الْعِدَّةِ، وَرَفْعُ الْجَهْلِ بِالْعِلْمِ وَالسُّؤَالِ. وَأَمَّا الْهَوَى فَبِالطَّمَعِ فِي تَرِكَةِ الرَّجُلِ، أَوْ تَنْفِيذِ وَصِيَّةِ الزَّوْجِ بِأَنْ لَا يُوَرِّثُوا طَلِيقَتَهُ، وَهِيَ وَصِيَّةُ جَوْرٍ لَا يَحِلُّ تَنْفِيذُهَا وَلَا الْعَمَلُ بِهَا؛ لِأَنَّ حَقَّهَا فِي الْمِيرَاثِ ثَابِتٌ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ أَقْوَى وَأَوْجَبُ مِنْ وَصِيَّةِ زَوْجِهَا.
وَلَوْ طَلَّقَهَا فِي مَرَضِهِ لِيَحْرِمَهَا مِنَ الْمِيرَاثِ فَإِنَّهَا تَرِثُهُ وَلَوْ خَرَجَتْ مِنْ عِدَّتِهَا؛ وَبِذَلِكَ قَضَى عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَوَافَقَهُ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُصْلِحَ لَنَا أَزْوَاجَنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَأَنْ يُعَلِّمَنَا مِنْ دِينِنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَأَنْ يَرْزُقَنَا الْعَمَلَ بِمَا عَلَّمَنَا، وَأَنْ يَجْعَلَ الرَّحْمَةَ وَالْعَدْلَ خُلُقَنَا فِيمَنْ هُمْ تَحْتَ أَيْدِينَا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ...
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾.[الطَّلَاقِ: 2- 3].


أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:فَصَّلَ اللَّهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْكَامَ الطَّلَاقِ وَحُقُوقَ الْمُطَلَّقَةِ؛ لِيَعْمَلَ بِهَذِهِ الْأَحْكَامِ الْمُطَلِّقُ وَيَسْعَى فِي حِفْظِ حُقُوقِ الْمُطَلَّقَةِ مُطَلِّقُهَا وَذَوُوهُ وَذَوُو الْمُطَلَّقَةِ، وَخَصَّ سُبْحَانَهُ الطَّلَاقَ بِسُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؛ لِأَهَمِّيَّةِ أَحْكَامِهِ؛ وَلِإِنْصَافِ الْمَرْأَةِ الْمُطَلَّقَةِ وَحِفْظِ حُقُوقِهَا؛ إِذْ يَعْرِفُهَا الْمُطَلِّقُ كُلَّمَا قَرَأَ سُورَتَيِ الْبَقَرَةِ وَالطَّلَاقِ. وَيُلَاحَظُ فِي سِيَاقِ آيَاتِ الطَّلَاقِ مِنَ السُّورَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْنِ كَثْرَةُ التَّذْكِيرِ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَالْتِزَامِ حُدُودِهِ، وَتَكْرَارِ الْوَعْظِ؛ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّةِ هَذَا الْمَوْضُوعِ، وَدُونَكُمْ جُمَلًا مِنْ ذَلِكُمْ؛ فَفِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَفِي سِيَاقِ آيَاتِ الطَّلَاقِ: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾


[الْبَقَرَةِ: 229]، ﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الْبَقَرَةِ: 230]، ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الْبَقَرَةِ: 231]، ﴿ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الْبَقَرَةِ: 232]، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الْبَقَرَةِ: 233]، ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الْبَقَرَةِ: 237]، ثُمَّ خَتَمَ اللَّهُ تَعَالَى آيَاتِ الطَّلَاقِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾[الْبَقَرَةِ: 242].
وَفِي سُورَةِ الطَّلَاقِ: ﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾[الطَّلَاقِ: 1]، ﴿ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [الطَّلَاقِ: 2]، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾ [الطَّلَاقِ: 4- 5]. فَحَرِيُّ بِالْمُطَلِّقِينَ وَالْمُطَلَّقَاتِ أَنْ يَقْرَؤُوا هَذِهِ الْآيَاتِ، وَيَعْلَمُوا مَا فِيهَا مِنَ الْمَوَاعِظِ وَالْأَحْكَامِ؛ لِيُؤَدِّيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْحُقُوقِ، وَلَا يَطْلُبَ أَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِ فَيَقَعَ فِي الظُّلْمِ الَّذِي لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَأَنْ يَجْعَلُوا تَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ يَتَّخِذُونَهَا؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ بِالتَّقْوَى فِي أَكْثَرِ آيَاتِ الطَّلَاقِ، وَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ تَعَالَى وَفَّقَهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَمَنْ جَانَبَ التَّقْوَى جَانَبَ الْخَيْرَ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ... .









.

همس الروح
09-02-2018, 10:58 PM
تم الختم لجنة المسابقة الكبرى
رد تابع للمجموعة


http://3b8-y.com/vb/images/stamps/a8.gif

بارك الله فيك وفي طرحك القيم
وجزاك الله كل خير
وجعل لك على عدد ما بهذهِ الصحيفة
من حروف روحانية بميزان حسناتك

عبدالرحمن الجنوبي
10-02-2018, 12:01 AM
طرح رائع بارك الله فيك
اخي امير لك تقديري مع التحية

وهج الكبرياء
10-02-2018, 03:01 AM
تم الختم لجنة المسابقة الكبرى
رد تابع للمجهود الفردي

http://3b8-y.com/vb/images/stamps/a8.gif

طرح راقي ومميز
واختيار رائع
بوركت يداك
وجزيت الجنة يارب على هذا المجهود
نترقب المزيد من جديدك المترف بالرقي
تقديري والور
http://3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20%28103%29.gif

أمير الليل
10-02-2018, 07:07 AM
بارك الله فيك وفي طرحك القيم
وجزاك الله كل خير
وجعل لك على عدد ما بهذهِ الصحيفة
من حروف روحانية بميزان حسناتك


همس الرووح

:100 (102)::100 (102):

أسعدني مرورك الرائع

دمتي بكل خير

أمير

أمير الليل
10-02-2018, 07:08 AM
طرح رائع بارك الله فيك
اخي امير لك تقديري مع التحية

عبد الرحمن الجنوبي

:100 (103):

أسعدني مرورك الرائع

دمتي بكل خير

أمير

أمير الليل
10-02-2018, 07:10 AM
طرح راقي ومميز
واختيار رائع
بوركت يداك
وجزيت الجنة يارب على هذا المجهود
نترقب المزيد من جديدك المترف بالرقي
تقديري والور
http://3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20%28103%29.gif





وميض

:200 (43)::200 (43):

أسعدني مرورك الرائع

دمتي بكل خير

أمير

جوري
10-02-2018, 12:02 PM
تم الختم لجنة المسابقة الكبرى
رد تابع للمجهود الفردي


http://3b8-y.com/vb/images/stamps/a8.gif

... |

جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيم
في موازين حسناتك إن شاء الله ..!
http://3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(53).gif

عتاب الياسمين
10-02-2018, 02:14 PM
جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم


http://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20(108).gif

حكآية روح
10-02-2018, 07:09 PM
تم الختم لجنة المسابقة الكبرى
رد تابع للمجهود الفردي

http://3b8-y.com/vb/images/stamps/a8.gif

موضوع في غاية الروعه والجمال
سلمت اناملك على الطرح الأكثر من رائع
دام التميز :w6w_20060309175028d

هيلدا
10-02-2018, 10:31 PM
بارك الله فيك:5510:

وتين
11-02-2018, 01:33 AM
تم الختم لجنة المسابقة الكبرى
رد تابع للمجهود الفردي
http://3b8-y.com/vb/images/stamps/a8.gif
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

صهيل الحرف
12-02-2018, 06:09 PM
جزاك الله خير ...!!
طرح جميـــــل ...!!
دام التألق ... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ودي وعبق وردي ...!!

هيلدا
12-02-2018, 09:20 PM
سلمت يدااك::
يعطيك ألف عافية
بانتظار جديدك بكل شوق

( مودتي)

عبير الليل
13-02-2018, 09:07 AM
سلمت عطاياك الثمينة
ونفع بما قدمت وأثقل بها الميزان
وجزيت الخير
http://3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif

عاشق الجنان
15-02-2018, 02:00 AM
يعجز القلم على الاطراء
ويعجز النبض على التعبير
عما نقلت وبما طرحت
.. بارك الله فيك
تحياتى
:200 (44)::200 (52)::200 (44):

العاشق الذى لم يتب
18-02-2018, 10:36 PM
جزيت خيرا
وبارك الله فيك
وجعله الله فى ميزان حسناتك
خالص الدعوات
وأطيب المنى
ومودتى وورودى

البدر
25-02-2018, 07:13 PM
أمير الغرام
سلمت الأنامل
على جمال ورقي الطرح
جعله الله في ميزان حسناتك
لاخلا ولا عدم
:100 (142):

reda laby
23-03-2018, 04:02 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الاله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى

اللهم تقبل
منا و منكم صالح الاعمال
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://c.top4top.net/p_293o22el1.gif

نسمة عليلة
05-04-2018, 01:38 AM
بورك القطاف الوارف في رحاب الله
كتبه الله خيرا وفيرا في صحائف أعمالك
http://3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20%28106%29.gif

أمير الليل
05-04-2018, 05:48 AM
جزاكم الله خيرا



منورين الموضوع


:200 (53)::200 (53):

الشاهين
11-05-2018, 10:49 PM
طرحت فابدعت
جزاك الله خيراً
لك خالص التقدير والاحترام

امير بكلمتى
05-04-2019, 09:31 AM
*,

طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

رفيق الالم
25-09-2019, 04:37 AM
..

جزاك اللهُ خَيرَ الجَزاءْ
وجَعَلَ يومك نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَك
دمت بكل خير
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4183nalwrd.gif

♥..αмαℓ
10-02-2021, 02:38 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

عيون الريم
04-03-2021, 05:37 PM
متصفح جميل وجهد مدهش
تباركت أناملك
وليُمنآك الجآلبه عُمق الشكر
ولـِ روحك أجل سلاماً
~:399:~

رهينة الماضي
15-02-2022, 11:35 PM
شكرا على الجهود المميزة
يعطيك العافية
وسلمت الايادي
ودووووم العطاء
مودتي والورد

همس الروح
11-06-2022, 02:02 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
تحيتي وتقديري

سما الموج
28-07-2022, 02:31 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20(109).gif