تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير السعدي تفسير الصفحة 396 من المصحف


سلطان الزين
26-08-2023, 08:29 PM
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ( 85 ) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ ( 86 ) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( 87 ) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 88 ) .
يقول تعالى ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ) أي: أنزله، وفرض فيه الأحكام، وبين فيه الحلال والحرام، وأمرك بتبليغه للعالمين، والدعوة لأحكام جميع المكلفين، لا يليق بحكمته أن تكون الحياة هي الحياة الدنيا فقط، من غير أن يثاب العباد ويعاقبوا، بل لا بد أن يردك إلى معاد، يجازى فيه المحسنون بإحسانهم، والمسيئون بمعصيتهم.
وقد بينت لهم الهدى، وأوضحت لهم المنهج، فإن تبعوك، فذلك حظهم وسعادتهم، وإن أبوا إلا عصيانك والقدح بما جئت به من الهدى، وتفضيل ما معهم من الباطل على الحق، فلم يبق للمجادلة محل، ولم يبق إلا المجازاة على الأعمال من العالم بالغيب والشهادة، والمحق والمبطل. ولهذا قال: ( قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) وقد علم أن رسوله هو المهتدي الهادي، وأن أعداءه هم الضالون المضلون.
( وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ ) أي: لم تكن متحريا لنزول هذا الكتاب عليك، ولا مستعدا له، ولا متصديا. ( إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) بك وبالعباد، فأرسلك بهذا الكتاب، الذي رحم به العالمين، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، وزكاهم وعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، فإذا علمت أنه أنزل إليك رحمة منه، [ علمت ] أن جميع ما أمر به ونهى عنه، فإنه رحمة وفضل من اللّه، فلا يكن في صدرك حرج من شيء منه، وتظن أن مخالفه أصلح وأنفع.
( فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ ) أي: معينا لهم على ما هو من شعب كفرهم، ومن جملة مظاهرتهم، أن يقال في شيء منه، إنه خلاف الحكمة والمصلحة والمنفعة.
( وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزلَتْ إِلَيْكَ ) بل أبلغها وأنفذها، ولا تبال بمكرهم ولا يخدعنك عنها، ولا تتبع أهواءهم.
( وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ ) أي اجعل الدعوة إلى ربك منتهى قصدك وغاية عملك، فكل ما خالف ذلك فارفضه، من رياء، أو سمعة، أو موافقة أغراض أهل الباطل، فإن ذلك داع إلى الكون معهم، ومساعدتهم على أمرهم، ولهذا قال: ( وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) لا في شركهم، ولا في فروعه وشعبه، التي هي جميع المعاصي.

( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ) بل أخلص للّه عبادتك، فإنه ( لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) فلا أحد يستحق أن يؤله ويحب ويعبد، إلا اللّه الكامل الباقي الذي ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) وإذا كان كل شيء هالكا مضمحلا سواه فعبادة الهالك الباطل باطلة ببطلان غايتها، وفساد نهايتها. ( لَهُ الْحُكْمُ ) في الدنيا والآخرة ( وَإِلَيْهِ ) لا إلى غيره ( تُرْجَعُونَ ) فإذا كان ما سوى اللّه باطلا هالكا، واللّه هو الباقي، الذي لا إله إلا هو، وله الحكم في الدنيا والآخرة، وإليه مرجع الخلائق كلهم، ليجازيهم بأعمالهم، تعيَّن على من له عقل، أن يعبد اللّه وحده لا شريك له، ويعمل لما يقربه ويدنيه، ويحذر من سخطه وعقابه، وأن يقدم على ربه غير تائب، ولا مقلع عن خطئه وذنوبه.
تم تفسير سورة القصص - وللّه الحمد والثناء والمجد دائما أبدا- .


تفسير سورة العنكبوت

وهي مكية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم ( 1 ) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ( 2 ) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ( 3 ) .
يخبر تعالى عن [ تمام ] حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال « إنه مؤمن » وادعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه، فإنهم لو كان الأمر كذلك، لم يتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن، التي ترجع كلها إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة، والشهوات المعارضة للإرادة، فمن كان عند ورود الشبهات يثبت إيمانه ولا يتزلزل، ويدفعها بما معه من الحق وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب، أو الصارفة عن ما أمر اللّه به ورسوله، يعمل بمقتضى الإيمان، ويجاهد شهوته، دل ذلك على صدق إيمانه وصحته.

ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكا وريبا، وعند اعتراض الشهوات تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات، دلَّ ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه.
والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا اللّه، فمستقل ومستكثر، فنسأل اللّه تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يثبت قلوبنا على دينه، فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير، يخرج خبثها وطيبها.

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ( 4 ) .
أي: أحسب الذين همهم فعل السيئات وارتكاب الجنايات، أن أعمالهم ستهمل، وأن اللّه سيغفل عنهم، أو يفوتونه، فلذلك أقدموا عليها، وسهل عليهم عملها؟ ( سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) أي: ساء حكمهم، فإنه حكم جائر، لتضمنه إنكار قدرة اللّه وحكمته، وأن لديهم قدرة يمتنعون بها من عقاب اللّه، وهم أضعف شيء وأعجزه.
مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 5 ) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ( 6 ) .
يعني: يا أيها المحب لربه، المشتاق لقربه ولقائه، المسارع في مرضاته، أبشر بقرب لقاء الحبيب، فإنه آت، وكل آت إنما هو قريب، فتزود للقائه، وسر نحوه، مستصحبا الرجاء، مؤملا الوصول إليه، ولكن، ما كل من يَدَّعِي يُعْطَى بدعواه، ولا كل من تمنى يعطى ما تمناه، فإن اللّه سميع للأصوات، عليم بالنيات، فمن كان صادقا في ذلك أناله ما يرجو، ومن كان كاذبا لم تنفعه دعواه، وهو العليم بمن يصلح لحبه ومن لا يصلح.
( وَمَنْ جَاهَدَ ) نفسه وشيطانه، وعدوه الكافر، ( فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ) لأن نفعه راجع إليه، وثمرته عائدة إليه، والله غني عن العالمين، لم يأمرهم بما أمرهم به لينتفع به، ولا نهاهم عما نهاهم عنه بُخْلا عليهم.
وقد علم أن الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد، لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير، وشيطانه ينهاه عنه، وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه، كما ينبغي، وكل هذا معارضات تحتاج إلى مجاهدات وسعي شديد.

سلسال ورد
26-08-2023, 08:34 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

رهينة الماضي
26-08-2023, 10:47 PM
متصفح ا نيق وراقي بمحتواه
سلمت يداك على الانتقاء المميز
بـ نتظارا لمزيد من هذا الفيـض الرقي
لك كل الود والاحترام
:ezgif-3-dc81ea9bb0:

محبه لربي
26-08-2023, 11:45 PM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
دمتم برضى الله وحفظه ورعايته
https://lh6.googleusercontent.com/-NMUt8MY5yt8/Tx2jWDQ09CI/AAAAAAAABsM/V_R9W0dfQTo/h80/0_5b127_9618962e_M.jpg.gif

زمان
27-08-2023, 07:53 AM
بارك الله فيك وجزاك الله الف خير
ونفع بك وفي طرحك الطيب ..

- وهُــم .
27-08-2023, 08:09 AM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

قهوة المسا
27-08-2023, 01:24 PM
يعطيك العافيه
وكلك ذوق
ويسعدك ربي

امير بكلمتى
27-08-2023, 05:10 PM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:ezgif-4-c8829dfcbe:

عذبة المعاني
27-08-2023, 08:18 PM







.

.



‏‎ جُزِيتَ مِنْ الْخَيْرِ أَكْثَرَهُ
وَمَنْ الْعَطَاءٍ مَنْبَعُهُ
لَا حَرَمْنَا الْبَارِئِ وَايَاكُ جَنَاتِهِ
شُكْرًا لَك يَا ألـق ..!
‏‎فَقَد طَاب لِى شذى النَّثْر هُنَا
‏‎ كَالْوَرْد الْجُورِيّ
‏ ~:red_rose_by_jasmine~


إشراقة أمل
28-08-2023, 05:15 AM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
:100 (62):

عبير الليل
28-08-2023, 03:00 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:ezgif-4-05527f2575:

ابتسامة الزهر
28-08-2023, 08:31 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

إحساس إنسان
29-08-2023, 12:46 AM
جزاك الله خير ل طرحك القييم
مودتي لك

البدر
29-08-2023, 07:01 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-05527f2575:

نسمة عليلة
30-08-2023, 01:32 AM
بوركت وطرحك الطيّب
جزاك الله خيرا و لا حرمك الأجر..
https://gallery.yopriceville.com/var/thumbs/Free-Clipart-Pictures/Roses-PNG/Transparent_Roses_PNG_Clipart_Picture.png?m=143427 7104

بنت الخيال
30-08-2023, 02:12 PM
.



;


أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام

قمر♥︎
30-08-2023, 09:54 PM
جزاكم الله خير
وبارك الله فيكم
وبعطائكم الدائم

reda laby
01-09-2023, 08:43 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

كريزما
02-09-2023, 04:37 PM
--



شُكرًا على جمـال طرحك المميز
لا حرمنا الله من إبداعك المُستمر
و الله يعطيك الف عافيه .
.
.
:2585754709:

وتين
03-09-2023, 12:25 AM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

همس الروح
05-09-2023, 01:21 AM
جزاك الله جنة عرضها السَموات و الأرض
وبارك الله فيك على الطَرح القيم و في ميزان حسناتك
واسأل الله أن يرزقـك كل خير

♥..αмαℓ
19-09-2023, 11:23 PM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

علياء
22-09-2023, 09:45 AM
موضوع مترف بالروعه
بورك الاختيار الجميل
لروحك اطواق الورد .
:2068125993:

دلآل.•
06-10-2023, 12:31 PM
-انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

سما الموج
07-10-2023, 03:38 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة

:308773e9e2a1a279e65

مـخـمـلـيـة
18-10-2023, 10:05 PM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :271:

امير بكلمتى
15-12-2023, 11:19 AM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:red_rose_by_jasmine

حسن الوائلي
04-06-2024, 07:14 PM
جزاكم الله خير جزاء المحسنين وأثابكم
طرح نوراني مبارك جعله الله في
ميزان اعمالكم وفقكم الباري وأنار لكم
طريقكم بنوره المبين دمتم بكل
التقدير تحيتي
:100 (19):
:ezgif-5-708d7d38d9:

إرتواء
29-10-2024, 07:11 AM
موضوع جميل
الله يعطيك العافيه
سلمت يداك ودام عطائك

:ezgif-4-e0934f3318:

محمد
02-06-2025, 05:34 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://up6.cc/2025/05/1748575873361.gif