عبير الليل
12-09-2023, 10:03 PM
■ ----
والنجوم : هي الكواكب ،
﴿ مُسَخَّرَات بأمره ﴾ مُسَخَّرَات في الجَرَيَان والدَّوَرَان دائما لا يَفْترن ،
وهذا رَدٌّ على الذين يَعْبُدون الشمس والقمر والكواكب ، بأنها مُسَخَّرَة بأمر الله مَأْمُورة ،
اللهُ الذي يجريها ، واللهُ الذي يُوقِفُها
إذا شَاءَ سبحانه وتعالى ،
فهي مُسَخَّرة مُدَبَّرَة ، ليس لها من الأمر شيء .
يأمرها سبحانه فتَجْرِي وتدور وتضيء ،
بأمره الكَوْني سبحانه وتعالى ،
يطلع هذا ويغرب هذا ويتعاقبان .
نصب الشمس والقمر والنجوم على العطف ،
لأن السماوات : منصوب ، لأنه مفعول وعلامة نَصْبِه الكَسْرَة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ،
والأرض : منصوب بالفتحة ، ثم قال : والشمس والقمر : معطوف على المنصوب ،
والمعطوف على المنصوب منصوب .
مُسَخَّرات : منصوب على الحال ، أي : حال كونها مسخرات ، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه مُلْحَق بجمع المؤنث السالم .
قال :﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ .
ألا : أداة تنبيه وتقرير .
له : سبحانه وتعالى لا لغيره .
الخلق : وهو الإيجاد ، فهو القادر على الخلق إذا أراد سبحانه وتعالى ، يخلق ما شاء .
والأمر : أمره سبحانه وتعالى ، وهو كلامه سبحانه وتعالى الكوني والشرعي .
أمره الكَوْنِي : الذي يأمر به المخلوقات ، فتطيعه وتستجيب له ، مثل قوله :﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ﴾ أمرهما سبحانه ، وهذا أمر كوني ، أمر به السماوات والأرض فتكونت ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ هذا أمر كوني .
أما الأمر الشرعي : فهو وَحْيُهُ المُنَزَّل الذي
يأمر به عباده ، يأمرهم بعبادته ، يأمرهم بالصلاة ،
يأمرهم بالزكاة ، يأمرهم بِبِرِّ الوالدين ،
هذا أمره الشرعي ، يدخل فيه الأوامر والنواهي التي في القرآن الكريم ، وفي السنة النبوية ،
هذا من أمر الله سبحانه وتعالى .
إذا كَانَ لهُ الخَلْقُ والأَمْرُ ،
فماذا بَقِيَ لغيره سبحانه وتعالى ؟
ولهذا يقول ابن عمر لما قرأ هذه الآية ،
قال :( مَنْ لهُ شيء فليطلبه ) .
ودَلَّتِ الآيَةُ على الفَرْقِ بَيْنَ الخَلْقِ والأَمْرِ ،
ففيه رَدُّ على مَنْ يقولون بِخَلْقِ الْقُرْآن ...
- نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى -
------------------------------------
صفحة :[ 115 - 116 ] .
_________________________
والنجوم : هي الكواكب ،
﴿ مُسَخَّرَات بأمره ﴾ مُسَخَّرَات في الجَرَيَان والدَّوَرَان دائما لا يَفْترن ،
وهذا رَدٌّ على الذين يَعْبُدون الشمس والقمر والكواكب ، بأنها مُسَخَّرَة بأمر الله مَأْمُورة ،
اللهُ الذي يجريها ، واللهُ الذي يُوقِفُها
إذا شَاءَ سبحانه وتعالى ،
فهي مُسَخَّرة مُدَبَّرَة ، ليس لها من الأمر شيء .
يأمرها سبحانه فتَجْرِي وتدور وتضيء ،
بأمره الكَوْني سبحانه وتعالى ،
يطلع هذا ويغرب هذا ويتعاقبان .
نصب الشمس والقمر والنجوم على العطف ،
لأن السماوات : منصوب ، لأنه مفعول وعلامة نَصْبِه الكَسْرَة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ،
والأرض : منصوب بالفتحة ، ثم قال : والشمس والقمر : معطوف على المنصوب ،
والمعطوف على المنصوب منصوب .
مُسَخَّرات : منصوب على الحال ، أي : حال كونها مسخرات ، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه مُلْحَق بجمع المؤنث السالم .
قال :﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ .
ألا : أداة تنبيه وتقرير .
له : سبحانه وتعالى لا لغيره .
الخلق : وهو الإيجاد ، فهو القادر على الخلق إذا أراد سبحانه وتعالى ، يخلق ما شاء .
والأمر : أمره سبحانه وتعالى ، وهو كلامه سبحانه وتعالى الكوني والشرعي .
أمره الكَوْنِي : الذي يأمر به المخلوقات ، فتطيعه وتستجيب له ، مثل قوله :﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ﴾ أمرهما سبحانه ، وهذا أمر كوني ، أمر به السماوات والأرض فتكونت ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ هذا أمر كوني .
أما الأمر الشرعي : فهو وَحْيُهُ المُنَزَّل الذي
يأمر به عباده ، يأمرهم بعبادته ، يأمرهم بالصلاة ،
يأمرهم بالزكاة ، يأمرهم بِبِرِّ الوالدين ،
هذا أمره الشرعي ، يدخل فيه الأوامر والنواهي التي في القرآن الكريم ، وفي السنة النبوية ،
هذا من أمر الله سبحانه وتعالى .
إذا كَانَ لهُ الخَلْقُ والأَمْرُ ،
فماذا بَقِيَ لغيره سبحانه وتعالى ؟
ولهذا يقول ابن عمر لما قرأ هذه الآية ،
قال :( مَنْ لهُ شيء فليطلبه ) .
ودَلَّتِ الآيَةُ على الفَرْقِ بَيْنَ الخَلْقِ والأَمْرِ ،
ففيه رَدُّ على مَنْ يقولون بِخَلْقِ الْقُرْآن ...
- نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى -
------------------------------------
صفحة :[ 115 - 116 ] .
_________________________