تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : علاقات المسلم مع الآخرين.


همس الروح
18-01-2024, 01:03 PM
علاقات المسلم مع الآخرين.

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى خلق الناس جميعاً وأراد منهم سلوك الطريق المستقيم، وحذرهم من الشرك وأهله، وجعل الله تعالى بين من اتبع هداه علاقات تنظم شؤونهم، فجوهر علاقة المسلم بأخيه المسلم هي الأخوة في الله تعالى كما قال -سبحانه وتعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (10) سورة الحجرات.

وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه العلاقة الحميمة بين المسلمين، فقال: ( المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).

"هكذا أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن المسلم أخو المسلم وأمر بذلك في قوله: ( كونوا عباد الله إخواناً ) فهذه الأخوة التي أمرنا بها ليست أخوة في اللسان فحسب، ولكنها أخوة عميقة كامنة في النفوس والقلوب، غراسها إخلاص الود، وثمراتها المعاملة الحسنة لأخيك، والذب عنه، أخوة تقتضي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، فتحب أن يكون صالحاً، عزيزاً، قوياً، غنياً، أن يكون متخلقاً بالأخلاق الفاضلة كما تحب لنفسك أن تكون كذلك، تسعى في نصحه وإرشاده وتقويمه سالكاً بذلك أحسن السبل لحصول المقصود، كما تحب أن يسعى لك في هذا، تكره لأخيك ما تكره لنفسك ، فتكره أن يكون فاسداً، ذليلاً، ضعيفاً، متخلقاً بالأخلاق السافلة، تكره ذلك كله لأخيك كما تكرهه لنفسك، فلا يكفيك إذا كان أخوك على حال لا تحبها لنفسك أن تدعو الله له بإصلاح حاله، بل ادع الله له واستعن بالله على فعل الأسباب التي تنقذه مما تكره.

ومن واجبات هذه الأخوة أن لا تظلمه في دمه، ولا في ماله، ولا في عرضه".2

إن هذه الأخوة المتجذرة في قلوب المؤمنين تورث حباً لبعضهم ورحمة ورفقاً ووداً، وقد شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم بالبنيان المرصوص وبالجسد الواحد، فعن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ.3

عباد الله:

"إذا كان العمران بلا عمود ينهد، فكذلك الأخوة الإسلامية تصاب بالخروق إذا فقدت الأساس الذي تقوم عليه، والذي يمدها بالثبات والاستقرار، ولو ذهبنا نعدد مقومات هذه الأخوة، لا نحصيها كثرة، ولكن سنوجزها في الآتي:

أ-المحبة والولاء: لا يمكن أن تتحقق أخوة الإسلام إلا إذا أحب المسلم أخاه المسلم محبة صادقة تصدر من القلب والضمير، فتترجمها الجوارح والأعضاء، يسلم عليه إذا لقيه، ويساعده إذا احتاج إليه، ويكرمه إذا نزل عنده، ويجلب إليه الخير كله، ويدفع عنه الشر كله، حتى إنه من كثرة حبه له ينزله منزله نفسه، أو أقرب الناس إليه.

مثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى واصفاً حال الأنصار مع من هاجر إليهم من مؤمني مكة: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ..} روى عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: (لما قدمنا المدينة آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد لي: أي أخي أنا أكثر أهل المدينة مالاً، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر أيهما أعجب إليك حتى أطلقها). أي حب أعظم من هذا ! أن يطلق لك أخوك زوجته وكريمته حتى تتزوجها! وأي إخاء أمتن من أن يشاطرك أخوك ماله وجهده!.

ب -الصبر واحتمال الأذى: فالمؤمن يصبر محتسباً لما يجده من إخوانه من جفاء وغلظة، ويتحمل كل ما يلقاه منهم من إساءة وأذى قولي أو فعلي، حفاظاً على الأخوة، وحرصاً على بقائها واستمرارها، فلو ذهب ينتقم من كل من أساء إليه، ويدفع سيئته بمثلها، ربما لا ينتهي الدور، خصوصا إذا كان المنتقم أضعف من المنتقم منه، ولا أحد يعينه على قضاء وطره منه، فيصبح الناس في دوامة العنف والبطش، وهذا أشد خطورة من مصلحة الانتقام.
قال تعالى عن هذا: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.

ج- حفظ السر وترك الفضيحة: والمؤمن ستار لعيوب أخيه، مهما بلغت من الخطورة غايتها، ما لم يكن مجاهراً بها، مفتخرا بالتلبس بها، حتى يصون كرامة أخيه، ويمنعها من التردي والانحطاط لو افتضح أمام الناس، ولذلك قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يستر عبد عبداً في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة).4

ما السر في منع الإسلام إعلان العيوب وإشهارها؟ لقد منع الإسلام إعلان العيوب وإشهارها واعتبر الإعلان نفسه جريمة أخرى، منفصلة عن جريمة مرتكب المعايب والذنوب لأمرين:

أ-إتاحة الفرصة للمذنب أن يراجع نفسه، ويتوب إلى الله تعالى، فلو افتضح أمره وانكشف ذنبه فقد ضاع الحياء من وجهه، وربما أغراه الافتضاح والتشهير على السير قدما في المعايب والرذائل. أما لو ظل عيبه مستوراً، فإن الاحتفاظ بسمعته وسيرته يبقى قائماً لديه، ولذلك نصح الإسلام بعدم كشف العيب، فقد روي معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم).5

ب-منع انتشار الفساد في الأرض، فإعلان العيوب والعورات دون أن يصحبه العقاب، يفسد الجو الاجتماعي، ويغري الناس بارتكابها، وكان ذلك الإعلان بمثابة تنبيه وتعليم للأشرار، وكثيرا ما يصرح الفساق بأن ما ارتكبوه من الذنوب لم يكن إلا نتيجة لما تعلموه من خلال خبر كتبته صحيفة، أو بثته إذاعة، أو عرضه تلفاز، أو تناقلته ألسنة الناس.6

أيها المسلمون: إن رابطة الأخوة الإسلامية تتميز على غيرها من الروابط: إن رابطة الأخوة الإسلامية عميقة الأثر في كيان الجماعة، لا تعدلها رابطة أخرى من الجنس أو اللغة أو الوطن، أو الجوار أو المصلحة المادية المشتركة، بل إن هذه الروابط مجتمعة مهما يكن أثرها الظاهري من كف الأذى، وبذل المعروف، تظل روابط سطحية لا تزال تتخللها الفجوات والثغرات، حتى تشدها رابطة الأخوة الروحية، والقيم العليا..

هذه علاقة المسلم بإخوانه المسلمين، وتتمثل في الأخوة في الله تعالى والتناصر في الإسلام والتناصح والولاء والمحبة، وغيرها من القيم الفاضلة، والصفات العظيمة بين المسلمين..

اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً وأخوة فيك صادقة، اللهم أحيينا على سنة نبيك وأمتنا على ملته وأجرنا من مضلات الأهواء والفتن.
واغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم.

مسك
18-01-2024, 01:09 PM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك

سلمى
18-01-2024, 01:56 PM
جزاك الله خيرا ..
على هذا المجهود الرائع ..
بارك الله فيك على الإفادة ..
لاتبخل علينا بجديدك ..
تقبل مروري المتواضع ..
تحياتي وتقديري..

رهينة الماضي
18-01-2024, 02:17 PM
جميل هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
تسلم الانامل على هـذا الابداع والتألق
لاحرمنا الله من هذا الإبـــــــــداع
مودتي وباقات الورد
http://img-fotki.yandex.ru/get/6820/102699435.b61/0_daad3_8003c359_S.png

البدر
18-01-2024, 02:18 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-c8829dfcbe:

امير بكلمتى
18-01-2024, 07:10 PM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:ezgif-3-dc81ea9bb0:

reda laby
19-01-2024, 08:04 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

وتين
19-01-2024, 11:33 PM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

علياء
21-01-2024, 04:11 PM
طرح بغاية الروعه جزاك الله خيرا وبارك فيك
وسلمت اناملك على الانتقاء العذب والذوق الرائع
بـ إنتظآر جديدك الاجمل وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود و الووورد
https://img-fotki.yandex.ru/get/3106/39663434.816/0_a7b7d_1ad124d4_M.png

فرآشه ملآئكية
21-01-2024, 09:36 PM
~`











سَلمت عَلى رُوعة الطَرح ،
لاَ حرَمنا الله مِن إبدَاعك ،
يَعطيك العَافية .

بنت الخيال
22-01-2024, 12:25 PM
.



;


أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام

ابتسامة الزهر
23-01-2024, 09:15 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
تحيتي وتقديري

همس الروح
24-01-2024, 12:17 AM
تحيه وتقدير وشكر لحضوركم المميز
‏‎اسعدني جدا مروركم الرائع
تحيتي وتقديري

:ezgif-5-2d75e40c0a:

- وهُــم .
26-01-2024, 08:30 AM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

عبير الليل
27-01-2024, 12:03 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:ezgif-4-05527f2575:

♥..αмαℓ
27-01-2024, 07:32 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

همس الروح
27-01-2024, 06:30 PM
تحيه وتقدير وشكر لحضوركم المميز
‏‎اسعدني جدا مروركم الرائع
تحيتي وتقديري

:ezgif-5-2d75e40c0a:

عذبة المعاني
02-02-2024, 02:29 AM
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
‏طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية .. ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَ جَديِدكًـم بشغفَ .. :308773e9e2a1a279e65

حسن الوائلي
14-02-2024, 03:50 PM
جزاكم الله كل الخير واثابكم
بوركتم وجعل ما تقدمونه في
ميزان اعمالكم
دمتم بحفظ الرحمن وتوفيقه
:ezgif-5-d71d5d6243:

النجمة المضيئة
13-07-2024, 03:04 PM
جزاكْ الله خير
وباركْ الله فيكْ
:ezgif-7-94663b82ca:

همس الروح
14-07-2024, 10:02 PM
تحيه وتقدير وشكر لحضوركم المميز
‏‎اسعدني جدا مروركم الرائع
تحيتي وتقديري
:ezgif-3-fc3df38fb3:

إرتواء
18-08-2024, 10:11 AM
موضوع جميل
الله يعطيك العافيه
سلمت يداك ودام عطائك

:ezgif-4-e0934f3318:

همس الروح
18-08-2024, 08:13 PM
تحيه وتقدير وشكر لحضوركم المميز
‏‎اسعدني جدا مروركم الرائع
تحيتي وتقديري
:ezgif-3-fc3df38fb3:

سما الموج
08-12-2024, 06:12 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة

:2388346810:

محمد
28-05-2025, 10:18 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://up6.cc/2025/05/174845640907762.gif