مشاهدة النسخة كاملة : كرامة المسلم
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:14 PM
كرامة المسلم
كما ينص عليها الإسلام
هي حقٌّ مشاعٌ، يتمتع به
كل مسلم بل كل انسان
من دون استثناء وتقييد،
فلايجوز لأحدٍ أن ينتهك
كرامته ويخرق شرفه ومكانته
المرموقة، ولا يمتلك أحدٌ أن يجـرده
مـن كرامتـه التي أودعها إياه وجعلها
من فطرته وصلبه، ويستوي في ذلك
المسلمُ وغيره
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:15 PM
* القاعدة العامة في تكريم الإنسان في الإسلام هو تكريم للذات وتشريف النفوس الإنسانية، فقضت تشريعات الإسلام بأن الإنسان مخلوق مكرّم، وهذا التكريم يعمّ كما يدل عليه النص المذكور أعلاه البشرية قاطبةً بدون تمييز بجنس أو لون أو عرق أو دين، أو أي داعٍ من دواعي التمييز التي يعرفها البشر، حيث قال: إن كل ابن آدم هو إنسان وكل إنسان مكرم في بنيته وخِلقته.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:15 PM
ومن تجليات كرامته في الإسلام أنه خلق الله تعالى إياه بيده ونفخه فيه من روحه، وهذالم يحصل لكائن آخر: ï´؟إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سظ°جِدِيْنَï´¾(10).
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:16 PM
ومن مظاهرها أن الإنسان كرمه الله تعالى بتعديل القامة وامتدادها بحسن الصورة من بين سائر المخلوقات بقوله تعالى ï´؟لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍï´¾(11)، وذكّره بإِحسانَ هذا الخلق، فقال تعالى: ï´؟يظ°أَىُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّﯨظ°ï»ڑَ فَعَدَلَكَ فِى أَىِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَï´¾(12)، وإنما تشمل كلمة التقويم البنية الخارجية والداخلية معًا، ويعلم علماء تشريح الجثة بأن صورة الإنسان وما يرتديه من البنية الخارجية هي من أحسن الصور وأكملها بشرةً وقامةً كما قال تعالى ï´؟وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْï´¾(13) وكذا يُعتبر ما يُواريه الجسدُ من الأعضاء الداخلية من أقوى الأعضاء وأكثرها فعلًا ونشاطًا.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:17 PM
ومن كرامة الإنسان أنْ خلَقَه الله على الفطرة؛ قال سبحانه: ï´؟فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَï´¾(14) ومعناه: أنَّه تعالى ساوى بين خلْقِه كلِّهم في الفطرة على الجبِلَّة المستقيمة، لا يُولَد أحدٌ إلاَّ على ذلك، ولا تَفاوُتَ بين الناس في ذلك.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:18 PM
ومن مظاهر الكرامة الإنسانية والحرية البشرية جعل الإيمان بالله أمرًا خياريًا لا أمرًا مفروضًا، فقال ï´؟وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْï´¾(15) وأيضًا قوله: ï´؟لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّï´¾(16).
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:18 PM
ومن مظاهر التكريم الإلهي تسليم وظيفة الخلافة إلى الإنسان على الأرض، وتعكس خلافة الإنسان فيها أسْمَى مراتب التَّكريم الإِلَهي، ï´؟وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلـظ°ـئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَï´¾(17). والخلافة الإلهية هي أكبر كرامة وأعظم شرافة يتحلى بها الإنسان على الأرض، ولما كان الله تعالى متصفًا بصفات الكمال، إذًا لا بد أن يكون خليفته صاحب شرف وكرامة. وحينما أراد الله تعالى خَلقَ آدم، فقال تعالى خطابًا للملائكة ï´؟إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةًï´¾(18)، فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه، كما يُخبر بالأمر العظيم قبل كونه، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة، لا على وجه الاعتراض والتنقُّص لبني آدم والحسد لهم، كما يتوهّمه بعض المفسرين(19)، فقالو: ï´؟أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءï´¾(20)، فأجاب بقوله: ï´؟إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَï´¾(21)، أي: أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا المخلوق المسؤول المكرّم، وإنه سيوجد منهم الأنبياء والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون المكرّمون. ثم بيّن لهم شرف آدم عليهم بالعلم والمعرفة بقوله تعالى ï´؟وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَاï´¾(22).
نسيم الذكرى/❀
27-02-2024, 03:19 PM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:20 PM
إسجاد الملائكة له تكريمًا له وتشريفًا لذاته: ï´؟وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلظ°ئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىظ° وَاسْتَكْبَرَï´¾(23). فهذه أربع تشريفات: خلْقُه له بيده الكريمة، ونفخه فيه من روحه، وأمره ملائكته بالسجود له، وتعليمه أسماء الأشياء. وناهيك أن ندرك أهمية الكرامة الإنسانية بأن إبليس قد أصبح من الملعونين المطرودين بحيث أبى وامتنع عن السجود لآدم، وتجرأ على إنقاص بني آدم وازدرائه بهم، وترفعه عليهم خلافا للأمر الإلهي. والسجود لآدم هنا ليس عبادة له، وإنما هو تكريم وتبجيل لمخلوق، له خصائص فكرية وبيولوجية ونفسية لا توجد في مخلوقات أخرى.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:21 PM
ومما يدل على الكرامة الإنسانية هو تسخير ما في الكون لِخِدمة الإنسان، ولِتأدية واجبة الخلافة سخَّر الله تعالى للإنسان السَّماوات والأرض وما بينهما: ï´؟أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمظ°وظ°تِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي الله بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍï´¾(24). وهذا الكون مسخر لهم لكي يعرفوا الله ويدركوا قدراته من خلاله، حتى يصل الإنسان إلى أعماق الأرض، وأن يستخرج المعادن ، وأن يرتفع إلى الفضاء، وأن ينتفع بكل ما في الأرض.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:21 PM
ومن أهم تجلياتها إلغاء الوساطة بين العبد وربه، تحريما لعبادة ما سوا الله تعالى من الأوثان والأحجار والأشجار والجبال والبحار والأشياء، وهذه الوساطة قد أفسدت التحنُّث والتعبُّد لله، وبها لم يغفل الإنسان عن عظمة الله وجلاله فحسب؛ بل حُرم إدراك القيم الإنسانية والكرامة البشرية، فمنع الإسلام عن هذه الانتهاكات، وحرّم السجود إلا لله، وحتى حرّم السجدة للتكريم كرامةً للإنسان وصيانةً ï´؟وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَï´¾(25).
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:22 PM
ومما يدل على أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أنزل الإنسان منزل الكرامة والشرف الأسمى عبر التاريخ الإنساني هو تنزيل الوحي عليه؛ فالوحي الإلهي تكريم بالغ للإنسان من خالقه، لأنه يهدف إلى ما فيه من الخير والكرامة والعلو له. وكان الناس يعتقدون فيما قبل الإسلام، أن الإنسان ليس في فطرته ووسعه أن يتصف بصفات عالية، فأنكروا لكثير من الأنبياء والرُسل أن يكونوا من جماعة الإنسان، وجعلوهم أبناء لله كما في حالة يعقوب ودواود وعزير وعيسى ومَن عداهم من الأنبياء والمرسلين-عليهم السلام-، وكذا يعتقد الهندوس بالنسبة إلى أوليائهم ومرشديهم أن الألوهية قد حلّت في أجسادهم، فهم ليسوا بشرًا مثلنا، واقتفاءً بأثر آبائهم، عجب مشركو «مكة» من تنزيل الوحي على نبينا الخاتم محمد-صلى الله عليه وسلم- في قالب الإنسان وأنكروا رسالته، فقالوا: ï´؟وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِï´¾(26) ويعنون أنه لو كان رسولا من عند الله، لَكان ملكا من الملائكة، وقال الله عز وجل ï´؟وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَرًا رَسُولًاï´¾(27). ويُدرك كلُّ مَن له إلمام بالكرامة الإنسانية أن هذا الاتجاه الديني الباطل والمعتقدات والتقاليد الضالة، تجاه شخصيات بارزة قد وصف الإنسانية بالذُلّ والصَغار، ويجد جليًا أن الإنسانيــة لم تبلغ ذروة الكرامة ونهاية السعادة إلا بعد بروز الإسلام على مطلع الدنيا، فإرسال الرسل من بين جماعة الإنسان تكريم إلهي للإنسان وتشريفه بالرسالة(28).
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:23 PM
وكان الناس يعتقدون فيما قبل الإسلام، أن الإنسان ليس في فطرته ووسعه أن يتصف بصفات عالية، فأنكروا لكثير من الأنبياء والرُسل أن يكونوا من جماعة الإنسان، وجعلوهم أبناء لله كما في حالة يعقوب ودواود وعزير وعيسى ومَن عداهم من الأنبياء والمرسلين-عليهم السلام-، وكذا يعتقد الهندوس بالنسبة إلى أوليائهم ومرشديهم أن الألوهية قد حلّت في أجسادهم، فهم ليسوا بشرًا مثلنا، واقتفاءً بأثر آبائهم، عجب مشركو «مكة» من تنزيل الوحي على نبينا الخاتم محمد-صلى الله عليه وسلم- في قالب الإنسان وأنكروا رسالته، فقالوا: ï´؟وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِï´¾(26) ويعنون أنه لو كان رسولا من عند الله، لَكان ملكا من الملائكة، وقال الله عز وجل ï´؟وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَرًا رَسُولًاï´¾(27). ويُدرك كلُّ مَن له إلمام بالكرامة الإنسانية أن هذا الاتجاه الديني الباطل والمعتقدات والتقاليد الضالة، تجاه شخصيات بارزة قد وصف الإنسانية بالذُلّ والصَغار، ويجد جليًا أن الإنسانيــة لم تبلغ ذروة الكرامة ونهاية السعادة إلا بعد بروز الإسلام على مطلع الدنيا، فإرسال الرسل من بين جماعة الإنسان تكريم إلهي للإنسان وتشريفه بالرسالة
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:23 PM
ومنها إعطاؤه مالم يعط غيره من العقل الناقد المميِّز بين الحق والباطل الموصل إلى المعبود وأمره بالتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وما خلق الله من شيء: ï´؟قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِï´¾(29). وإن الله وهب للإنسان العقل والإحساس والشعور ليدرك الغاية من وجوده، وليتأمل ما في هذا الكون من أسرار وبدائع هي آية في الجمال والاكتمال، وإن كل ما في هذا الكون يهدي إلى الإيمان بالله القوي القادر، والإيمان يهدي إلى الحق وبذلك يستحق التكريم والتفضيل.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:24 PM
ومما يدل على المجد الإنساني هو إنشاء النفس الإنساني كاللبنة الأولى في تكوين العالم، فعبّر عن أهمية النفس الإنسانية بعبارة تكن في حضنها معاني ضخمة حيث قال ï´؟مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًاï´¾(30) وبشر بعذابه الشديد على إتلافه وإهلاكه، تنبيهًا على أن الإنسان بجميع ما فيه من الأرواح والعقول والأجساد والأعضاء هو أمانة عظيمة لا يملكها الإنسان؛ و إنما يملكها خالقها؛ ولذا حرّم الإسلام الانتحار وإتلاف النفس، فالانتحار خيانة في هذه الأمانة: ï´؟وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرًاï´¾(31)، وقال عليه الصلاة والسلام: «لَزَوَالُ الدُنيا جمَيعًا أَهْونُ عَلَى الله مِن دَمٍ سُفَكَ بِغَيرِ حَقٍّ» وفي رواية: «لَهَدْمُ الكَعْبةِ حَجرًا حَجرًا»(32)، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «أَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفسَه بِحَديدَةٍ أو سُمٍّ أو إلقَاءِ مِنْ مَكَانٍ عَالٍ؛ فَهُو يُعَذَّبُ في النَّار خَالدًا فيهَا أَبَدًا عَلَى الطَريقَةِ التي قَتَلَ بهَا نَفسَه»(33)، وإبداءً لأهمية النفس البشرية وزجرًا للناس عن فعله كذا، لم يصلِّ النبي صلى الله عليه وسلم على ميت انتحر(34). فتبرز من خلال هذه النصوص الإسلامية أهمية الإنسان ومكانة وجوده في هذا الكون، وإنّ حفظ النفس البشرية وصيانتها من الضياع والهلاك هو من أول المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، وإنه من الأربعة المهمة، يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة، ورد في الحديث النبوي: لا تزول قدم عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع، و ذكر منها عن جسده فيما أبلاه.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:25 PM
ومن تكريم النفس البشرية جاء الحكم بتحريم الإجهاض من دون عذر موجب يستدعي ذلك؛ لأن الجنين نفس بريئة، والإسلام قدّس حق الحياة لكل ذوي الأرواح، وحتى الجنين الذي ينشأ من طريق حرام، لا يجوز لأمه ولا لغيرها أن تسقطه؛ لأن في ذلك هدر لكرامته(35)، وكذا أوجب احترامه حتى عند ظهوره ميتًا.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:25 PM
ومن أجلى مظاهر الكرامة البشرية أن الإسلام لم يفرق في حق الحياة بين أبيض وأسود ، ولا بين شريف ووضيع ، ولا بين حر وعبد، ولا بين رجل وامرأة، ولا بين كبير وصغير، لأنّ هذا التكريم تكريم إلهي، وليس بسبب توافر خصائل مادية وتضافر عناصر مكسوبة؛ فقد ورد في الحديث «الخَلقَ كُلُّه عيَالُ الله وَرَعِيَّةُ الله»(36)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ »، وقال أيضًا بمناسبة حجة الوداع «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، ولَا لِأَبيَضَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبيَضَ إِلَّا بِالتَّقْوَى». (رواه البخاري ومسلم)
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:26 PM
اعتنت شريعتنا الغراء بالإنسان أعظم عناية، واهتمت بكرامته أبلغ اهتمام، ولم تنته عناية الشريعة بالإنسان بانتهاء حياته؛ بل امتدت إلى ما بعد موته، وجعلت حُرمة الميت كَحُرْمة الحيّ، فحرَّمت أن يُوطأ قبره أو تُقضى عنده الحاجة أو تُوضع القاذورات بِقرب قبره، وتكريمًا للموتى أمر الإسلام بتغسيل الميت، وتكفينه، ودفنه، ونهى عن كسر عظمه أو الاعتداء عليه أو على جثته، فقد جاء في الحديث النبوي عنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ الله ï·؛ قَالَ: «كَسْرُ عَظْمِ الْـمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا»(37)، وكذا نهى عن سب الميت والطعن عليه في حديثه عن عكرمة: «إيّاكُم أن تذكروا أباه بِشرٍّ فإنّ سَبّ الميّتِ يُؤذي الحيَّ ولا يَبلُغ الميّتَ»(38).
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:29 PM
وإثباتًا لمكانة الإنسان المرموقة في الإسلام منعت شريعتنا عن الحرق والتمثيل بالقتلى وهو تقطيع أعضاء المقتول كأذنيه وعينيه وأنفه، وإن كان المقتول من جماعة المناضلين في المعارك، وكذا حرّمت الانتفاع بأعضاء الإنسان والاستفادة بها لكرامته وشرف جسده، فلايجوز إيراد العقد عليه(39).
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:29 PM
فهل يوجد مثل هذه الإرشادات والتعاليم تجاه الكرامة الإنسانية في الأديان الآخرى من العالم؟ وهل يضارعه ما سواه من الأديان والمؤسسات والمنظمات في هذا الباب؟؟، وليس الجواب إلا بالنفي والإعواز.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:30 PM
وتزداد كرامة الإنسان أهميّةً وضرورةً في أيامنا هذا، ولقد أصبح الأمن والاستقرار مرهونين اليـوم أكثر من أي وقت مضى ببذل جـهود جادة لإقرار المسـاواة والتسـامح واحـترام الكرامـة الإنسانية وسيادة القانون في كل ناحية من أنحاء العالم؛ لإنّ من شأن الكرامة الإنسانية أنها تقود الإنسان إلى شعور الاحترام والعزة للنفس، ويحس بها بنو آدم القيم الإنسانية الداخلية الإيجابية، وبها يتحقق السِّلم والأمن والتعايش والازدهار في إطار النسيج الاجتماعي المتكامل. وإن الإحساس بالمهانة البشرية بسبب الاعتداءات والانتهاكات والجرائم الفظيعة وما إلى ذلك من أنماط عنفية من السلوك الإنساني السلبي، ويدفعهم إلى قعر الوعي التمردي والثوري.
أسد الأوراس
27-02-2024, 03:30 PM
واهتداءً إلى التعاليم الإسلامية تجاه الكرامة الإنسانية، طفقت الأمم والشعوب والحكومات تهتم بإثبات الكرامة الإنسانية في القوانين واللوائح والدساتير والوثائق العالمية، مثل وثيقة اليونسكو وقرار الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وغير ذلك. وتُعد الكرامة الإنسانية اليوم الأساسَ الراسخَ في التشريع الدولي، ولكن الإسلام كرّم حق الحياة قبل أن تسمع الدنيا بحقوق الإنسان، وأوجب الكرامة الإنسانية قبل أن تتعرف عليها الدول والحكومات والمؤسسات العالمية، وتتفوق مظاهر الإسلام في هذا الشأن على جميع القوانين الوضعية والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وكرامته، فقد أكد الإسلام حرمة العرض والكرامة للبشرية قاطبةً مع حرمة الدماء والأموال أشد تأكيدًا، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلن في حجة الوداع أمام الحشود المجتمعة في البلد الحرام، والشهر الحرام، واليوم الحرام، فقَالَ :«فَإِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا»(40)، ومما يجدر الإشارة إليه أن الكرامة الإنسانية تعد من خمسة أصولٍ أرسل الله رسله للحفاظ عليها ووقاية شعوبها، بما لا يتنافى مع الفطرة السليمة والشرع القويم، وينسحب هذا المعنى إلى الماضي والحاضر والمستقبل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والنقطة الفارقة بين المعيار الإسلامي للكرامة وبين المقياس القانوني أن الشعور بالكرامة الإنسانية في الإسلام قِوامُها الإيمان بالله سبحانه وتعالى ومِلاكُها الوحي الإلهي، وليس القوانين الوضعية.
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:12 PM
ومن لوازم حق الكرامة ومتطلباتها أن يحترم الإنسان كرامة الآخرين وألاّ يُؤذى إنسانٌ بآخر في حضرته، وألاّ يهان في غيبته، سواء كان هذا الإيذاء بالجسم، أم بالقول، فكما حرم الإسلام الإيذاء البدني، حرّم الإساءة اللسانية أيضًا من الهمز، واللمز، والتنابز بالألقاب، والسخرية، والغيبة، والشتم، وسوء الظن بالناس وما إلى ذلك من المعاملات المهينة الشنيعة. والضابط الرئيسي في احترام كرامة الإنسان كما أوضح الإسلام ، هو احترامه كإنسان، وليس لما يملكه من جاه أو مال، وليس لما يتمتّع به من صفات جسمية أو عقلية، وليس لما يتّصف به من مواهب وعطاءات. وكلّ الفروق البيولوجية والتاريخية بين الناس، هي فروق وهمية، لا أثر لها في قضية تمتّع الناس بنفس الدرجة من الكرامة.
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:15 PM
وأما الكرامة الإنسانية اليوم، فهيا ننظر إلى ما يسود العالم من ظروف راهنة ، وإلى ما تعيشه الأمة من أوضاع فادحة، نجد أن الكرامة الإنسانية قد مسها الضر في عصرنا هذا،أي-عصر العولمة-؛ فهي كرامة مهضومة، ومجروحة، وتضافرت عوامل كثيرة لتؤدي إلى هذه الحالة الأسوء من الانتهاك والإذلال والتراجع والخذلان. وعلى الرغم من أن الحضارات الحديثة الغربية تسيل بالإنسان إلى مضامير الحياة المتشعبة بموجاتها في التطور والتقدم والازدهار، وأدهش بها العالمُ بفيضان من الإبداعات والابتكارات، والإنجازات، ولكن تحيطها الحروب والشحناء وشاعت الدمار والفساد بها وألقت الناس على مسلك العنف والانتقام بدل مسلك العفو والاحترام، وقوّضت هذه الحضارات الحديثة الكئيبة بنية الكرامة وسلبت الطمانينة والقرار من مقلديها. وإن استرجاع الأمن وإنشاء التعايش السِّلمي يكمن في عودته إلى الشعور بالاحترام المتبادل، والتسامح والتعاون والاعتراف الواضح للكرامة الفردية والجماعية في إطار التضمامن الإنساني وهذا هو ما يدعو الإسلام إليه.
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:37 PM
وتبقى كرامة المسلم غالية
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:38 PM
لانها مستمدة من ينابيع الاسلام
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:38 PM
فالاسلام عزة
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:39 PM
والسنة خير دليل على ذلك
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:39 PM
فالحمد لله اولا
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:39 PM
والحمد لله ثانيا
أسد الأوراس
27-02-2024, 04:39 PM
والحمد لله دائما
reda laby
27-02-2024, 08:14 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif
- وهُــم .
28-02-2024, 08:21 PM
-
حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):
reda laby
28-02-2024, 08:40 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif
علياء
28-02-2024, 10:31 PM
سلمت الايادي على الطرح الرائع
ماننحرم منك ومن جمال عطاءك
لك قوافل الورد شكراً ووداً
واجمل الامنيات .،.
:ezgif-7-b4dc22c4a7:
فرآشه ملآئكية
29-02-2024, 12:52 AM
~`
جَمُيّـــلُ
يسلمو الايادي على المجهود الرائع
يعطيك الف عافيه
وديِّ
:ezgif-4-e0934f3318::
البدر
29-02-2024, 02:50 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-c8829dfcbe:
عبير الليل
29-02-2024, 02:56 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
:ezgif-4-e0934f3318:
حسن الوائلي
01-03-2024, 12:55 AM
جزاكم الله خير جزاء المحسنين واثابكم
طرح نوراني جعله الباري في ميزان
حسناتكم دمتم بتوفيق الرحمن
وبركاته تحيتي وخالص
الود والتقدير
:ezgif-4-a7c9ec65df:
رهينة الماضي
01-03-2024, 03:37 PM
طرح رائع بروعة حضورك
ومجهود مميز وجميل
يسلمووو لهذا الالق
يعطيك العافية يارب
كل الود والتقدير
https://3.bp.blogspot.com/-7CmeiWL9UXI/V4EJO8kkrpI/AAAAAAAAAvQ/D8SIIecbPqw_4MggD65Q-1K3MrrtYGxPACKgB/s1600/eqla3.com140.png
القبطان
04-03-2024, 09:27 AM
جزاك الله خيرا
وبارك فيـك علام الغيوب
ونفـــس عنــك كـل مكــروب
وثبـت قلبـك علـى دينـه
إنــه مقلـب القلـوب
دمت بحفظ الله ورعايته
:14 (1):
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك
♥..αмαℓ
18-03-2024, 01:35 AM
*,
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري
:100 (103):
أسد الأوراس
27-03-2024, 06:22 AM
https://www.raed.net/img?id=706896
حياكم
الله
وبياكم
:ezgif-3-fc47ff3e36:
:ezgif-3-fc47ff3e36:
كريزما
17-04-2024, 05:37 AM
روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي
إرتواء
25-01-2025, 05:34 AM
موضوع جميل
الله يعطيك العافية
سلمت يداك ودام عطائك
:ezgif-5-9b2a39ebb3:
سما الموج
01-05-2025, 04:39 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/0%20(334).gif
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir