reda laby
29-03-2018, 08:29 PM
✒قال الماورديُّ:
(تنقسم أحوال مَن دخل في عداد الإخوان أربعة أقسام:
1⃣منهم مَن يعين ويستعين،
2⃣ومنهم مَن لا يعين ولا يستعين،
3⃣ومنهم مَن يستعين ولا يعين،
4⃣ومنهم مَن يعين ولا يستعين.
1⃣- فأمَّا المعين والمستعين فهو معاوضٌ منصف؛ يؤدِّي ما عليه ويستوفي ماله،
فهو كالمقرض يُسْعِف عند الحاجة ويستردُّ عند الاستغناء،
وهو مشكورٌ في معونته، ومعذورٌ في استعانته، فهذا أعدل الإخوان.
2⃣- وأمَّا مَن لا يُعين ولا يستعين فهو متروك قد منع خيره وقمع شرَّه،
فهو لا صديق يُرْجَى، ولا عدوٌّ يُخْشَى، وإذا كان الأمر كذلك فهو كالصُّورة الممثَّلة،
يروقك حسنها، ويخونك نفعها، فلا هو مذموم لقمع شرِّه،
ولا هو مشكور لمنع خيره، وإن كان باللَّوم أجدر.
3⃣- وأمَّا مَن يستعين ولا يُعين فهو لئيم كَلٌّ، ومهين مستذلٌّ،
قد قُطِع عنه الرَّغبة، وبُسِط فيه الرَّهبة، فلا خيره يُرْجَى، ولا شرُّه يُؤْمَن،
وحسبك مهانة مِن رجل مستثقل عند إقلاله،
ويستقلُّ عند استقلاله فليس لمثله في الإخاء حظٌّ، ولا في الوداد نصيب.
4⃣- وأمَّا مَن يُعين ولا يستعين فهو كريم الطَّبع، مشكور الصُّنع،
وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يُرى ثقيلًا في نائبة،
ولا يقعد عن نهضة في معونة.
فهذا أشرف الإخوان نفسًا وأكرمهم طبعًا، فينبغي لمن أوجد له الزَّمان مثله،
وقلَّ أن يكون له مثل؛ لأنَّه البَرُّ الكريم والدُّرُّ اليتيم، أن يثني عليه خنصره،
ويعضَّ عليه بناجذه، ويكون به أشدَّ ضنًّا منه بنفائس أمواله، وسِنِي ذخائره؛
لأنَّ نفع الإخوان عامٌّ، ونفع المال خاصٌّ، ومَن كان أعمَّ نفعًا فهو بالادِّخار أحقُّ،
ثمَّ لا ينبغي أن يزهد فيه لخُلُق أو خُلُقين ينكرهما منه إذا رضي سائر أخلاقه،
وحمد أكثر شيمه؛ لأنَّ اليسير مغفور، والكمال مُعْوِز)
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
(تنقسم أحوال مَن دخل في عداد الإخوان أربعة أقسام:
1⃣منهم مَن يعين ويستعين،
2⃣ومنهم مَن لا يعين ولا يستعين،
3⃣ومنهم مَن يستعين ولا يعين،
4⃣ومنهم مَن يعين ولا يستعين.
1⃣- فأمَّا المعين والمستعين فهو معاوضٌ منصف؛ يؤدِّي ما عليه ويستوفي ماله،
فهو كالمقرض يُسْعِف عند الحاجة ويستردُّ عند الاستغناء،
وهو مشكورٌ في معونته، ومعذورٌ في استعانته، فهذا أعدل الإخوان.
2⃣- وأمَّا مَن لا يُعين ولا يستعين فهو متروك قد منع خيره وقمع شرَّه،
فهو لا صديق يُرْجَى، ولا عدوٌّ يُخْشَى، وإذا كان الأمر كذلك فهو كالصُّورة الممثَّلة،
يروقك حسنها، ويخونك نفعها، فلا هو مذموم لقمع شرِّه،
ولا هو مشكور لمنع خيره، وإن كان باللَّوم أجدر.
3⃣- وأمَّا مَن يستعين ولا يُعين فهو لئيم كَلٌّ، ومهين مستذلٌّ،
قد قُطِع عنه الرَّغبة، وبُسِط فيه الرَّهبة، فلا خيره يُرْجَى، ولا شرُّه يُؤْمَن،
وحسبك مهانة مِن رجل مستثقل عند إقلاله،
ويستقلُّ عند استقلاله فليس لمثله في الإخاء حظٌّ، ولا في الوداد نصيب.
4⃣- وأمَّا مَن يُعين ولا يستعين فهو كريم الطَّبع، مشكور الصُّنع،
وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يُرى ثقيلًا في نائبة،
ولا يقعد عن نهضة في معونة.
فهذا أشرف الإخوان نفسًا وأكرمهم طبعًا، فينبغي لمن أوجد له الزَّمان مثله،
وقلَّ أن يكون له مثل؛ لأنَّه البَرُّ الكريم والدُّرُّ اليتيم، أن يثني عليه خنصره،
ويعضَّ عليه بناجذه، ويكون به أشدَّ ضنًّا منه بنفائس أمواله، وسِنِي ذخائره؛
لأنَّ نفع الإخوان عامٌّ، ونفع المال خاصٌّ، ومَن كان أعمَّ نفعًا فهو بالادِّخار أحقُّ،
ثمَّ لا ينبغي أن يزهد فيه لخُلُق أو خُلُقين ينكرهما منه إذا رضي سائر أخلاقه،
وحمد أكثر شيمه؛ لأنَّ اليسير مغفور، والكمال مُعْوِز)
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png