reda laby
30-03-2018, 08:17 PM
معنى حديث : ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ )
هذا الحديث أخرجه الترمذي (2442) ، وأحمد (1630) ، وابن حبان (722) ع
ن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال :
" حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ) ،
وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله .
، ورواه النسائي (5615) من غير زيادة ( فإن الصدق طمأنينة .... ) .
قال المناوي رحمه الله :
" ( دع ما يريبك ) أي : اترك ما تشك في كونه حسنا أو قبيحا ، أو حلالا أو حراما ،
( إلى ما لا يريبك ) أي : واعدل إلى ما لا شك فيه ، يعني ما تيقنت حسنه وحِلَّه ،
( فإن الصدق طمأنينة ) أي : يطمئن إليه القلب ويسكن
، ( وإن الكذب ريبة ) أي : يقلق القلب ويضطرب ،
وقال الطِّيبي : جاء هذا القول ممهدا لما تقدمه من الكلام ،
ومعناه : إذا وجدت نفسك ترتاب في الشيء ، فاتركه ،
فإن نفس المؤمن تطمئن إلى الصدق ، وترتاب من الكذب ،
فارتيابك من الشيء منبيء عن كونه مظنة للباطل ، فاحذره ،
وطمأنينتك للشيء مشعر بحقيقته ، فتمسك به "
انتهى من " فيض القدير " (3/529) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وهذا الحديث من جوامع الكلم ، وما أجوده وأنفعه للعبد إذا سار عليه ،
فالعبد يرد عليه شكوك في أشياء كثيرة ، فنقول : دع الشك إلى ما لاشكّ فيه ،
حتى تستريح وتسلم ، فكل شيء يلحقك به شكّ وقلق وريب :
اتركه إلى أمر لا يلحقك به ريب ، وهذا ما لم يصل إلى حد الوسواس ،
فإن وصل إلى حد الوسواس فلا تلتفت له .
وهذا يكون في العبادات ، ويكون في المعاملات ، ويكون في النكاح ،
ويكون في كل أبواب العلم .
ومثال ذلك في العبادات :
رجل انتقض وضوؤه ، ثم صلى ، وشكّ هل توضّأ بعد نقض الوضوء أم لم يتوضّأ ؟
فوقع في الشكّ ، فإن توضّأ فالصلاة صحيحة ، وإن لم يتوضّأ فالصلاة باطلة ،
وبقي في قلق ؛ فنقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ،
فالريب هنا صحة الصلاة ، وعدم الريب أن تتوضّأ وتصلي .
وعكس المثال السابق : رجل توضّأ ثم صلى وشك هل انتقض وضوؤه أم لا ؟
فنقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، عندك شيء متيقّن وهو الوضوء ،
ثم شككت هل طرأ على هذا الوضوء حدث أم لا ؟ فالذي يُترك هو الشك :
هل حصل حدث أو لا ؟ وأرح نفسك ، واترك الشك ..
" انتهى من " شرح الأربعين النووية " (ص/155) .
وهذا الحديث أصل في باب الورع ، والحث على ترك المشتبهات ،
كما أنه أصل في باب الأخذ باليقين وترك المشكوك فيه
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ يَرْجِعُ إِلَى الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَاتِّقَائِهَا ،
فَإِنَّ الْحَلَالَ الْمَحْضَ لَا يَحْصُلُ لِمُؤْمِنٍ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ رَيْبٌ – وَالرَّيْبُ : بِمَعْنَى الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابِ -
بَلْ تَسْكُنُ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، وَيَطْمَئِنُّ بِهِ الْقَلْبُ ،
وَأَمَّا الْمُشْتَبِهَاتُ فَيَحْصُلُ بِهَا لِلْقُلُوبِ الْقَلَقُ وَالِاضْطِرَابُ الْمُوجِبُ لِلشَّكِّ "
.انتهى من " جامع العلوم والحكم " (1/280) .
والله أعلم .
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
هذا الحديث أخرجه الترمذي (2442) ، وأحمد (1630) ، وابن حبان (722) ع
ن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال :
" حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ) ،
وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله .
، ورواه النسائي (5615) من غير زيادة ( فإن الصدق طمأنينة .... ) .
قال المناوي رحمه الله :
" ( دع ما يريبك ) أي : اترك ما تشك في كونه حسنا أو قبيحا ، أو حلالا أو حراما ،
( إلى ما لا يريبك ) أي : واعدل إلى ما لا شك فيه ، يعني ما تيقنت حسنه وحِلَّه ،
( فإن الصدق طمأنينة ) أي : يطمئن إليه القلب ويسكن
، ( وإن الكذب ريبة ) أي : يقلق القلب ويضطرب ،
وقال الطِّيبي : جاء هذا القول ممهدا لما تقدمه من الكلام ،
ومعناه : إذا وجدت نفسك ترتاب في الشيء ، فاتركه ،
فإن نفس المؤمن تطمئن إلى الصدق ، وترتاب من الكذب ،
فارتيابك من الشيء منبيء عن كونه مظنة للباطل ، فاحذره ،
وطمأنينتك للشيء مشعر بحقيقته ، فتمسك به "
انتهى من " فيض القدير " (3/529) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وهذا الحديث من جوامع الكلم ، وما أجوده وأنفعه للعبد إذا سار عليه ،
فالعبد يرد عليه شكوك في أشياء كثيرة ، فنقول : دع الشك إلى ما لاشكّ فيه ،
حتى تستريح وتسلم ، فكل شيء يلحقك به شكّ وقلق وريب :
اتركه إلى أمر لا يلحقك به ريب ، وهذا ما لم يصل إلى حد الوسواس ،
فإن وصل إلى حد الوسواس فلا تلتفت له .
وهذا يكون في العبادات ، ويكون في المعاملات ، ويكون في النكاح ،
ويكون في كل أبواب العلم .
ومثال ذلك في العبادات :
رجل انتقض وضوؤه ، ثم صلى ، وشكّ هل توضّأ بعد نقض الوضوء أم لم يتوضّأ ؟
فوقع في الشكّ ، فإن توضّأ فالصلاة صحيحة ، وإن لم يتوضّأ فالصلاة باطلة ،
وبقي في قلق ؛ فنقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ،
فالريب هنا صحة الصلاة ، وعدم الريب أن تتوضّأ وتصلي .
وعكس المثال السابق : رجل توضّأ ثم صلى وشك هل انتقض وضوؤه أم لا ؟
فنقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، عندك شيء متيقّن وهو الوضوء ،
ثم شككت هل طرأ على هذا الوضوء حدث أم لا ؟ فالذي يُترك هو الشك :
هل حصل حدث أو لا ؟ وأرح نفسك ، واترك الشك ..
" انتهى من " شرح الأربعين النووية " (ص/155) .
وهذا الحديث أصل في باب الورع ، والحث على ترك المشتبهات ،
كما أنه أصل في باب الأخذ باليقين وترك المشكوك فيه
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ يَرْجِعُ إِلَى الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَاتِّقَائِهَا ،
فَإِنَّ الْحَلَالَ الْمَحْضَ لَا يَحْصُلُ لِمُؤْمِنٍ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ رَيْبٌ – وَالرَّيْبُ : بِمَعْنَى الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابِ -
بَلْ تَسْكُنُ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، وَيَطْمَئِنُّ بِهِ الْقَلْبُ ،
وَأَمَّا الْمُشْتَبِهَاتُ فَيَحْصُلُ بِهَا لِلْقُلُوبِ الْقَلَقُ وَالِاضْطِرَابُ الْمُوجِبُ لِلشَّكِّ "
.انتهى من " جامع العلوم والحكم " (1/280) .
والله أعلم .
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png