تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : والله يعلم وأنتم لا تعلمون


♥..αмαℓ
25-04-2024, 07:46 AM
+

والله يعلم وأنتم لا تعلمون


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فقد روى الإمام أحمد وغيره من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لما كانت الليلة التي أُسري بي فيها وجدتُ رائحة طيبة فقلت: ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل؟ قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها قلت: ما شأنها؟ قال: بينا هي تَمشُط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت: "بسم الله"، قالت بنت فرعون: أبي؟ فقالت: لا، ولكن ربي وربك ورب أبيك الله، قالت: وإن لك ربًّا غير أبي؟ قالت: نعم، قالت: فأُعلمه بذلك؟ قالت: نعم، فأعلمته بذلك، فدعا بها فقال: يا فلانة ألكِ ربٌّ غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله الذي في السماء، فأمر ببقرة من نحاس فأُحميَت ثم أخذ أولادها يُلقَون فيها واحدًا واحدًا فقالت: إن لي إليك حاجة قال: وما هي؟ قالت: أُحبُّ أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفنَّا جميعًا قال: ذلك لك بما لك علينا من الحق، فلم يزل أولادها يُلقون في البقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع فكأنها تقاعسَت من أجله فقال لها: يا أمَّهْ اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، ثم أُلقيَت مع ولدها، وتكلم أربعة وهم صغار: هذا، وشاهد يوسف، وصاحب جُريج، وعيسى ابن مريم.



مجزرة يَرتكِبها فرعون ويَرتكبها كل الفراعنة من بعده، مجزَرة تستهدف الأبرياء الأطفال والنساء، قدَر كونيّ يُقدِّره المولى - عز وجل - في أن تذهَب هذه المرأة وأبناؤها ضحية لجَريمة من جرائم الطُّغاة والجبابرة، لكن ما نجهله نحن تلك المنزلة العالية التي نالتْها تلك الأسرة المباركة، حتى فاح طِيب رائحتهم ليَشمَّها أهل السماء جميعًا، فرغم عظيم الفاجعة إلا أن الله أعدَّ للضحية جنة عظيمة، فما نراه اليوم من جريمة هنا أو هناك ويقع من ضحاياها الأبرياء ما هي إلا لَمحة من تلك اللمحات، وكأني بكل ضحية بَريء تَفوح رائحته الطيبة الزكية عند أهل السماء، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون.



نحن ما رأينا إلا الظواهِر ولا نعلم البواطن، نحن ما رأينا إلا الآثار أما النتائج فإننا لا نعلمها، لكن ليكن أحدُنا على يقين بأن الله مُطَّلع على كل شيء؛ ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، ﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ﴾ [فاطر: 11].



فما نراه من جريمة اليوم هنا أو هناك لا تَخرج أبدًا عن قوله - عز وجل - ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، ما نراه اليوم لا يخرج أبدًا عن قوله - سبحانه -: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11].



إخوة يوسف - عليه السلام - أرادوا قتله فلم يَمُت، أرادوا محوَ أثره فارتفع شأنه وعلا نجمه، أرادوا بيعَه مملوكًا فأصبح ملكًا، أرادوا أن يُزيلوا محبته من قلب أبيهم فما ازداد أبوهم إلا حبًّا وشغفًا به، وكأن الله - عز وجل - يقول: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11].



يأتي موسى والخِضر - عليهما السلام - ويخرق الخضر السفينة، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون، ويقتل الغلام فالله يعلم وأنتم لا تعلمون، ويمنَع الرزق عن الأيتام ببناء الجدار، والله يعلم وأنتم لا تعلمون؛ لأن ما أخفاه الله من لطفه بعباده أعظم وأعظم.


ثمامة بن أثال - رضي الله عنه - يقع أسيرًا بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فيَمكث في أسره ثلاث ليال هي خير ليال كانت سبب إسلامه، فكان أسرُه خيرًا له، والمرأة السوداء التي قصَّ لنا البخاري قصتها يوم اتَّهمها قومها بالسرقة فخرجَت مُهاجِرة لتدخل المدينة فترى النبي - صلى الله عليه وسلم - فتُسلم على يدَيه، فكانت تلك المظلمة لهذه المسكينة السبب في دخولها الإسلام.


رجل في بادية في يوم واحد مات حمارُه وكلبُه وديكه، فضاق أهل البيت مما أصابهم، وفي تلك الليلة غزاهم قوم فأخذوا يَستدلون على الخيام بنهيق الحمير ونباح الكلب وصراخ الديك، فأحرقوا كل خيام القرية، إلا خيمة الرجل المسكين، فكان الأمر خيرًا له، فأنت لا ترى لطفه - عز وجل - في تقديره ولا تَشعُر به إلا في بعض ما يشاء هو - سبحانه.


وهذا رسولك - صلى الله عليه وسلم - ذهب ليَعتمر فتعترضه قريش بصُلحِ الحديبية، فلم تَحصل لهم العمرة وضاق بعض الصحابة بهذا الصلح، فكان خيرًا لهم، فسمَّاه الله فتحًا فقال - عز وجل -: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27] فعلم ما لم تعلموا، ما أجملَها من عبارة، وما ألطفَه من تقدير! وكما قال يوسف - عليه السلام -: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ﴾ [يوسف: 100].


ففوِّض أمرك إلى الله في كل ما يَجري حولك، فكل شيء يسير وَفْقَ تقديره - عز وجل - وهو يعلم ونحن لا نعلم، وتأمّل في أمر يعقوب - عليه السلام - يوم أن خاف على يوسف أن يأكله الذئب؛﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾ [يوسف: 13]، ففقد يوسف وفقَد بصره، لكنه يوم أن فوَّض أمره إلى الله فقال: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ﴾ [يوسف: 83] عاد له يوسف وعاد له بصره.


فكم مرةٍ استعجل فيها الإنسان أمرًا فلما جاءه تمنى لو أنه لم يحصل! وكم مرةٍ سعى الإنسان في أمر ثم بعد حين حمد الله أنه لم يتحقَّق!


كن على يقين بأن الله لا يُقدِّر إلا خيرًا، وأن تقديره - عز وجل - لا يَخرج عن أمرين اثنين، إما فضله وإما عدله، وكفى بالله وليًّا وكفى بالله نصيرًا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.


:100 (102):

سلسال ورد
25-04-2024, 07:51 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

رهينة الماضي
25-04-2024, 09:25 PM
موضوع في غاية الروعه والجمال
وسلمت اناملك على الذوق الأكثر من رائع
دام التميز والتالق
:ezgif-1-1f2eab0ecb:

البدر
25-04-2024, 09:26 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-7-0cd46ffe77:

فرآشه ملآئكية
26-04-2024, 04:50 AM
~`
















جَمُيّـــلُ
يسلمو الايادي على المجهود الرائع
يعطيك الف عافيه
ودي


:ezgif-4-f6fb652242:

حسن الوائلي
26-04-2024, 05:47 AM
طرح نوراني مبارك
سلمت الايادي لجمال الانتقاء
جزاكم الله خير جزاء المحسنين واثابكم
بوركتم جعله الله في ميزان اعمالكم تحيتي
واطيب الود والتقدير
:100 (19):
:ezgif-5-708d7d38d9:

قهوة المسا
26-04-2024, 07:52 AM
يعطيك العافيه
وكلك ذوق
ويسعدك ربي

امير بكلمتى
26-04-2024, 08:33 AM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق
مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي
:w6w_20060309175028d

reda laby
26-04-2024, 11:02 AM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

محبه لربي
26-04-2024, 09:31 PM
جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_23_18_9ebf_bf3fd95ddedf8.gif

كريزما
29-04-2024, 03:32 AM
دائما متميز في الاختيار
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعة مواضيعك
:ezgif-1-4ee1a54742:

ابتسامة الزهر
29-04-2024, 06:06 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
تحيتي وتقديري

عاشق الجنان
29-04-2024, 07:47 AM
موضوع فااق التميز والأبداع
شكرا على حسن الأختيار
أثابك المولى ورحم والديك
:ezgif-7-94663b82ca:

همس الروح
29-04-2024, 11:00 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
تحيتي وتقديري:200 (44)::200 (44):

حبــاري
30-04-2024, 07:52 AM
‏ شُكراً أقطفهآ من قلبْ الجمآل
لِتليق بِ حجمَ جمآل طرحك
طوقُ يآسمين لروحك،،
‏::pinkheart-plz::

♥..αмαℓ
30-04-2024, 08:14 AM
*,

كآن لحضوركم هنآ جمآلا وآشـرآقآ..
سُعدت بوجودكم الرآقي ..
شآكرة لكم عطر حضوركم وعبير كلمآتكم ..
لـ روحكم آنفـآس الكآدي ..
تحيآتي وتقديري ..

:100 (109):

وتين
01-05-2024, 11:11 PM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

عيون الريم
03-05-2024, 02:41 AM
لاعدمتُ نوراً يبزغ من حروفكم
جعل الله أنـآملك كقنديل يهدي للخير دوماً
لـ آرواحكم أكاليل الياسمين

♥..αмαℓ
04-05-2024, 08:48 AM
*,

كآن لحضوركم هنآ جمآلا وآشـرآقآ..
سُعدت بوجودكم الرآقي ..
شآكرة لكم عطر حضوركم وعبير كلمآتكم ..
لـ روحكم آنفـآس الكآدي ..
تحيآتي وتقديري ..

:100 (109):

عبير الليل
04-05-2024, 11:27 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:ezgif-4-e0934f3318:

لكبريائي رواية
07-05-2024, 08:48 PM
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
لا عدمناك

:ezgif-3-423b51605a:

علياء
15-06-2024, 06:10 AM
*/
متصفح متوهج بطقوس ترف
وابداعاً ينتشي بالجمال
من بهاء ذائقتكم الراقية
وجم عطائكم الوارف
فلك قوافل الورد شكراً ووداً
واجمل الامنيات
*/

- وهُــم .
03-07-2024, 10:10 AM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

مـخـمـلـيـة
20-09-2024, 11:18 PM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين
:ezgif-1-48768bec8a:

هـنـاي
18-03-2025, 12:28 AM
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ
لــكْ كثَيفَ وَد وبَتلةَة ياسَميَن

إرتواء
03-04-2025, 05:47 AM
موضوع مميز
الله يعطيك العافية
سلمت يداك ودام عطائك
ننتظر المزيد من الإبداع الراقي

https://upload.3dlat.com/uploads/13608618106.gif

محمد
27-05-2025, 12:54 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif