ليالي قصيميه
19-06-2024, 01:19 PM
لا تزر وازرة وزر أخرى:
الوزر: هو الحِمْل، وهو ما يحمله المرء على ظهره، فعبر عن الإثم بالوزر؛ لأنه يُتخيل ثقيلًا على نفس المؤمن[15].
وقد ذُكرت هذه السنة في مواضع متعددة من القرآن الكريم لأجل تأكيدها، ومن ذلك قوله سبحانه: ï´؟ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ï´¾ [فاطر: 18].
ومفادها: أن كل إنسان يتحمل تبعات ذنوبه، وأوزاره، وما رَتَّب الله عليها من عقاب وعذاب. ولا أحد من العباد يحمل عنه غيرُه شيئًا من ذلك، ولا هو يحمل شيئًا من ذلك عن غيره، ولو كان من أقرب الناس وأحبهم إليه في الدنيا، قال الله تعالى:ï´؟ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ï´¾، قال الشيخ السعدي: "في يوم القيامة كل أحد يجازى بعمله، ولا يحمل أحد ذنب أحد. ï´؟ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ ï´¾؛ أي: نفس مثقلة بالخطايا والذنوب، تستغيث بمن يحمل عنها بعض أوزارها ï´؟ لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ï´¾، فإنه لا يحمل عن قريب، فليست حال الآخرة بمنزلة حال الدنيا، يساعد الحميم حميمه، والصديق صديقه، بل يوم القيامة يتمنَّى العبد أن يكون له حق على أحد، ولو على والديه وأقاربه"[16].
فلا يحمل الأسياد ولا المتبوعون أوزار أتباعهم، ولا يُغنون عنهم شيئًا: قال جل وعلا: ï´؟ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ï´¾[غافر: 47، 48].
ولا يحمل والدٌ عن ولده شيئًا من أوزاره، ولا الولدُ يحمل عن والده شيئًا من أوزاره، ولا تحمل زوجة عن زوجها شيئًا من أوزاره، ولا الزوج يحمل عنها شيئًا من أوزارها؛ بل يكون هَمُّ كل أحد يوم القيامة هو نفسه ونجاته من أهوال ما يرى! قال الله تعالى: ï´؟ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ï´¾ [عبس: 33 - 37]، قال عكرمة: "يلقى الرجل زوجته، فيقول لها: يا هذه! أي بعل كنت لك؟ فتقول: نِعْم البعل كنت، وتُثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي، لعلي أنجو مما ترين، فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكن لا أطيق أن أعطيك شيئًا؛ أتخوف مثل الذي تخاف، قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول: يا بني، أي والد كنت لك؟ فيثني بخير، فيقول له: يا بني، إني احتجتُ إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى، فيقول ولده: يا أبتِ، ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئًا، فيقول الله تعالى: ï´؟ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ï´¾ [عبس: 34 - 36][17].
فالحاصل: أن كل إنسان رهين بما كسبت يداه، وملاقٍ ما قدم، ومُجاز بما عمل، ولا أحد يتحمل عنه تبعات أخطائه وعواقب أوزاره.
لا تزر وازرة وزر أخرى:
الوزر: هو الحِمْل، وهو ما يحمله المرء على ظهره، فعبر عن الإثم بالوزر؛ لأنه يُتخيل ثقيلًا على نفس المؤمن[15].
وقد ذُكرت هذه السنة في مواضع متعددة من القرآن الكريم لأجل تأكيدها، ومن ذلك قوله سبحانه: ï´؟ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ï´¾ [فاطر: 18].
ومفادها: أن كل إنسان يتحمل تبعات ذنوبه، وأوزاره، وما رَتَّب الله عليها من عقاب وعذاب. ولا أحد من العباد يحمل عنه غيرُه شيئًا من ذلك، ولا هو يحمل شيئًا من ذلك عن غيره، ولو كان من أقرب الناس وأحبهم إليه في الدنيا، قال الله تعالى:ï´؟ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ï´¾، قال الشيخ السعدي: "في يوم القيامة كل أحد يجازى بعمله، ولا يحمل أحد ذنب أحد. ï´؟ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ ï´¾؛ أي: نفس مثقلة بالخطايا والذنوب، تستغيث بمن يحمل عنها بعض أوزارها ï´؟ لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ï´¾، فإنه لا يحمل عن قريب، فليست حال الآخرة بمنزلة حال الدنيا، يساعد الحميم حميمه، والصديق صديقه، بل يوم القيامة يتمنَّى العبد أن يكون له حق على أحد، ولو على والديه وأقاربه"[16].
فلا يحمل الأسياد ولا المتبوعون أوزار أتباعهم، ولا يُغنون عنهم شيئًا: قال جل وعلا: ï´؟ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ï´¾[غافر: 47، 48].
ولا يحمل والدٌ عن ولده شيئًا من أوزاره، ولا الولدُ يحمل عن والده شيئًا من أوزاره، ولا تحمل زوجة عن زوجها شيئًا من أوزاره، ولا الزوج يحمل عنها شيئًا من أوزارها؛ بل يكون هَمُّ كل أحد يوم القيامة هو نفسه ونجاته من أهوال ما يرى! قال الله تعالى: ï´؟ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ï´¾ [عبس: 33 - 37]، قال عكرمة: "يلقى الرجل زوجته، فيقول لها: يا هذه! أي بعل كنت لك؟ فتقول: نِعْم البعل كنت، وتُثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي، لعلي أنجو مما ترين، فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكن لا أطيق أن أعطيك شيئًا؛ أتخوف مثل الذي تخاف، قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول: يا بني، أي والد كنت لك؟ فيثني بخير، فيقول له: يا بني، إني احتجتُ إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى، فيقول ولده: يا أبتِ، ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئًا، فيقول الله تعالى: ï´؟ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ï´¾ [عبس: 34 - 36][17].
فالحاصل: أن كل إنسان رهين بما كسبت يداه، وملاقٍ ما قدم، ومُجاز بما عمل، ولا أحد يتحمل عنه تبعات أخطائه وعواقب أوزاره.