المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدنيا ومابها


النجمة المضيئة
08-07-2024, 11:53 PM
الدنيا وحقيقتها التي ينبغي أن تكون راسخة في قلبِ كل مؤمنٍ،
وهي أنها زائلةٌ فانيةٌ، وأن الآخرة هي الباقيةُ، مُذكِّرًا في ذلك بأكبر واعظٍ في تلك الحياة الدنيا،
ألا هو الموتُ الذي هو حقٌّ على كل حيٍّ، وقد سردَ شيئًا من الأدلةِ الواردة في الوحيَيْن
عن الموت والفناءِ والاستعداد للآخرة بالزهدِ في الدنيا، وفعلِ الطاعات، وترك المُنكرات
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}[ سبأ: 1]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب: 70، 71].

أيها المسلمون:
إنالدنيا مزرعةٌ للآخرة؛ فالسعيدُ من زهَدَ في هذه الدار، وأشغلَ جوارِحَه بمُراقبة العزيز الغفَّار،
وألزَمَ نفسَه الاتِّعاظَ والادِّكارَ، ودأَبَ في طاعة الأوامر والاستجابةِ
والمُحافظة على ذلك مع تغايُرِ الأحوال والأطوارِ.
المُوفَّقُ في هذه الدنيا من تأهَّبَ لدار القرار، وكان على حذَرٍ من سخَطِ الجبَّار

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }[ آل عمران: 102].
فيا أخي المُسلم:
سلْ نقسَك: هل أعددتَ للموت عملًا صالِحًا؟ أم الدنيا
شغلَتك عن المَنِيَّة والإعداد للآخرة؟!
ويا مَن تُحبُّ نفسَك! تذكَّر وقوفَك بين يدَي الرحمن وأنت تُسألُ عن مظالِمِ فُلان وفُلان،
وعن ماذا عمِلتَ في الاستجابةِ لأوامر العزيز المنَّان.

أيها المُسلمون:
إن هذه الدنيا دارُ ممرٍّ وليست بدار قرارٍ،
{ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
[ النساء: 77].
المُوفَّقُ في هذه الحياة هو من يُسارِع إلى طاعة ربِّه - عز وجل -،
وإلى الاستجابة لأوامر رسولِه - صلى الله عليه وسلم -،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
[ الأنفال: 24.]
إن الكَيِّسَ الذي تيقَّنَ تلك الحقيقةِ، فكان مُغلِّبًا لآخرته على دُنياه، مُحكِّمًا هواه بتقوَى مَولاه،
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}[ فاطر: 5]،

{ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }[العنكبوت: 64]

إن الفَطِنَ هو من حَظِيَ بتوفيق ربِّه، فبادرَ قبل العوارِضِ، وسارعَ قبل الشواغِلِ،
واستعدَّ لدار القرارِ، ولم ينشغِل بدار البَوار،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ }
[المنافقون: 9، 10]،

}حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

].المؤمنون: 99، 100]

ورسولُنا - صلى الله عليه وسلم - يُحذِّرُ من الانشغالِ عن يوم الحِسابِ،فيقولُ - فيما رواهُ البخاري -:
( نِعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصحةُ والفراغُ ).
ورُوِيَ عنه - صلى الله عليه وسلم –
أنه قال:
( بادِروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسِيًا؟ أو غِنًى مُطغِيًا؟ أو مرضًا مُفسِدًا؟
أو هرَمًا مُفنِّدًا؟ أو موتًا مُجهِزًا؟ أو الدَّجالَ فشرُّ غائبٍ يُنتَظَر؟
أو الساعةَ فالساعةُ أدهَى وأمَرُّ؟ )
؛ رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ".
وفيما أوصَى به النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدَ الصحابة - وهي وصيةٌ لجميع الأمة -،
حينما وصَّى ابنَ عُمر - رضي الله عنهما -،
قال ابنُ عمر:
أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم – بمنكِبَيَّ
ثم قال:( كُن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ )
وكان ابنُ عُمر - رضي الله عنهما - يقول:
[إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وخُذ من صحَّتك لمرضك،
ومن حياتِك لموتِك ]رواه البخاري.

إخوة الإسلام:
الدنيا دارٌ يجبُ أن تُعمرَ بكل ما يُقرِّبُ إلى الله - جل وعلا -،
ويجبُ على المُسلم فيها أن يكون فائزًا برضا الله - سبحانه -، فبذلك يحصُلُ الخيرُ المُطلقُ،
وبفُقدان ذلك يحصُلُ الشرُّ المُحقَّق - والعياذ بالله -،
{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر }[ العصر: 1- 3]..

صٌوتِكْ حَضِنْ ♩
08-07-2024, 11:59 PM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك

حسن الوائلي
09-07-2024, 01:13 AM
جزاكم الله خير جزاء المحسنين وأثابكم
طرح نوراني مبارك جعله الله في
ميزان اعمالكم وفقكم الباري وأنار لكم
طريقكم بنوره المبين دمتم بكل
التقدير تحيتي
:100 (19):
:ezgif-5-708d7d38d9:

زمان
09-07-2024, 05:30 AM
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك وفي طرحك
ويجعله في موازين حسناتك

البدر
09-07-2024, 07:04 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-7-0cd46ffe77:

النجمة المضيئة
09-07-2024, 06:00 PM
لقد غمرتني ردودكم
وسررت بالحضور الانيق
من القلب شكرا احبتي
:ezgif-7-94663b82ca:

reda laby
10-07-2024, 08:18 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

محبه لربي
10-07-2024, 11:57 PM
جَزآكم آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. "
و ألٍبًسِكم لٍبًآسَ
" آلتًقُوِىَ "وً " آلغفرآنَ "
https://up.boohalharf.com/uploads/165634106303635.gif

ابتسامة الزهر
11-07-2024, 03:42 AM
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

رهينة الماضي
11-07-2024, 01:45 PM
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا
https://up.nkhufuq.net/uploads/172000850770661.png

القبطان
11-07-2024, 04:15 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6617/153292660.405/0_9272c_71f96b43_L.png

جزاك الله خيرا
وبارك فيـك علام الغيوب
ونفـــس عنــك كـل مكــروب
وثبـت قلبـك علـى دينـه
إنــه مقلـب القلـوب
دمت بحفظ الله ورعايته




http://img-fotki.yandex.ru/get/6617/153292660.405/0_9272c_71f96b43_L.png

عبير الليل
11-07-2024, 09:26 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:ezgif-4-e0934f3318:

نسمة عليلة
12-07-2024, 12:18 AM
بوركتم وطرحكم القيّم
جزاكم الله خيرا و لا حرمكم الأجر







:ezgif-1-656184bc17:

علياء
12-07-2024, 03:05 AM
*/
متصفح متوهج بطقوس ترف
وابداعاً ينتشي بالجمال
من بهاء ذائقتكم الراقية
وجم عطائكم الوارف
فلك قوافل الورد شكراً ووداً
واجمل الامنيات
*/

همس الروح
13-07-2024, 09:49 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
تحيتي وتقديري:200 (44)::200 (44):

النجمة المضيئة
13-07-2024, 10:06 PM
شُكرًا لكَم بحجم
السمَاء وَ أكثر
على الحضور الجَمِيل
كلّ السعَادة لقلبكَم
:ezgif-5-173f1f9e0b:

- وهُــم .
22-07-2024, 12:28 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

مـخـمـلـيـة
21-09-2024, 12:46 AM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين
:ezgif-1-48768bec8a:

وتين
01-10-2024, 01:10 AM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

هـنـاي
18-03-2025, 02:14 PM
*/
متصفح متوهج بطقوس ترف
وابداعاً ينتشي بالجمال
من بهاء ذائقتكم الراقية
وجم عطائكم الوارف
فلك قوافل الورد شكراً ووداً
واجمل الامنيات
*/

محمد
23-05-2025, 08:05 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif