هد يب
09-07-2024, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول رب العالمين
محمد صلى الله عليه وسلم
مدح المحلق الكلابي و ذكر بناته فتزوّجن:
و أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ عن الرّياشيّ
مما أجازه له عن العتبيّ عن رجل من قيس عيلان قال:
كان/ الأعشى يوافي سوق عكاظ في كلّ سنة
و كان المحلّق الكلابيّ مئناثا [2] مملقا. فقالت له امرأته:
يا أبا كلاب ما يمنعك من التعرّض لهذا الشاعر
فما رأيت أحدا اقتطعه إلى نفسه إلا و أكسبه خيرا
قال: ويحك! ما عندي إلا ناقتي و عليها الحمل
قالت: اللّه يخلفها عليك. قال: فهل له بدّ من الشّراب
و المسوح [3]؟ قالت: إنّ عندي ذخيرة لي و لعلّي أن أجمعها
قال: فتلقّاه قبل أن يسبق إليه أحد و ابنه يقوده فأخذ الخطام
فقال الأعشى: من هذا الذي غلبنا على خطامنا؟ قال: المحلّق
قال: شريف كريم، ثم سلّمه إليه فأناخه؛ فنحر له ناقته
و كشط له عن سنامها و كبدها، ثم سقاه
و أحاطت بناته به يغمزنه و يمسحنه. فقال:
ما هذه الجواري حولي؟ قال: بنات أخيك و هنّ ثمان
شريدتهن قليلة. قال: و خرج من عنده و لم يقل فيه شيئا
فلما وافى سوق عكاظ إذا هو بسرحة
قد اجتمع الناس عليها و إذا الأعشى ينشدهم
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة
إلى ضوء نار باليفاع تحرّق
تشبّ لمقرورين يصطليانها
و بات على النار النّدى و المحلّق
رضيعي لبان ثدي أمّ تحالفا
بأسحم [4] داج عوض لا نتفرّق
فسلّم عليه المحلّق؛ فقال له: مرحبا يا سيّدي بسيّد قومه
و نادى: يا معاشر العرب هل فيكم مذكار [5] يزوّج ابنه إلى الشريف الكريم
قال: فما قام من مقعده و فيهنّ مخطوبة إلا و قد زوّجها
و في أول القصيدة عناء و هو:
[1] النصب: ضرب من أغاني العرب شبيه بالحداء
[2] المثناث: الذي اعتاد أن يلد الإناث
[3] المسوح: جمع مسح و هو كساء من شعر كثوب الرهبان
[4] بأسحم داج: قيل المراد به الليل
و قيل سواد حلمة الثدي، و قيل الرحم
و عوض: أبدا. يقول: هو و الندى رضعا من ثدي واحد
و تحالفا ألا يتفرّقا أبدا. (راجع «لسان العرب» مادة عوض)
[5] المذكار: الذي اعتاد أن يلد الذكور."؟
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول رب العالمين
محمد صلى الله عليه وسلم
مدح المحلق الكلابي و ذكر بناته فتزوّجن:
و أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ عن الرّياشيّ
مما أجازه له عن العتبيّ عن رجل من قيس عيلان قال:
كان/ الأعشى يوافي سوق عكاظ في كلّ سنة
و كان المحلّق الكلابيّ مئناثا [2] مملقا. فقالت له امرأته:
يا أبا كلاب ما يمنعك من التعرّض لهذا الشاعر
فما رأيت أحدا اقتطعه إلى نفسه إلا و أكسبه خيرا
قال: ويحك! ما عندي إلا ناقتي و عليها الحمل
قالت: اللّه يخلفها عليك. قال: فهل له بدّ من الشّراب
و المسوح [3]؟ قالت: إنّ عندي ذخيرة لي و لعلّي أن أجمعها
قال: فتلقّاه قبل أن يسبق إليه أحد و ابنه يقوده فأخذ الخطام
فقال الأعشى: من هذا الذي غلبنا على خطامنا؟ قال: المحلّق
قال: شريف كريم، ثم سلّمه إليه فأناخه؛ فنحر له ناقته
و كشط له عن سنامها و كبدها، ثم سقاه
و أحاطت بناته به يغمزنه و يمسحنه. فقال:
ما هذه الجواري حولي؟ قال: بنات أخيك و هنّ ثمان
شريدتهن قليلة. قال: و خرج من عنده و لم يقل فيه شيئا
فلما وافى سوق عكاظ إذا هو بسرحة
قد اجتمع الناس عليها و إذا الأعشى ينشدهم
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة
إلى ضوء نار باليفاع تحرّق
تشبّ لمقرورين يصطليانها
و بات على النار النّدى و المحلّق
رضيعي لبان ثدي أمّ تحالفا
بأسحم [4] داج عوض لا نتفرّق
فسلّم عليه المحلّق؛ فقال له: مرحبا يا سيّدي بسيّد قومه
و نادى: يا معاشر العرب هل فيكم مذكار [5] يزوّج ابنه إلى الشريف الكريم
قال: فما قام من مقعده و فيهنّ مخطوبة إلا و قد زوّجها
و في أول القصيدة عناء و هو:
[1] النصب: ضرب من أغاني العرب شبيه بالحداء
[2] المثناث: الذي اعتاد أن يلد الإناث
[3] المسوح: جمع مسح و هو كساء من شعر كثوب الرهبان
[4] بأسحم داج: قيل المراد به الليل
و قيل سواد حلمة الثدي، و قيل الرحم
و عوض: أبدا. يقول: هو و الندى رضعا من ثدي واحد
و تحالفا ألا يتفرّقا أبدا. (راجع «لسان العرب» مادة عوض)
[5] المذكار: الذي اعتاد أن يلد الذكور."؟