ديما
24-07-2024, 06:54 AM
https://www.encyclopedia.qa/sites/default/files/2024-04/WhatsApp%20Image%202024-04-16%20at%206.32.01%20PM_0.jpeg
هو الشيخ راشد بن محمد بن رشيد بن خنين، أحد أشهر علماء الزبارة في مطلع القرن الحادي عشر الهجري، عاصر الثري الكبير الوجيه أحمد بن محمد بن رزق العقيلي، في عصر تألق الزبارة، وازدهارها الثقافي، والاجتماعي، والعمراني. ذكره الشيخ عثمان بن سند البصري في كتابه الذي يمدح فيه أحمد بن رزق (سبائك العسجد) فقال: (ص:23).
"...الراشد كإسمه لأسنى المقاصد، الساعي لتقييد الأوابد، ونشر الفوائد، ونثر الفرائد، الحافظ لحماسة أبي تمام، والهاملية الحنفية في الأحكام، وغير ذلك من الكتب الحسان، كالرائية لابن وهبان، مع عفاف وديانة، وإتقان واف وصيانة، رحل إلى البصرة وبغداد، والحرمين، نقلته القدرة الربانية، من نجد البلد المعنية بقول خير البرية، إلى الزبارة من أرض قطر، وأذاع بها علمه ونشر".
وآل خنين أسرة من عائذ، إحدى القبائل القحطانية، نزحوا من سراة عبيدة إلى جنوبي نجد منذ قرون بعيدة، وتفرقوا في بلدان نجد، ولا يوجد في نجد بادية لهم، وإنما هم من أسر متحضرة. وولد الشيخ في بلد الخرج جنوب شرق الرياض، ونشأ بها حيث تقيم أسرته فتعلم فيها، وأدرك فقه المذهب الحنفي، لأن هذا المذهب هو مذهب أهل تلك المنطقة في زمنه، وصار من كبار فقهاء المذهب الحنفي، واشتهر في قطره بالعلم والاطلاع، وقد ولّى قضاء الدلم في فترات متقطعة ما بين سنة 1162هـ إلى 1200هـ.
ولما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته السلفية لم يرتح لها، وبسبب هذا الخلاف منه جرى ترحيله من بلده إلى الأحساء، الذي لم يدخل في ذلك الحين تحت حكم السعودي، ولم تصل إليه دعوة محمد بن عبد الوهاب السلفية. لما وصل إلى الأحساء استقبله علماؤها بالحفاوة، وأكرموه وعظموه، ورأوه غنيمة كبرى سيقت إليهم، فباحثه علماؤها واستفاد منه طلابها. استفاد منه الشيخ عبد العزيز بن صالح آل موسى الإحسائي، والشيخ عثمان بن سند وغيرهم من كبار علماء تلك الجهات.
ولابن خنين قصيدة مطلعها:
خليلي هل لي فيكما من مرافق ..... صديق صدوق في المودة رافق
لما قدم الشيخ راشد إلى الأحساء، أوقف عليه الشيخ أبو بكر بن محمد الملا الحنفي عقاراً مثمراً يسمى (باهلة أل جلال)، وقد كتب صك هذا الوقف الشيخ عثمان بن عبد الله بن جامع الحنبلي، القاضي في محروسة الزبارة، جرى ذلك في 16 شعبان عام 1201هـ.
بقي الشيخ في الأحساء يفيد ويستفيد، ثم رحل من الأحساء إلى الزبارة، عند الثري أحمد بن محمد بن رزق العقيلي فأكرمه إكراماً عظيماً. وقد مدح الشيخ العلامة عثمان بن سند الشيخ راشد بن خنين في كتابه سبائك العسجد، فقال عنه في ص: 36:
"...وأما ابن خنين، الطائر ذكره في الخافقين، النازل من المجد والزين، منزلة الرأس والعين، فإنه قدم الزبارة، وهي في غاية العمارة، باسمه من محاسن النضارة، رافلة بأثواب، محفوفة ببيان الشباب، مائلة بأعطاف، مايسة بأنغاس الألطاف، كاحلة الأجفان بإثمد الإحسان، مخضلة الأغصان بها طل بنان، من لف ببرد المروة، وحف برواق الفتوة، وضمته المعالي بمقلها، وعمت أياديه بقبلها، (أحمد بن محمد المترجم)، المشار إليها بما تقدم، فإنه بدر تلك البلدة، فأكرم الإمام ابن خنين، وصيره من معاصريه صدراً، ولمجالسه صدراً، فدرّس فيها العلوم، من منثور ومنظوم...".
وفي صفحة 29 يقول ابن سند:
"ألف ورتب، وأبان وأعرب، وأبدع وأغرب، وجمع واستوعب، ونقب عن دقائق الإصابة، واستأسد في العلوم، وتفرس في علم الفراسة، وأودع بطون الدفاتر الحكم، حتى حكم له على جالينوس كل حكم..."
عاد الشيخ راشد بن خنين من الزبارة إلى الأحساء، فتوفي رحمه الله فيها نحو عام 1220هـ.[1]
هو الشيخ راشد بن محمد بن رشيد بن خنين، أحد أشهر علماء الزبارة في مطلع القرن الحادي عشر الهجري، عاصر الثري الكبير الوجيه أحمد بن محمد بن رزق العقيلي، في عصر تألق الزبارة، وازدهارها الثقافي، والاجتماعي، والعمراني. ذكره الشيخ عثمان بن سند البصري في كتابه الذي يمدح فيه أحمد بن رزق (سبائك العسجد) فقال: (ص:23).
"...الراشد كإسمه لأسنى المقاصد، الساعي لتقييد الأوابد، ونشر الفوائد، ونثر الفرائد، الحافظ لحماسة أبي تمام، والهاملية الحنفية في الأحكام، وغير ذلك من الكتب الحسان، كالرائية لابن وهبان، مع عفاف وديانة، وإتقان واف وصيانة، رحل إلى البصرة وبغداد، والحرمين، نقلته القدرة الربانية، من نجد البلد المعنية بقول خير البرية، إلى الزبارة من أرض قطر، وأذاع بها علمه ونشر".
وآل خنين أسرة من عائذ، إحدى القبائل القحطانية، نزحوا من سراة عبيدة إلى جنوبي نجد منذ قرون بعيدة، وتفرقوا في بلدان نجد، ولا يوجد في نجد بادية لهم، وإنما هم من أسر متحضرة. وولد الشيخ في بلد الخرج جنوب شرق الرياض، ونشأ بها حيث تقيم أسرته فتعلم فيها، وأدرك فقه المذهب الحنفي، لأن هذا المذهب هو مذهب أهل تلك المنطقة في زمنه، وصار من كبار فقهاء المذهب الحنفي، واشتهر في قطره بالعلم والاطلاع، وقد ولّى قضاء الدلم في فترات متقطعة ما بين سنة 1162هـ إلى 1200هـ.
ولما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته السلفية لم يرتح لها، وبسبب هذا الخلاف منه جرى ترحيله من بلده إلى الأحساء، الذي لم يدخل في ذلك الحين تحت حكم السعودي، ولم تصل إليه دعوة محمد بن عبد الوهاب السلفية. لما وصل إلى الأحساء استقبله علماؤها بالحفاوة، وأكرموه وعظموه، ورأوه غنيمة كبرى سيقت إليهم، فباحثه علماؤها واستفاد منه طلابها. استفاد منه الشيخ عبد العزيز بن صالح آل موسى الإحسائي، والشيخ عثمان بن سند وغيرهم من كبار علماء تلك الجهات.
ولابن خنين قصيدة مطلعها:
خليلي هل لي فيكما من مرافق ..... صديق صدوق في المودة رافق
لما قدم الشيخ راشد إلى الأحساء، أوقف عليه الشيخ أبو بكر بن محمد الملا الحنفي عقاراً مثمراً يسمى (باهلة أل جلال)، وقد كتب صك هذا الوقف الشيخ عثمان بن عبد الله بن جامع الحنبلي، القاضي في محروسة الزبارة، جرى ذلك في 16 شعبان عام 1201هـ.
بقي الشيخ في الأحساء يفيد ويستفيد، ثم رحل من الأحساء إلى الزبارة، عند الثري أحمد بن محمد بن رزق العقيلي فأكرمه إكراماً عظيماً. وقد مدح الشيخ العلامة عثمان بن سند الشيخ راشد بن خنين في كتابه سبائك العسجد، فقال عنه في ص: 36:
"...وأما ابن خنين، الطائر ذكره في الخافقين، النازل من المجد والزين، منزلة الرأس والعين، فإنه قدم الزبارة، وهي في غاية العمارة، باسمه من محاسن النضارة، رافلة بأثواب، محفوفة ببيان الشباب، مائلة بأعطاف، مايسة بأنغاس الألطاف، كاحلة الأجفان بإثمد الإحسان، مخضلة الأغصان بها طل بنان، من لف ببرد المروة، وحف برواق الفتوة، وضمته المعالي بمقلها، وعمت أياديه بقبلها، (أحمد بن محمد المترجم)، المشار إليها بما تقدم، فإنه بدر تلك البلدة، فأكرم الإمام ابن خنين، وصيره من معاصريه صدراً، ولمجالسه صدراً، فدرّس فيها العلوم، من منثور ومنظوم...".
وفي صفحة 29 يقول ابن سند:
"ألف ورتب، وأبان وأعرب، وأبدع وأغرب، وجمع واستوعب، ونقب عن دقائق الإصابة، واستأسد في العلوم، وتفرس في علم الفراسة، وأودع بطون الدفاتر الحكم، حتى حكم له على جالينوس كل حكم..."
عاد الشيخ راشد بن خنين من الزبارة إلى الأحساء، فتوفي رحمه الله فيها نحو عام 1220هـ.[1]