المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل فرَّق القرآن الكريم بين المرأة والزوجة والصاحبة؟


ابتسامة الزهر
28-07-2024, 07:58 PM
في كلامٍ انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل تناقلته بعض المواقع والقنوات المشهورة والمؤثِّرة؛ حيث زعم صاحب الكلام ما يلي:

• أن المرأة في القرآن أُطلقت على التي لا يوجد بينها وبين زوجها توافق، أو بينهما اختلاف في الدين.
• أن الزوجة في القرآن أُطلقت على التي بينها وبين زوجها مودَّةٌ وعلاقة قوية.
• أن الصاحبة في القرآن أُطلقت على التي انقطعت علاقتها الفكرية والجسدية مع زوجها.

قلت وبالله التوفيق: إن هذا الكلام غيرُ دقيق؛ فالمتتبِّع لآيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وكلام العرب، يجد أن هذه الفروق مُخترَعة لا دليل عليها؛ فقد قام صاحب هذا الكلام بتوجيه الآيات حسب قواعده التي اخترعها، وتجاهَلَ أو جهِل الآيات الأخرى في القرآن الكريم التي تخالف كلامه، وكذلك الأحاديث الشريفة وكلام العرب من نثرٍ وشعرٍ، وفيها ما يخالف كلامه؛ وبيان ذلك كالآتي:

أولًا: من القرآن الكريم:

فإن الله تعالى سماها امرأةً في الحالين: وجود التوافق في العلاقة والدين، أو عدم وجود ذلك:

• ففي حالة التوافق؛ قال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ[1] عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 35]؛ فقد سمَّاها امرأةً ولم يسمِّها زوجةً، مع وجود انسجام ومحبة بين عمران وزوجته.

• وفي حالة عدم التوافق؛ قال الله تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ﴾ [التحريم: 10]، وقول الله تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ﴾ [التحريم: 11]، وقول الله تعالى: ﴿ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ﴾ [القصص: 9]؛ فقد سمَّاها الله تعالى امرأةً مع عدم وجود مودة بينها وبين زوجها، كزوجة لوط عليه السلام، وزوجة فرعون.

وكذلك سماها الله تعالى زوجةً في الحالين: وجود المودة والعلاقة القوية، أو عدم وجود ذلك:

• ففي حالة وجود المودة والعلاقة القوية مع زوجها؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ﴾ [الأحزاب: 28]، وهن أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن جميعًا.

• وفي حالة عدم وجود المودة والعلاقة القوية مع زوجها؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ﴾ [الممتحنة: 11]؛ فقد سمَّاها الله تعالى زوجةً رغم أنها فرَّت من زوجها المؤمن إلى الكافر؛ وكذلك قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ﴾ [التغابن: 14]؛ فقد سمَّاها الله تعالى زوجةً رغم عداوتها لزوجها.

ثانيًا: من السنة النبوية:

فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة والزوجة في الحالين:

• جاء ذكر الزوجة في حال وجود المودة والعلاقة القوية؛ فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السعادة: ((الزوجة الصالحة))[2].

• وجاء ذكر الزوجة في حال عدم وجود المودة والعلاقة القوية، بل في مجال الاستعاذة منها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوجٍ تُشيِّبني قبل الْمَشيب))[3].

• وجاء ذكر المرأة في الحالين: التوافق وعدم التوافق؛ فقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة الصالحة والمرأة السوء في حديث واحد؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شِقوة ابن آدم ثلاثة؛ من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركَب الصالح، ومن شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء))[4].

ثالثًا: في لغة العرب:

قال ابن منظور: "وزوج المرأة بعلُها، وزوج الرجل امرأته، ويُقال للرجل والمرأة: الزوجان"[5]، والعرب تسمي زوجة الرجل جارةً؛ لاصطحابهما ومخالطة كل واحد منهما صاحبه[6]، ولم يذكر أهل اللغة تلك الفروق المخترعة بلا تدقيق ولا استقراء بين المرأة والزوجة والصاحبة.

أما الصاحبة؛ فقد وردت في القرآن الكريم بلفظ: ﴿ صَاحِبَةٌ ﴾ [الأنعام: 101، الجن: 3]، ولفظ﴿ وَصَاحِبَتِهِ ﴾ [المعارج: 12، عبس: 36]، وليس في كتاب الله تعالى ما يدل على ما قاله صاحب التفريق المزعوم، وقد جاءت كلها في القرآن الكريم بمعنى: الزوجة، بلا خلاف[7]، والصاحبة أو الصاحب هو المتصف بالصحبة، وهي المعية في غالب الأحوال، ومنه سُمِّيت الزوجة صاحبةً[8]، فالزوجة سميت صاحبةً لملازمتها لزوجها في غالب حياتهما، لا كما يدَّعي أصحاب هذا التفريق المزعوم من أنها التي انقطعت علاقتها البدنية والفكرية بزوجها، بل المعنى خلاف هذا تمامًا.

وقد ذكر العلامة الكفوي هذا بوضوح فقال: "فلا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن وهو الأصل والأكثر، أو بالعناية والهمة، ولا يُقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته"[9].

وقد جاء في الحديث الشريف ما يدل على أن الصَّاحبة تطلق على الزوجة، سواء انقطعت علاقتها الفكرية والجسدية مع زوجها، أم لم تنقطع.

• ففي حالة عدم انقطاع العلاقة مع زوجها؛ جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأكل لحوم نُسُكِنا فوق ثلاث، قال: فخرجت في سفر ثم قدِمت على أهلي وذلك بعد الأضحى بأيام، قال: فأتتني صاحبتي بسلق قد جَعَلَتْ فيه قديدًا...))؛ [الحديث][10]، فقد سمَّى أبو سعيد رضي الله عنه زوجته صاحبةً، والعلاقة لم تنقطع بينهما.

• وفي حالة انقطاع العلاقة بينهما بالموت مثلًا، جاء في حديث حنظلة الغسيل، أنه لـمـا استُشهد رضي الله عنه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن صاحبكم تغسِّله الملائكة، فسَأَلُوا صاحبته، فقالت: إنه خرج لـمـا سمع الهائعة وهو جُنُبٌ، فقال صلى الله عليه وسلم: لذلك غسَّلته الملائكة))[11].
فانظروا - يرحمكم الله - إلى الجهل والكسل كيف يفعلان بصاحبهما، فلو كلَّف هؤلاء الناس أنفسهم القليل من الجهد بالبحث[12] عن الآيات الأخرى التي ذُكِرت فيها كلمة الزوجة والمرأة والصاحبة في كتاب الله عز وجل، لعرَفوا مدى جهلهم بكلام الله تعالى الذي يدَّعون فهمه، وأنهم أهل البلاغة فيه، ولَأراحونا واستراحوا.

خافقي انت❞❖
28-07-2024, 08:04 PM
في كل موضوع
أرى تألقًا لا مثيل له ياابتسامة الزهر
شكرًا لك على هذا الجهد الرائع
الذي أبدعت فيه بكل معاني الكلمة.

النجمة المضيئة
28-07-2024, 08:39 PM
سلمت يمناك ع الجلب
دام هذا التألق
لروحك الجوري
:ezgif-3-cdfd9b76da:

همس الروح
29-07-2024, 04:04 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
تحيتي وتقديري:200 (44)::200 (44):

ابتسامة الزهر
29-07-2024, 10:47 AM
:ezgif-1-1b21aae58d:

حسن الوائلي
29-07-2024, 11:41 AM
جزاكم الله خير جزاء المحسنين وأثابكم
طرح نوراني مبارك جعله الله في
ميزان اعمالكم وفقكم الباري وأنار لكم
طريقكم بنوره المبين دمتم بكل
التقدير تحيتي
:100 (19):
:ezgif-5-708d7d38d9:

reda laby
29-07-2024, 07:47 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

فرآشه ملآئكية
30-07-2024, 05:22 AM
~`












سَلمت عَلى رُوعة الطَرح °
لاَ حرَمنا الله مِن إبدَاعك ^_^
يَعطيك العَافيہ~


:200 (8)::200 (8):

- وهُــم .
30-07-2024, 09:49 AM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

الاستاذ
30-07-2024, 09:28 PM
سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام

قهوة المسا
31-07-2024, 01:09 AM
يعطيك العافيه
وكلك ذوق
ويسعدك ربي

ابتسامة الزهر
31-07-2024, 10:56 PM
:ezgif-4-05527f2575:

الروح❥
01-08-2024, 02:48 AM
كُل الشُكر والامتنان لك لروعة طَرحكْ،
ماننحرمْ من عطَائك المميز .

سما الموج
03-08-2024, 01:29 PM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة

:308773e9e2a1a279e65

البدر
05-08-2024, 09:49 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:ezgif-4-05527f2575:

رحـابـه
07-08-2024, 03:04 AM
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ
لــكْ كثَيفَ وَد وبَتلةَة ياسَميَن

مـخـمـلـيـة
26-08-2024, 05:35 AM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :smile35:

عبير الليل
08-09-2024, 06:51 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:ezgif-4-e0934f3318:

علياء
09-09-2024, 04:23 AM
؛!؛
موضوع مترف بالروعه
زاخر بالرقي والجمال
سلمت الايادي المميزة
وبورك الاختيار الوارف
لروحك اطواق الورد
واجمل الامنيات.
؛!؛

وتين
01-10-2024, 01:44 AM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

كريزما
31-12-2024, 01:48 PM
متصفح ينساب
عذوبة وشهد
جميل هو سمو ذآئقتك
دمتِ عامره بِ العطاء
إمتناني

محمد
23-05-2025, 06:08 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif