الدكتور على حسن
13-08-2024, 07:17 PM
يصف علماء الدين " الهجرة النبويـة "
من مكة إلى المدينة المنورة،
التى تمر ذكرى حدوثها هذه الأيام،
بأنها «مسيرةٌ إلى بناء الأمة»،
موضحين أنه بعد ثلاثة عشر عاما
قضاها النبى، صلى الله عليه وسلم،
فى مكة، داعيا إلى الله تعالى،
صابرا على أذى قريش،
أذن الله تعالى له بالهجرة إلى المدينة،
ومنها نتعلم أن حسن التدبير،
والإعداد والتخطيط،
وتحمل المشاق والصعاب،
والتوكل على الله،
من أهم مقومات النجاح،
وكذلك أن حب الوطن والدفاع عنه
من أبرز دروس الذكرى المباركة،
إضافة إلى أن بناء الأمة وجد طريقه،
بعد الهجرة إذ تأسس المجتمع
الإسلامى على مبادئ:
الحريات، والمواطنة، والعدل،
كما جاء ذلك فيما عُرف
بـ«وثيقة المدينة».
الدكتور حشمت المفتى،
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية
أصول الدين والدعوة بأسيوط، يقول:
ما إن استقر رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
فى المدينة حتى شرع فى وضع الأسس
والدعائم الضرورية لبناء الأمة الإسلامية،
وجَعْلِها قوية فتية، قادرة على الرقى
والنهوض، ومواجهة قوى البغى والطغيان،
ونشر الحق والعدل فى ربوع
الكون بأسره.
بناء المسجد
ويشير إلى أن الدعامة الأولى فى بناء
هذه الأمة، هى بناء المسجد،
فالإسلام عقيدة، ونظام، وآداب وأخلاق،
وفى المسجد ترسخ هذه العقيدة،
ويُعلّم هذا النظام، وتُغرس فى
النفوس هذه الآداب، وتُنمى تلك الأخلاق
وتنتظم وتقوى صلة أفراد الأمة بربهم،
كما أن فى المسجد تتلقى الأمة
تعاليم دينها، وتتعرف إلى
أحكام الله تعالى وتشريعاته وآدابه،
وتتربى أجيال الإسلام على المثل
والقيم والفضائل التى لابد منها
ويوضح أن الدعامة الثانية
فى بناء المجتمع الإسلامى،
كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار،
تدعيما لقيم التراحم والتكافل والتواصل
والتآلف والتحاب بين المسلمين،
فذلك من أهم الأسس، وأرسخ
الدعائم التى لا تقوم الأمم ولا تُبنى إلا بها،
بينما انتفاء هذه القيم بين أبناء
أى وطن، كفيل بتقويض أركانه،
وزلزلة بنيانه، لذا سارع
النبى صلى الله عليه وسلم
فى خطواته الأولى لتأسيس
دولة المواطنة، إلى عقد تلك
المؤاخاة الفريدة.
ويضيف أن الهدف من هذه الخطوة،
لم يكن دفع الأنصار إلى إكرام
نُزل المهاجرين، وحسن وفادتهم،
والإحسان إليهم، وتوفير الموطن الآمن،
والعيش الكريم لهم، فقد فعل
الأنصار ذلك، سخاء منهم،
وحبا لإخوانهم من قبل هذه المؤاخاة،
وإنما كان الهدف من تلك المؤاخاة،
وضع تلك العلاقة من المودة والأخوة
والمواساة والإيثار والتراحم
بين الأنصار والمهاجرين،
فى إطار تشريع ربانى،
يجعلها فرضاً مؤكدا لا فضلا وتكرما،
وكذلك رفع الحرج عن كثير
من المهاجرين، الذين منعهم الحياء
عن قبول ما يجود به إخوانهم الأنصار،
فاقتضت الضرورة معالجة هذا
الأمر بتشريع يبعد عنهم أى شعور
بأنهم «عالة» على الأنصار.
ويوضح أن الدعامة الثالثة
فى بناء الأمة القائمة على الحريات،
كانت تقرير حق المواطنة لكل
من يعيش فى ظل أمة الإسلام،
إذ سارع الرسول صلى الله عليه وسلم،
إلى تحقيق التوافق والترابط
بين المسلمين وغيرهم من سكان
المدينة جميعا، فكتب وثيقة
تنظم تلك العلاقة بين طوائف
المجتمع كله، كما أنها تضمنت
بنوداً خاصة بتنظيم علاقة
المسلمين بعضهم ببعض،
وبيان ما لهم من حقوق،
وما عليهم من واجبات،
وبنودا خاصة بتنظيم
علاقة المسلمين باليهود
وبنوداً عامة تشمل جميع طوائف المدينة.
ويشير إلى أن من أهم بنود
تلك الوثيقة أيضا،
أن الأصل فى العلاقة بين جميع
طوائف المدينة هو النصح المتبادل،
والنصيحة التى تنفع البلاد والعباد،
والبرّ دون الإثم، مع وجوب
التناصر بين أهل هذه الصحيفة،
والدفاع المشترك عن المدينة،
كما أن حق الأمن مكفول لكل
مواطن سواء خرج من المدينة أو بقى،
إلا من ظلم وأثم، وغير ذلك
من البنود، مما جعل تلك
الوثيقة النبوية، فتحا وسبقا
فى ميدان حقوق الإنسان،
وتقرير حق المواطنة،
والعيش الكريم لكل من يحيا
فى ظل أمة الإسلام.
لكم خال تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى
من مكة إلى المدينة المنورة،
التى تمر ذكرى حدوثها هذه الأيام،
بأنها «مسيرةٌ إلى بناء الأمة»،
موضحين أنه بعد ثلاثة عشر عاما
قضاها النبى، صلى الله عليه وسلم،
فى مكة، داعيا إلى الله تعالى،
صابرا على أذى قريش،
أذن الله تعالى له بالهجرة إلى المدينة،
ومنها نتعلم أن حسن التدبير،
والإعداد والتخطيط،
وتحمل المشاق والصعاب،
والتوكل على الله،
من أهم مقومات النجاح،
وكذلك أن حب الوطن والدفاع عنه
من أبرز دروس الذكرى المباركة،
إضافة إلى أن بناء الأمة وجد طريقه،
بعد الهجرة إذ تأسس المجتمع
الإسلامى على مبادئ:
الحريات، والمواطنة، والعدل،
كما جاء ذلك فيما عُرف
بـ«وثيقة المدينة».
الدكتور حشمت المفتى،
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية
أصول الدين والدعوة بأسيوط، يقول:
ما إن استقر رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
فى المدينة حتى شرع فى وضع الأسس
والدعائم الضرورية لبناء الأمة الإسلامية،
وجَعْلِها قوية فتية، قادرة على الرقى
والنهوض، ومواجهة قوى البغى والطغيان،
ونشر الحق والعدل فى ربوع
الكون بأسره.
بناء المسجد
ويشير إلى أن الدعامة الأولى فى بناء
هذه الأمة، هى بناء المسجد،
فالإسلام عقيدة، ونظام، وآداب وأخلاق،
وفى المسجد ترسخ هذه العقيدة،
ويُعلّم هذا النظام، وتُغرس فى
النفوس هذه الآداب، وتُنمى تلك الأخلاق
وتنتظم وتقوى صلة أفراد الأمة بربهم،
كما أن فى المسجد تتلقى الأمة
تعاليم دينها، وتتعرف إلى
أحكام الله تعالى وتشريعاته وآدابه،
وتتربى أجيال الإسلام على المثل
والقيم والفضائل التى لابد منها
ويوضح أن الدعامة الثانية
فى بناء المجتمع الإسلامى،
كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار،
تدعيما لقيم التراحم والتكافل والتواصل
والتآلف والتحاب بين المسلمين،
فذلك من أهم الأسس، وأرسخ
الدعائم التى لا تقوم الأمم ولا تُبنى إلا بها،
بينما انتفاء هذه القيم بين أبناء
أى وطن، كفيل بتقويض أركانه،
وزلزلة بنيانه، لذا سارع
النبى صلى الله عليه وسلم
فى خطواته الأولى لتأسيس
دولة المواطنة، إلى عقد تلك
المؤاخاة الفريدة.
ويضيف أن الهدف من هذه الخطوة،
لم يكن دفع الأنصار إلى إكرام
نُزل المهاجرين، وحسن وفادتهم،
والإحسان إليهم، وتوفير الموطن الآمن،
والعيش الكريم لهم، فقد فعل
الأنصار ذلك، سخاء منهم،
وحبا لإخوانهم من قبل هذه المؤاخاة،
وإنما كان الهدف من تلك المؤاخاة،
وضع تلك العلاقة من المودة والأخوة
والمواساة والإيثار والتراحم
بين الأنصار والمهاجرين،
فى إطار تشريع ربانى،
يجعلها فرضاً مؤكدا لا فضلا وتكرما،
وكذلك رفع الحرج عن كثير
من المهاجرين، الذين منعهم الحياء
عن قبول ما يجود به إخوانهم الأنصار،
فاقتضت الضرورة معالجة هذا
الأمر بتشريع يبعد عنهم أى شعور
بأنهم «عالة» على الأنصار.
ويوضح أن الدعامة الثالثة
فى بناء الأمة القائمة على الحريات،
كانت تقرير حق المواطنة لكل
من يعيش فى ظل أمة الإسلام،
إذ سارع الرسول صلى الله عليه وسلم،
إلى تحقيق التوافق والترابط
بين المسلمين وغيرهم من سكان
المدينة جميعا، فكتب وثيقة
تنظم تلك العلاقة بين طوائف
المجتمع كله، كما أنها تضمنت
بنوداً خاصة بتنظيم علاقة
المسلمين بعضهم ببعض،
وبيان ما لهم من حقوق،
وما عليهم من واجبات،
وبنودا خاصة بتنظيم
علاقة المسلمين باليهود
وبنوداً عامة تشمل جميع طوائف المدينة.
ويشير إلى أن من أهم بنود
تلك الوثيقة أيضا،
أن الأصل فى العلاقة بين جميع
طوائف المدينة هو النصح المتبادل،
والنصيحة التى تنفع البلاد والعباد،
والبرّ دون الإثم، مع وجوب
التناصر بين أهل هذه الصحيفة،
والدفاع المشترك عن المدينة،
كما أن حق الأمن مكفول لكل
مواطن سواء خرج من المدينة أو بقى،
إلا من ظلم وأثم، وغير ذلك
من البنود، مما جعل تلك
الوثيقة النبوية، فتحا وسبقا
فى ميدان حقوق الإنسان،
وتقرير حق المواطنة،
والعيش الكريم لكل من يحيا
فى ظل أمة الإسلام.
لكم خال تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى