مـخـمـلـيـة
01-10-2024, 09:00 AM
القيم المستفادة من قصة الرجل الصالح في سورة يس
الاستجابة للحق بسرعة.
قبول الدعوة للحق ممن يدعون إليها طمعاً برضا الله.
ضرورة الأسلوب المقنع بالدعوة.
الدعوة للهداية رغماً عن أنوف الطغاة والمفسدين.
تطهير القلب والصدق بالإيمان.
عقوبة المفسدين.
القيم المستفادة من قصة الرجل الصالح في سورة يس كثيرة؛ فقصة مؤمن آل ياسين من أقوى القصص القرآنية التي حملت معنى الدعوة إلى الله تعالى وعززت مفهوم العقيدة السليمة، ومن القيم الموجودة في سورة يس ما يلي:
الاستجابة للحق بسرعة: لا نتوانى عن الاستجابة للحق متى علمنا دواعيه وتيقنّا من علاماته، فلم يقبل مؤمن آل ياسين أن يبقى الحق الذي يعيه بإيمانه حبيساً والضلال قد تفشّى بقومه، فأتاهم من أقصى المدينة داعياً إلى الحق دون أن يردعه علمه عن بأنهم أهل القرية التي رجمت الرسل، فهمّه الوحيد استئصال المعاصي والمنكر منهم، قال تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}.
قبول الدعوة للحق ممن يدعون إليها طمعاً برضا الله: فقد دعا المؤمن قومه إلى الإيمان دون أن يطلب ممن يدعوهم أجراً، قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ}، ويلاحظ من النص أن الله جعل عدم السؤال عن الأجر مقدماً على الهداية كون أهل القرية دائمي التشكيك برسالات الأنبياء وجاهدين بتكذيبهم، ولما تعلّقوا أكثر بمال الدنيا جافوا مقاصد الإيمان لسعيهم لكسب المنافع الشخصية والدنيوية.
ضرورة الأسلوب المقنع بالدعوة: عبر تقديم النصيحة والحجة في لزوم الإيمان، فنصح مؤمن آل ياسين قومه إذ قال: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، ثمّ خاطبهم محاججاً إيّاهم ومنبّهاً لهم إلى وجوب العبادة لمن فطرهم وقد استغرب عدم إيمانهم به لأن الله تعالى جبل عقول الخلق على شكره لما أنعم؛ وأجلّ الشكر بالعبادة والحمد، وإنّه لمن القبح الإيمان بغير من فطرهم، قال تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }.
الدعوة للهداية رغماً عن أنوف الطغاة والمفسدين: متى أدرك الداعي أن دعواه دعوة خير ويرجى منها صلاح الناس ممن يفسد حالهم دون هذه الدعوة؛ فوجبت عليه وإن شهد العذاب والإهانة ممن يدعوهم، وهو سبيل الأنبياء والمرسلين.
تطهير القلب والصدق بالإيمان: فالمؤمن الداعي للحق والإيمان لا تلج صفات الحقد والحسد والقبائح إلى قلبه، بل هو متسامح حتى وإن ظلم، فقال مؤمن آل ياسين بعد قتله من قبل قومه كونه دعاهم للهداية ودخوله الجنة: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}، فقد تمنّى هذا الصالح لمن قتلوه الخير وكظم غيظه منهم لما فعلوه به.
عقوبة المفسدين: ناصر الله عز وجل عبده مؤمن آل ياسين الذي قتله قومه بعد أن أتاهم هادياً لهم للتخلص مما هم فيه من ضلال، وقد وقفوا بوجه دعوته فغضب الله منهم وسخط عليهم لأجله، وانتقم له الله بأن أمر جبريل عليه السلام أن يسلط عليهم سياط العذاب. [1]
من هو مؤمن آل ياسين
هو حبيب النجّار بحسب ما يرى أهل العلم والتفسير.
نقل اهل العلم وكبار مفسري نصوص القرآن الكريم ما نقلوه عن الصحابي الجليل ابن عبّاس -رضي الله عنهما- وعن سواه بأن الرجل الصالح المعني في سورة ياسين بآياتها (13 – 27) هو حبيب النجار، وقد ورد اسمه في حديث مكذوب بالحكم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ يقول: “الصدِّيقونَ ثلاثةٌ: حبيبُ النجارِ مؤمنُ آلِ ياسينَ، وحزقيلُ مؤمنُ آلِ فرعونَ، وعليُّ بنِ أبي طالبٍ وهو أفضلُهم”. [2]
الحكمة من اخفاء اسم الرجل الصالح في سورة يس
الحكمة من اخفاء اسم الرجل الصالح في سورة يس؛ عدم التعرض لما لا فائدة منه في نصوص القرآن الكريم.
نهى الله عز وجل والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- العباد عن الانشغال بما لم يتطرق له النص القرآني كأسماء الأماكن أو الأشخاص، فلم يتم التطرق بسورة يس إلى اسم القرية التي عذب الله أهلها بالصيحة لقتلهم داعيهم إلى الحق والإيمان به وتصديق المرسلين؛ قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ}.
ولم يذكر اسم هذا الرجل الصالح الذي دعا ىل ياسين إلى الحق؛ قال تعالى: {رجلاً يسعى}، فلا فائدة من ذكر الاسم ولو الله رأى ضرورةً لذلك لفعل، وبالتالي يعتبر التعرض له شيء من التكلُّف والحديث به هو حديث بما لا نعلم وبلا علم، وبالتالي: زيادةً في احتمال ما يسبب عدم الفهم وتشويش الذهن، كما أنه من حكمة هذا الكتمان أنّ الدعاة الحقيقيين لا يبحثون عن الشهرة؛ فهم ممن لا يعلمون إذا حضروا ولا يفقد أثرهم إذا غابوا. [3]
عذاب الله لقتلة الرجل الصالح من آل ياسين
أخمد الله عز وجل أهل قرية آل يس بصيحة واحدة أبادتهم عن بكرة أبيهم.
يبدو فضل سورة يس بما أطلعتنا نصوصها من عبر وعظات ومن طريقة الله عز وجل في إنزال العقاب بأهل القرية التي قتلت داعيها إلى الحق، فلم يحتاج المولى لأن ينزل عليهم جنوداً من السماء انتقاماً من آل ياسين قتلة الرجل الصالح الذي أكرمه الله بالمقام المحمود الذي أراه إياه وهو واقف بباب الجنة، قال تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ}، وإنما اختار الله عز وجل طريقةً جديدةً بالعقاب لمن كذّبوا رسله إليهم وقتلوا أوليائه والدعاة إلى الحق، فبعث إليهم ن الملائكة جبريلاً -عليه السلام- الذي صاح صيحةً واحدة بين مصراعي باب القرية؛ فأخمدتهم وجعلتهم صرعى بلا حراك ولا أصوات ودون أن تهتز لهم طرفة عين.
الاستجابة للحق بسرعة.
قبول الدعوة للحق ممن يدعون إليها طمعاً برضا الله.
ضرورة الأسلوب المقنع بالدعوة.
الدعوة للهداية رغماً عن أنوف الطغاة والمفسدين.
تطهير القلب والصدق بالإيمان.
عقوبة المفسدين.
القيم المستفادة من قصة الرجل الصالح في سورة يس كثيرة؛ فقصة مؤمن آل ياسين من أقوى القصص القرآنية التي حملت معنى الدعوة إلى الله تعالى وعززت مفهوم العقيدة السليمة، ومن القيم الموجودة في سورة يس ما يلي:
الاستجابة للحق بسرعة: لا نتوانى عن الاستجابة للحق متى علمنا دواعيه وتيقنّا من علاماته، فلم يقبل مؤمن آل ياسين أن يبقى الحق الذي يعيه بإيمانه حبيساً والضلال قد تفشّى بقومه، فأتاهم من أقصى المدينة داعياً إلى الحق دون أن يردعه علمه عن بأنهم أهل القرية التي رجمت الرسل، فهمّه الوحيد استئصال المعاصي والمنكر منهم، قال تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}.
قبول الدعوة للحق ممن يدعون إليها طمعاً برضا الله: فقد دعا المؤمن قومه إلى الإيمان دون أن يطلب ممن يدعوهم أجراً، قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ}، ويلاحظ من النص أن الله جعل عدم السؤال عن الأجر مقدماً على الهداية كون أهل القرية دائمي التشكيك برسالات الأنبياء وجاهدين بتكذيبهم، ولما تعلّقوا أكثر بمال الدنيا جافوا مقاصد الإيمان لسعيهم لكسب المنافع الشخصية والدنيوية.
ضرورة الأسلوب المقنع بالدعوة: عبر تقديم النصيحة والحجة في لزوم الإيمان، فنصح مؤمن آل ياسين قومه إذ قال: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، ثمّ خاطبهم محاججاً إيّاهم ومنبّهاً لهم إلى وجوب العبادة لمن فطرهم وقد استغرب عدم إيمانهم به لأن الله تعالى جبل عقول الخلق على شكره لما أنعم؛ وأجلّ الشكر بالعبادة والحمد، وإنّه لمن القبح الإيمان بغير من فطرهم، قال تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }.
الدعوة للهداية رغماً عن أنوف الطغاة والمفسدين: متى أدرك الداعي أن دعواه دعوة خير ويرجى منها صلاح الناس ممن يفسد حالهم دون هذه الدعوة؛ فوجبت عليه وإن شهد العذاب والإهانة ممن يدعوهم، وهو سبيل الأنبياء والمرسلين.
تطهير القلب والصدق بالإيمان: فالمؤمن الداعي للحق والإيمان لا تلج صفات الحقد والحسد والقبائح إلى قلبه، بل هو متسامح حتى وإن ظلم، فقال مؤمن آل ياسين بعد قتله من قبل قومه كونه دعاهم للهداية ودخوله الجنة: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}، فقد تمنّى هذا الصالح لمن قتلوه الخير وكظم غيظه منهم لما فعلوه به.
عقوبة المفسدين: ناصر الله عز وجل عبده مؤمن آل ياسين الذي قتله قومه بعد أن أتاهم هادياً لهم للتخلص مما هم فيه من ضلال، وقد وقفوا بوجه دعوته فغضب الله منهم وسخط عليهم لأجله، وانتقم له الله بأن أمر جبريل عليه السلام أن يسلط عليهم سياط العذاب. [1]
من هو مؤمن آل ياسين
هو حبيب النجّار بحسب ما يرى أهل العلم والتفسير.
نقل اهل العلم وكبار مفسري نصوص القرآن الكريم ما نقلوه عن الصحابي الجليل ابن عبّاس -رضي الله عنهما- وعن سواه بأن الرجل الصالح المعني في سورة ياسين بآياتها (13 – 27) هو حبيب النجار، وقد ورد اسمه في حديث مكذوب بالحكم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ يقول: “الصدِّيقونَ ثلاثةٌ: حبيبُ النجارِ مؤمنُ آلِ ياسينَ، وحزقيلُ مؤمنُ آلِ فرعونَ، وعليُّ بنِ أبي طالبٍ وهو أفضلُهم”. [2]
الحكمة من اخفاء اسم الرجل الصالح في سورة يس
الحكمة من اخفاء اسم الرجل الصالح في سورة يس؛ عدم التعرض لما لا فائدة منه في نصوص القرآن الكريم.
نهى الله عز وجل والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- العباد عن الانشغال بما لم يتطرق له النص القرآني كأسماء الأماكن أو الأشخاص، فلم يتم التطرق بسورة يس إلى اسم القرية التي عذب الله أهلها بالصيحة لقتلهم داعيهم إلى الحق والإيمان به وتصديق المرسلين؛ قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ}.
ولم يذكر اسم هذا الرجل الصالح الذي دعا ىل ياسين إلى الحق؛ قال تعالى: {رجلاً يسعى}، فلا فائدة من ذكر الاسم ولو الله رأى ضرورةً لذلك لفعل، وبالتالي يعتبر التعرض له شيء من التكلُّف والحديث به هو حديث بما لا نعلم وبلا علم، وبالتالي: زيادةً في احتمال ما يسبب عدم الفهم وتشويش الذهن، كما أنه من حكمة هذا الكتمان أنّ الدعاة الحقيقيين لا يبحثون عن الشهرة؛ فهم ممن لا يعلمون إذا حضروا ولا يفقد أثرهم إذا غابوا. [3]
عذاب الله لقتلة الرجل الصالح من آل ياسين
أخمد الله عز وجل أهل قرية آل يس بصيحة واحدة أبادتهم عن بكرة أبيهم.
يبدو فضل سورة يس بما أطلعتنا نصوصها من عبر وعظات ومن طريقة الله عز وجل في إنزال العقاب بأهل القرية التي قتلت داعيها إلى الحق، فلم يحتاج المولى لأن ينزل عليهم جنوداً من السماء انتقاماً من آل ياسين قتلة الرجل الصالح الذي أكرمه الله بالمقام المحمود الذي أراه إياه وهو واقف بباب الجنة، قال تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ}، وإنما اختار الله عز وجل طريقةً جديدةً بالعقاب لمن كذّبوا رسله إليهم وقتلوا أوليائه والدعاة إلى الحق، فبعث إليهم ن الملائكة جبريلاً -عليه السلام- الذي صاح صيحةً واحدة بين مصراعي باب القرية؛ فأخمدتهم وجعلتهم صرعى بلا حراك ولا أصوات ودون أن تهتز لهم طرفة عين.