مـخـمـلـيـة
24-10-2024, 01:57 AM
مراجعة رواية :واحة الخوف
للكاتبة المتميزة :منة طارق سليم
دار النشر: حواديت
عدد الصفحات: 188
تصنيف العمل: رعب اجتماعي تاريخي
تدور أحداث الرواية كما يبينه لنا عنوان الرواية داخل واحة؛ واحة سيوة، بخضرائها وصفرائها وطبيعتها وجمالها، فتأخذنا لمكان ثري لم تطأه عيون القراء إلا نادرًا وهذا أول نقاط قوة العمل؛ المكان الذي تدور فيه أحداث الرواية، ولكن يبقى السؤال هنا لماذا تلك الجنة الخضراء(واحة سيوة) كما أطلقت عليها منة طارق سليم تحولت لواحة تنطق كل أركانها بالخوف؟ ما الذي حدث ليتبدل كل شيء فجأة؟
لنأخذ رحلة بسيطة داخل صفحات الرواية لنعرف
تبدأ الرواية برحلة تجارة عائدة لواحة سيوة يقودها«هارون» ابن أحد أكبر شيوخ واحة سيوة وأكبر أغنياءها، ولكن تجد القافلة نفسها فجأة في غير الطريق الذي يسلكوه دائمًا في رحلاتهم، بعدما وقعت فريسة ثمالة« حسقيل» دليل القافلة عندما انحرف عن الطريق نتيجة عقله المخمور، وحينئذ يبدأ ناقوس خراب الواحة يدق بقوة لينشر الذعر في أرجائها، كهف قديم لم يسمع به أحد أو يعرف بوجوده منه ستبدأ أول سطور هلاك الواحة!
ومن الخضراء التي تحفها الصفراء ننتقل إلى مصر القديمة، حيث نتعرف أن أحداث الرواية تدور في عهد أحمد بن طولون حاكم مصر وقتها، لتضفي على غموض الرواية نفحة تاريخية جيدة، أراها لو تم الاهتمام بها أكثر وتمت دراسة تلك الفترة بشكل أكبر كانت ستكون من أكثر نقاط الرواية قوة، نرى أحمد بن طولون عن كثب من خلال كاميرا وصف الكاتبة، وتدور الأحداث وتتشابك المصائر ليوكل إليه تحديد مصير الوحة!
وعودة للوصف فقد تميزت الكاتبة في الوصف على مدار الرواية، حتى كنت أرى بعض المشاهد رؤية حقيقية من دقة وصفها، إلا أن الشخصيات لم تنل هذا القدر من الوصف ولكنها على كل حال كانت جيدة ولها بصمتها في العمل
ثم نعود لتأخذنا الرواية في أحداث متسارعة لنعيش داخل رعب حقيقي تتعرض له الواحة، ووسط ما يحدث من صراع مع قوة أكبر من قدرة البشر، تلامس الكاتبة أوتار حساسة داخل النفس البشرية مثل الفقد، والعجز، والألم على الأبناء، وتلفتنا لأمور في فلسفة الحياة ربما لا ننتبه لها رغم أنها أمامنا طيلة الوقت، ولم تخلو الرواية من بعض الاسقاطات
فما الخطر الذي يهدد الواحة؟ وما مصير أهلها؟ وما المفاجآت التي تنتظر القارئ داخل الصفحات؟
النقد:
اللغة: كانت فصحى سرد وحوار، جيدة في السرد ممتازة في الحوار، إلا أنها بسيطة وبساطتها تجعلك تراها موجهة لفئة معينة من القراء، فهناك نوع من القراء يحبون اللغة القوية، الثرية بالمصطلحات والتركيبات اللغوية، إلا أنه بالطبع لا يعتبر عيب في العمل ولكن ينصح به لتشبع رغبات عيون القراء بمختلف فئاتهم
الشخصيات:
ستجد شخصيات متباينة، بين الخير والشر والجشع والقوي والحكيم، لم تعتمد الرواية على الشخصيات المحورية الكثيرة وهذا مناسب لطبيعة العمل وحجمه، فستجد شخصية واحدة هي المحورية وباقي الشخصيات ثانوية ولكن لها بصمتها في العمل
تميزت منة طارق في وصف مشاعر الشخصيات، وعلاقاتها، وخلفيتها التاريخية، بينما نقصتها بعض الجوانب في تخطيط الشخصية ربما لا تؤثر في مجرى الأحداث ولكنها مهمة لرسم شخصية عميقة لها وجود.
للكاتبة المتميزة :منة طارق سليم
دار النشر: حواديت
عدد الصفحات: 188
تصنيف العمل: رعب اجتماعي تاريخي
تدور أحداث الرواية كما يبينه لنا عنوان الرواية داخل واحة؛ واحة سيوة، بخضرائها وصفرائها وطبيعتها وجمالها، فتأخذنا لمكان ثري لم تطأه عيون القراء إلا نادرًا وهذا أول نقاط قوة العمل؛ المكان الذي تدور فيه أحداث الرواية، ولكن يبقى السؤال هنا لماذا تلك الجنة الخضراء(واحة سيوة) كما أطلقت عليها منة طارق سليم تحولت لواحة تنطق كل أركانها بالخوف؟ ما الذي حدث ليتبدل كل شيء فجأة؟
لنأخذ رحلة بسيطة داخل صفحات الرواية لنعرف
تبدأ الرواية برحلة تجارة عائدة لواحة سيوة يقودها«هارون» ابن أحد أكبر شيوخ واحة سيوة وأكبر أغنياءها، ولكن تجد القافلة نفسها فجأة في غير الطريق الذي يسلكوه دائمًا في رحلاتهم، بعدما وقعت فريسة ثمالة« حسقيل» دليل القافلة عندما انحرف عن الطريق نتيجة عقله المخمور، وحينئذ يبدأ ناقوس خراب الواحة يدق بقوة لينشر الذعر في أرجائها، كهف قديم لم يسمع به أحد أو يعرف بوجوده منه ستبدأ أول سطور هلاك الواحة!
ومن الخضراء التي تحفها الصفراء ننتقل إلى مصر القديمة، حيث نتعرف أن أحداث الرواية تدور في عهد أحمد بن طولون حاكم مصر وقتها، لتضفي على غموض الرواية نفحة تاريخية جيدة، أراها لو تم الاهتمام بها أكثر وتمت دراسة تلك الفترة بشكل أكبر كانت ستكون من أكثر نقاط الرواية قوة، نرى أحمد بن طولون عن كثب من خلال كاميرا وصف الكاتبة، وتدور الأحداث وتتشابك المصائر ليوكل إليه تحديد مصير الوحة!
وعودة للوصف فقد تميزت الكاتبة في الوصف على مدار الرواية، حتى كنت أرى بعض المشاهد رؤية حقيقية من دقة وصفها، إلا أن الشخصيات لم تنل هذا القدر من الوصف ولكنها على كل حال كانت جيدة ولها بصمتها في العمل
ثم نعود لتأخذنا الرواية في أحداث متسارعة لنعيش داخل رعب حقيقي تتعرض له الواحة، ووسط ما يحدث من صراع مع قوة أكبر من قدرة البشر، تلامس الكاتبة أوتار حساسة داخل النفس البشرية مثل الفقد، والعجز، والألم على الأبناء، وتلفتنا لأمور في فلسفة الحياة ربما لا ننتبه لها رغم أنها أمامنا طيلة الوقت، ولم تخلو الرواية من بعض الاسقاطات
فما الخطر الذي يهدد الواحة؟ وما مصير أهلها؟ وما المفاجآت التي تنتظر القارئ داخل الصفحات؟
النقد:
اللغة: كانت فصحى سرد وحوار، جيدة في السرد ممتازة في الحوار، إلا أنها بسيطة وبساطتها تجعلك تراها موجهة لفئة معينة من القراء، فهناك نوع من القراء يحبون اللغة القوية، الثرية بالمصطلحات والتركيبات اللغوية، إلا أنه بالطبع لا يعتبر عيب في العمل ولكن ينصح به لتشبع رغبات عيون القراء بمختلف فئاتهم
الشخصيات:
ستجد شخصيات متباينة، بين الخير والشر والجشع والقوي والحكيم، لم تعتمد الرواية على الشخصيات المحورية الكثيرة وهذا مناسب لطبيعة العمل وحجمه، فستجد شخصية واحدة هي المحورية وباقي الشخصيات ثانوية ولكن لها بصمتها في العمل
تميزت منة طارق في وصف مشاعر الشخصيات، وعلاقاتها، وخلفيتها التاريخية، بينما نقصتها بعض الجوانب في تخطيط الشخصية ربما لا تؤثر في مجرى الأحداث ولكنها مهمة لرسم شخصية عميقة لها وجود.