ابتسامة الزهر
20-12-2024, 02:33 AM
عجبت ممن يخاف وله رب كبير سميع قريب مجيب
لنا بالله آمالٌ وسلوى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وعند الله ما خاب الرجاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إذا اشتدت رياح اليأس فينا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
سيعقُب ضيقَ شدتها الرخاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أمانينا لها رب كريم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إذا أعطى سيدهشنا العطاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
((احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)).
فلا تعجب؛ فالله كريم؛ قال بعض الصالحين: "عجبت لمن خاف، كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]؟ فإني سمعت الله جل جلاله يقول بعقبها: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾ [آل عمران: 174]، وعجبت لمن اغتمَّ كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]؟ فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]، وعجبتُ لمن مُكِرَ به، كيف لا يفزع إلى قوله: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]؟ فإني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ﴾ [غافر: 45]، وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها، كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]؟ فإني سمعت الله عز اسمه يقول بعقبها: ﴿ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ ﴾ [الكهف: 39، 40].
كن عن همومك معرضًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وكِلِ الأمور إلى القضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأبشر بخير عاجل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تنسى به ما قد مضى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلرُبَّ أمرٍ مُسخِطٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك في عواقبه رضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولربما اتسع المضي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ق وربما ضاق الفضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
الله يفعل ما يشا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلا تكن متعرضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
الله عوَّدك الجميل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فقِسْ على ما قد مضى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قال صلى الله عليه وسلم: ((فإن مع العسر يسرًا)، وهو منتزع من قوله تعالى: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، وقوله عز وجل: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].
هذا، ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد وعظُم وتناهى، حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، وتعلَّق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تُطلَب بها الحوائج، فإن الله يكفي من توكل عليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]؛ قال الفضيل: "والله لو يئستَ من الخلق حتى لا تريد منهم شيئًا، لأعطاك مولاك كل ما تريد".
فينبغي للعبد أن يُحْسِنَ ظنَّه بالله، وأن يقوِّيَ يقينه بفرج من عنده سبحانه؛ فهو عز وجل عند حسن ظن عبده به، وأن يبذل أسباب الفرج من الصبر والتقوى، وحمد الله على كل حال؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 4، 5].
ولرُبَّ نازلة يضيق لها الفتى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ذرعًا وعند الله منها المخرجُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فرجت وكنت أظنها لا تُفرَجُ
لنا بالله آمالٌ وسلوى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وعند الله ما خاب الرجاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إذا اشتدت رياح اليأس فينا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
سيعقُب ضيقَ شدتها الرخاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أمانينا لها رب كريم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إذا أعطى سيدهشنا العطاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
((احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)).
فلا تعجب؛ فالله كريم؛ قال بعض الصالحين: "عجبت لمن خاف، كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]؟ فإني سمعت الله جل جلاله يقول بعقبها: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾ [آل عمران: 174]، وعجبت لمن اغتمَّ كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]؟ فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]، وعجبتُ لمن مُكِرَ به، كيف لا يفزع إلى قوله: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]؟ فإني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ﴾ [غافر: 45]، وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها، كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]؟ فإني سمعت الله عز اسمه يقول بعقبها: ﴿ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ ﴾ [الكهف: 39، 40].
كن عن همومك معرضًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وكِلِ الأمور إلى القضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأبشر بخير عاجل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تنسى به ما قد مضى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلرُبَّ أمرٍ مُسخِطٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك في عواقبه رضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولربما اتسع المضي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ق وربما ضاق الفضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
الله يفعل ما يشا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلا تكن متعرضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
الله عوَّدك الجميل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فقِسْ على ما قد مضى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قال صلى الله عليه وسلم: ((فإن مع العسر يسرًا)، وهو منتزع من قوله تعالى: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، وقوله عز وجل: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].
هذا، ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد وعظُم وتناهى، حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، وتعلَّق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تُطلَب بها الحوائج، فإن الله يكفي من توكل عليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]؛ قال الفضيل: "والله لو يئستَ من الخلق حتى لا تريد منهم شيئًا، لأعطاك مولاك كل ما تريد".
فينبغي للعبد أن يُحْسِنَ ظنَّه بالله، وأن يقوِّيَ يقينه بفرج من عنده سبحانه؛ فهو عز وجل عند حسن ظن عبده به، وأن يبذل أسباب الفرج من الصبر والتقوى، وحمد الله على كل حال؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 4، 5].
ولرُبَّ نازلة يضيق لها الفتى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ذرعًا وعند الله منها المخرجُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فرجت وكنت أظنها لا تُفرَجُ